السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال رائع قرأته للكاتب والمحقق عبد الرحمن بن صالح السديس
تحت عنوان " منتدياتنا والسقوط المهني والأخلاقي "
وأعجبني بفحواه جداً .. جداً ولا أعلم وجه القرابة بين كاتب المقال
وبين شيخنا الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس
وأحاول ان استفسر وسأوافيكم بالمعلومة في حين توافرها لدي
ان شاء الله اما الآن فـ أترككم مع المقال وهدفه السامي
الذي لولا فائدته ما نقلته لكم يا أخوتي وأخواتي في الله
@ المقــــــــــــــــــــــــــــال @ ..
@ ومن أهم هذه المعالم @
حسن الخلق : ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ". رواه أبو داود وصححه ابن حبان حسن الخلقوالحاكم.
وعن أسامة بن شريك قال:" قالوا يا رسول الله ما أفضل ما أعطي المرء المسلم ؟
قال: حسن الخلق ". رواه أحمد وصححه ابن حبان.
وفي الصحيحين عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ، ولا متفحشا ،
وكان يقول:" إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ".
وأحسب أن مدح حسن الخلق من الأمور المتفق عليها بين العقلاء في جميع الأمم ،
فلا بد أن تكون حواراتنا على مستوى من الأدب ، ومجانبة للفحش و البذاء ؟!
@ الجدية في الطرح والحرص على المفيد @
تخلفت الفائدة في كثير من المواضيع ؛ لأنها دارت على : قيل وقال ..! ،
وبئست المطية ، وقد جاء الزجر عن هذا ؛ فقال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم :"
إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال.. "الحديث . متفق عليه.
ولذا أوصيك أخي في الله ، ونفسي أن تنتبه لما تكتب ،
وتوازن بين المصالح والمفاسد ، ولا تكن مهذار ثرثارا ، متكثرا ،
غير مكترث بما تقول وتنقل ، وكأنك قد برئت من تبعة ما تكتب ،
وضمنت السلامة في الدارين .
و أذكرك ـ وأنت اللبيب الفطن قبل أن تكتب عن أحد ، أو تطعن فيه ـ أن حقوق العباد
مبنية على المشاحة ، ومن كان منهم في دائرة الإسلام = فهو محرم العرض
محمي الجناب ، معظم الحرمة ، تحرم الوقيعة فيه إلا بالضوابط الشرعية المقررة
عند العلماء ، مع مراعاة المصالح ، والمفاسد ، وحسن قصدك حين الكتابة .
قال الإمام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله : ..
وإذا كان مبتدعا يدعوا إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة ،
أو يسلك طريقا يخالف الكتاب والسنة ،
ويخاف أن يضل الرجل الناس بذلك = بين أمره للناس ؛ ليتقوا ضلاله ، ويعلموا حاله ،
وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح ، وابتغاء وجه الله تعالى ، لا لهوى الشخص
مع الإنسان مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية ، أو تحاسد ، أو تباغض ، أو تنازع
على الرئاسة ؛ فيتكلم بِمَسَاوِيْهِ مظهرا للنصح ، وقصده في الباطن الغض من الشخص ،
واستيفاؤه منه ! = فهذا من عمل الشيطان ، و" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ
ما نوى" ، بل يكون الناصح قصده أن الله يصلح ذلك الشخص ، وأن يكفى المسلمين
ضرره في دينهم ، ودنياهم ويسلك في هذا المقصود أيسر الطرق التي تمكنه مجموع الفتاوى 28/221.
وقال أيضا عند قوله تعالى: ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه
فجعل جهة التحريم كونه أخا أخوة الإيمان ، ولذلك تغلظت الغيبة بحسب حال المؤمن ؛
فكلما كان أعظم إيمانا كان اغتيابه أشد ، ومن جنس الغيبة الهمز ، واللمز فإن كلاهما
فيه عيب الناس ، والطعن عليهم كما في الغيبة. مجموع الفتاوى 28/225.
ومما يلحظ من بعض الناس تسرعه في الأحكام على عباد الله ، وتصنيفهم ، وتبديعهم
لأدنى احتمال يلحظه من كتابته ، وهذه جرأة عظيمة ، وتقحم على المهالك ، والمتحري
لدينه في اشتغاله بعيوب نفسه ما يشغله عن تفحص سقطات غيره ، ونشرها
ولا جرم أن تمزيقَ أعراضِ العباد حمق لا يقع من متيقظ.
وإن لم يكن بد من الكلام في شخصٍ ما لسبب شرعي ، فلا بد من العدل
والإنصاف ، والأمانة ، والصدق ؛ فالكذب على الناس حرام كله سواء كان الرجل
مسلما أو كافرا ، بارا أو فاجرا .
وإن كان المتكلم فيه من أهل العلم و (علم منه الاجتهاد السائغ فلا يجوز أن يذكر
على وجه الذم ، والتأثيم له فإن الله غفر له خطأه ، بل يجب لما فيه من الإيمان
والتقوى موالاته ، ومحبته والقيام بما أوجب الله من حقوقه من ثناء ، ودعاء
وغير ذلك وإن علم منه النفاق.. فهذا يذكر بالنفاق .
وإن أعلن بالبدعة ، ولم يعلم هل كان منافقا ، أو مؤمنا مخطئا = ذكر بما يعلم منه ،
فلا يحل للرجل أن يقفو ما ليس له به علم ، ولا يحل له أن يتكلم في هذا الباب إلا
قاصدا بذلك وجه الله تعالى ، وأن تكون كلمة الله هي العليا ، وأن يكون الدين كله لله ،
فمن تكلم في ذلك بغير علم ، أو بما يعلم خلافه كان آثما ... ثم القائل في ذلك بعلم لابد
له من حسن النية ، فلو تكلم بحق لقصد العلو في الأرض أو الفساد كان بمنزلة الذي
يقاتل حمية ، ورياء ، وإن تكلم لأجل الله تعالى مخلصا له الدين كان من المجاهدين
في سبيل الله من ورثة الأنبياء خلفاء الرسل) . مجموع الفتاوي 28/234-235.
وقال الإمام مالك رحمه الله : بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني
وذاك أنه قال: من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم تاريخ أبي زرعة الدمشقي ص193.