« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
من استطاع منكم أن يكون له خبئ فليفعل
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقد نصحنا النبي،صلى الله عليه وسلم،بالخبيئة الصالحة،فقال(من استطاع منكم أن يكون له خبيء من عمل صالح فليفعل)رواه أحمد وصححه الألباني، مـا هي الخبيئة،الخبيئة،هو العمل الصالح الخفي الذي لايعلم به الا الله وحده،ولا يعلمها أحد من الخلق،تدخرها لنفسك،في يوم أحوج ما تكون فيه،ويجعلك تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله، وهي تعتبر من أفضل الأعمال لأنها ابعد الاعمال عن الرياء وعن انظار الناس فهي اقرب الى الإخلاص قال تعالى(فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)الكهف، وقال تعالى(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)البينة، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى(الأعمال الظاهرة لا تكون صالحة مقبولة إلا بتوسط عمل القلب، فإن القلب ملك والأعضاء جنوده، فإذا خبث الملك خبث جنوده ) وقال الزبير بن العوام رضي الله عنه قال(اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ) والزبير رضي الله عنه،ينبهنا إلى أمر نغفل عنه وهو المعادلة بين الأفعال رجاء المغفرة،فلكل إنسان عمل سيئ يفعله في السر, فأولى له أن يكون له عمل صالح يفعله في السر أيضاً لعله أن يغفر الله له في الآخر، والخبيئة ،عمل لايستطيعه المنافقون ابداً،كذلك لايستطيعه الكذابون لأن كلاًّ منهما بنى أعماله على رؤية الناس له،وإنما هي أعمال الصالحين فقط، ثم ان اعمال السر لايثبت عليها الا الصالحون الصادقون ،فهي زينة الخلوات بين العبد وربه، وليعلم كل امرئ أن الشيطان لا يرضى ولا يقر إذا رأى من العبد عمل سر،وإنه لن يتركه حتى يجعله في العلانية،لأن العمل الصالح الخفي اذا انتشر بين الناس ظهرت البركة وعم الخير بين الناس، السلف الصالح والخبيئة، كان أبو بكر الصديق،رضي الله عنه،ذهب إلى بيت امرأة عجوز كفيفة البصر, فيكنس بيتها، ويحلب شاتها،ولحقه ذات يوم عمر بن الخطاب،رضي الله عنه،فلما خرج سأل العجوز عنه،فقالت،يأتيني كل يوم فيعمل كذا وكذا، فبكى عمر،رضي الله عنه،وقال،ويحك ياعمر أعثرات أبي بكر تتبع يا عمر، وقال سفيان بن عيينة،قال أبو حازم،اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك، وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك, فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة، وقال الحسن البصري،إن كان الرجل ليجلس المجلس فتجيئه عبرته, فيردها, فإذا خشي أن تسبقه قام، وهذا زين العابدين علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه وأرضاه يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به قال عمرو بن ثابت،لما مات علي بن الحسين فغسّلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد في ظهره فقالوا،ما هذا،قالوا،كان يحمل جُرْب الدقيق يعني أكياس الدقيق ليلاً على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة، الأسباب المعينة على الخبيئة الاخلاص لله سبحانه،لإن الدافع والباعث على عمل السر هو،ان يكون لله تعالى وحده وان يكون بعيداً عن انظار الناس، استواء ذم الناس ومدحهم ،بمعنى ان يربى المرء نفسه على ان ذم الناس له،ومدحهم عنه متساويين ولايحرك في نفسه شيء،لأن الهدف من العمل هو ارضاء الله سبحانه، والحرص على كمال العمل الصالح،اي يحرص الانسان ان يكون عمله كاملاً يقبل قال تعالى(لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)هود، امثلة للأعمال الصالحة الخفية، صدقة السر،فقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة ،رضي الله عنه،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ الله يوم الْقِيَامَةِ في ظِلِّهِ يوم لَا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ وذكر منهم (وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حتى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ ) اطعام المحتاجين والمساكين،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اعبدوا الرحمن،وأطعموا الطعام،وأفشوا السلام،تدخلوا الجنة بسلام )رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، اداء النوافل في البيوت،فهي احرى للإخلاص ،وفيه قدوة للأهل لاسيما الاطفال، قال صلى الله عليه وسلم(أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) كذلك اطعام الدواب،يقول رسول الله صلى عليه وسلم،في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم، بسنده عن أنس رضي الله عنه(ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة) صيام التطوع ،فكم من اناس يصومون لله تطوعاً ولايعلم به اقرب الناس اليه ،لايعلم بها إلا علّام الغيوب سبحانه وتعالى، كفالة الايتام،فكم من اشخاص لم يعرف الناس عن كفالتهم للأيتام الابعد مماتهم،لانها اخفاها بينه وبين ربه سبحانه، الاذكار الشرعيه،من تسبيح وتهليل واستغفار، اللهم اصلح اعمالنا ونياتنا ووفقنا لما يرضيك عنا ياالله،
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo