أوهام حول القيم ،،

أوهام حول القيم ،،

بسم الله الرحمن الرحيم في كثير من بلدان العالم الاسلامي من الثقافة الاسلامية محدودة ،فإنها لا تملك الحساسية التي تساعدها على ادراك جيد للخصوصية الاخلاقية الاسلامية والتي تساعدها بالتالي على التنظير الجيد لمسائل التأثير الأخلاقي ومسائل اعادة تهذيب القيم وبناءها وتوظيفها .. والذي نلمسه في كتابات على من جرى العرف على تسميتهم بـ(العلمانيين )انهم يحرصون الحرص كله على تدمير الاطار المرجعي للاخلاق الاسلامية وذلك بنقل جهة الالزام الخلقي من الوحي والتعبد لله تعالى الى العقل والعرف والمصلحة ! وهم الى جانب ذلك حريصون على اعادة ترتيب السلم القيمي وفق الرؤية الغربية للأحياء والحياة ظانين ذلك هو الخطوة الاولى على طريق نفض غبار التخلف عن الامة .. ان القيم الاسلامية التي تحملها الجماهير الاسلامية لم تكن هي السبب في التخلف الذي نعيشه ..وانما يكمن السبب في الظروف التي ادت الى ضمور تلك القيم وابعادها عن وضيفتها في توجيه السلوك ،والدليل على ذلك ان القيم التي تحارب اليوم بلا هوادة ، هي التي قامت عليها المدنية الاسلامية ، التي القت بإشعاعاتها على البشرية قرابة عشرة قرون . ووقعوا في الوهم مرة اخرى حين استسهلوا عملية التبديل الجذري للمنابع الأخلاقية للأمة ، مع أن ذلك عمل في غاية التعقيد حتى عند الامم التي ليس لديها كتاب سماوي ويحتاج الى اوقات مديدة وتغيير كبير في البيئة الثقافية كلها . اما امة الاسلام فان محاربة قيمها واخلاقها فتحت اعينها على جوهرية تلك القيم لاصلاح شؤونها كافة ، ومن ثم فإن الصحوة الاسلامية الحديثة مدينة في جوانب من وجودها لؤلئك الذين سعوا الى هدم الأسس التي يمكن ان تقوم عليها . والوهم الثالث الذي وقعوا فيه ظنهم ان ما حصلت عليه البشرية من تقدم عقلي وعملي يمكن ان يكون اساسا لنمو اخلاقي وهذا لا دليل عليه فالاساس الاخلاقي يتوقف وجوده عن النمو الشامل للشخصية وبنيته العميقة ليست بنية عقلية تقنية وانما هي بنية مكونة من الارادة والمشاعر والعواطف في المقام الأول ،وفي الشعوب والامم من قطع مسافات في التقدم العلمي والعمراني لكن اخلاقهم وقيمهم لم تزدد الا انحدارا ! والسبب في هذا ان قضايا الايمان والاخلاق لا تتموضع في نفس النقطة او على نفس المستوى الذي تتموضع فيه قضايا العقل والعلم ولذا فإن التقدم في احدهما لايعني بالضرورة التقدم في الاخر . ما دفع بعض الكتاب والمفكرين من محاولة وضع اسس لقيم جديدة وتدمير السند الديني للأخلاق ربما كان نابعا من فلسفة وضعية سوقية سادة في الغرب منذ زمن ..واصبح من يتحدث عن المسائل الاخلاقية موضع اتهام في نضجه وفي استيعابه لمعطيات الحداثة والنتيجة هي الفراغ الروحي لدى كثير من شباب الأمة . حبيت اختصر الموضوع .. مع تمنياتي لكم بقراءة ممتعة ،،

المصدر: الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري