السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله أوقاتكم بالخير والمسرات
في يوم كان الجو هادئاً
والسماء ملبدة بالسحاب والغيوم تنتشر هنا وهناك
فوق سطح الأرض كأنها قطع من الليل مظلما
وكانتا النملتان الصغيرتان // بيتا , وجاما // تحاولان
في حمل حبة قمح كبيرة
وقفت أتأمل ماذا ستفعلان هاتان الصغيرتان بهذه الحبة
ويظهر أن وزنها يعدل خمسة أضعاف من وزن النملتين معاً
ياترى ماذا يحصل ؟
كلما قامتا النملتان بإزاحة الحبة تدحرجت عليهما وفرا عنها
وفي أثناء تلك المحاولات العديدة والمتواصلة والتي لم تثمر
عن شيئ يذكر في نقل الحبة من مكانها
إذ حضرت نملة كبيرة , فأومأت الى الصغيرتين وكأنها تخاطبهما بالكف
عن العمل والمحاولات .
ياترى ماذا ستفعل هذه النمله بهذه الحبة التي تزيد على وزنها بأضعاف ؟
وما هي إلاّ لحظات حتى قامت بنشرها وقسمها الى قسمين .
وعادت النملتان بيتا وجاما الى الموقع وحملتا نصف الحبة
وحملت النملة الكبيرة النصف الآخر.
انظر عزيزي إلى هذا العمل والمشروع التعاوني
بين ثلاث مخلوقات من مخلوقات الله الصغيرة
ياإلهي !!! من ألْهم هذه المخلوقات هذا التعاون الجماعي ؟
إنه الخالق جلا في علاه.
فحري بنا معشر البشر ومعشر المسلمين
أن نتعاون فيما بيننا في جميع الأمور التي تستوجب التعاون
وأن لانترك لليأس طريقا علينا وأن لانترك الأمور التي تصعب
علينا من أول محاولة بل نحاول ونحاول ونحاول حتى نجد طريقاً للنجاح
ونتعلم الصبر ونتحلى به في كل المواقف والأمور
فما كان الصبر في شيء إلاّ زانه وما فقد من شيء إلاّ شانه
ولاننسى سورة العصر التي قال عنها ابن عباس
لوماأنزلت على هذه الأمة إلاّ هذه السورة لكفتهم
هداني الله وإياكم إلى طريقه القويم وصراطه المستقيم
وألهمنا الصبر في الأمور كلها..
بقلم // أبو ســـــــــــــامي
