« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك،
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال تعالى(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)فاطر، قلبك هو محل نظر الله جل وعلا (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم)أخرجه مسلم،صحيح ابن ماجه، كيف الناس يشتكون التقصير،وآخرين يبحثون عن قلب كان ينبض ففقدوه ولسان حالهم كان لي قلب ففقدته،قلب كان يعمر بالإيمان قريب من الرحمن ولكن لا يجدوه،في زمن تزل فيه الأقدام وتزيغ فيه القلوب وتكثر فيه الفتن، لأننا نرى انفصاماً بين العلم والعمل،وبين العبادات والمعاملات أين الأيمان،الذي هو سكينة النفس،وهدية القلب،الذي هو منار السالكين،وأمل اليائسين،وأمان الخائفين،وهو بشرى المتقين،وهو منحة المحرومين، الإيمان الذي طعمه يفوق كل الطعوم،ومذاقه يعلو كل مذاق،الإيمان الذي له حلاوة داخلية في نفس رضية وسكينة قلبية تجري جريان الدماء في العروق،لا أرق ولا قلق ولا ضيق ولا تضيق بل سعة ورحمة ورضا ونعمة(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)الحديد، فالإيمان الذي نريد هو أمن وأمان في الدنيا والآخرة، وهو الذي يجعل صاحبه في حماية الله جل وعلا،والذي تكون به العزة،والذي يمد صاحبه بقدر كبير على تحمل المصائب لأنه يعلم أن هذا ابتلاء واختبار وهو خير له(عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن،إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)صحيح مسلم، ومن إيمان آسية امرأة فرعون،إنها التي تعيش في القصور الشامخة وحولها الجاريات خادمة،لكن حين سمعت نداء الإيمان تركت كل شيء لأجل ربها فكانت مثالاً للمؤمنين، والخنساء،حين فقدت في الجاهلية أخاها ملأت الآفاق عليه بكاء وعويلاً ،ولكن حين خالط الإيمان قلبها قدمت أربعة من فلذات كبدها للجهاد في سبيل الله تعالى،وقد وصلها خبر الشهادة فلم تشق جيباً ولم تملأ الدنيا بكاء وعويلاً، ولكنها استقبلت الخبر بإيمان الصابرين وصبر المؤمنين، السبيل لزيادة الإيمان،معرفة أسماء الله تعالى وصفاته العلى وعبادته سبحانه بمقتضى تلك المعرفة،وقراءة القرآن بتدبر، وتأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم،وسيرة الأنبياء وقصصهم،السلف الصالح وأحوالهم، الاجتهاد في العبادة وكثرة الأعمال الصالحة والاهتمام بأعمال القلوب،وسماع المواعظ التي تزيد الإيمان وترقق القلوب،والاتصاف بصفات المؤمنين، والتوبة،هي الندم بالقلب وترك المعصية في الحال والعزم أن لا يعود إلى مثلها وأن يكون ذلك حياء من الله جل وعلا، وترك الذنب لقبحه،والندم على ما فرط منه والعزيمة على تركه، والتوبة ،هي انكسار القلب،ودمع العين،والانطراح بين يدي الرب سبحانه،ندماً على ما اقترفت النفس وغلبها الهوى، وهي نسمات رقيقة تخالط قلباً صادقاً يحن إلى الله جل وعلا، ونور يتلألأ من بين ركام لفّه الظلام،وعتاب قلب آلمته المعصية،وأمل متجدد لكل نفس ترجو النجاة، قال تعالى(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا)التحريم، وهذا نداء من النبي صلى الله عليه وسلم(يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة)صحيح مسلم،النداءات كثيرة ولكن يكفي نداء واحدا إن وجد قلبا صادقاً، لماذا التوبة،لأن التوبة تمنحك محبة الله جل وعلا ،ومغفرة للذنوب،وتبديل السيئات إلى حسنات،ودخول الجنات،وهي صفة الأنبياء والمؤمنين،وتفرح رب العالمين، ومن سمات التوبة عند الصحابة،كانوا يعظمون الذنوب فلم يكونوا ينظرون إلى صغر المعصية،وكانوا يتبعون السيئة بالأعمال الصالحة،ويقنطون من رحمة الله تعالى، والتقوى،هي ثوب القلب وكسوته التي يكسوها ربنا جل وعلا، لأهل نعمته وطاعته،فكما للجسد ثوب وزينة فللقلب ثوب وزينة، فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين سخط الله وغضبه وقاية،تلك الوقاية هي فعل الطاعات واجتناب المعاصي، من أقوال بعض السلف في التقوى،سأل عمر رضي الله عنه،ذات يوم عن التقوى فقال،هل سرت في طريق ذا شوك،قال،نعم ،قال،ما فعلت،قال،شمرت حتى لا يصيبني الشوك،قال،فذاك التقوى فذاك التقوى، وقال طلق بن حبيب ،عن التقوى،إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى قالوا،وما التقوى،قال،أن تعمل بطاعة الله تعالى،على نور من الله ترجو ثواب الله،وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله، وقال أبو يزيد،المتقي من إذا قال،قال لله،ومن إذا عمل عمل لله، وقال عمر بن عبد العزيز،ليس التقوى بصيام النهار وقيام الليل ،ولكن التقوى أداء ما فرض الله سبحانه،واجتناب ما نهى ،فمن رزق بعد ذلك خيراً فهو خير على خير، إن من صفات المتقين،أنهم يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقهم الله ينفقون وللآخرة هم مستعدون،وأنهم ينفقون في السراء والضراء،ويكظمون غيظهم ويعفون عن الناس،وإن فعلوا فاحشة سارعوا على التذكرة والاستغفار والتوبة،يعظمون شعائر الله سبحانه وأوامره، من صفات المتقين الاستغفار في السحر،وقيام الليل ، قال ابن مسعود رضي الله عنه،أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى ،وأن يشكر فلا يكفر، اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك،واسعدنا بتقواك، ولا تجعلنا بمعصيتك غافلين،ورضنا بقضائك، اللهم إني أسألك بخوفي من عظمتك وطمعي برحمتك،أن ترزقني ما كان خيرًا لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري عاجله واجله،ويسر لنا الحلال واغننا به عن الحرام، امين يارب.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo