رد: مثقف محبوب
تكملة القصة (مثقف محبوب)
ضحك الدكتور وقال .. لم ارسل احدا كل ما في الامر انك تحفظ الآف الابيات والقصائد وتعرف اسرار وخصائص الشعر والشعراء وبعد اربعين سنة في هذا المجال تشبع عقلك الباطن وتشرب كل الابداعات فبدأ يبدع بنفسه قصائد تحاكي المتنبي وجرير والفرزدق وكل الشلة اللي تعرفها ..فقال الاستاذ بجديّه وهل هذا شئ عادي ؟؟ فكرر الدكتور كلامه .. عادي جدا وهو امر ادركته العرب منذ القدم حيث قالوا يأتي الشاعر وشيطانه معه ..كما ادركه المعلم الكوفي حين نصح تلميذه ابا نواس بأن يحفظ الف قصيده ثم ينساها كي يصبح شاعرا .. انت نفسك قدمت فجأة في سن الشيخوخه .. سأله الاستاذ مجددا " تتوقع تستمر معي هذه الحالة ام ستكون آخر مرة أقابل فيها الجماعة؟ضحك الدكتور وقال : أكذب عليك لو قلت أعرف فالموضوع متعلق بعقلك الباطن وشعورك الا واعي ويمكن ويمكن تكون آخر مره ويمكن يستمر عقلك الباطن بفبركة القصائد حتى تموت بسبب ورم شعري حميد .. هاهاهاهـــآي"
لم يطمئن الاستاذ كثيرا لرأي الدكتور فقرر ان يذهب الى صديقه في النادي الشيخ عبدالعزيز (وهو عالم شرعي وامام مسجد) فذهب اليه وطلب رايه في حدوث هذا الامر لاحد اقربائه (خوفا من جلسة ضرب وبصق يخرج الشيخ الجني بواسطتها ) ولكن الغريب انه حتى الشيخ قال له عادي , عادي حالتك معروفة ومفهومة وتندرج تحت قوله تعالى (شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول)بالكاد بلع ريقه (الاستاذ) وقال له شياطين لا تكون انت اللي ارسلتهم يا شيخ .. تفل الشيخ على يساره ثلاث مرات وقال أعوذ بالله هذا أمر لا ينبغي لاحد بعد نبي الله سليمان ولكن تلاقي أرواح الاحياء والاموات في عالم الاحلام أمر صحيح ومثبت حاول الاستاذ ان يظهر بمظهر الفاهم فسأله : طيب ويش دليلك يا شيخ ..
رد عليه : قوله تعالى (الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى .. وقد استشهد ابن القيم في كتابه الروح على (إمكانية تلاقي الاحياء والاموات في عالم الاحياء حتى يميت الله الحي (النائم) ويرسله هو ايضا الى أجل مسمى .. بلع الاستاذ ريقه هذه المرة بصوت مسموع وقام من كرسيه ولسان حاله يقول .. الشيخ أبخص هو أنا أعلم من الشيخ عبدالعزيز .. وقرر عندها نشر القصيده دون إخبار الناس بمصدرها......
جمع الناس حوله وقصد لهم فلم يسعد الناس بجمالها فقط وروعتها بل فوجئ أيضابزخم القصائد التي أصبح الاستاذ المثقف المحبوب يبدعها بشكل يومي (لدرجة أصبح الصحفيون ينامون أمام بابه كل ليله .. رغم ان بعض الصحفيين لاحظ ان القصائد تحمل بصمات فطاحل الشعر القديم .....وخلال وقت قصير اصبح الاستاذ أشهر من نار على علم واصبحت قصائده تنشر يوميّا في عشرات الصحف والمجلات والمدونات الالكترونيّه , في حين وصفه البعض بنابغة العصر الجديد وكسر معظم النقاد حدود المديح والاشادة وأعلنوا صراحة انه تفوق على المتنبي وجرير والفرزدق وكل الشله ...هع . لم يقتصر الامر على شهرته الادبيّه والاعلاميّه بل أصابه الثراء جراء نشر دواوينه وبيع قصائده على الامراء والموسرين واستلامه مبالغ كبيره نظير لقاءآآته التلفزيوميّه ..........
وللقصه بقيّه .........تابعوني فا فيها من الفكاهه الشئ الكثير ...
|
