ثم أردفت : إنكم مهووسون بـ الحب.. مهووسون بكل ما يدمرّكم !
الحب لا يشيد بستاناً من الورد و لا يبني قصراً من أحلام كما تتخيلون
إنه يبني مأساة مزخرفة برسائل معطرة و موقعة من قبل شخصين قتلوا أنفسهم بإسم الحب !
إن مجنون ليلى يبكيكم و يجعلني أضحك كثيرا ً و أتقزز أكثر ..
و أراهن كم ليلى في هذه القاعة تحلم برجل مثل قيس ..
لاتحلمن .. لان مجنونها لو حصل عليها لبحث عن ليلي أخرى ..!
لأننا بشر تغرينا الأشياء البعيدة ..
نمقتُ ما بين أيدينا و نلهثُ كثيراً لدرجة أننا في سكرة
الموت نتعلق بالحياة التي ضيعناها بملاحقة المستحيلات !
لا تجعلوا نرجسيتكم تدفعكم لخزعبلات الحب الذي اخترعها ” شاعر : ..
حتى لا تبكوا كثيراً .. و تدمنوا كثيرا .. وتتعثروا كثيراً و تموتوا أبشع ميته !
عيشوا من أجل أنفسكم فقط فقط !
تودع الجميع بنظرة صارمة و تتجه للمنزل !
تشعل مصباحاً خافتاً ..
تنزع سوادها و ترتدي قميصها الحريري الذي يشبه لون الورد
.. تلقي بنظارتها و تسمح لعينيها بأن تبوح .. تنثر دموعها على وسادتها !
و تضم رسائله إليها التي تخبؤها في ديوان نزار قباني
الموقع بإهداء و مزخرف باسمه
.. تمسك بالهاتف .. تضغط على الأرقام و يواجهها الصوت الذي تسمعه لسنتين كل ليلة
هذا الرقم الذي طلبته غير موجود بالخدمة مؤقتاً ..
هه
!
مؤقتاً
..
تهمس لأحرفه : لقد سجنتك خلف أضلعي ” مؤبداً ” !