04-04-2014, 06:36 AM
|
#13
|
شــاعــــر
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 10948
|
تاريخ التسجيل : Aug 2013
|
المشاركات :
537 [
+
] |
التقييم : 666
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Darkkhaki
|
|
رد: لغتنا الجميلة.. من الشعر الجاهلي، والمعاصر...الحلقة الثانية
شاعرنا اليوم من العصر العباسي هو
أبو الفضل الميكالي في
تَفتُّ فُؤادَك الأَيامُ فتّا،
تَفُتُّ، فُؤادَكَ الأَيّامُ فَتّا، * * * وَتَنحِتُ جِسمَكَ الساعاتُ نَحتا
وَتَدعوكَ المَنونُ دُعاءَ صِدقٍ * * * أَلا يا صاحِ أَنتَ أُريدُ أَنتا
أَراكَ تُحِبُّ عِرساً ذاتَ غَدرٍ* * * أَبَتَّ بطَلاقَها الأَكياسُ بَتّا
تَنامُ الدَهرَ وَ يحَكَ في غَطيطٍ * * * بها حَتّى إِذا مِتَّ اِنتَبَهتا
فَكَم ذا أَنتَ مَخدوعٌ وَ حَتّى * * * مَتى لا تَرعَوي عَنها وَحَتّى
أَبا بَكرٍ دَعَوتُكَ لَو أَجَبتا * * * إِلى ما فيهِ حَظُّكَ إِن عَقَلتا
إِلى عِلمٍ تَكونُ بِهِ إِماماً * * * مُطاعاً إِن نَهَيتَ وَإِن أَمَرتا
وَتَجلو ما بِعَينِكَ مِن عَشاها * * * وَ تَهديكَ السَبيلَ إِذا ضَلَلتا
وَتَحمِلُ مِنهُ في ناديكَ تاجاً * * * وَيَكسوكَ الجَمالَ إِذا اِغتَرَبتا
يَنالُكَ نَفعُهُ ما دُمتَ حَيّاً * * * وَ يَبقى ذُخرُهُ لَكَ إِن ذَهَبتا
هُوَ العَضبُ المُهَنَّدُ لَيسَ يَنبو* * * تُصيبُ به مَقاتِلَ ضَرَبتا
وَكَنز اً لا تَخافُ عَلَيهِ لِصّاً * * * خَفيفَ الحَملِ يوجَدُ حَيثُ كُنتا
يَزيدُ بِكَثرَةِ الإِنفاقِ مِنهُ * * * وَينقُصُ أَن بِهِ كَفّاً شَدَدتا
فَلَو قَد ذُقتَ مِن حَلواهُ طَعماً * * * لَآ ثَرتَ التَعَلُّمَ وَ اِجتَهَدتا
وَلَم يَشغَلَكَ عَنهُ هَوى مُطاعٌ * * * وَلا دُنيا بِزُخرُفِها فُتِنتا
وَلا أَلهاكَ عَنهُ أَنيقُ رَوضٍ * * * وَ لا خِدرٌ بِرَبرَبِهِ كَلِفتا
فَقوتُ الروحِ أَرواحُ المَعاني* * *وَلَيسَ بِأَن طَعِمتَ وَأِن شَرِبتا
فَواظِبهُ وَ خُذ بِالجِدِّ فيهِ * * * فَإِن أَعطاكَهُ اللَهُ أَخَذتا
وَإِن أوتيتَ فيهِ طَويلَ باعٍ * * * وَقالَ الناسُ إِنَّكَ قَد سَبَقتا
فَلا تَأمَن سُؤالَ اللَهِ عَنهُ * * * بِتَوبيخٍ، عَلِمتَ فَهَل، عَمِلتا
فَرَأسُ العِلمِ تَقوى اللَهِ حَقّاً * * * وَلَيسَ بِأَن يُقال لَقَد رَأَستا
وَضافي ثَوبِكَ الإِحسانُ لا أَن * * *تُرى ثَوبَ الإِساءَةِ، قَد لَبِستا
إِذا ما لَم يُفِدكَ العِلمُ خَيراً * * * فَخَيرٌ مِنهُ أَن لَو قَد جَهِلتا
وَ إِن أَلقاكَ فَهمُكَ في مَهاوٍ* * * فَلَيتَكَ ثُمَّ لَيتَكَ ما فَهِمتا
سَتَجني مِن ثِمارِ العَجزِ جَهلاً * * * وَتَصغُرُ في العُيونِ إِذا كَبُرتا
وَتُفقَدُ إِن جَهِلتَ وَأَنتَ باقٍ * * * وَتوجَدُ إِن عَلِمتَ وَقَد فُقِدتا
وَتَذكُرُ قَولَتي لَكَ بَعدَ حينٍ * * * وَتَغبِطُها إِذا عَنها شُغِلتا
لَسَوفَ تَعَضُّ مِن نَدَمٍ عَلَيها * * * وَما تُغني النَدامَةُ إِن نَدِمتا
إِذا أَبصَرتَ صَحبَكَ في سَماءٍ * * * قَد اِرتَفَعوا عَلَيكَ وَقَد سَفَلتا
وَلَيسَ لِجاهِلٍ في الناسِ مَعنىً* * * وَلَو مُلكُ العِراقِ لَهُ تَأَتّى
سَيَنطِقُ عَنكَ عِلمُكَ في نَدِيٍّ * * * وَيُكتَبُ عَنكَ يَوماً إِن كَتَبتا
وَ ما يُغنيكَ تَشيِيدُ المَباني * * * إِذا بِالجَهلِ نَفسَكَ قَد هَدَمتا
جَعَلتَ المالَ فَوقَ العِلمِ جَهلاً * * * لَعَمرُكَ في القَضيَّةِ،ما عَدَلتا
وَبَينَهُما بِنَصِّ الوَحيُ بَونٌ * * * سَتَعلَمُهُ إِذا طَهَ قَرَأتا
لَئِن رَفَعَ الغَنيُّ لِواءَ مالٍ * * * لَأَنتَ لِواءَ عِلمِكَ قَد رَفَعتا
وَإِن جَلَسَ الغَنيُّ عَلى الحَشايا* * *لَأَنتَ عَلى الكَواكِبِ قَدجَلَستا
وَإِن رَكِبَ الجِيادَ مُسَوَّماتٍ * * * لَأَنتَ مَناهِجَ التَقوى رَكِبتا
وَلَيسَ يَضُرُّكَ الإِقتارُ شَيئاً * * * إِذا ما أَنتَ رَبَّكَ قَد عَرَفتا
فَما عِندَهُ لَكَ مِن جَمـيلٍ * * * إِذا بِفِناءِ طاعَتِهِ أَنَختا
فَقابِل بِالقَبولِ صَحيحَ نُصحي* * *فَإِن أَعرَضتَ عَنهُ فَقَد خَسِرتا
وَ إِن راعَيتَهُ قَولاً وَ فِعلاً * * * وَ تاجَرتَ الإِلَهَ بِهِ رَبِحتا
فَلَيسَت هَذِهِ الدُنيا بِشَيءٍ * * * تَسوؤُكَ حُقبَةً وَتَسُرُّ وَقتا
وَ غايَتُها إِذا فَكَرَّت فيها * * * كَفَيئِكَ أَو كَحُلمِكَ إِن حَلَمتا
سُجِنتَ بِها وَ أَنتَ لَها مُحِبٌّ * * * فَكَيفَ تُحِبُّ ما فيهِ سُجِنتا
وَتُطعِمُكَ الطَعامَ وَعَن قَريبٍ * * * سَتَطعَمُ مِنكَ ما مِنها طَعِمتا
وَتَعرى إِن لَبِستَ لَها ثِياباً * * * وَتُكسى إِن مَلابِسَها خَلَعتا
وَ تَشهَدُ كُلَّ يَومٍ دَفنَ خِلٍّ * * * كَأَنَّكَ لا تُرادُ بِما شَهِدتا
وَ لَم تُخلَق لِتَعمُرها وَلَكِن * * * لِتَعبُرَها فَجِدَّ لِما خُلِقتا
وَإِن هُدِمَت فَزِدها أَنتَ هَدماً * * * وَحَصِّن أَمرَ دينِكَ مااِستَطَعتا
وَلا تَحزَن عَلى ما فاتَ مِنها * * * إِذا ما أَنتَ في أُخراكَ فُزتا
فَلَيسَ بِنافِعٍ ما نِلتَ فيها * * * مِنَ الفاني إِذا الباقي حُرِمتا
وَلا تَضحَك مَعَ السُفَهاءِ،لَهواً * * * فَإِنَّكَ سَوفَ تَبكي، إِن ضَحِكتا
وَكَيفَ لَكَ السُرورُ وَأَنتَ رَهنٌ* * * وَلا تَدري أَتُفدى أَم غَلِقتا
وَسَل مِن رَبِّكَ التَوفيقَ فيها * * * وَأَخلِص في السُؤالِ إِذا سَأَلتا
وَنادِ إِذا سَجَدتَ لَهُ اِعتِرافاً * * * بِما ناداهُ ذو النونِ بنُ مَتّى
وَ لازِم بابَهُ قَرعاً عَساهُ * * * سَيفتَحُ بابَهُ لَكَ إِن قَرَعتا
وَأَكثِر ذِكرَهُ في الأَرضِ دَأباً * * * لِتُذكَرَ في السَماءِ إِذا ذَكَرتا
وَلا تَقُل الصِبا فيهِ مَجالٌ * * * وَ فَكِّر كَم صَغيرٍ قَد دَفَنتا
وَقُل لي يا نَصيحُ لَأَنتَ أَولى * * * بِنُصحِكَ لَو بِعَقلِكَ قَد نَظَرتا
تُقَطِّعُني عَلى التَفريطِ لَوماً * * * وَبِالتَفريطِ دَهرَكَ قَد قَطَعتا
وَفي صِغَري تُخَوِّفُني المَنايا * * * وَما تَجري بِبالِكَ حينَ شِختا
وَكُنتَ مَعَ الصِبا أَهدى سَبيلاً * * * فَما لَكَ بَعدَ شَيبِكَ، قَد نُكِستا
وَها أَنا لَم أَخُض بَحرَ الخَطايا* * * كَما قَد خُضتَهُ حَتّى غَرِقتا
وَ لَم أَشرَب، حُمَيّاً أُمِّ دَفرٍ* * * وَأَنتَ شَرِبتَها، حَتّى سَكِرتا
وَ لَم أَحلُل بِوادٍ فيهِ ظُلمٌ * * * وَ أَنتَ حَلَلتَ فيهِ وَاِنهَمَلتا
وَ لَم أَنشَأ بِعَصرٍ فيهِ نَفعٌ* * * وَأَنتَ نَشَأتَ فيهِ وَما اِنتَفَعتا
وَ قَد صاحَبتَ أَعلاماً كِباراً * * *وَلَم أَرَكَ اِقتَدَيتَ بِمَن صَحِبتا
وَ ناداكَ الكِتابُ فَلَم تُجِبهُ * * *ونَهنَهَكَ المَشيبُ، فَما اِنتَبَهتا
لَيَقبُحُ بِالفَتى فِعلُ التَصابي، * * * وَأَقبَحُ مِنهُ شَيخٌ، قَد تَفَتّى
فَأَنتَ أَحَقُّ بِالتَفنيدِ مِنّي، * * * وَلوسَكَتَ المُسيءُلَما نَطَقتا
وَ نَفسَكَ ذُمَّ، لا تَذمُم سِواها * * * بِعَيبٍ، فَهِيَ أَجدَرُ مَن ذَمَمتا
فَلَو بَكَت الدَما عَيناكَ خَوفاً * * * لِذَنبِكَ لَم أَقُل لَكَ قَد أَمِنتا
وَمَن لَكَ بِالأَمانِ وَأَنتَ عَبدٌ، * * *أُمِرتَ فَما اِئتَمَرتَ وَلا أَطَعتا
ثَقُلتَ مِنَ الذُنوبِ وَلَستَ تَخشى* * * لِجَهلِكَ أَن تَخِفَّ إِذا وُزِنتا
وَتُشفِقُ لِلمُصِرِّ عَلى المَعاصي* * * وَتَرحَمُهُ وَنَفسَكَ ما رَحِمتا
رَجَعتَ القَهقَرى،وَخَبَطتَ عَشوا * * * لَعَمرُكَ لَو وَصَلتَ، لَمارَجَعتا
وَ لَو وافَيتَ رَبَّكَ دونَ ذَنبٍ* * * وَناقَشَكَ الحِسابَ إِذاً هَلَكتا
وَلَم يَظلُمكَ في عَمَلٍ وَ لَكِن* * * عَسيرٌ أَن تَقومَ بِما حَمَلتا
وَلَو قَد جِئتَ يَومَ الفَصـلِ فَرداً* * * وَأَبصَرتَ المَنازِلَ فيهِ شَتّى
لَأَعظَمتَ النَدامَةَ فيهِ لَهَفاً * * * عَلى ما في حَياتِكَ قَد أَضَعتا
تَفِرُّ مِنَ الهَجيرِ وَتَتَّقيهِ فَهَلّا * * * عَن جَهَنَّم َ قَد فَرَرتا
وَلَستَ تُطيقُ أَهوَنَها عَذاباً * * * وَلَو كُنتَ الحَديدَ بِها لَذُبتا
فَلا تُكذَب، فَإِنَّ الأَمرَ جِدٌّ، * * *وَلَيسَ كَما اِحتَسَبتَ وَلا ظَنَنتا
|
|
|