« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
التبذير وعواقبه
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته التبذير وعواقبه اعلموا أن التبذير سبب من أسباب الهلاك ومحق البركات وزوال النعم،وذلك لأنه تفريق المال على وجه الإسراف،وهو أيضاً،أخذ المال من حقه ووضعه في غير حقه ، ولا تبذير في عمل الخير،والمراد بالتبذير هنا،مجاوزة حد الاعتدال في الطعام والشراب واللباس والسكن ونحو ذلك من الغرائز الكامنة في النفس البشرية,وهي في معصية الله تبارك وتعالى،ومن مضار التبذير وعواقبه،فيه طاعة للشيطان ومعصية للرحمن،أي إن المبذر أخ للشيطان،في التبذير رجوع إلى الجاهلية وعاداتها القبيحة وفيه مفاخرة ممقوتة،واتباع للهوى وبعد عن الحق،وعلة البدن،التي تقعد بالمسلم عن القيام بالواجبات الشرعية والتمادي في العصيان،وقسوة القلب،وخمول الفكر،حكم التبذير،نقل عن الإمام ملك رحمه الله،أن التبذير حرام لقوله تعالى(إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)الإسراء،قال ابن العربي في تفسير قوله تعالى(ولا تبذر تبذيراً)نهى النبي صلى الله عليه وسلم،عن إضاعة المال،وكذلك روي عن ابن مسعود، وهو الإسراف، وذلك حرام بقوله(إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)قال ابن كثير،رحمه الله(وكان الشيطان لربه كفوراً) أي جحوداً،لأنه أنكر نعمة الله عليه ولم يعمل بطاعته، بل أقبل على معصيته ومخالفته،قال تعالى(يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)الأعراف،عن عبد الله بن عمرو بن العاص،رضي الله عنهما،أنه قال،أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم،فقال،إني فقير ليس لي شيء،ولي يتيم، قال(كل من مال يتيمك غير مسرف ولا مبذر ولا متأثل)روى البخاري في الصحيح، عن عمرو بن عوف الأنصاري قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أبشروا، وأملوا ما يسركم،فو الله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم) ومن الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذم التبذير،عن عطاء عن ابن عباس،رضي الله عنه،قال،لا تنفق في الباطل فإن المبذر هو المنفق في غير حق)قال أبو حيان،رحمه الله(نهى الله تعالى،عن التبذير،وكانت الجاهلية تنحر إبلها وتتياسرعليها، وتبذر أموالها في الفخر والسمعة،وتذكر في أشعارها,فنهى الله تعالى،عن النفقة في غير وجوه البر،وما يقرب منه تعالى)قال ابن الجوزي،رحمه الله تعالى(ومن البلية أن يبذر في النفقة ويباهي بها ليكمد الأعداء،كأنه يتعرض بذلك،إن أكثرلإصابته بالعين،وينبغي التوسط في الأحوال، وكتمان ما يصلح كتمانه) الطريق لعلاج التبذير،التفكر في الآثار والعواقب المترتبة على التبذير،قوة الإيمان وزيادته الباعثة للحزم مع النفس،وذلك بفطمها عن شهواتها ومطالبها،وحملها على الأخذ بالطاعة والاتباع،دوام النظر في سنة النبي،صلى الله عليه وسلم، وسيرته،قال،صلى الله عليه وسلم(ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن،بحسب ابن آدم أكلات يُقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه،وثلث لنفسه)رواه أحمد،والترمذي،والانقطاع عن صحبة المبذرين والمسرفين،والاقتراب من ذوي الهمم العالية، والنفوس الكبيرة،دوام التفكر في الموت وما بعده من شدائد وأهوال، اللهم اهدنا واهدِ بنا، وأصلحنا وأصلح بنا، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo