دوار القصبة معلم ورمز تاريخي أم كبش فداء ( بقلمي)

دوار القصبة معلم ورمز تاريخي أم كبش فداء ( بقلمي)

أنت فتى جنوبي ، نشأت وترعرت في ربى تلك الأراضي الساحرة ، والجبال الشآهقة..
تسوقك الأقدار ، والجري وراء الأرزاق ، فتقطن إحدى جهات وطنك العزيز ،
شرقا ام غربا كنت ، شمالا أو بديار نجد سكنت ..
تتعرف على الأصحاب ، وتجلسون لتبادل الحديث والسمر ، وأول ذاك الحديث من أين أنت؟!
فتقول وبكل فخر ، أنا من أرض الجنوب ، ليتلهف الأصحاب لسؤالك ، أين أنت من هكذا وهكذا ،
تلك المعالم التي لطالما زارها السياح ، ,ولا غرابة فأنت من أهل الجنوب ، ولكن الغريب :
أن تزول إحدى هذه المعالم بفعل فاعل !!

أنت من أهل الجنوب شيخا كنت أم فتى ، يزور السيّاح بلدتك ، فيسألك أحدهم ،
عند تلك الإشارة ، أو بذاك الطريق ، أرشدني أخي الكريم فأنا جديد على هذه المنطقة ..
فتحتار ان تجيبك ، فقد شغلك عملك ، وحياتك الخاصة ن أن تتعرف على جميع نواحي بلدتك ..
ولكن تلك الحيرة تزول ، عندما تتذكر انك تعرف وصف طريق دوار القصة ، ففي الجنوب لا أحد ،
يجهل هذا الوصف كيف لا وهو رمز من رموز تراثها ، ومعلم تاريخي أزلي ،
فترشد أخاك وتقول ، اذهب الى دوار القصة من هنا وهنا ، وهناك ستجد الجميع يعرف وجهتك !!

أنت ضيف جديد على ديار الجنوب ، تنزل من مطار أبها ، فيجذبك هوائها النقي ، ورحابة صدر أهلها ،
فتترك ما جئت له ، ولا يخطر ببالك سوى ، أريد أن أذهب الى كل مكان هنا ،
تسأل وتقول من يرشدني الى شخص ، يقلّني الى حيث أريد ،
فيقول الجميع بلسان رجل واحد ، إنهم ينتظرونك عند دوار القصبة بفارغ الصبر ، اذهب فأصحاب اللموزين ، اتخذو من دوار القصبة مقر ، وما ترغب به من تخصصهم ، فتقول أين الطريق ،
فيخبرك الجميع على حد سواء ، فلا أحد هناك يجهل دوار القصبة !!

ها هو المعلم الأثري ، عرفه الجنوبي وغير الجنوبي ، قد مضى عليه عقود من الزمن ، ليدخل ضمن التراث الذي وجب على الجميع المحافظه عليه ،
ولكن بلدية أبها لا ترغب بذلك ، فمن يحافظ على تراثنا هو من هدم تراثنا .
والسؤال أيها الأشخاص الى متى يأكل اللب ويرمى قشارة ؟!
نحن ساكتون ونحن نرى المليارات تنسف وكل هذا بدعوى التوسعة ، وقبلنا ولم نعترض!!
ولكن أن يهدم تراثنا ولنفس السبب الوهمي ، هذا لا نقبله !!
كل هذا ولم نرى توسعة الى الآن ، فالمكان الذي يتم فيه تطبيق المشاريع هو من يزاد ضيقا ، وتكثر
الحوادث المرورية ، وأسئلوا أهل أبها والخميس ان كنتم لا تعلمون؟!
لم يبقى تراث والمليارات تختفي دون سابق انذار والحوادث المرورية تزداد يوما تلو الآخر !!
إلى أين تخطيط بلديتنا يتجه .. لا أعلم !!
ربما كلامي وجهة نظر ولكنني أراه الحقيقة ولا أبالغ !!
( إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ، أوئمن بوجهة نظر الجميع)

المصدر: الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري