« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
الوقت هو الحياة
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن رأس مال العبد في حياته هو عمره،كلف بإعماله في فترة وجوده في الحياة الدنيا، وهي له كالسوق،فإن أعمله في خير وطاعة ربح،وإن أعمله في شر ومعصية خسر،وكل يوم يمضي منا من غير طاعة ربنا، فهو خسار،وفي الحديث(ليس من عمل يوم إلا يختم عليه)صحيح الجامع،وعن الحسن البصري رحمه الله،قال،ليس يوم يأتي من أيام الدنيا إلا يتكلم، يقول،يا أيها الناس، إني يوم جديد، وإني على ما يُعمل في شهيد،وإني لو غربت الشمس لم أرجع إليكم إلى يوم القيامة،فعمرك وسنواتك رأس مالك، وأنت في تجارة، يقول الله تعالى(يا أَيها الذين آمنوا هل أَدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم،تؤمنون باللَّه ورسوله وتجاهدونَ في سبيل اللَّه بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمونَ)الصف، ويقول رسول الله،صلى الله عليه وسلم(كل الناس يغدو،فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها)صحيح مسلم،فكل يسعى بنفسه،فمنهم من يبيعها لله،تعالى،بطاعته فيعتقها من العذاب(إن اللهَ اشترى منَ المؤمنين أَنفسهم وأموالهم بأَن لهم الجنةَ)التوبة،ومنهم من يبيعها بخساّ للشيطان والهوى باتباعهما، فيوبق نفسه،أي، (يهلكها)(وقال الشيطان لما قضي الأَمر إن اللهَ وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلاَّ أن دعوتكم فاستجبتم لي)إبراهيم،قال الله تعالى(أَولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير)فاطر،فالإنسان يضيع عمره وهو لا يدري مقدار خسارته وغبنه الذي يحصده، ويبين خطر هذا،أن المرء إذا كان في آخر عمره، وشعر بأيامه المعدودة وساعاته المحدودة، وأراد زيادة يوم فيها يتزود فيه للقاء ربه،أو حتى ساعة وجيزة يتوب فيها قبل الغرغرة،ما استطاع إلى ذلك سبيلاً،يقول الله تعالى(ولكل أمة أَجل فإذا جاء أَجلهم لا يستأخرونَ ساعة ولا يستقدمونَ)فيشعر بالحزن والأسى على الأيام والليالي والشهور والسنوات التي كانت بين يديه وأضاعها من غير كسب ولا فائدة،قول النبي صلى الله عليه وسلم(عمتان مغبون فيهما كثير من الناس(الصحة، والفراغ) صحيح البخاري،يمضيان ولا يستغلهما في أوجه الكسب المكتمل، فيفوتان عليه بدون عوض، فيندم،ولاينفع الندم،والخسار مراتب،قد يكون خساراّ مطلقاّ،كحال من خسر الدنيا والآخرة، وفاته النعيم واستحق الجحيم،وقد يكون خساراّ من بعض الوجوه دون بعض،ولهذا عمم الله تعالى،الخسار لكل إنسان إلا من اتصف بهذه الصفات،العمل الصالح، وهو شامل لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحقوق الله وحقوق عباده الواجبة والمستحبة،والتواصي بالحق الذي هو الإيمان والعمل الصالح، فيوصي بعضهم بعضًا بذلك ويحثه عليه،والتواصي بالصبر، بأنواعه الثلاثة،على طاعة الله،تعالى ، وعن معصية الله تعالى، وعلى أقدار الله المؤلمة،فالله أرسل رسوله بالهدى، وهدى كل إنسان النجدين (إِنا هديناه السبيل إما شاكراّ وإما كفوراّ) فمن آمن وعمل صالحاّ كان مآله إلى الجنة، ومن كفر كان مآله إلى النار،في عموم المسلمين، فإن الخسران في التفريط، بحيث لو دخل الجنة، ولم ينل أعلى الدرجات يحس بالخسران، في الوقت الذي فرَّط فيه، ولم ينافس في فعل الخيرات لينال أعلى الدرجات، قال تعالى(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل علَيهم الملاَئكة أَلاَّ تخافوا ولاَ تحزنوا وأَبشروا بالجنة التي كنتم توعدونَ)(ألا تخافوا)الخوف من المستقبل أمامهم (ولا تحزنوا)والحزن على الماضي خلفهم،كما قال عمر بن عبد العزيز،الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل فيهما،يعني أن الليل والنهار يأخذان من حياتك فخذ منهما وتزوّد فيهما لما أمامك،قال أبو الدرداء رضي الله عنه،ابن آدم طـأِ الأرض بقدمك ، فإنها عن قليل تكون قبرك،ابن آدم إنما أنت أيام ، فكلما ذهب يوم ذهب بعضك،ابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ يوم ولدتك أمك،قال الحسن البصري،رحمه الله،أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشدّ منكم على دراهمكم ودنانيركم،لماذا هذا الحرص على الوقت،لأن الوقت أثمن ما يملكه البشر ولا يقدر بثمن، ولذا يسأل الإنسان عن وقته الذي أمضاه طيلة حياته،عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه،فيُسأل عن مرحلة الشباب،لأنها هي مرحلة القوة ، ومرحلة الاكتساب،وفيها الصحة والفراغ بخلاف حال الكبر،وهي مرحلة العمل للدار الآخرة،فلا تقل،لا زالت في مرحلة الشباب،ولا تقل،إذا كبُرت فسوف اعمل وأعمل،ولكن بادر الآن واستغل وقتك فهو عمرك، وسوف تسأل عنه،كم نُضيع الأعمار،فإذا جاء الصيف قلنا حـرّ،وإذا جاء الشتاء قلنا برد،وإذا جاء الربيع شُغلنا بزينته،ولذا قال عليه الصلاة والسلام(ما من أحد يموت ألا ندم،قالوا،وما ندامته يا رسول الله،قال،إن كان محسنا ندم أن لا يكون أزداد ، وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون نزع )رواه الترمذي،وسُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،أي الناس خير،قال،من طال عمره ،وحسن عمله،قيل،فأي الناس شر،قال،من طال عمره ، وساء عمله ،رواه الإمام أحمد والترمذي، طويت صحائفُ الأيام ، وبقيت شاهدة علينا بما أودعناها،نسيناه فيما مضى من أيام وأعمال ، ولكنه عند ربي في كتاب لا يُغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وأعظم هذه الإضاعات،إضاعة القلب ،وإضاعة الوقت فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة،وإضاعة الوقت من طول الأمل،فالعمر قصير فلا تقصره بتضييعه والتفريط فيه،العمر كما بين الأذان إلى الصلاة.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo