« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
أحسن الناس وجوهاّ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها أن كثيراً من الكسالى والبطالين إذا سمعوا بأخبار اجتهاد السلف الأبرار في قيام الليل ، ظنوا ذلك نوعاً من التنطع والتشدد وتكليف النفس مالا يطاق ، وهذا جهل وضلال ، لأننا لمّا ضعف إيماننا وفترت عزائمنا ، وخمدت أشواقنا إلى الجنان ، وقل خوفنا من النيران ، ركنا إلى الراحة والكسل والنوم والغفلة ، وصرنا إذا سمعنا بأخبار الزهّاد والعّباد وما كانوا عليه من تشمير واجتهاد في الطاعات نستغرب تلك الأخبار ونستنكرها ، ولا عجب فكل إناء بالذي فيه ينضح ، فلما كانت قلوب السلف معلقة باللطيف القهار ، وهممهم موجهة إلى دار القرار ، سطروا لنا تلك المفاخر العظام ، وخلفوا لنا تلك النماذج الكرام ، ونحن لمّا ركنا إلى الدنيا ، وتنافسنا على حطامها ، صرنا إلى شر حال ، فأفيقوا،من هذه الغفلة فقد ذهب أولئك العبّاد المجتهدون في قيام الليل،وبقي لنا قرناء الكسل والوسادة،فإن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات،عن النبي صلى الله عليه وسلم ،قال(و جل ومنهاة عن الإثم وتكفيرا للسيئات ومطردة للداء من الجسد )أخرجه الإمام أحمد في مسنده،و الترمذي،وأورده الألباني في صحيح الجامع برقم، 4079،قيل للحسن البصري رحمه الله،ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها،فقال لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره،وقال سليمان بن طرخان رحمه الله،إن العين إذا عودتها النوم اعتادت،وإذا عودتها السهر اعتادت،وأخذ الفضيل بن عياض رحمه الله،بيد الحسين بن زياد رحمه الله،فقال له،يا حسين،ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول الرب،كذب من أدعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني،أليس كل حبيب يخلو بحبيبه،ها أنا ذا مطلع على أحبائي إذا أقبل الليل،غداً أقر عيون أحبائي في جناتي،كان ثابت البناني يقول،كابدت نفسي على القيام عشرين سنة،وتلذذت به عشرين سنة،وكان العبد الصالح عبد العزيز بن أبي روّاد رحمه الله يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل ، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه ثم يقول،ما ألينك،ولكن فراش الجنة ألين منك،ثم يقوم إلى صلاته،وقال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى،إذا لم تقدر على قيام الليل،وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل،كبلتك خطيئتك،وقال رجل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله،إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء،فقال،لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل ، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف،قال عطاء الخرساني رحمه الله إن الرجل إذا قام من الليل متهجداً أًبح فرحاً يجد لذلك فرحاً في قلبه ، وإذا غلبته عينه فنام عن حزبه ( أي عن قيام الليل ) أصبح حزيناً منكسر القلب ، كأنه قد فقد شيئاً ، وقد فقد أعظم الأمور له نفعا ( أي قيام الليل )قال الفضيل بن عياض رحمه الله،أدركت أقواماً يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الهجعة،إنما هو على الجنب ، فإذا تحرك ( أي أفاق من نومه ) قالنليس هذا لك،قومي خذي حظك من الآخرة،وعن أبن غالب قال،كان ابن عمر رضي الله عنهما ينزل علينا بمكة ، وكان يتهجد من الليل،فقال لي ذات ليلة قبل الصبح،يا أبا غالب،ألا تقوم تصلي ولو تقرأ بثلث القرآن،فقلت ،يا أبا عبد الرحمن قد دنا الصبح فكيف اقرأ بثلث القرآن،فقال إن سورة الإخلاص(قل هو الله أحد)تعدل ثلث القرآن،وكان أبو إسحاق السبيعي رحمه الله يقول،يا معشر الشباب جدوا واجتهدوا،وبادروا قوتكم،واغتنموا شبيبتكم قبل أن تعجزوا،فإنه قلّ ما مرّت عليّ ليلة إلا قرأت فيها بألف آية،كان العبد الصالح عبد الواحد بن يزيد رحمه الله يقول لأهله في كل ليلة،يا أهل الدار انتبهوا( أي من نومكم ) فما هذه ( أي الدنيا ) دار نوم ، عن قريب يأكلكم الدود،قال محمد بن يوسف،كان سفيان الثوري رحمه الله يقيمنا في الليل ويقول،قوموا يا شباب،صلوا ما دمتم شباباّ،إذا لم تصلوا اليوم فمتى،وكان أبو مسلم الخولاني رحمه الله،يصلي من الليل فإذا أصابه فتور أو كسل قال لنفسه،أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم،أن يسبقونا عليه ، والله لأزاحمنهم عليه ، حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجالاّ، ثم يصلي إلى الفجر،كان بعض الصالحين يقف على بعض الشباب العبّاد إذا وضع طعامهم، ويقول لهم،لا تأكلوا كثيراّ، فتشربوا كثيراّ ، فتناموا كثيراّ،فتخسروا كثيراّ،قم ولو بركعة ،وفي الحديث ،قال صلى الله عليه وسلم(من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين)رواه أبو داوود وصححه الألباني، والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر،ومن فوائد قيام الليل،يقلل من الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم ،ويقي من السكتة المخية و الأزمات القلبية في المرضي المعرضين لذلك،كذلك يقلل قيام الليل من مخاطر تخثر الدم في وريد العين الشبكي،الذي يحدث نتيجة لبطء سريان الدم في أثناء النوم،وزيادة لزوجة الدم بسبب قلة تناول السوائل،أو زيادة فقدانها،أو بسبب السمنة المفرطة و صعوبة التنفس مما يعوق ارتجاع الدم الوريدي من الرأس،ويؤدي قيام الليل إلى تحسن و ليونة في مرضي التهاب المفاصل المختلفة ،سواء كانت روماتيزمية أو غيرها نتيجة الحركة الخفيفة و التدليك بالماء عند الوضوء،ويؤدي قيام الليل إلى تخلص الجسد من الدهون،التي تتراكم في الدم خصوصاّ بعد تناول العشاء المحتوي علي نسبه عالية من الدهون،التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية في هؤلاء المرضي مقارنة بغيرهم،قيام الليل ينشط الذاكرة و ينبه وظائف المخ الذهنية المختلفة،لما فيه من قراءه وتدبر للقرآن وذكر للأدعية،واسترجاع لأذكار الصباح و المساء،فيقي من أمراض الزهايمر وخرف الشيخوخة و الاكتئاب.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo