![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
![]() ![]() يومُ لكَ ويوْمٌ عَلَيْك تأليف: عبدالناصر محمد مغنم ![]() اتفقَ التاجرُ شهربور معَ رجلٍ غنيٍّ مِنْ بُخارى على شرَاءِ كميّةٍ كبيرةٍ منَ الحريرِ الطبيعي أذهبتْ كلَّ مالِهِ. وعندمَا سارتْ القافلَةُ بالحريرِ إلى نيسابور (بلد التاجرِ شهربور) اعترضَهَا اللصوصُ وقُطّاعِ الطرقِ فنهبُوها وأخذُوا كلّ الحريرِ الذي اشتراهُ التاجر الفارسيّ شهربور. ولمّا وصلتْ أخبارُ القافلةِ إلى شهربور وعلِمَ أنّ مالهُ كلّهُ قدْ سرقهُ اللصوصُ كادَ يُصابُ بالجنونِ. بعدهَا صارَ شهربور فقيراً لا مالَ لديهِ. ولمّا ضاقتْ بهِ الحالُ قرّرَ أنْ يُسافرَ إلى بغداد للبحثِ عنْ عملٍ يكسبُ منهُ بعضَ المالِ. وبينَمَا كانَ يسيرُ إلى بغْدَادَ وحيداً تذكّرَ أنّ فيهَا رجلاً كانَ يعملُ عندَهُ أجيراً يُدعى حمدان، وكانَ شهربورُ لا يُحسنُ إليهِ ولا يعطيهِ أجرَهُ، فخشيَ أنْ يلتقيَ بهِ في بغدادَ فيُطالبَهُ بحقوقهِ عليهِ، أو يلحقَ بهِ الأذى وينتقمَ منه. وقبلَ أنْ يصلَ شهربورُ إلى بغدادَ فوجئَ بجماعةٍ منَ الرّجالِ على خيولِهِمْ يَتَّجِهون نحوَه. وعندمَا صَاروا قريبينَ منهُ استوقفوهُ، ثُمّ نزلوا عنْ خيولِهمْ واقتربُوا منهُ. فوجئَ شهربورُ بأحدِهِمْ ينزعُ لثامَهُ ويناديه باسمهِ ويقولُ له: أهذَا أنتَ يا شهربور؟ لقدْ وقعتْ أخيراً! التفتَ شهربور نحوَ الصّوتِ فإذَا بهِ يرى حمدانَ أمامه. طأطأ شهربورُ برأسهِ إلى الأرضِ وهوَ يقولُ: العفو يا حمدان. أحسِنْ إلى مَنْ أساء إليك. نظرَ حمدانُ إلى أصدقائهِ ثُمّ قال: هَذَا الذي حدّثتكُمْ عنْ ظُلمهِ لي وأكلهِ مالي واعتدائهِ عليّ. فماذَا ترونَ أنْ أفعلَ بهِ؟ تقدّمَ أحدُهمْ وقال: دعْنَا نضربهُ حتّى يموت. وتقدّم آخر وهو يشيرُ إلى شجرةٍ وقالَ: بل نشنقهُ على هذهِ الشّجرة. وقال ثالث: بل نضربُ عنقَه بالسيفِ. وظلّ الرابعُ ساكتاً لا يتكلّم. فقالَ لهُ حمدان: وأنت؟ أريدُ أنْ أسمعَ رأيك! رفعَ رأسَهُ وقالَ: الرأيُ عندي أنْ تعفوَ عنه، وتقابلَ الإساءة بالإحسَانِ، فالعفوُ عندَ المقْدِرة خيرٌ من الانتقامِ والأخذِ بالثأر. ابتسمَ حمدانُ وقال: هذَا مَا كُنتُ أريدُ أنْ أسمعَهُ. ثمّ التفتَ إلى شهربور وقال: اذهبْ أيّها الفارسيّ، فقد عفوتُ عنكَ. ومَا أنْ سمعَ شهربور بهذهِ الكلماتِ حتّى انكبّ على يدي حمدان يريدُ أنْ يقبّلَهُما، فأسرعَ حمدانُ بإبعاد يديهِ وهوَ يقولُ له: لا تفعل ذلكَ، ولكن تذكّر أنّ الدنيا سريعةُ التقلّبِ بأهلِهَا، ويومٌ لك، ويومٌ عليك.. فلا تعُدْ لمثلِ ما ارتكبتَ بحقِّي من ظلمٍ وأذى. جعلَ شهربورُ يبكي ويقول: أَعِدُك ألا أعودَ لذلكَ أبداً. ثُمّ اصطحبهُ حمدانُ إلى بغداد. وصارا يعملانِ معاً في أخوّةٍ وصداقةٍ حتى صارا من أكبر التجارِ. تمت المصدر:موقع سند للأطفال ![]() ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo