01-30-2012, 04:51 PM
|
|
♥ )( تركي و العنود )( ♥

في سالف العصر و الأوان كان هنالك قبيله عربيه تتسم بالرجوله و الشجاعه ولا تهاب الصعاب و كان شيخ القبيله يدعى ابو تركي ، و كان شيخ القبيله يتسم بالشجاعه و المغامره و الدهاء و الحكمه وكان ايضآ شاعرآ و يحب المحاورات مع اصحابه ، لكن لم يستطع احد غلبه في المحاورات ، و كان يصطحب ابنه في جميع رحلاته للمقناص و يعلمه فنون القتال و ركوب الخيل ، و مرت الأيام و ابو تركي لم ينجب غيره من الأبناء و كان وحيد امه و ابيه ولكنه كان عن مائة رجل ، من شهامته و طيبه و رجاحة عقله . كبر تركي و ترعرع على يد ابيه المغوار و كان يستمد قوته من عشيرته و اهله المساندين له لأنهم احسو برجاحة عقله و رأوا انه يجب ان يعيّن لحل قضايا العشيره ، و حصل لهم ذلك و عيّنه ابوه قاضيآ للعشيره و مع مرور الأيام اشتهرت قبيلته بأسم عرب تركي من شدة اعجابهم بتركي و ذات مره و تركي جالس في مجلسه لحل قضايا العشيره جائته امرءه مع ابنتها و كانت تبكي بشده فقال لها ما بالك تبكين هدئي من روعك و اسمعيني قصتك و ان شاءالله سوف نجد لها حل ، كفكفت دموعها و قالت انا امرأه ارمله مات زوجي عني و ترك لي ابن و ابنه ربيتهم و سهرت على راحتهم إلى ان وصل بي الحال بأن ابني و زوجته لا يرحماني انا و ابنتي و ليس لدي حيله ولا اعلم كيف اعالج هذا الأمر ، زوجة ابني لا تريدني ولا تريد ابنتي و ما من ملجأ لنا نلجأ اليه و زوجة ابني تريد تزويج ابنتي لأخيها و انا لا اريد ذلك لأنه يتزوج و يطلق بمزاج ولا اريد لأبنتي مثل ذلك الرجل ،
فأرجو ان القى لديك الحل لكي اطمئن على مستقبل ابنتي و سمعتها ، تركي كان يصغى بصمت لكي يحلل المشكله و يلقى لها حل و عندما انتهت المرأه من التحدث قال لأحد اصحابه اتبع المرأه إلى ان تصل دارها امنه و لا تنسى درب اقامتها و قال للمرأه هوني عليك و بأذن الله سوف القى لك حل و سوف يتبعك احد اصحابي ليدل الطريق و سوف ابعث وراءك في القريب العاجل لحل مشكلتك ، و بعد ان دعت له المرأه بطوله العمر و الصحه و العافيه ذهبت إلى مقر اقامتها واستخارت ربها بأن يرزق ابنتها ابن الحلال الذي يسترها و يكون لها نعم السند ، و ذهب تركي إلى مقر اقامته عند والديه و دخل عليهم و وجهه حائر و فيه تساؤلات كثيره فقال له ابيه ما بالك يا بني قل لي ، قال تركي لدي قضيه و سأسعى لحلها ولكن اريد مشورتك قال ابو تركي تفضل يا بني كلي اذان صاغيه ، و سرد تركي قصه المرأه و ابنتها لأبيه و امه كانت تتنصت من بعيد و عندما انتهى تركي من الحديث سألت امه عن اصل المرأه و ابنتها قال تركي انهم من قبيلتنا و اناس طيبون ولا تشوب سمعتهم شائبه ، قال ابيه انت رأيت الفتاه قال نعم لكن كان على رأسها و وجهها غطاء قال الأب اتركني اليوم لأفكر بحل و غدآ بأذن الله اعطيك الجواب الشافي و ذهب تركي للنوم بعد عناء يوم طويل ، ولم تغب عن باله قصه المرأه و ابنتها ، وكان ابيه يحلل القضيه مع زوجته ام تركي و قالت له لماذا لا يتزوج تركي ابنة المرأه تلك ، فقال ابو تركي ونعم القرار و فرحت كثيرآ ام تركي لأنها تريد تزويج ابنها و ترى ابنائه ، قال ابو تركي سوف اخبر تركي غدآ و ارى ان كان يريد الزواج بها ام لا ، و انقضت الليله و اصبح الصباح وكان تركي متعبآ من التفكير و عند الأفطار قال ابيه يا بني انا و امك توصلنا لحل ليله البارحه و ارجو بأن يكون حل يرضيك و يرضي الطرف الأخر ، قال تركي قل يا ابي انا اسمعك و كلي شغف قال ابو تركي الحل بأنك تتزوج من ابنت المرأه ، منها حل لمشكلتها و منها بأن نزوجك و نفرح بك ، ما رايك و الرأي الاول و الأخير لك ، قال تركي دعني افكر يا ابي و سوف اتمكن من اخذ القرار الصحيح بأذن الله و خرج تركي من عند ابيه وهو يفكر بحل ابيه بأن يتزوج تلك الفتاه وهو حتى اسمها لا يعرفه ، و بعد ذلك اتى بصاحبه الذي اوصل المرأه و الفتاه إلى مقر سكنهم و قال له اريدك بأن تذهب لهم و تأتي بأخيها إلي الان و فورآ ، و ذهب صاحبه و قابل اخ الفتاه و قاله له الشيخ تركي يريد مقابلتك قال الشيخ تركي ابن شيخ القبيله قال نعم هو بذاته قال و ماذا يريد مني قال لا اعلم تعال معي لتسمع بنفسك قال سوف اتي معك ، و ذهب معه للشيخ تركي و قابله قال الشيخ تركي لأخ الفتاه لماذا انت قاسي على امك و اختك ، احمر وجه اخ الفتاه لأنه لا يعلم بأن امه و اخته اشتكو منه عن الشيخ تركي ، قال من قال لك هذا الحديث ولم يحصل اي من الذي تقوله ، قال تركي و اخ زوجتك الذي تريد تزويجه لأختك ماذا تقول عنه ايضآ لم يحصل؟ ، قال بلى و لكن اريد ان استر اختي و ازوجها ، قل تركي وبهذه الطريقه تستر اختك و تصونها مع رجل لا يعرف في الحياه إلا الزواج و الطلاق ؟؟ فسكت اخ الفتاه لبرهه و بعدها قال انا اخيها و المسؤول عنها و اريد ان ازوجها بذلك الرجل ، من كثره اصرار الرجل على معانده تركي في لحظه قال تركي لأخ الفتاه انا سوف اتزوج اختك
و عندما قال تركي لأخ الفتاه و هي العنود سوف اتزوج اختك بدلآ من ذلك الرجل ، انصدم الأخ و لم يعد قادرآ على النطق من هول الصدمه ، لأن تركي ولد شيخ القبيله و من اشجع و اطهر رجال القبيله ، و عندما استوعب اخ العنود طلب تركي للزواج بأخته قال سوف اطرح الموضوع على امي و اختي و ارى رأيهم ، ولكنه في الحقيقه لم يكن في نيته ان يستشير امه و اخته كان يريد استشاره زوجته الطماعه و الجشعه للمال و السلطه و الجاه ، و ذهب اخ العنود و وصل إلى زوجته و اخبرها بالموضوع و لم يخبر امه و اخته ولكن امه سمعت ولدها و هو يقول لزوجته الموضوع مصادفه ، و علمت بأن تركي رجل بمعنى الكلمه و لم يرضى بالذل لأين كان حتى لو على حسابه ، و زوجه اخ العنود طارت فرحآ لأن تركي طلب الزواج من العنود لكي تطلب المهر و تجهيزات العرس و تسطو على مهر العنود و حقها ، و قالت لزوجها اطلب كذا و كذا و كذا ولن اتنازل عن قرش واحد إذا لم يوافق تركي و سوف ازوجها لأخي فورآ ، و الأم تسمع ما يدور حول ابنتها من حديث بغيض من زوجه ابنها و لكنها التزمت الصمت و تريد خلاص ابنتها من اخ زوجته ابنها ، و الأم لم تخبر العنود بشيء لكي لا تجرحها إذا حدث شيء و اوقف زواجها من تركي ، ولكنها كانت على يقين بأن تركي سوف يفعل المستحيل من اجل خلاص ابنتها ، و بعد يومين ذهب اخ الفتاه لتركي و قال انا اوافق على زواجك من اختي ولكن بشروط قال تركي كل شروطك مجابه قبل ان تتفوه بكلمه ، قال اخ العنود اسطبر و على رسلك يا تركي انا لم اقل شروطي حتى الأن ، قال تركي تفضل قل ما عندك ، قال اخ العنود اريد مهر بمقدار كذا و اريد الذهب بمقدار كذا و اريد و اريد إلى ان احمر وجه تركي غضبآ من طلباته المبالغ فيها ، ولكنه كن حليمآ و صبورآ لأخر المطاف و بعد ان انتهى اخ العنود من سرد طلبات زوجته على تركي ، وافق على طلباته كلها دون الرجعه لأبيه و امه في نفس اللحظه وافق ولم يعط فرصه لأخ العنود النذل و زوجته الشنيعه لألقاء العنود البريئه في قبضه زوج لا يعلم ما معنى الزواج اصلآ ولا يفقه في الدين شيء ولا كتاب الله المقدس ، و بعد ذلك ذهب اخ العنود ليبشر زوجته بطلباتها المجابه ، و كانت العنود في حاضره و سمعت صراخ اخيها وكأنه فاز بالجنه و يعلم زوجته بأن تركي وافق لكنها لم تعلم على ماذا وافق او مغزى كلام اخيها و عندما اتت ام العنود استفسرت منها و قالت ما الذي بين اخي و تركي ، و لماذا جاء وهو سعيد من ملاقات تركي ، قالت الأم للعنود اجلسي يا ابنتي سوف اقول لكي القصه ، و قالت ام العنود للعنود عن طلب تركي للزواج بها و لكن العنود لم تستطع منع دموعها من النزول و كانت تبكي على حالها و لم تشاء بأن تكون زوجه لتركي في هذه الظروف لأنه لم يتقدم لها إلا عندما علم بقصتها و يريد حل مشكلتها فقط ، ولم تشاء بأن تكون زوجه لحل مشكلتها فقط ولكنها رضيت بالأمر الواقع ولم تتفوه بكلمه إلا الدموع ، و بعدها ذهب تركي لأبيه و قال له ما حدث معه و اخ العنود هذا الصباح و استغرب اب تركي شيخ القبيله طلبات اخ العنود ولكنهم كانو يعلمون بنذالته و طمع زوجته ، وقال لتركي خيرآ فعلت و الله سوف يجازيك خير الجزاء لأنك انقذت فتاه بريئه من ايدي اناس انذال ، و الله سوف يكرمك في الدنيا و الأخره بأذنه تعالى
و فعلآ ذهبت ام تركي لأم العنود و ذهب تركي و ابيه لأخيها لكي يتممو الزواج و يتفقون على التجهيزات ، إلى الان تعتقدون بأن تركي و العنود زواجهم ليس عن حب او يبدو فاشل ، لكن تذكرو بأن الحب و الألفه و الأنجذاب يحصلون في لمح البصر لا احد يعلم لماذا احب فلان و ترك فلان إنه شيء روحاني و من الله الأنجذاب لشخص او عدم تقبله ، و سوف ترون تركي و العنود هل سوف ينجذبون لبعضهم البعض ؟ ام العكس ، و في ما بعد عندما اتفقو على الزواج و كل ترتيباته و اوصلو المهر و كل طلبات اخ العنود إليهم لم تعطي زوجه الأخ العنود شيء من مهرها و لو القليل لتتزين به كأي عروس ليله زفافها ، و جائت ليله الزفاف و كانت ام العنود تخيط لأبنتها فستان لزفافها و هي لا تعلم لكي تفرح قلبها ولو بالقليل في هذه الليله ، و البستها الثوب الأخضر و زينتها بالمشموم و ولم تقصر بشيء حيالها حتى الذهب البستها ، استعارته من اعز صديقاتها و البسته ابنتها في هذه الليله ، ولم تكن تعلم بأن هذا الليله سوف تكون اخر ليله في حياتها عندما زينت ابنتها للعريس الذي كانت تتمناه لها و زفتها بأبهى حله لبيت زوجها و كانت في غايه السعاده في تلك الليله و عندما انتهى العرس و دخل تركي على العنود ، لم يكن يعلم بجمال و رقه العنود لأنه لم ينظر إليها إلا مره واحده و هي مغطاه تمامآ ولكنه في هذه الليله رأى جمالآ و حسنآ في المظهر و المخبر و قالت له انا اعلم بأنك تزوجتني لا لأنك تريدني بل لكي تخلصني من طغيان اخي و جبروت زوجته و انا اقدر لك ذلك ولم اكن احلم بالزواج برجل مثلك بهذه الشهامه و الرجوله ولكنني اعفيك مني ولا اريد ان تفعل و تأديواجبك نحوي بلا حب و موده بيننا فائن لم اروق لك تزوج بأخرى ولم امانع قط لأنك انقذتني من شيء اعظم ، فاستغرب تركي من كلام العنود و دموعها الصادقه و هي تتحدث إليه و تقرب منها و قال انا تزوجتك للأسباب التي ذكرتيها لكن الان انا اراكي و مفتون بكي بحق لم اتصور اني سوف اتزوج فتاه بجمالك و اخلاقك و سمو نفسك و مع الأيام سوف اكون لكي زوجآ محبآ و اب حنون و اخ يصادقك و كل ما تتمنيه في حياتك ، و الان استريحي و لا تجهدي نفسك بالتفكير و احست العنود براحه تامه عند سماعها كلام تركي و حديثه و اصبحو الصبح و جائهم احد الرجال و قال لهم ان ام العنود توفيت ليله امس عند الفجر و سمعت بالخبر العنود و اغمي عليها و اصابها انهيار عصبي ، لم تقوى على الحراك لمده اسبوعين و لم تكن تأكل إلا إذا اطعمها تركي بيده ولا تنام إلا وتركي بجانبها و يمسح على جبينها و من هنا صار لها كل حياتها و هو ايضآ احبها كثيرآ و لم يستطع إلا ان يحبها و بشغف و عنفوان ، وعاشو حياه ملئها الحب و الألفه و التعاون و انجبا ابنين و بنت و رباهما هلى الصلاح و التقوى ، و بعد مضي سنين و سنين اصاب تركي مرض و لم يستطيع الشفاء منه و مات على اثره و كانت العنود مخلصه لذكراه و متيمه بعشقه الذي بقى بقلبها حتى و هو بعيد عنها
بقلم
العنيدهــــ
|