« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
رحم الله عبداّ قال خيراّ فغنم أو سكت فسلم
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فإن نعم الله على الإنسان لا تُعد ولا تحصى،ومن هذه النعم العظيمة والجليلة نعمة اللسان، قال تعالى(ألم نجعل له عينين، ولساناً وشفتين)البلد،اللسان ذلك العضو الصغير قد يكون سبباً لدخول صاحبه الجنة أو النار، فإن استغله الإنسان في طاعة الله وذكره،سلك به طريق الجنة، وإن استغله في الغيبة والنميمة وقول الزور وغيرها، قاده إلى النار،واللسان هو رسول القلب وترجمانه ودليله، صغير جُرمه،عظيم خطَره،اللسان إذا حركه قلبٌ يخاف الله ويخشاه لم تسمع منه إلا طيباً،وإذا أُطلق له العنان هوى بصاحبه في دركات الجحيم والنيران،احذر لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك إنه ثعبان،ولقد وصَّى الله جل وعلا عباده المؤمنين بأن يتقوه سبحانه وتعالى،في هذا العضو،قال تعالى(ياأَيها الذينَ آمنوا اتقوا اللهَ وقولوا قَولاّ سديداّ)الأحزاب،وحث الإسلام المسلم أن لا يحدِث بكل ما سمع،قال صلى الله عليه وسلم(وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم منى يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون)رواه الترمذي، والثرثار هو كثير الكلام تكلفًا، والمتشدق المتطاول على الناس بكلامه ويتكلم بملء فيه تفاصحاّ وتعظيماّ لكلامه، والمتفيهق هو المتكبر،اللسان ما هو إلا كلمات، فالكلمة مسؤولية لابد أن نعي كيف نتعامل معها، فرب كلمة نابية أدت إلى خصومة، ورب كلمة جافية فرّقت شمل أسرة، ورب كلمة طاغية أخرجت الإنسان من دينه، والعياذ بالله،ولكن رب كلمة حانية أنقذت حياة، ورب كلمة طيبة جمعت شملا ً، ورب كلمة صادقة أدخلت إلى الجنة، جعلني الله وإياكم من أهلها، وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة واللفظ للبخاري،أنه صلى الله عليه وسلم قال(إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالاً يرفعه الله تبارك وتعالى بها درجات، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم)إن جميع الأعضاء يدور صلاحها على صلاح اللسان، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان،أي تذل وتخضع له،تقول له،اتق الله فينا،فإن استقمت استقمنا،وإن اعوججت اعوججنا)حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي،اللسان هو الميزان الذي توزن به الرجال، وتعرف به أقدارها، ما صلح منطق رجل إلا ظهر ذلك على سائر عمله، ولا فسد منطق رجل إلا عرف ذلك من سائر عمله،قال صلى الله عليه وسلم(لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه)حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة،ومعنى الحديث انك لوا انشغلت بإصلاح قلبك وسلامته ولسانك ليس نظيفا فإنك خاسر،وكذب من أدعى صلاح وصفاء القلب ولسانه ليس نظيفا،فاللسان ما هو إلا مغرفة يغرف من القلب،قال صلى الله عليه وسلم(المسلم من سلم المسلمون يده ولسانه)رواه مسلم،ولما عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم،مر بأقوام لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم،فسأل عنهم،من هؤلاء،قال جبريل،هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)صحيح،شهادة الزور كلمة،وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم،من الكبائر،فلما جاء إلى شهادة الزور قال الراوي(وكان متكئاً فجلس وقد تغير وجهه،فقال،ألا وشهادة الزور،ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة والزور)واللعن هو الطرد من رحمة الله،قال عليه الصلاة والسلام(لعن المؤمن كقتله)متفق عليه،وهذا عمر رضي الله عنه يقول،من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل ورعه، ومن قل ورعه قل حياؤه، ومن قل حياؤه مات قلبه،كيف نحفظ ألسنتنا،الوسيلة الأولى،أن يزن الإنسان الكلام قبل أن يخرجه، فإن وجد أن الكلام له قاله،وإن وجد أن الكلام عليه تركه،هل هو حسن أم قبيح، لك أم عليك،فإن كان حسناً قاله،وإن كان خلاف ذلك تركه،وإذا شك فيه فليدعه أيضاً،لأن السلامة أولى،الوسيلة الثانية،أن يحاسب الإنسان نفسه على ما مضى، فكلما قال الإنسان قولاً، أو تكلم في مجلس، أو نطق بكلمة، فليرجع إلى نفسه، يجعل على نفسه حسيباً ينظر، ماذا أردت بهذه الكلمة،هل كانت حسنة أو غير حسنة، ربما كان غيرها أحسن منها، حتى يعود نفسه، ويصحح ويستفيد من أخطائه،الوسيلة الثالثة،أن يتخذ له صاحباً يحصي عليه عيوبه، فاجعل لك زميلاً أو صاحباً من أصحابك الذين تثق بهم، يحصي عليك وينبهك،على ما قد يبدر منك من خطأ، أو زيادة في القول، أو تسرع أو ما أشبه ذلك،الوسيلة الرابعه،أن يعوِّد الإنسان نفسه على القول الطيب، وكثرة الكلام الحسن، فعن عبد الله بن بشر أن رجلاً قال،يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتثبت به،قال(لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله)فعوّد نفسك كثرة الذكر، والاستغفار، والكلام الطيب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،حتى يصبح عادةً لك،الوسيلة الخامسة،وهي أن يراقب الإنسان ربه،ونتأدب بآداب أهل الإيمان، ولنحفظ ألسنتنا عن الحرام،فمن وُقي شر لسانه فقد وُقي شراً عظيماً، ومن استعمل لسانه في الخير والطاعة والمباح من الكلام وفق للسداد والكمال،واللسان هو المشكلة الكبرى التي تنزل الناس في جهنم،فلنكن جميعاً لا نتكلم إلا في الضروريات،لأن النبي صلى الله عليه وسلم،عرفّهم وعرفنا كيف نتكلم،قال(رحم الله عبداً قال خيراً فغنم أَو سكت فسلم)قال الترمذي،حديث حسن صحيح،ويجب على الإنسان أن يستفيد بالوقت،وحتى الذي يدخل الجنة منا بعدما يدخل إن شاء الله ويرى ما له في الجنة يندم ويؤنب نفسه،قال النبي صلى الله عليه وسلم(ليس يتحسر أَهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله تعالى فيها).
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo