« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
إنه نور الإيمان
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميل أن تكون ممن سخر جوارحه في طاعة الله وانطلق بهمته إلى ما يحبه الله ويرضاه،حينها يكون قد أشرق في القلب نور الإيمان، وامتلأت الروح بمحبة الرحمن،إن هذه الحسنات لها ثمرة بل ثمار، ومن أغلى هذه الثمار هو،نور الإيمان،قال تعالى (يهدي الله لنوره من يشاء)فالله هو الهادي وهو المرسل لهذا النور في قلوب أوليائه،وهذا النور مقتبس من الوحي،فالقرآن نور، والسنة نور، قال تعالى(فاّمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا)وإذا كان الله قد سمى الدين والوحي نور فاعلم أن نصيبك من هذا النور على قدر التزامك بهذا الوحي،ونور الإيمان الذي سكن في قلوب المؤمنين متفاوت على قدر تفاوتهم في قربهم من الرحمن، فهذا قد مُلئ نور وإيمان وبجانبه من هو أضعف منه نور، وما ربك بظلام للعبيد،وهذا النور يقوى حتى يظهر على صفحات الوجه حتى إنك ترى بعض الناس وعلى وجوههم إضاءة من نور فما هو،إنه نور الإيمان، ولهذا قال ابن عباس،إن للحسنة ضياء في الوجه، ونور في القلب،وهذا أحدهم يسأل الحسن البصري،لماذا أهل صلاة الليل أحسن الناس وجوهاً،قال،خلَوا بالله فألبسهم نوراً من نوره،ولا يزال العبد يُنافس في الحسنات ويسابق إلى الصالحات حتى يقوى نور الإيمان في قلبه، فيظهر عليه عند موته، فكم سمعنا من أموات لما ماتوا وعند تغسيلهم وتكفينهم رأى المغسلون أنواراً وضياء في الوجه، بل وفي سائر الجسد،ولا يزال هذا النور يتحف صاحبه بالهدايا فيأتيه في قبره، فيضيء له كالقمر ليلة البدر، كما صح في الحديث،وفي يوم القيامة حيث الأهوال والمصائب إذا بك تلتفت فترى هناك فئة وعلى وجوههم نوراً عجيباً وصفه الرسول بقوله( أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ) صحيح البخاري،وعند المرور على الصراط وفي شدة الظلام يُشرق نور الإيمان لأهله، قال تعالى(يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم)فيعبرون على الصراط بهذا النور وينطلقون بكل سرعة نحو الجنان،وحينما يدخلون الجنان إذا بهم في قصورها وبين أنهارها وتحيط بهم أشجارها وثمارها، وهم مع زوجاتهم من الحور العين، والخدم يطوفون بهم ولا يزالون في نعيم مقيم أبد الآباد،وهذا جزاء كل من تمسك بنور الإيمان، وقال الضحاك ليس أحد إلا يعطى نورا يوم القيامة فإذا انتهوا إلى الصراط ،طفئ نور المنافقين فلما رأى ذلك المؤمنون أشفقوا أن يطفأ نورهم كما طفئ نور المنافقين فقالوا (ربنا أتمم لنا نورنا ) وقد قال ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى حدثنا أبو عبيد الله ،أنه سمع عبد الرحمن بن جبير يحدث أنه سمع أبا الدرداء وأبا ذر يخبران عن النبي صلى الله عليه وسلم قال،أنا أول من يؤذن له يوم القيامة بالسجود وأول من يؤذن له برفع رأسه فأنظر من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي فأعرف أمتي من بين الأمم ،فقال له رجل يا نبي الله كيف تعرف أمتك من بين الأمم ما بين نوح إلى أمتك، فقال ،أعرفهم محجلون من أثر الوضوء ولا يكون لأحد من الأمم غيرهم وأعرفهم يؤتون كتبهم بأيمانهم وأعرفهم بسيماهم في وجوههم وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم، وقوله ،وبأيمانهم ،قال الضحاك،أي وبأيمانهم كتبهم كما قال( فمن أوتي كتابه بيمينه)وقوله( بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار)يقال لهم بشراكم اليوم جنات أي لكم البشارة بجنات تجري من تحتها الأنهار،خالدين فيها ،أي ماكثين فيها أبدا ،ذلك هو الفوز العظيم، فاللهم هب لنا من لدنك نوراً.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo