« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
قصة الرجل الذي تصدق على السارق والزانية والغني
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عن أبي هريرة رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، قال رجل لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على سارق،فقال،اللهم لك الحمد،لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية فقال،اللهم لك الحمد على زانية،لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون تصدق على غني ،فقال اللهم لك الحمد على، سارق،وعلى زانية،وعلى غني،فأتي فقيل له أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته،وأما الزانية فلعلها تستعف عن زناها،وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما آتاه الله) رواه البخاري،ومسلم، أما حديث أبي هريرة،فهو في قصة الرجل الذي خرج ليتصدق ومعروف أن الصدقة على الفقراء والمساكين،فوقعت صدقته في يد سارق،فأصبح الناس يتحدثون تصدق الليلة على سارق والسارق ينبغي أن يعاقب،لا أن يعطى وينمى ماله،فقال هذا الرجل المتصدق الحمد لله،حمد الله لأن الله تعالى محمود على كل حال،وكان من هدى النبي صلى الله عليه وسلم،أنه إذا أصابه ما يسره قال الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات،وإذا أصابه خلاف ذلك،قال الحمد لله على كل حال،هذا هدى النبي صلى الله عليه وسلم، والإنسان لا شك في أنه في هذه الدنيا،يوماً يأتيه ما يسره،ويوماً يأتيه ما لا يسره،فإن الدنيا ليست باقية على حال وليست صافية من كل وجه،بل صفوها مشوب بالكدر، لكن إذا أتاك ما يسرك فقل الحمد لله الذي بنعمتة تتم الصالحات،وما يسوؤك فقل الحمد لله على كل حال، ثم إنه خرج هذا الرجل فقال لأتصدقن الليلة،فوقعت صدقته في يد زانية امرأة بغى تمكن الناس من الزنا بها،فأصبح الناس يتحدثون تصدق الليلة على زانية،وهذا شيء لا يقبله العقل ولا الفطرة،فقال الحمد لله،ثم قال لأتصدقن الليلة وكأنه رأى أن صدقته الأولى والثانية لم تقبل فتصدق فوقعت في يد غني،والغني ليس من أهل الصدقة بل من أهل الهدية والهبة وما أشبه ذلك،فأصبح الناس يتحدثون تصدق الليلة على غني فقال الحمد لله على سارق وزانية وغني ،وقد كان يريد أن تقع صدقته في يد فقير متعفف نزيه لكن كان أمر الله قدراً مقدوراً،فقيل له إن صدقتك قد قبلت لأنه مخلص قد نوى خيراً،لكنه لم يتيسر له،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ،في هذا الشأن إذا حكم الحاكم فاجتهد فأخطأ فله أجر هذا مجتهد ولم يتيسر له ما يريد،فقيل له أما صدقتك فقد قبلت، وأما السارق فلعله أن يستعف عن السرقة ربما يقول هذا مال يكفيني، وما البغي فلعلها أن تستعف عن الزنا لأنها ربما كانت تزني والعياذ بالله ابتغاء المال وقد حصل لها ما يكفها عن الزنا، وأما الغني فلعله يعتبر فينفق مما آتاه الله هكذا النية الطيبة يحصل بها الثمرات الطيبة وكل هذا الذي ذكر متوقع وربما يكون يستعف السارق عن السرقة والبغي عن الزنا والغني يعتبر، ففي هذا الحديث دليل على أن الإنسان إذا نوى الخير وسعى فيه وأخطأ،فإنه يكتب له ولا يضره ، ولهذا قال العلماء رحمهم الله إذا أعطى زكاته من يظنه من أهل الزكاة فتبين أنه ليس من أهلها فإنها تجزئة، مثلاً رأيت رجلاً عليه ثياب رثة تحسبه فقيراً فأعطيته الزكاة ثم تحدث الناس أنه غني عنده أموال كثيرة فهل تجزئك الزكاة الجواب،نعم تجزئه الزكاة لأنه قيل لهذا الرجل أما صدقتك فقد قبلت وكذلك إذا أعطيتها غيره ممن ظننته مستحقاً ولم يكن كذلك فإنها تجزئك، تفاصيل القصّة مسألة الخوف من عدم وصول المال إلى مستحقّيه كانت ولا تزال قضيّة تؤرّق الكثيرين من المحسنين وأصحاب الأيادي البيضاء، وتشكّل هاجساً لديهم،إلا أن الحديث جاء مطمئناً ومبشّراً، أن الله تعالى،لا يضيع أجر من أحسن عمله وأخلص نيّته، ومؤكّداً في الوقت ذاته أن المقصود الأعظم هو البذل والإنفاق، وقد اشتمل الحديث الشريف على رجلٌ من الصالحين، حرص على معاني الجود والعطاء بعيداً عن أعين الناس وكلامهم، وزهد في مدحهم وثنائهم، وقصد بنفقاته وإحسانه رضا الخالق وحده، وفي ليلةٍ من الليالي،كان يحضّر نفسه للمشاركة لفعل الخير،فقد عزم على أن يتصدّق بصدقة لا يعلم عنها إلا علاّم الغيوب، فخرج مستتراً بظلام الليل، وعلى حين غفلةٍ من الناس، يبحث عن محتاج أعوزه الفقر إلى المال، ومنعه الحياء من السؤال، فوجد في طريقه فقيراً تبدو على محيّاه معاني البؤس، وفي هيئته دلائل الحاجة، فسارع إلى دفع المال إليه ثم استدار مبتعداً عنه، حفاظاً على مشاعره وأحاسيسه، وأصبح الرّجل الصالح راضياً بما قام به في الليلة السابقة، يرى بعين الخيال فرحة الفقير بالمال وهو بين أهله، وبينما هو غارقٌ في أفكاره إذا بالأخبار تصله أن رجلاً قد تصدّق على سارقٍ البارحة، فعلم أنه المقصود بذلك، فراودته مشاعر مختلطة من خيبة الأمل والحسرة على عدم تحقّق مراده وضياع صدقته، إلا أنّه حمد الله على كلّ حالٍ فقال( اللهم لك الحمد على سارق ) وعندما جاء الليل قرّر أن يصحّح خطأه، ويضع الصدقة في موضعها، فخرج من بيته، واجتهد في البحث عن محتاج، فأبصر امرأة تقف في قارعة الطريق، وتوسّم فيها الحاجة، فدفع إليها صُرّة المال ثم انصرف، وجاء اليوم التالي يحمل الخبر ،فقد وقعت صدقته في يد امرأةٍ من بائعات للهوى وباذلات الشرف، فازداد الرجل غمّاً بغمّ، وقال والألم يعصر فؤاده،الحمد لله على زانية، وللمرّة الثالثة، يتكرّر المشهد، ويتصدّق الرجل ولكن هذه المرّة على غني، ليصبح والناس يتندّرون بفعله، عندها سلّم الرجل أمره لله، ورضي بقضائه وقدره،وقال الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، ولعل الرجل لم يرَ أعماله إلا في صورة الهباء الذي تذروه الرياح، ولكن رحمة الله واسعة وفضله أكبر، فجاءته الرؤيا تحيّي موقفه وتشيد بإخلاصه، وتبشّره بقبول صدقاته الثلاثة،وتكشف عن البُعد المخبوء للحكمة الإلهيّة( أما صدقتك على سارق، فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية، فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني، فلعله يعتبر فينفق مما أعطاه الله ) وقفات مع القصة في الحديث بيان الارتباط الوثيق بين العمل والنيّة، وأن قبول الأعمال عند الله يكون على قدر ما تحقّق فيها من التجرّد والإخلاص،وقد أكّد النبي صلى الله عليه وسلم،ذلك بقوله(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى )متفق عليه، وأنه ليس من المهم أن تقع الصدقة في موضعها الصحيح، إنما المهم هو حسن القصد وتصحيح النيّة، ومن الآثار الحميدة للإخلاص،أن صاحبها قد ينتفع بأعمال أناسٍ لم يكن له توجيهٌ مباشر إلى الخير، بل كان مجرّد سبب ساقه الله إليهم، فتغيّرت أحوالهم به، فالسارق والزانية والغنيّ، قد ينصلح حالهم وتحسن فعالهم، فينال المتصدّق بسببهم أجراً عظيماً.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo