خذلتني يــــا صباح السبت

خذلتني يــــا صباح السبت

بسم الله الرحمـــــــن الرحيم


قد ملأ السأم جوانب نفسي فابتعدت جدا عن أجواء النقاشات رغم إني كنت أجد وقتا ممتعا في ذلك
ربما لأنه لا شي يمكن أن نتحدث عنه فقد أصبحت المواضيع معلبه وفي أيدي الجميع وجميعهم يفرغون المحتوى بالشكل الذي يريدون وبالطريقة التي تحلو لهم
أو ربما اكتفيت بما لدي من قناعات واحترمت قناعة غيري
فجنب الله عني وعنكم أسباب الملل

لذلك اتجهت للكتابة في المحيط الذي يحيطني
وإني لأرجو أن لا أكون مما ثقلت دمائهم على حضراتكــــم

خذلتني يا صباح السبت . هكذا كان أول يوم لي ...حيث لم تكن صبـــاحاتي كذلك ولكن الرب أراد وشاء ذلك

فأول محاضرة أفقدتني الحماس الذي كنت أحمل طيلة فترة الإجازة
أستاذة دخلت وتقاسيم وجهها تروي ألف حكاية ورواية
استهلت حديثها بالحضارة والمقارنة بين حضارات العرب والدول الأخرى ( وتراث العرب )....... وواوات ......ألخ
فتعالت الأصوات وبقيت هي مبتسمة من مؤيدهن ومخالفهن بـ (التمسك بالتراث) وأجزم أنها لا تعي من التراث غير كلمته
لم تكن صارمة في إخفاض أصواتهن وكيف تكون كذلك وهي عجوز تشبثت بالكرسي الأسود الدوار وتأبى التقاعد
وقد رآها البعض وهي تخرج من السيارة بعصاه خشبية ...و هي بالتأكيد لن تدخل القاعة بعصاه و إن كانت من ذهب!!

اتكأت أنا على الحائط وهي عادة تلازمني أن أتخذ مقعدا بجانب الجدار تحسبا لأي درس يجلب النعاس والملل
فلم أجد أفضل من الإمساك بالقلم والعبث به إلى أن ينتهي الدرس
فوجدت نفسي أكتب الذي تقرئون

وفي غمرة من الأخذ والعطاء زاغ بصرها نحوي ...فستويت ... وسرعان ما اتخذت ميلاني واتكائي
فزاغ بصرها ثانية وسألت الله السلامة أن توجه إلى سؤال وأبقى جامدة لا أفقه شيء مما تقول
_ فتبسمت_
وإني أظنها والله أعلم قد ظنت أنني أكتب الدرس حرفا حرفا وكلمة كلمة
وتهللت واستبشرت بي خيرا

انتهى الدرس .... وانتهيت أنا من كتابة هذه السطور

ولكن ............
ما التراث ؟ وكيف لنا أن نتمسك به وهو ميت محنط ونحن شعب مقلد
وكيف نقول لا تقدم إلا مع التراث واليابان دولة راقية وليس لها تراث ؟

أعلم أنكم تفهمونني وإن إختلفنــــا
وأعتذر عن الإطالة فشوقي لركني الأول جعلني أسهب فيما أقول

||

المصدر: الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري