بسم الله نبدأ..
إن معرفة الإعتدال والغلو والإفراط والتفريط ..من اعمال العقل ..فهو الذي يُصدر الأحكام فيها وفي
غيرها , لكن يبغني علينا ان نقول ايضاً (ان العقل لا ينضر الى الاشياء ولا يحكم عليها بعيونه المجرده !)وإنما ينضر إليها عبر غشاءٍ من الثقافة التي غُذي بها ..
إن المشاعر والعواطف والأحاسيس هي صماء عمياء ..حيث انها تتولد داخل النفس بعيدا عن الموازين الدقيقة والمعطيات الصحيحة ..ولهذا فإنه من السهل جداً أن يُحب الواحد منا حبا شديداً..
وبعد فترة ينقلب الحب الى بغض ..واحيانا يحدث العكس..
بمعنى..
انه يرى من تعلق قلبه بشخص من الاشخاص ان كل محاسن الكون قد جُمعت فيه وان كل ما لديه من تصرفات يُثير الدهشة والاعجاب ..وان كل ما يصدر عنه من اخطاء يكون شيئا مقبول وجميل ولديه المسوغات فهومعذور!!
يقول الله تعالى في سورة فصلت (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)
سأضرب لكم مثلاً مختصراً على ذلك ..
ان عواطف المرأة تكون في معظم الاحيان اقوى من عواطف الرجل واشد وضوحاً منه ..فمن المألوف ان يسمع الزوج من زوجته عبارات المديح والثناء ما يتجاوز الحدود ..ولكن عند لحظة جفاء او غضب منه يتبخر كل ذلك لتُفاجئ زوجها بعبارات قاسية فتتصور الحياة معه جحيماً لا يُطاق!!
والمرأة في كل ذلك لا تتصنع ولا تجامل ولا تحقد وإنما تُساير عواطفها من غير رقابة عقلية كافية
مما يصدر عن ذلك مواقف مملوءة بالتناقض والتطرف ..
اتمنى من القلب ان يكون ما سطرته لكم وافياً ..
مقتبس من د/عبد الكريم بكار
وفي الختام ..احبتي لقد اقتبست لكم موضوعان من هذا الكتاب وهو في قمة الروعة والفائدة..
يحمل في طياته معاني جميلة ..واسلوبه بسيط يفهمه الجميع عنوانه (هي ..هكذا ..كيف نفهم الاشياء من حولنا ) ولكم مني تحية عطرة .