منحت الآخرين شيئا مما تملك .. وأسقيت قلوبهم وإرتوت من ظمأ العطاء ~

منحت الآخرين شيئا مما تملك .. وأسقيت قلوبهم وإرتوت من ظمأ العطاء ~

هذه رساله أوجهها لمن يملك طريقة مذهله في التفكير .. في الحديث .. في النظر .. ردود أفعاله .. وكل ما يعكس شخصيته ... فنحن حين نتحدث نعطيه انطباعاً عنا إما إيجابياً أو سلبياً .. انطباع يكون نتيجة للأسلوب الذي تكلمنا به أو ظهرنا به أمامه ... وكم من الأساليب التي تدخل الناس إلى قلوبنا بلا مقدمات و بفرح غامر .. وعلى قدر عطائك يفتقدك الآخرون ! العطاء إطار واحد لصور عديدة ومختلفة ترمي كلها لرسم الابتسامة على الوجوه وكسب ما تنبض به القلوب... العطاء أن تقدم لغيرك ما تجود به نفسك من غير سؤالهم إياك ولا تلميح منهم لك... العطاء أن لا تعيش لأجل نفسك فقط بل تفتح قاعة استقبال وسط قلبك تسع لأناس آخرين يبادلونك هدايا الحياة معنوية كانت أو مادية... عندما تعطي ولو قليلا، ولا تنتظر أي مقابل مهما كان بسيطا... فذاك هو العطاء الحقيقي... عندما تعطي من داخلك وبكل ما تملك دون أن تشعر أنك مرغم على ذلك... فذاك هو العطاء الصادق... عندما نعطي في الواقع فإننا لا نعطي... ولكننا نأخذ...نعم، نأخذ تلك المشاعر الممتنة ممّن أمددناهم بعطائنا فنسقي بها عطش قلوبنا لترتوي من فيض العطاء... كن على يقين... أنك إن منحت الآخرين شيئا مما تملك... ستربح أضعاف ما منحت... كن على يقين... أنك بعطاءك تعيد الابتسامة للشفاه وتغرس الحب في القلوب... كن على يقين... أنك بمعاملاتك الطيبة... فأنت تعطي الكثير لمن حولك...وكسبت قلوب الآخرين وأنت لاتعلم كن على يقين من ذلك... فعلى قدر عطاءك يفتقدك الآخرون !

المصدر: الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري