« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
قراءة في قصيدة (غاسل كفي) للشاعر محمد بن فطيس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قراءة موضوعاً كتٌب في جريدة الرياض السعوديه .. كتبه الكاتب المميز بداح السبيعي .. فهو كاتب يستحق كل التقدير والاحترام لكل ما يكتبه .. وقد كتب وأبدع في قراءة فنيه في قصيدة شاعرنا غاسلن كفي .. ونحن في ملتقى الشاعر محمد بن فطيس يجب علينا اثراء هذا القسم الاعلامي .. بكل جديد وما يطرح في الاعلام عن شاعرنا الجميل من كتاب مميزين أمثال الكاتب بداح السبيعي له من كل التقدير والاحترام .. أترككم مع الموضوع للأستمتاع بقصيدة شاعرنا من جديد .. الذي ندعو الله ان لا يحرمنا شاعرنا ولا روعة قصائده وكلماته وتواجده ودعمه المستمر .. لنا .. القصيدة تتألف من واحد وعشرين بيتاً يُمكن تقسيمها إلى جزأين أو مقطعين: الأول منهما (1-9) ذاتي يتحدث فيه الشاعر عن نفسه وعن تغير رؤيته للعلاقات التي تربطه بالآخرين، والثاني (10-21) وجداني عاطفي ينتقل فيه الشاعر للحديث عن محبوبته دون مُبرر فني واضح سوى رغبته وميوله وما ذكره من استحالة مرور القصيدة دون ذكرها لأنها هي (أصل القصيد)..! تبدأ القصيدة بتصوير الشاعر للتحول الجذري الذي طرأ على نظرته للناس الذين تربطه العلاقة بهم، حيث أضحى يرى الناس بعين (رؤية) جديدة، ويقيس الأمور بعقل (تفكير) مُختلف عما كان عليه في الماضي: غاسلٍ كفي من مصافحة بعض اليدين وقافلٍ بوجيه أهلها صناديق البريد وشايفٍ شيٍ لي أعوام مالي فيه عين وقاطعٍ خيط الهقاوي بسكين الوكيد وخالصٍ من طيب ظنٍ موهقني سنين وظاهرٍ لي عقب عرف العرب عقلٍ جديد وطايحٍ من عيني ارجال عندي كان وين وحاقرٍ من هو يقيس الأوادم بالرصيد ومحتمي عن غدر الأصحاب في حصنٍ حصين ولابسٍ لرماح الاقراب ثوبٍ من حديد الأفعال التي يستخدمها الشاعر: (غاسل) و(قافل) و(قاطع) و(خالص) و(طايح) جميعها أفعال تؤكد على التغيير الذي نتج عن تغير رؤيته للأمور، فكان لا بد من تنظيف قائمة العلاقات والخلاص من كل علاقة تقوم على مصالح مادية بإسقاطها وكذلك وضع حواجز حصينة تقطع الطريق على كل ما لا يتوافق مع رؤيته الجديدة؛ وقد أبدع الشاعر في تجسيد أحاسيسه المجردة في صورة حسية تتمثل في قطع خيط (الشك) بسكين (اليقين) حتى لا يكون هناك وقوع في علاقات سيئة ومُرهقة. ويواصل ابن فطيس حديثه عن عملية التغيير التي يقوم بها، مؤكداً على عزمه قطع كل علاقة عقيمة، ومؤكداً على الدور الذي لعبته التجارب و(المواقف) الصعبة بمساعدته في عملية (غربلة) المُحيطين به، وهي غربلة لا تُسفر في الغالب إلا عن نتائج مُخيبة للآمال: وماضيٍ مني على اللي تمشيني يمين ما تجي من هو قريبٍ وإلى احتجته بعيد المواقف تشخل الناس والطيّب يبين كل عام يطيح تسعه ويصفى لي وحيد أشهد إن خير المدارس تجارب الأولين واشهد إن راي التجارب هو الراي السديد واشهد اني للبلاوي على الدنيا مدين كل ما راجعت نفسي طلعت المستفيد كان من المفترض أن تنتهي القصيدة عند هذا الحد، لكن ابن فطيس ينتقل للمقطع الثاني بقفزة غير متوقعة ولموضوع آخر لا يرتبط بعلاقة منطقية مع موضوع المقطع الأول، ويُبرر هذا التصرف الذي قد يرى فيه البعض إخلالاً بوحدة القصيدة الموضوعية بأن محبوبته هي (ملح النشيد) ومن الواجب أن تتزين القصيدة بحضور ذكرها: وأنت ياللي عقبك الزين بين البيض شين مُستحيل يطوفك الشعر وأنت أصل القصيد القصيدة في عيوني بدونك ما تزين لازم إن آجيب طاريك يا ملح النشيد وعند تأمل كلا المقطعين يُمكننا إيجاد ما يُمكن اعتباره خيطاً دقيقاً وخفياً يربط بين المقطعين ليُحقق للقصيدة وحدتها الموضوعية، ففي أحد أبيات المقطع الثاني يقول ابن فطيس: أنت ياللي من بُطين الفؤاد إلى الأذين والله إن حبك مع الوقت ما ينقص يزيد ففي مُقابل (التغير) الكبير في رؤية الشاعر لعلاقته بالمُحيطين به نجد (الثبات) بل الزيادة في مكانة المحبوبة في قلبه، وفي مُقابل الأبيات التي يُشير فيها إلى حرصه على قطع علاقاته مع أصحاب المصالح، والاحتماء والتحصُن ضد (الأصحاب) و(الأقارب) في المقطع الأول يقول في الثاني: الهوى سجن العشاشيق وأنا لك سجين وودي إن سجني مؤبد ولي حارس وقيد نجد في هذا البيت رغبة مُعاكسة للرغبة الأولى في وضع الحواجز التي تحول بينه وبين أصحاب العلاقات الواهية، إذ يتمنى هنا إقامة حواجز وقيود تمنحه التفرد بالمحبوبة وزيادة المسافة بينه وبين أولئك الذين أشار إليهم في المقطع الأول من القصيدة..!
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
لا تحرموني دعائكم في ظهر الغيب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo