رد: رابطة الزعيـــــ الهلال ـــــم
النوعية والدهاء بين كالديرون وديمتري
أحمد صادق دياب
لا أدري من يفوز من مباراة الاتحاد والهلال الآسيوية، ولا أعتقد أن أحدا يمكن أن يجزم بفوز أحدهما دون الآخر، فالفرص متكافئة رغم أن الظروف العامة تميل نسبيا لصالح الهلال.. لعل أهم ما في المباراة ذلك الإحساس المشترك بين الفريقين بأن الفائز منهما يمكن أن يكون قد تجاوز أصعب وأقوى وأهم العقبات التي يمكن أن تواجهه في طريقه إلى النهائي الكبير. هذا الشعور المبني على احترام الطرف الآخر في حد ذاته يدل على عقلية كروية ناضجة، فلم نسمع حتى الآن من المعسكرين ذلك الضجيج الذي يعكر صفو المباريات المحلية، ولم نشاهد تلك الاتهامات المتبادلة التي تعودنا عليها بين طرفي المباريات الهامة في المسابقات السعودية.
صحيح أن المباراة من هذا النوع تعتبر نوعا من التحفيز النوعي المعنوي للفائز، وتلقي بظلالها السوداء على الخاسر، وحتى لو كان الهلال هو الخاسر سيتعرض لهزة مدوية لا أستبعد أن تترك آثارها على شكل فراغ إداري فجائي، فالبنسبة للهلال البطولة الآسيوية أمر حيوي وحتمي ومطلب على قمة الأهداف الموضوعة المطلوبة من قبل الجماهير الزرقاء، أما الاتحاد فإن الخسارة ستكون على شكل تكثيف المطالبة برحيل الإدارة الحالية.
من النواحي الفنية يتفوق الهلال في كثير من المواقع، لكن الاتحاد يتميز بخبرة كبيرة في كيفية تعطيل خط الإمداد الهلالي المتدفق، وأعتقد أن عودة ديمتري إلى القيادة الاتحادية تمنح الفريق نوعا من الحماس الذي ليس بالضرورة جزءا من الخطة الفنية لأي مدرب ولكنه أحيانا كل ما تحتاجه لكي تحقق الفوز.
الهلال يعتمد في الكل على الانطلاق السريع من الأطراف من قبل ويلهامسون والشلهوب المتألق، والاندفاع القوي من العمق لياسر القحطاني وأحمد علي، لالتقاط الكرات العرضية، وهو الأمر الذي قد يجد فيه الاتحاد فرصته في الانطلاق من عمق الملعب المفتوح بعد اندفاع لاعبي خط الوسط والمقدمة الهلالية والبطء الذي يعاني منه رادوي في التحرك العرضي.. الاتحاد تكمن خطورته الفعلية في تحركات باولو جورج ومحمد نور وسرعة محمد الراشد، وهو الأمر الذي قد يدفع بالدفاع الهلالي إلى ارتكاب أخطاء مؤثرة.
نقطة ضعف الهلال الوحيدة تكمن في بطء التحرك في النواحي الدفاعية، بينما واحدة من نقاط الضعف الكثيرة في الاتحاد عدم توازن خط دفاعه واعتماديته على المحورين كريري وحديد، والارتباك الذي يلازمه تحت الضغط الهجومي.
كالديرون وإن كان يعلم جيدا القدرات الاتحادية، لكنه لا يعرف كيف يمكن أن يلعب ديمتري العجوز القادر على تغيير سير المباراة في لحظات، على عكس المدرب الهلالي الذي يلعب بشكل ثابت تحت كل الظروف.. ولكنه يملك كتيبة من الموهوبين القادرين على الحسم.
الفريقان لن يغامرا بالاندفاع الهجومي مع البداية ولكنهما سيبحثان عن الخطأ الذي يمكن من خلاله التسلل إلى مرمى الخصم ومحاولة الحفاظ على هدف قد يكون يتيما لكنه كاف للتأهل.
|