« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
حال عباد الله المتقين
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حال عباد الله المتقين إن المتقين لهم الفوز بالنعيمِ المقيمِ في الجنة دار كرامته ،وتبعثهم على دوام المسارعة إلى المغفرةِ من ربهم،ودخول روضات جناته،وكيف لا يكون لهم هذا الحال،وهم مع إيمانهم بالله ورسله وأدائهم حقه سبحانه،بفعلِ ما أمرهم به، وترك ما نهاهم عنه، والاستقامةِ على ذلك،والاستمساك به يسمعون نداء ربهم الذي يدعوهم فيه، وما يعلُو به قدرهم،ويعظُم به شأنهم،ويحسن به مآبهم،ودخول جنته،والمبادرة إليها،والعمل بها في غير توان ولا تردد،ليحسنوا بذلك إلى أنفسهم، ويحسنوا إلى غيرهم من عباد الله من الصفاتِ الجميلة،قال تعالى(وسارعوا إلى مغفرة من ربكم، وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)إنه إحسان إلى النفسِ وإلى الخلقِ لا حدود له، إحسان يتجلى في بذل المال في وجوه الخير،لا فرق في ذلك بين حال المنفق في الرخاء وحاله في الشدة،فهو ماض في بذله، مقيم على جوده وسخائه،لأنه موقن بحسن الإخلاف من ربه القائل عز وجل(وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه،وهو خير الرازقين) سورة سبأ،وأن يفعلوا ذلك رغبة في أن يشمله دعاء الملك،في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما،عن أبي هريرة،رضي الله عنه أنه قال،قال رسول الله ،صلى الله عليه وسلم (ما من يوم يصبِح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما،اللهم أعط منفقاّ خلفاّ،ويقول الآخر،اللهم أعط ممسكاّ تلفاّ)وهو إحسان يتجلى أيضاّ في صفة تصور السخاء والكرم النفسي وهي،كظم الغيظ حين تبدر بوادر الإساءة،إلى مقابلتها بالعفو عن المسيء، والصفح والتغاضي عما بدر منه، رغبة في نيل الجزاء والأجر،الذي أخبر به نبي الرحمة،صلى الله عليه وسلم بقوله(من كظم غيظاّ وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل ،على رؤوس الخلائِق يوم القيامة حتى يخيره من أي الحور شاء) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والترمذي وابن ماجه في سننهم، بإسناد حسن،وشأن من زلت به القدم فظلم نفسه بإتيان ما حرم الله عليه، أو ترك ما أوجب عليه،أن يذكر عظمة ربه الذي عصاه،وآلاءه التي تفضل بها عليه،وشديد عذابه وأليم عقابه،لمن لم يرج له وقاراّ فبارزه بالعصيان،فيحمله هذا التذكر على المبادرة إلى التوبة النصوح بالإقلاع، والندم،وبالعزم على عدم العودة إلى ذلك الذنب،ويرد الحقوق إلى أهلها،لأنه يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيره،سبحانه وتعالى،ولا يقبَل العثرات سواه،وأنه كريم لا يعاجل بالعقوبة، كثير الستر للخطايا والقبول للتوبة التي جعل بابها مفتوحاّ للتائبين حتى تطلع الشمس من مغربها،وهذا شأن المتقين،وسبيل المخبتين،وطريق من خشي الرحمن بالغيب،ذلك هو الذي أعقبَهم عند ربهم مغفرة الذنوب بالستر الجميل،وبرفع المؤاخذة والإكرامِ بإدخالِهم الجنة دار السلام خالدين فيها،ونعمت الجنة وروضاتها ونعيمها،ثواباّ للعاملين المخلصين لله في أعمالهم،المبتغين بها وجهه،سبحانه وتعالى،والمتابعين فيها رسول الله،صلى الله عليه وسلم،والمهتدين بهديه،والمستنين بسنته،إن من صفات المتقين التي نالوا بها الدرجات العلَى عند ربهم،دوام استحضارهم عظمة خالقهم سبحانه وتعالى،وعظيم حقه عليهم، ذلك الاستحضار الذي أورثهم استحياء منه، وهيبة له، ومحبة وشوقاّ إلى لقائِه، ذلك الشوق الذي أعقبَهم الحرص على العملِ بطاعته، والخوف عقابه،والتزود بخيرِ زاد إنه زاد التقوى الذي أمرهم به الله عز وجل، بقوله(وتزودوا فإن خير الزاد التقوى،واتقون يا أولي الألباب)البقرة.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo