« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
أيها المظلوم لا تحزن فعند الله تجتمع الخصوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم نصيحة الي كل ظالم فالظلم أنواع،ظلم العبد لنفسه،وأعظمه الشرك بالله عز وجل،قال سبحانه(إن الشرك لظلم عظيم )لقمان، ظلم الإنسان لغيره،بأخذ حقه أو الإعتداء عليه في بدنه أو ماله أو عرضه،ولا بد من يوم تؤدى فيه المظالم إلى أهلها،فإن لم يؤدها في الدنيا، أديت في الآخرة من حسناته، يقول ابن القيم رحمه الله،والظلم،من الظلام تجد الظالم يتخبط فيه،فيحمله على وضع الشيء في غير موضعه،فيغضب في موضع الرضا،ويرضى في موضع الغضب،ويتكبر في موضع التواضع، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال(إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا) فقد حرم الله الظلم على نفسه،وجعله بين الناس محرماً لأنه يوقع المجتمع كله في الهلاك والفتن،وما ظهر الظلم بين قوم إلا كان سبباً في هلاكهم، وتعجيل العقوبة، فمن لم يحكم بما انزل الله،وبما أمر به رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم،او يراعي حقوق العباد ويتعرض لأعراضهم فهو من الظالمين، يقول الله تعالى(تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ) عن أبي هريره قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلك(أتدرون من المفلس،قالوا،يا رسول الله،المفلس فينا،من لا درهم له، ولا متاع،قال،المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وأعمال كالجبال،ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا وأخذ مال هذا،فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته،فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه،أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه،ثم طرح في النار)صحيح مسلم، فيا كل اب لا تظلم زوجتك واولادك،ويا صاحب العمل لا تظلم من هم تحت يديك من عمال وموظفين،ويا أصحاب الرتب والمراكز لا تظلموا عباد الله، ويا كل راع لا تظلم رعيتك،فدعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الله سبحانه وتعالى(وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ) والظلم من أعظم أسباب عقوبة الله تعالى،ولذلك فإن الله حرّمه على نفسه،وجعله بين الناس محرماً، نقول للظالم،أقبل على مولاك وأعرض عن مواصلة غيك وهواك،وواصل بقية العمر بالطَّاعات،وإبتعد عن مواصلة الجرائم والأوزار،وظلم الناس, فإن العمر ينقص والفرص التي امامك الآن قد لاتجدها في وقت لا ينفع فيه الندم،في يوم عصيب لا تكون فيه مقاضاة إلا بالحسنات والسيئات،فخلص نفسك وردّ الحقوق إلى أهلها، وتذكر قوله تعالي(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)هود، فإن الله تعالى يمهل الظالم إلى وقت عذابه لكنه لا يهمله،ثبت في الصحيحين،من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه،أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال(إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)هود، قد يغتر الظالم بظلمه سنوات، يظلم عباد الله، والله يمهله بحلمه عليه، ويستره بستره له، يتمادى الظالم في غيه وجبروته، وينسى أن الله يمهل ولا يهمل، ينسى كيف انتهى الجبابرة الطغاة الظالمون،وكيف انتهى الأكاسرة والقياصرة والفراعنة،فمن يستطيع أن يفلت من قبضة الله جل وعلا، إن أخذه، إن الظلم مرتعه وخيم،ودعاء المظلومين مستجاب ولو بعد حين جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(واتق دعوة المظلوم،فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)رواه البخاري،ومسلم، قال ابن عباس رضي الله عنه،يسمع ويرى يعني يرصد خلقه فيما يعملون،ويجازي كلاً بسعيه في الدنيا والأخرى، وسيعرض الخلائق كلهم عليه فيحكم فيهم بعدله، ويقابل كلاً بما يستحقه، وهو المنزه عن الظلم والجور،فلا يعذب أحداً بغير ذنب، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،وكان عذاب كل أمة بحسب ذنوبهم وجرائمهم، فعذب قوم عاد بالريح الشديدة العاتية التي لا يقوم لها شيء، وعذب قوم لوط بأنواع من العذاب لم يعذب بها أمة غيرهم، فجمع لهم بين الهلاك، والرجم بالحجارة من السماء، وطمس الأبصار، وقلب ديارهم عليهم بأن جعل عاليها سافلها، والخسف بهم إلى أسفل سافلين، وعذب قوم شعيب بالنار التي أحرقتهم وأحرقت تلك الأموال التي اكتسبوها بالظلم والعدوان، وأما ثمود فأهلكهم بالصيحة فماتوا في الحال، أنه ما يهمل شيء، فإن العقوبة بالمرصاد،فالحذر الحذر من الظلم، ولنتب إلى الله تعالى،ونعود إليه، ونسأل الله أن يتوب علينا، وألا يؤاخذنا بسوء أفعالنا، ولا بما فعله السفهاء منا، وما يعاقب به من يسعى في الأرض بالفساد، وسفك الدماء بغير حق، وأقام الفتن، واستهان بحرمات الله،إعلم أن النجاة في الدنيا والآخرة للذين آمنوا وكانوا يتقون، أيها الظالم توب إلى الله قبل أن تموت قبل أن ترى وعيد ربك وعذابه، أيها المظلوم لا تحزن فعند الله تجتمع الخصوم، رحماك يا الله فارحمنا وعافنا وأعفو عنا، اللهم لا تجعلنا من الظالمين فرحمنا برحتمك وبمغفرتك.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo