الوظيفة الحقيقيه

الوظيفة الحقيقيه

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثير منا يبحث عن وظائف هـذه الأيام،ويحرص كل الحرص على أن يكونَ دخله كبيراّ،وراتِبه مجزي،وليس



في هـذا عيب،فظروف الحياةِ ومتطلباتها تستدعي ذلك،لكن الكثيرين منا للأسف،تناسوا الوظيفة الأساسية التي خلقوا


لأجلِها،وانغمسوا في ملذات الحياة،وهمومها ، ومشاغلها،لقـد خلقنا الله سبحانه وتعالى لوظيفة



واحـدة،أخبرنا بها فى قوله﴿وما خلفت الجن والإنس إلا ليعبدون)الذاريات،كثير مِن المسلمين أغرتهم الدنيا بكل ما



فيها من متع،جذبتهم إليها وجعلت قلوبهم معلقة بها،لا يسعون إلا إليها،ولا يفكـرون إلا فيها،ولا يهتمون إلا



بها،ولا يحِبون غيرها،جعلتهم ينسون أن الدنيا فانية ، وأنستهم ما أخبر به الله عز وجل عنها فى قوله﴿وما الحياة



الدنيا إلا متاع الغرور)آل عمران،أنستهم أن الآخرة هى الباقية،وأنها دار القـرار، فأخذوا يتكالبون على حياة



زائلة،وابتعـدوا عن الآخرة،يقول جل وعلا ﴿كلا بل تحبون العاجلة،وتذرون الاّخرة)القيامة،ويقول النبى صلى الله عليه



وسلم( إنَ الدنيا حلوة خضرة،وإن الله تعالى مستخلفكم فيها،فينظر كيف تعملون،فاتقوا الدنيا واتقوا النساء) رواه



مسلم،وعن أبي هريرة رضى الله عنه،قال،سمعت رسول الله،صلى الله عليه وسلم يقول( الدنيا ملعونة ملعون ما



فيها، إلَّا ذِكر الله وما والاه،وعالماّ ومتعلماّ)رواه الترمذى وابن ماجه وحسنه الألبانى،وقال الألبانى،المراد بالدنيا،كل




ما يشغل عن الله تعالى ويبعد عنه،لقد نسى الإنسان الوظيفة التى خلقه اللهُ عالى لأجلها،ألا وهى العبادة،وسار




وراءَ شهواته،واتبعَ هواه،وما علم أنه بذلك قـد ضَل عن الطريق المستقيم،وأصبح ظالماّ لنفسه بعـدم اتباعه



للحق،يقول الله جل وعلا﴿ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله،إن الله لا يهدي القوم الظالمين)القصص،شغلتنا



أموالنا عن ذكر الله،وأحببنا أولادَنا أكثر مِن حبنا لله جل وعلا الذي خلقنا ورزقنا،وغَرتنا وظائفنا ،ومناصبنا ، حتى



كدنا نهوي على وجوهِنا ، يقول جل وعلا ( يا أيها الذين اّمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله،ومن يفعل




ذلك فأولئك هم الخاسرون)المنافقون،لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بعبادته فقال عز من قائل﴿واعبدوا الله ولا تشركوا




به شيئاّ)النساء،وأمرنا سبحانه بإخلاصِ العِبادةِ له،فقال﴿فاعبدوا الله مخلصاّ له الدين)الزمر،كما أمرنا جل



وعلا بطاعته وطاعة رسوله صلى اللهُ عليه وسلم ، فقال﴿يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) محمد،علينا



أن نتقى الله عز وجل ، وأن نرجِعَ إليه ، ولا ننسى الآخرة ، ولا نغتر بالحياةِ الدنيا التي ستفنى يوماّ ما،وأن نسعى للدار



الآخرة حتى ننال الثواب العظيم من الله عز وجل﴿ومن أراد الاّخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراّ)الإسراء،




أسأل اللهَ تعالى ألا يجعلنا ممن يتبعون أهوائهم،وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

المصدر: الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري