« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
أيصلي قلبك أم جسدك
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيصلى قلبك أم جسدك إن القلوب المشفقة هي التي تخشع في العبادة،وترق عند الطاعة،وتخبت عند المناجاة،وتنكسر عند التضرع،إنها قلوب حاضرة،تكون مع كل عبادة روحها وحقيقتها فالخشوع هو قيام القلب بين يدي الله بالخضوع والذل، وانكسار القلب وإخباته وتواضعه لله عز وجل وذلته، وسكون الجوارح،اعلموا أن الخشوع روح الصلاة وحياتها، ونورها وضياؤها،وبه تصعد إلى الملأ الأعلى،وتنهض في السماوات العلى،فالقلوب الخاشعة تتبعها الأذهان الحاضرة،وتسكن معها الجوارح العابثة،قال سعد بن معاذ،ما كنت قط في صلاة فشغلت نفسي بغيرها حتى أقضيها، وعلى سنن الصحابة مضى التابعون،قيل لعامر بن عبدالله بن قيس،أتحدث نفسك بشيء في الصلاة،قال،نعم بوقوفي بين يدي الله عز وجل، ومنصَرفي إلى أحد الدارين، فقيل له، لا، إلا بما نحدث به أنفسنا من أمر الدنيا،وما يوسوس به الشيطان إلينا، فقال،لأن تختلف الأسنة (الرماح) في صدري أحب إلي من ذلك،لله درّ القوم وقد تعلقت بالصلاة قلوبهم وعقولهم وأجسادهم، إن الله ربط مدح المصلين بخشوعهم حين قال(الذين هم في صلاتهم خاشعون)المؤمنون،والخشوع في الصلاة،هو حضور القلب بين يدي الله تعالى،مستحضراً لقربه،فيسكن لذلك قلبه، وتطمئن نفسه،وتسكن حركاته،ويقل التفاته، متأدباً بين يدي ربه،مستحضراً جميع ما يقوله ويفعله في صلاته،من أول صلاته إلى آخرها،فتنتفي بذلك الوساوس وهذا روح الصلاة،والمقصود منها،وهو الذي يكتب للعبد،فالصلاة التي لا خشوع فيها ولا حضور قلب،وإن كانت مجزئة مثاباً عليها، فإن الثواب على حسب ما يعقل القلب منها،فعليك أن تحضر قلبك في صلاتك جهد استطاعتك ومبلغ طاقتك،وألا تصرفه هنا ولا ها هنا،وألا تمر به هكذا ولا هكذا،وأن تدفع عنه الخواطر المائلة به،والأحاديث الشاغلة له،وأن تسمع ما تقرأ، وتعقل ما تفعل، فإنه ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت ولا يكتب لك منها إلا ما فيه حضرت،أين قلوبنا في الصلاة،سابحة في بحار الدنيا،غارقة في هموم الحياة حتى لا تكاد تعقل ما تقول،اللهم رحمتك وعفوك،هل هذه الصلاة يصلح أن نقف بها بين يدي الله،والتي يرضى عنها الله،وهل هي التي يصح أن نرفعها ،ونتقرب بها إليه،والله طيب لا يقبل إلا طيباً،وليس العمل الطيب صلاة لا روح فيها،إذا قمتم إلى الصلاة فتذكروا من أنتم إليه قائمين،وبين يدي من أنتم واقفين،فإذا فرغت فاستغفر الله عز وجل،فإنه سبحانه يغفر برحمته، وكما يجب ألا تصرف وجهك عن قبلتك في صلاتك، فكذلك لا تصرف قلبك عن ربك،استحضروا عظمة ربكم، وتدبروا في صلاتكم كلماتها ومقاماتها وحركاتها من أولها إلى آخرها واعلموا أنه،ينبغي للعبد إذا قال في صلاته الله أكبر عند افتتاحها،أن يكون ذكر الله في قلبه أكبر وأعظم من أن يذكر معه سواه،أو يخلط بذكره بذكر شيء من دنياه إجلالاً له وتعظيماً،فإن معنى تكبيرة الإحرام،أن الذي يقوم إلى الصلاة إذا كبر تكبيرة الإحرام،فقد حرم على نفسه كل ما كان مباحاً له من الاشتغال بالدنيا ومعاشها،إذا خشع قلبك،انطرد وسواسك، وقصر عليك من الصلاة ما طال على غيرك، وقد رأيت صلاة القوم وخشوعهم وسكونهم ودموعهم فإنه وإن كانت أجسادهم قائمة وراكعة وساجدة فإن قلوبهم مصلية،هكذا كانوا ،فهل نكون.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo