![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في عالم يضج بالمكائد والشهوات الشيطانية،ينغمس الإنسان إذا ترك لنفسه العنان في معمعة النزوات، الثائرة التي تسعر من فورة الرغبات الإنسانية وتأجج من لهفته في الأخذ من كل ملذات الدنيا حلالاّ كان أم حراماّ،فلا يقف أمام النفس الأمارة بالسوء،لتكون سيدة الإنسان فتكون هي القائد المتصرف في إرادته وشؤونه فيتبعها مسلوب الإرادة في غمرة السهو والغفله، ولكن بالإمكان أن يتوجه إلى مسار أفضل مما هو عليه،ذلك يكون بالإرشاد المتزن للنفس والمقدرة على ضبطها باعتدال دون غلو ولا تفريط،في عالم المتاهات يقع الإنسان في غفلة مريعة تنسيه أصل خلقه والحكمة من وجوده في الدنيا،فليس شيء أسهل على النفس البشرية أن تركن للغفلة وترفل في الشهوة،ولكن ما حالنا ومصيرنا إن دامت هذه الغفلة وأرخت سدولها علينا وأطبقت بأقفالها على قلوبنا،فأي فلاح سنحظى به إذا لم يحالفنا النجاح بالخلاص من هذه الغفلة المريعة،وأي أمل بإعادة الاستقامة المنشودة والاستقرار النفسي المتزن إذا طال التمادي في الغفلة،إنها متاهة لا يعرف أولها من آخرها،إنها متاهة الضياع متاهة الصراعات التي أهلكت أقواماّ ،فما نجا منها إلا من تبصر بنور اليقين وجاهد النفس للسير على الصراط المستقيم،لقد قضينا سنوات عديدة في غفلة مريبة وصراعات نفسية عتيدة وانقياد لنفس عنيدة حتى ضعفت إرادة العقل الرشيد وانحدرت الرجاحة إلى الحضيض فسرنا مسيرين لما يملى علينا من مكائد ولما ينصب لنا من شراك ونحن نقع فيها كالفراش المبثوث،لا تبصر ولا وعي لما سيؤول إليه المصير بعد ذلك الوقوع الفاضح ،انبهرنا بالمنظر المستعر فغفلنا عما سيصيبنا من ذلك الوقوع الآثم، ألا أيتها النفس فاستيقظي واعلمي أن الدنيا وشيكة أن تطوي صحائفها وترتحل أو نرتحل منها على مشهد عظيم،إما موت قبل فناء وسكرات ليس عنها محيد،وإما أن ترجف الراجفة تتبعها الرادفة،وحينها تكون القلوب واجفة ويعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ويصاب الإنسان بالحسرة والندم على ما فرط فيها، ويومئذ ليس للندم مكان ولا للحسرة عنوان،وبما أن الفرصة لا زالت متاحة لكل ذي سمع شهيد وعقل رشيد فالمبادرة [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] وتعجيل [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]قبل الفوات من بوادر تصحيح مسار النفس إلى الأفضل،فإن مجابهة الغفلة بيقظة متبصرة وندم صادق يبعث الخير في نفس الإنسان ويعين على صراع الشيطان ويرجح إرادة العقل اللبيب على طغيان النفس الأمارة بالسوء،والصدق والإخلاص في القول والعمل،وترك التسويف فإنه مظنة النجاة،ووأد لليقظة ومرتع خصب للغفلة،فلنبادر إلى يقظة عاجلة صادقة قبل الحسرة والخسران،فهل إلى ذلك من سبيل ،قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله،إن هذه الدنيا كلها تمضي، وكل شيءٍ فيها فإنه عبرة، إن نظرت إلى الشمس تخرج في أول النهار ثم تأفل في آخر النهار وتزول، هكذا وجود الإنسان في الدنيا يخرج ثم يزول،إن نظرنا إلى القمر كذلك يبدو أول الشهر هلالاً صغيرًا، ثم لا يزال ينمو ويكبر فإذا تكامل؛ بدأ بالنقص حتى عاد كالعرجون القديم، كذلك إذا نظرنا إلى الشهور تجد الإنسان يتطلع إلى الشهر المقبل تطلع البعيد، فمثلاً يقول، نحن الآن في الشهر الثاني عشر بقي على رمضان ثمانية أشهر فما أبعدها، وإذا به يمر عليها بسرعة، وكأنها ساعة من نهار، هكذا العمر أيضاّ،عمر الإنسان،تجده يتطلع إلى الموت تطلعاّ بعيداّ ويؤمِّل وإذا بحبل الأمل قد انصرم، وقد فات كل شيء، تجده يحمل غيره على النعش ويواريه في التراب ويفكر، متى يكون هذا شأني، متى أصل إلى هذه الحال؟ وإذا به يصل إليها وكأنه لم يلبث إلا عشية أو ضحاها،أقول هذا من أجل أن أحمل نفسي وأحمل إخواني على [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]باغتنام الوقت، وألا نضيع ساعة ولا لحظة إلا ونحن نعرف حسابنا فيها، هل تقربنا إلى الله بشيء، هل نحن ما زلنا في مكاننا، ماذا يكون شأننا، علينا أن نتدارك الأمور قبل [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]الأوان، وما أقرب الآخرة من الدنيا،فالبدار البدار قبل فناء الأعمار، أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة، وأن يجعل مستقبل أمرنا خيرًا من ماضيه، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] ![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo