تآبع القصة
الجزء التآلت
كبرت وكبر الهم والمعاناه معي ...ولم اجد الصدر الحاني الذي يعطف علي ويحتويني . رغم ان معلماتي وصديقاتي
كانوا يحبونني كثيرا لكن ذلك لم يكن ليعوضني عن الصدر الحاني الذي اشكو اليه كل همومي ...رحمك الله يا أمي
وأسكنك فسيح الجنان
انتقلنا من بيتنا لبيت آخر وانتقلت للصف الاول الثانوي بمدرسه جديده وفارقت كل صديقاتي ومعلماتي لاتعرف على
اجواء جديده من معلمات وطالبات..وبفضل الله فرضت نفسي على الكل بحسن خلقي ..كنت استغل فتره الفسحه لالقي على الطالبات والمعلمات كلمه دينيه بسيطه في مصلى المدرسه
انتقلت لفصلي طالبه جديده منتسبه تكبرنا سنا .كانت تتأملني كثيرا حتى ان نظراتها كانت تخجلني..
وفي مره طلبت مني الجلوس معها ..وتكلمنا في مواضيع كثيره...بعدها قالت لي: هل اخبرك احد قبلي انك تمتلكين وسامه وجمالا آخاذا..فخجلت وقتها وشكرتها على مجاملتها اللطيفه لكنها اصرت انها ليست مجامله بل حقيقه ..مما جعلني ارجع للبيت
لاقف امام المرآه اتأمل نفسي...وتأتي بعد ذلك معلمه الانجليزي لتقول نفس الكلام ..فرحت كفرحة أي انثى بهذا الكلام
كانت صديقتي المقربه الى نفسي تقول لي :الله لو ان والدك كان يشتري لك مريولا جديدا لأبرز جمالك فأبتسم واقول لها
الحمد لله على كل حال
انتقلت للصف الثاني الثانوي ..وبعد مرور اسابيع قليله تطلبني وكيله المدرسه للحضور لمكتبها فدق قلبي اضطرابا
وتساؤلا ؟ماذا تريد مني وكيله المدرسه؟؟حضرت لغرفتها واذا بها تضيفني ضيافه استغربت منها (اصناف المعجنات
والحلويات)ولم افهم شيئا!! بعدها فاجئتني بالموضوع انها تريد خطبتي لاخوها لقولها انها وجدت فيني كل ما طلبه اخوها
..صدمت وتلعثمت في الكلام وخفق قلبي بشده...واخبرتها ان امي متوفاه وزوجة ابي هي من ستستقبلها ان حضرت لبيتنا.
وبالفعل اتصلت الوكيله بزوجة ابي وطلبت زيارتها..وزارتنا نهاية الاسبوع وفتحت الموضوع لعمتي..ولم اعرف بعدها عن شئ؟ وكل ما عرفته ان الوكيله صارت تنفر مني ولا تحب مجالستي فلجئت لاحدى المعلمات المقربات حتى تعرف لي سبب النفور؟ وكانت الصدمه ! عرفت ان عمتي قد ذمتني بشده امام الوكيله واخبرتها اني ليست المناسبه لاخوها وان كلي مظاهر فقط...عزة نفسي وكبريائي لم تسمح لي تصحيح المعلومه للوكيله وانما اكتفيت بالرضى لما قدر الله والحمد لله
ذات مره طلبتني المشرفه
الاجتماعيه في المدرسه (المرشده الطلابيه حاليا) واخبرتني انها تريدني في الفسحه ذهبت اليها
فقالت لي وهي محرجه :يافلانه ماعندك مريول آخر غير هذا القديم؟؟قلت لها لا...قالت تدبرين مريولا ام ندبر لك؟؟ فقط للغد!! فسألتها عن السبب فقالت كنت اود ان اجعلها مفاجئه لك لكني اضطررت لاخبارك من اجل تغيير المريول...وبالفعل دبرت مريولا ...كان كبيرا قليلا لكن يؤدي الغرض...
وفي صباح اليوم التالي ..تلقي المرشدة الطلابيه كلمة طويله تضم مدحا وثناءا واطالت الوصف ليتشوق الطالبات ..من صاحبه الوصف ومن هي الطالبه التي ستتوج وتكرم..واذا بها تنادي اسمي ليصيح الطالبات ويعلوا التصفيق مما جعلني
لم اتمالك نفسي من البكاء.. حينها سلمتني مديرة المدرسه (طقم ذهب)وكثير من الهدايا من معلماتي
كان يوما مميزا في حياتي ....رجعت للبيت مخفيه طقم الذهب عن عمتي اما باقي الهدايا صودرت مني...وطقم الذهب اعطيته اختا لي متزوجه وطلبت منها بيعه وأخذت قيمته وتصدقت منها واعطيت اختي المتزوجه مبلغا يسيرا هديه مني والباقي طلبت منها شراء بعض الملابس الداخليه لي ولم تشعر عمتي بشئ والحمد لله
مع سن المراهقه كنت احتاج لبعض الراحه حين رجوعي من المدرسه ولو لنصف ساعه ..كانت عمتي ترفض هذه القيلوله وتقول اجلي نومك لليل فكنت احيانا لا اتحمل الجهد والعناء واذهب بشرشف صغير لافرشه خلف الحوش وانام فيه فكانت العمه اذا اكتشفتني ترفسني برجلها وانا نائمه وتبدأفي السب والشتم...
وفي مره زارتنا الجارات ولم تكن أي واحده منهن تعرفني ..لم تسمح لي العمه بالدخول ..وفضولي كمراهقه جعلني اختلس نظره سريعه للغرفه التي فيها الضيوف في حين انشغال العمه بالكلام ...لمحني الجارات واجبروا العمه لدخولي ولكنها
اعتذرت منهم باسلوبها لتأتي الي بالغرفه وتشتمني وتقول لي من اذن لك بالدخول؟؟ ومما زاد المي انها اخبرتني ان الجارات قالوا من هذه القبيحة الشكل التي نظرت من الباب؟؟
بينما اخبرتني اختي الكبيره ان الجارات بالعكس سألوا العمه ؟من البنت الحلوه التي نظرت من الباب ؟والحوا على عمتي ان ادخل لكنها رفضت
وذات مره اصبت بزكام شديد مع سخونه وكتمه في الصدر شكوت لعمتي انسداد انفي وتعبي فقالت لي نامي وفمك مفتوح لتتنفسي منه الى ان تشفي...والذي حصل ان حالتي ازدادت سوءا.. فاسيقظت ليلا لاجد ابي في دورة المياه ..انتظرته
وحين خرج بكيت بشده واخبرته انني تعبه جدا فاحتضنني ابي بشده ...والله لازلت اذكر المكان والوقت والشكل الذي احتضضني فيه أبي لانها اول مره....والحقيقه كان ابي لايملك في جيبه حينها الا 200ريال ذهب بي حينها لطوارئ اقرب مستوصف وقاموا باللازم واشترى لي ابي بعدها الدواء ورجعنا للبيت لاجد عمتي بانتظاري وكلها حقد وغضب ولم تظهر ذلك لأبي..كل مافعلته انها اخذت كيس الادويه مني وقالت يكفيك ما تلقيته في المستوصف من علاج...اما هذا
العلاج فسوف يضرك...وهددتني ألا اخبر والدي...
.عانيت المرض وصارعته الى ان شفيت ..كنت انظر اليها حينما تصاب بالزكام هي او ابنها تعالج نفسها بالقطره والأدويه التي اشتراها لي والدي...
اشترى والدي ذات يوم لحافا وفراشا جديدين فأستغرب الكل !! لمن؟؟قال ابي وقت النوم ستعرفون لمن؟وحان وقت النوم
ليرمي ابي فراشي المهترئ ويضع لي الفراش واللحاف والمخده الجديده وامسك بيدي وامرني بالنوم عليه ..صاحت العمه
لاتستاهله ...وبدأت بالصياح على أبي..طلبت منك مرارا ان تشتري لولدي فلم تشتري له...اريد كل الجديد لابني وامرتني بالنهوض
فرفض والدي وهددها.. فغضبت.. وعندما نام والدي اخضرت لي لحافا قديما ومخده قديمه ورمتها في وجهي وأخذت الجديد...
وتركت الفراش حتى لايثور والدي عليها وعندما اصبح الصباح اعادت الوضع كما كان حتى لايشعر ابي وظلت كذلك الى ان نسي أبي الموضوع.....
كان لوالدي تجاره بسيطه نقتات منها ونعيش على دخلها ....ولكن خسر ابي كل تجارته ولم اعرف السبب او كيف
خسر تجارته ...وكل ما اعرفه اننا عشنا سنه ونصف من الجدب وقله المؤونه حتى كنا نكتفي بالخبز والشاي طوال اليوم
كنت انطوي في المدرسه بعيدا عن الطالبات حتى لايراني احد وانا دون فطور....اطفأت شركة الكهرباء التيار في بيتنا
وتركت عمتي المنزل لتذهب لبيت اخوانها وبقينا انا ومن بالبيت نصارع الظلام وظل الحال كذلك قرابة الاسبوعين الى
ان دبر ابي قيمة الفاتوره ورجع الينا النور...
كانت المعلمات في المدرسه يطلبن بعض الطلبات للفنيه والتدبير....الخ ولم اكن املك قيمة حتى قلم مدرسي واحترت في امري
الى ان لاحظت حالي اعز صديقه لي ....فكانت نعم الصديقه..قاسمتني اغراضها والحمد لله لم يلحظ احد ضيق حالي
نعم......نعم الصديقه انتي ياساميه انار الله دربك حيث كنتي ..لم اجد لساميه مثيلا حتى الان ...الكل نفسي نفسي الا من رحم الله
تواصلت معها فتره وبعدها انتقلت لبيت آخر وتغير هاتفها ولم استدل لها طريقا
ظل ابي يصارع الفقر ونصارعه معه لكن مع ذلك لم نتذمر ولم نظهر لوالدي شيئا ....كنت يوما اصلي صلاة القيام
نصف الليل ..سلمت من الركعتين الاولى وجلست افكر في كل شي حتى الطعام الذي نشتهيه من فتره ولم نتذوقه وجال
بخاطري حينها الكيك واشتهيت وقتها قطعة قاتوه ولكن سرعان ما تناسيت هذا التفكير لاقوم الى الصلاه من جديد
سلمت من صلاتي واذا بي ارى مالم تصدقه عيناي !! معقول؟؟ قطعة قاتوه في صحن قرب كتفي اليسار..انتابني خوف
وتردد في لمسها ...ولكن سرعان ما دخلت اختي تقول لي....احضرت لك قطعة القاتوه فوجدتك تصلين فوضعتها في يسارك حتى تريها بعد الصلاه....وقتها سألتها من اين؟؟ قالت اخونا حضر حفل صديقه وبعد الحفل اعطاه صديقه
بعض قطع القاتوه للبيت...وقتها قلت :لو كنت اعلم ان تلك الساعه التي اشتهيت فيها القاتوه كانت ساعه اجابه....لكنت طلبت حسن الخاتمه والجنه....فسبحان الله
تمر الايام والشهور ونحن على نفس الحال الى ان وجد ابي دخلا يسير نعيش عليه .....انتقلت للصف الثاني الثانوي
وبعد فتره وجيزه تكلمني احدى المعلمات انها ترغب في خطبتي لاخوها وتفاجئني بصورته لتقول هذا اخي الذي اود
خطبتك له....خجلي وحيائي منعني حتى من النظر الى الصوره لاني لم اكن اعلم هل سيتم الموضوع ام لا لكنها اصرت ان آآخذ الصوره الى الفصل واتأملها ...وضعتها في الحقيبه ...ورجعت للفصل ...سألتني احدى الطالبات في الفصل
عن سبب مناداة المعلمه لي ...فقلت لها مبتسمه تريد خطبتي لاخوها...قالت لا اظن ان هذا هو الموضوع ؟؟ فأبتسمت واخرجت الصوره....وليتني لم اخرجها...تناقلت الصوره في كل الفصل ...وبدأت العبارات من كل مكان...الله جميل
الله حلو..الله وسيم...لايقين على بعض....ارجعت لمعلمتي الصوره وانا لم انظر اليها الا لمحة سريعه واعطيتها رقم بيتنا
في اليوم التالي تقابلني معلمتي بزعل شديد ...قالت:لماذا لم تخبريني انك مخطوبه وعمتك اكدت لي انك تعرفين
اقسمت لها بالله اني لااعلم... فكانت متفهمه وسمعت مني مأساتي لتحكيها لاخوها...فأزاد تعلقا وبذل المستحيل حتى يتزوجني
قابل والدي وقابل اخواني وبعد محاولات اعطاه والدي كلمه ففرح واستبشر وجاءت الي معلمتي تبشرني...ولكن كنت بداخلي اشعر اني لست نصيبه.....حضر عيد الاضحى وقتها وحضر الشاب لبيتنا بهديه فآآآخره وبداخلها عبارات عيد رائعه...وتمر ايام وتسلمني معلمتي رساله منه ....وتقول هو ايضا يود ان يقرأ رساله من خطك
قرأت رسالته التي كانت مليئه بالعبارات الدافئه التى لم اسمعها في حياتي مع منديل مرشوش بعطره المفضل
اما رسالتي له كانت فيها عبارات عاديه وبسيطه لاني لم اكن وقتها مقتنعه بارسال الرساله
انتظروني بإذن الله مع بآقي القصة .gif "s17")
