سعودي كام شات حبي شات صوتي شات غزل شات بنت ابوي شات غرور كام شات سعودي كام صيف كام شات دقات قلبي
الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري - عرض مشاركة واحدة - صفات الخوارج في السنة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-16-2014, 10:59 PM   #4
أم عمر
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره


أم عمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10854
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 المشاركات : 2,914 [ + ]
 التقييم :  1076
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
الشيخ عائض القرني:

لا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها

عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم
لوني المفضل : Darkred
افتراضي رد: صفات الخوارج في السنة النبوية



حال الخوارج لو تمكنوا

قال وهب بن منبه : ولو مَكَّنَ الله لهم من رأيهم، لفسدت الأرض، وقطعت السبل والحج، ولعاد أمر الإسلام جاهلية، وإذا لقام جماعةٌ كلٌ منهم يدعو إلى نفسه الخلافة، مع كل واحد منهم أكثر من عشرة آلاف، يقاتل بعضهم بعضا، ويشهد بعضهم على بعض بالكفر، حتى يصبح المؤمن خائفا على نفسه ودينه ودمه وأهله وماله، لا يدري مع من يكون[26] .
وهذا أمرٌ يشهد له التاريخ قديماً وحديثاً .
عن حميد بن هلال عن عبادة بن قرط الليثي، أنه قال للخوارج حين أخذوه بالأهواز : ارضوا مني بما رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلمت. قالوا: وما رضي به منك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: أتيته فشهدت أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فقبل ذلك مني .
قال: فأبوا، فقتلوه [27] .
قال رجل من عبد القيس كان مع الخوارج ثم فارقهم، قال: دخلوا قرية، فخرج عبد الله بن خباب، ذعرا يجر رداءه، فقالوا: لم ترع؟ قال: والله لقد رعتموني. قالوا: أنت عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: فهل سمعت من أبيك، حديثا يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدثناه ؟ قال: نعم، سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، قال: " فإن أدركت ذاك، فكن عبد الله المقتول، قال أيوب: ولا أعلمه إلا قال، ولا تكن عبد الله القاتل ". قالوا: أنت سمعت هذا من أبيك يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: فقدموه على ضفة النهر، فضربوا عنقه فسال دمه كأنه شراك نعل مَا ابْذَقَرَّ ، وبقروا أم ولده عما في بطنها [28] .
وقد كان مما قاله عمر بن عبدالعزيز لطائفة منهم أثناء دحضه لشبههم :
" فأخبروني عن عبد الله بن وهب الراسبي حين خرج من البصرة هو وأصحابه يريدون أصحابكم بالكوفة فمَرُّوا بعبد الله بن خباب فقتلوه ، وبقروا بطن جاريته ، ثم عدوا على قوم مِن بني قطيعة فقتلوا الرجال ، وأخذوا الأموال ، وغلوا الأطفال في المراجل ... " ! [29]

هل خَرَج الخوارج عن دين الإسلام ؟
الخوارج وإن كانوا فرقة ضالة مضلة إلا أنهم معدودون مِن المسلمين .
سئل علي عن أهل النهروان : أمشركون هم ؟ فقال: «من الشرك فروا»، قيل: منافقون هم ؟ قال: «إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا»، قيل: فما هم ؟ قال: «إخواننا بغوا علينا، فقاتلناهم» [30] .
ومِن أجل ذلك لم يستحل علي قتالهم حتى وقع القتل منهم .
قال ابن عباس رضي الله عنه : لما اجتمعت الحرورية يخرجون على علي - رضي الله عنه - جعل يأتيه الرجل يقول: يا أمير المؤمنين القوم خارجون عليك . فكان يقول : دعهم حتى يخرجوا [31] .
وعن حميد بن هلال العدوي , قال: لم يستحل علي قتال الحرورية حتى قتلوا ابن خباب [32] .
قال شيخ الإسلام : " والخوارج المارقون الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين. واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. ولم يكفرهم علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وغيرهما من الصحابة بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم لا لأنهم كفار. ولهذا لم يسب حريمهم ولم يغنم أموالهم " [33].
وقال : " فكلام علي وغيره في الخوارج يقتضي أنهم ليسوا كفارا كالمرتدين عن أصل الإسلام وهذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره " [34] .

الواجب إذا خرج الخوارج
ينبغي أن يُبدَأ الخوارج بالحوار والاستتابة لعل الله أن يُمَنَّ عليهم بالرجوع إلى طريق الصواب .

ومما يشهد لجدوى ذلك :
أن عمر – رضي الله عنه – لما سمِع صبيغ بن عسل يسأل عن متشابه القرآن ابتغاء الفتنة لا الاسترشاد ضَرَبَه ونفاه ، فلما خرجت الحرورية بعد ذلك قالوا لصبيغ: إنه قد خرج قوم يقولون كذا وكذا . فقال: هيهات، نفعني الله بموعظة الرجل الصالح !
قال ابن بطة : وكان عمر ضربه حتى سالت الدماء على وجهه أو رجليه أو على عقبيه، ولقد صار صبيغ لمن بعده مثلاً، وتردعة لمن نقر وألحف في السؤال . [35]

وقال يزيد الفقير : كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج، فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج، ثم نخرج على الناس، قال: فمررنا على المدينة، فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم، جالس إلى سارية، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فإذا هو قد ذكر الجهنميين، قال: فقلت له: يا صاحب رسول الله، ما هذا الذي تحدثون؟ والله يقول: {إنك من تدخل النار فقد أخزيته} و {كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها} ، فما هذا الذي تقولون؟ قال: فقال: «أتقرأ القرآن؟» قلت: نعم، قال: «فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام - يعني الذي يبعثه الله فيه -؟» قلت: نعم، قال: «فإنه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يخرج الله به من يخرج»، قال: ثم نعت وضع الصراط، ومر الناس عليه، - قال: وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك - قال: غير أنه قد زعم أن قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها، قال: - يعني - فيخرجون كأنهم عيدان السماسم، قال: «فيدخلون نهرا من أنهار الجنة، فيغتسلون فيه، فيخرجون كأنهم القراطيس»، فرجعنا قلنا: ويحكم أترون الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فرجعنا فلا والله ما خرج منا غير رجل واحد، أو كما قال . [36]

قال القاضي عياض : يعنى: أن الله نفعهم بما حدثهم به جابر، وصرفهم عن الخروج مع الخوارج، لما كان خامرهم من محبة رأيهم. [37]

وعن سَالم بن ربيعة ، قال: إني جالس عِنْدَ المغيرة بن شعبة حين أتاه معقل بن قيس يسلم عَلَيْهِ ويودعه، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَة: يَا معقل بن قيس، إني قَدْ بعثت معك فرسان أهل المصر، أمرت بهم فانتخبوا انتخابا، فسر إِلَى هَذِهِ العصابة المارقة الذين فارقوا جماعتنا، وشهدوا عليها بالكفر، فادعهم إِلَى التوبة، وإلى الدخول فِي الجماعة، فإن فعلوا فاقبل مِنْهُمْ، واكفف عَنْهُمْ ... [38]

وقد كان لابن عباس مجلس طويل عَقَدَهُ مع مَن خرج مِن الخوارج على علي – رضي الله عنه – كانت نتيجته رجوع ألفين مِن الخوارج عن ضلالهم . [39]

ثم إنَّ الخوارج خرجوا في زمن عمر بن عبدالعزيز في أكثر من مكان فكان لا ينفك عن حوارهم والجلوس معهم .

عن هشام بن يحيى الغساني، عن أبيه، قال: خَرَجَتْ عليَّ الحروريةُ بالموصل فكتبت إلى عمر بن عبد العزيز بمخرجهم، فكتب إليَّ يأمرني بالكف عنهم وأن أدعو رجالاً منهم فأجعلهم على مراكب من البريد حتى يقدموا على عمر فيجادلهم فإن يكونوا على الحق اتبعهم وإن يكن عمر على الحق اتبعوه، وأمرني أن أرتهن منهم رجالاً وأن أعطيهم رهناً يكون في أيديهم حتى تنقضي الأمور، وأجلهم في سيرهم ومقامهم ثلاثة أشهر، فلما قدموا على عمر أمر بنزولهم ثم أدخلهم عليه فجادلهم حتى إذا لم يجد لهم حجة رجعت طائفة منهم ونزعوا عن رأيهم وأجابوا عمر . وقالت طائفة منهم: لسنا نجيبك حتى تُكَفِّر أهل بيتك وتلعنهم وتبرأ منهم . فقال عمر : إنه لا يسعكم فيما خرجتم له إلا الصدق، أعلموني هل تبرأتم من فرعون ولعنتموه أو ذكرتموه في شيء من أموركم؟ قالوا: لا، قال: فكيف وسعكم تركه، ولم يصف الله عز وجل عبداً بأخبث من صفته إياه، ولا يسعني ترك أهل بيتي ومنهم المحسن والمسيء والمخطئ والمصيب . [40]

وعن هشام بن يحيى الغسابي عن أبيه أن عمر بن عبد العزيز كتب إليه في الخوارج : إنْ كان مِن رأي القوم أن يسيحوا في الأرض من غير فساد على الأئمة ، ولا على أحد من أهل الذمة ، ولا يتناولون أحداً ، ولا قطع سبيل من سبل المسلمين ، فليذهبوا حيث شاؤوا ، وإنْ كان رأيهم القتال فوالله لو أن أبكاري مِن ولدي خرجوا رغبة عن جماعة المسلمين لأرقت دماءهم ألتمس بذلك وجه الله والدار الآخرة . [41]

وعن محمد بن سليم أحد بني ربيعة بن حنظلة بن عدي قال: بعثني وعونَ بن عبد الله عمرُ بن عبد العزيز، إلى خوارج خرجت بالجزيرة فذكر الخبر في مناظرة عمر الخوارج، وفيه قالوا: خالفت أهل بيتك وسميتهم الظلمة، فإما أن يكونوا على الحق أو يكونوا على الباطل، فإن زعمت أنك على الحق وهم على الباطل فالعنهم وتبرأ منهم، فإن فعلت فنحن منك وأنت منا، وإن لم تفعل فلست منا ولسنا منك، فقال عمر: " إني قد علمت أنكم لم تتركوا الأهل والعشائر وتعرضتم للقتل والقتال إلا وأنتم ترون أنكم مصيبون، ولكنكم أخطأتم وضللتم وتركتم الحق، أخبروني ... [42]

ولما ظَهر الخوارج على الكوفة أخذوا أبا حنيفة فقالوا: تُب يا شيخ من الكفر . فقال : أنا تائب إلى الله من كل كفر . فخلوا عنه . فلما ولى قيل لهم: إنه تاب من الكفر، وإنما يعني به ما أنتم عليه فاسترجعوه. فقال رأسهم: يا شيخ إنما تبت من الكفر، وتعني به ما نحن عليه ؟ فقال أبو حنيفة: أبظنٍ تقول هذا أم بعلم ؟ فقال: بل بظن. فقال أبو حنيفة: إن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} وهذه خطيئة منك، وكل خطيئة عندك كفر، فتب أنت أولا من الكفر. فقال: صدقت يا شيخ أنا تائب من الكفر ! [43]

وجاؤؤه مرة أخرى ليناظروه لما علموا أنه لا يكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ، فقالوا: هاتان جنازتان على باب المسجد ، أما إحداهما فلرجل شرب الخمر حتى كظته وحشرج بها فمات غرقاً في الخمر، والأخرى امرأة زنت حتى إذا أيقنت بالحمل قتلت نفسها . فقال لهم أبو حنيفة: مِن أي الملل كانا؟ أمِن اليهود؟ قالوا: لا، أفمِن النصارى؟ قالوا: لا، قال: أفمِن المجوس؟ قالوا: لا، قال: مِن أي الملل كانا؟ قالوا: مِن الملة التي تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، قال: فأخبروني عن الشهادة كم هي من الإيمان؟ ثلث أم ربع أم خمس؟ قالوا: إن الإيمان لا يكون ثلثاً ولا ربعاً ولا خمساً، قال: فكم هي من الإيمان؟ قالوا: الإيمان كله، قال: فما سؤالكم إياي عن قوم زعمتم وأقررتم أنهما كانا مؤمنين ؟!.

فقالوا: دعنا عنك ! أمِن أهل الجنة هما أم مِن أهل النار؟ قال: أما إذا أبيتم، فإني أقول فيهما ما قال نبي الله إبراهيم في قوم كانوا أعظم جرما منهم: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} . وأقول فيهما ما قال نبي الله عيسى في قوم كانوا أعظم جرما منهما {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وأقول فيهما ما قال نبي الله نوح: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ * قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ} .وأقول فيهما ما قال نبي الله نوح عليه السلام وعليهم أجمعين وعلى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -: {وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ}.
فألقوا السلاح وقالوا: تبرأنا من كل دين كنا عليه، وندين الله بدينك فقد آتاك الله فضلاً وحكمةً وعلماً. [44]

قال الشافعي - رحمه الله تعالى - : ولو أن قوماً أظهروا رأي الخوارج وتجنبوا جماعات الناس وكفروهم لم يحلل بذلك قتالهم لأنهم على حرمة الإيمان لم يصيروا إلى الحال التي أمر الله عز وجل بقتالهم فيها . بَلَغَنا أن علياً - رضي الله تعالى عنه - بينما هو يخطب إذ سمع تحكيما من ناحية المسجد : لا حكم إلا الله عز وجل . فقال علي - رضي الله تعالى عنه - : كلمة حق أريد بها باطل ، لكم علينا ثلاث : لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله ، ولا نمنعكم الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا ، ولا نبدؤكم بقتال .
قال الشافعي - رحمه الله - : أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم الأزرقي الغساني عن أبيه أن عدياً كتب لعمر بن عبد العزيز أن الخوارج عندنا يسبونك . فكتب إليه عمر بن عبد العزيز : إن سبوني فسبوهم أو اعفوا عنهم ، وإن أشهروا السلاح فأشهروا عليهم ، وإن ضربوا فاضربوهم .

قال الشافعي - رحمه الله تعالى - : وبهذا كله نقول . [45]

قال البغوي : إذا بَغَت طائفة من المسلمين، وخرَجَتْ على إمام العدل بتأويل محتمل، ونصبت إماماً، وامتنعت عن طاعة إمام العدل، يبعث الإمام إليهم، فيسألهم: ما تنقمون؟ فإن ذكروا مظلمة، أزالها عنهم، وإن لم يذكروا مظلمة بينة، يقول لهم: عودوا إلى طاعتي لتكون كلمتكم، وكلمة أهل دين الله على المشركين واحدة، فإن امتنعوا يدعوهم إلى المناظرة، وإن امتنعوا عن المناظرة، أو ناظروا وظهرت الحجة عليهم، فأصروا على بغيهم، يقاتلهم الإمام حتى يفيئوا إلى طاعته، قال الله سبحانه وتعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} . [46]

- أما حين لا ينفع معهم الحوار ولَم تُجدِ معهم الاستتابة فإنه يقاتَلون إذا أشهروا السلاح .
وقد تقدم أن علياً – رضي الله عنه – لَم يستحل قتالهم حتى قتلوا ابن خباب .
وكان مذهب مالك في الإباضية والحرورية وأهل الأهواء كلهم أن يُستتابوا فإن تابوا وإلا قُتِلوا . [47]

بل جاء في النصوص ما يُبيِّن فضل مَن تقتله الخوارج !
فقد رأى أبو أمامة رءوساً منصوبة على درج دمشق، فقال أبو أمامة: كلاب النار شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه، ثم قرأ: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} إلى آخر الآية، قال الراوي : قلت لأبي أمامة: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا - حتى عد سبعاً - ما حدثتكموه .[48]
وعن أبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سيكون في أمتي اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، لا يرجعون حتى يرتد على فوقه، هم شر الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه... » . [49]

ومما جاء في شأن قتال الخوارج أن علياً ذَكَر الخوارج فقال: فيهم مخدج اليد، - أو مودن اليد، أو مثدن اليد -، لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد. قلت: أنت سمعته من محمد؟ قال: إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة . [50]
قال ابن هبيرة: فيه من الفقه توفر الثواب في قتل الخوارج، وأنه بلغ إلى أن خاف علي رضي الله عنه أن يبطر أصحابه إذا أخبرهم بثوابهم في قتلهم، وإنما ذكر هذه لئلا يرى أحد في وقت ظهور مثلهم أن قتال المشركين أولى من قتالهم، بل قتالهم على هذا الكلام أولى من قتال المشركين لأن في ذلك حفظ رأس مال الإسلام، وقتال المشركين هو طلب ربح في الإسلام .[51]
وكان سمرة بن جندب شديداً على الخوارج . ونُقِل أنه قتل منهم جماعة . [52]
قال كعب الأحبار : للشهيد نوران، ولمن قتله الخوارج عشرة أنوار له . [53]
قال شيخ الإسلام : والخوارج المارقون الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم قاتَلَهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحدُ الخلفاء الراشدين. واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم [54] .


 
 توقيع : أم عمر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69