« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
ألا إن الدنيا ملعونة،ملعون ما فيها إلا ذكر الله
بسـم الله الرحمـن الرحيـم السلام عليكم ورحمة وبركاته من أجل التنافس على الدنيا، والتسابق في جمع حطامها وتحصيله، واللهث وراءها،فُقد الأمن والاستقرار،وتفرقت الأسر، وتخاصم الجيران،وضاعت الأمانة،وانتشر كل بلاء ومصيبة بسبب هذه الدنيا التي يتنافس فيها ويتقاتل عليها الناس، بل إن البعض ربما باع دينه مقابل عرض من الدنيا قليل، كما في الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال(بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا)رواه البخاري،ومسلم، لقد وصف الله الدنيا بأوصاف ذميمة،ويحذرنا من التكالب عليها، والتنافس في جمع حطامها الفاني، وضرب أمثلة للدنيا لنفهم حقيقتها،فقال تعالى(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) سورة يونس، فقد،شبه سبحانه الحياة الدنيا في أنها تتزين في عين الناظر، فتروقه بزينتها وتعجبه، فيميل إليها ويهواها اغتراراً منه بها،حتى إذا ظن أنه مالك لها، قادر عليها،وحيل بينه وبينها، فشبهها بالأرض التي ينزل الغيث عليها فتعشب، ويحسن نباتها، ويروق منظرها للناظر، فيغتر به، ويظن أنه قادر عليها مالك لها فيأتيها أمر الله فتدرك نباتها الآفة بغتة فتصبح كأن لم تكن قبل، فيخيب ظنه وتصبح يداه صفراً منها، فكذا حال الدنيا والواثق بها سواء، وقال تعالى في وصف الدنيا(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا)سورة الحديد، فأخبر سبحانه عن حقيقة الدنيا بما جعله مشاهداً لأولي البصائر، وأنها لعب تلهو بها النفوس،واللعب واللهو،مشغلة للنفس، مضيعة للوقت، ثم أخبر أنها،زينة فأخذت بالعيون والنفوس استحسانا ومحبة، ولو باشرت القلوب معرفة حقيقتها ومآلها ومصيرها لأبغضتها ولآثرت عليها الآخرة، ولما آثرتها على الآجل الدائم الذي هو خير وأبقى، إن التنافس على الدنيا والتكالب عليها،سبب من أسباب هلاك الأمم،يقول الرسول محمد،صلى الله عليه وسلم(ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم)رواه البخاري،ومسلم من حديث عمر بن عوف الأنصاري،رضي الله عنه، كما أن التنافس على الدنيا يجر المتنافسين إلى كثير من الذنوب والمعاصي،فيتحاسدون ثم يتدابرون ويتقاطعون ثم يتباغضون، هذه الدنيا،التي يتقاتل الناس عليها لا تساوي عند الله جناح بعوضة،فعن سهل بن سعد الساعدي،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء)رواه الترمذي،وقال الألباني صحيح، هذه الدنيا ملعونة على لسان رسول الله،صلى الله عليه وسلم، معلون ما فيها إلا ذكر الله،فعن أبي هريرة رضي الله عنه،قال،سمعت رسول الله،صلى الله عليه وسلم،يقول(ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله،تعالى،وما والاه وعالماً ومتعلماً)رواه الترمذي،وقال الألباني،حسن، إن التنافس على حطام الدنيا مما خافه وخشاه النبي،صلى الله عليه وسلم،على أمته، فعن أبي سعيد الخُدري،رضي الله عنه،قال،جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم،على المنبر وجلسنا حوله،فقال(إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها)متفق عليه، ولحبه صلى الله عليه وسلم،الخير لنا، وكرهه الشر،حثنا صلى الله عليه وسلم،على أن نتقي الله في الدنيا،فقال صلى الله عليه وسلم(الدنيا حلوة خضرة، وإن الله تعالى مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون،فاتقوا الدنيا واتقوا النساء)رواه مسلم، فاتقوا الله في كل شأن من شؤونكم،فإن من(يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)سورة الطلاق، إن هذه الدنيا زائلة، فيجب أن لا يغتر بها العاقل، ولا ينخدع بها إلا كل جاهل غافل، فهذا النبي،صلى الله عليه وسلم،لو أرادها لتحولت له جبالها ذهباً، ولكنه علم حالها وحقيقتها،فعن عبد الله بن مسعود،رضي الله عنه،قال،نام رسول الله،صلى الله عليه وسلم،على حصير فقام وقد أثر في جنبه،فقلنا،يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاءً،فقال(ما لي وللدنيا،ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها)رواه الترمذي،وابن ماجه وقال الألباني،حسن صحيح، يقول ابن عمر،رضي الله عنهما،خذ رسول الله،صلى الله عليه وسلم،بمنكبي،فقال(كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)رواه البخاري، ولا يعني التحذير من الدنيا أننا نتركها إلى الأبد ولا نشتغل فيها، أو أننا نلزم زاوية من المساجد لنعبد الله فيها،ليس الأمر كذلك،بل المقصود أن لا تطغى الدنيا علينا فنتنافس فيها فنهلك، بل الله تبارك وتعالى،حثنا على عمارة الدنيا بالدين، وعلى السعي والعمل،فقال تعالى(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)سورة الملك، فالدنيا،قنطرة أو معبر إلى الجنة أو إلى النار،فهي مبنى الآخرة ومزرعتها، ومنها زاد الجنة، وفيها اكتسبت النفوس الإيمان، ومعرفة الله ومحبته، وذكره ابتغاء مرضاته، وخير عيش ناله أهل الجنة في الجنة إنما كان بما زرعوه في الدنيا، فيها معرفه الله ومحبته وعبادته والتوكل عليه والإنابة إليه والأنس به والفرح بقربه،والتذلل له ولذة مناجاته، والإقبال عليه والاشتغال به عمن سواه، فهنيئاً لمن استعمل الدنيا ولم تستعمله، استعملها في طاعة الله، والبعد عما حرم الله، نسأل الله أن يستعملنا في طاعته وأن يجنبنا معصيته، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا وأجعل الجنة هي دارنا وقرارنا، اللهم اغفر لنا وارحمنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. اللهم آمين.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo