« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأدب والأخلاق.. كنوز وذخائر لا تنفد
مقدمه ذا ما اشتدت وطأة الحياة وتأزمت الكلمة وعجز العقل عن التمييز بين الواقع والخيال، أو بين الشيء ونقيضه، عندئذ نلجأ للحكمة التي هي خلاصة تجارب الناس لمئات السنين. والحكمة لا تأتي إلا من تجربة، والتجربة لا تأتي إلا بالعمل، وقيل قديما: اسأل مجرب ولا تسأل طبيب. فما أحوجنا اليوم لمثل تلك التجارب. نتزود بها حكمة وعبرة، بما يعزز لغتنا وقيمنا، ويتصدى لما يعتورهما من تشويه أو تقصير. وفي هذه الصفحة سأتناول مختلف المواضيع وأبحث عن التجارب وأقف معكم على صفات وأخلاقيات البشر وحالاتهم.. أقوال خالدة قال احد الشعراء: ولا المصائب إذ يرمى الرجال بها/ بقاتلات إذا الأخلاق لم تصب عن علي بن أبي طالب قال: من لانت كلمته وجبت محبته في محاسن الأخلاق قال سبحانه وتعالى: " وإنك لعلى خلق عظيم" وقالت عائشة رضي الله عنها: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط ولا خادما ولا ضرب بيده شيئا إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا خُيِّر بين أمرين إلا واختار أيسرهما إلا أن يكون إثما أو قطيعة رحم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنكم لن تسِعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم"، وفي رواية أخرى فسعوهم ببسط الوجه والخلق الحسن. نثر قال البعض: الحسن الخلق ذو قرابة عند الأجانب والسيء الخلق أجنبي عند أهله. وقيل أيضا: أن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني عابد سيء الخلق، لأن الفاجر إذا حسن خلقه خف على الناس وأحبوه، وأما العابد إذا ساء خلقه مقتوه وكرهوه. شعر يقول ذو الاصبع العدواني وهو شاعر جاهلي: كل امرئ صائر يوما لشيمته/ وإن تخلق أخلاقا إلى حين وقال شاعر آخر: إذا رام التخلق جاذبته/ خلائقه إلى الطبع القديم وقال آخر: خالط الناس بخلق واسع/ لا تكن كلبا على الناس تهر كما قال: أحب المكارم الأخلاق جهدي/ وأكره أن أعيب وأن أُعابا وأصفح عن سباب الناس حلما/ وشر الناس من يهوى السبابا ومن هاب الرجال تهيبوه/ ومن حقر الرجال فلن يهابا بلاغة النصح قال ابن عبد ربه: يا من تجلد للزما/ نِ أما زمانك منك أجلد/ إن الحياة مزارعٌ/ فازرع بها ما شئت تحصد/ والناس لا يبقى سوى/ آثارهم والعين تُفقد/ أوما سمعت بمن مضى/ هذا يذمُ وذاك يُحمد/ المال إن أصلحته/ يُصلح وإن أفسدته يُفسد. ويقول محجن بن الادرع الاسلمي المتوفى سنة 650م لا تسأل الناس ما مالي وكثرته/ وسائل الناس ما جودي وما خلقي اعط الحسام غداة الروع حصته/ وعامل الرمح أرويه من العلق يقول البعض: لا تسأل المرء عن خلائقه/ في وجهه شاهدٌ من الخبر. قال الشاعر: في الناس قوم أضاعوا مجد أولهم/ ما في المكارم والتقوى لهم أدب/ سوء التأدب أرداهم وأرذلهم/ وقد يزين صحيح المنصب الأدب. قالوا: إذا أردت حسن المعاشرة فالق عدوك وصديقك بالطلاقة ووجه الرضا والبشاشة، وإذا جلست فلا تتكبر على أحد عبرة وقدوة لما تفاقم الخلاف واشتعلت الحرب بين علي ومعاوية والتقى الفريقان، وبالرغم من هزيمة معاوية في أكثر الجولات التي وقعت يوم صفين، وبالرغم من احساس معاوية بالخطر المحيط به الا انه لم يتنازل عن شبر من أرض الإسلام مقابل القضاء على خصمه. أراد ملك الروم أن يستغل فرصة الحرب المشتعلة بين الطرفين فأرسل إلى معاوية يقول له: بلغنا ما وقع من اعتداء عليك من صاحبك علي مع إنك أحق بالخلافة منه، فإن شئت بعثنا إليك أسطولا من رجالي يعيدون الأمر إليك ويثبتون في الأمر أقدامك. أجابه معاوية قائلا: والله لو وطأت قدمك شبراً واحداً من أرض الإسلام لأبايعن عليا على حربك. ولما اقترب ملك الروم من بعض بلاد الإسلام كتب إليه معاوية قائلا: والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين لأصطلحن أنا وابن عمي عليك ولأخرجنك من جميع بلادك، ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت، ومنذ ذلك الحين خاف وانسحب. رفض الذنب وليس المذنب عن أبي قلابة: أن أبا الدرداء رضي الله عنه مر على رجل قد أصاب ذنبا فكانوا يسبونه ويكيلون له الشتائم فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليب (بئر عميقة جف ماؤها) ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: بلى. قال: فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الذي عافاكم. قالوا: أفلا تبغضه؟ قال إنما ابغض عمله، فإذا تركه فهو أخي. فهو يبغض الذنب لا المذنب، والمعصية لا العاصي. وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا فلا تكونوا أعوانا للشيطان عليه، ولكن سلوا الله العافية. قال محمود صفوت الساعاتي: إن لم يكن مثلي يسيء ومثلكم/ يغضي فأين مكارم الأخلاق. الأديب حليم الغضب من لي بإنسان إذا أغضبته/ وجهلت كان الحلم رد جوابه/ وإذا طربت إلى المدام شربت من/ أخلاقه وسكرت من آدابه/ وتراه يصغي للحديث بقلبه/ ويسمعه ولعله.. أدرى به. سوء أخلاق الخدم قيل عن المأمون يوما أنه نادى بالخادم: يا غلام فلم يجبه أحد، ثم نادى ثانيا وصاح: يا غلام، فدخل غلام تركي وهو يقول: ما ينبغي للغلام أن يأكل ويشرب، كلما خرجنا من عندك تصيح يا غلام يا غلام إليَّ، كم يا غلام؟ فنكس المأمون رأسه طويلا ثم قال: إن الرجل إذا حسنت أخلاقه ساءت أخلاق خدمه، وإذا ساءت أخلاقه حسنت أخلاق خدمه، وإنَّا لا نستطيع أن نسيء أخلاقنا لتحسن أخلاق خدمنا. غضب قيل: ابى الله لسيىء الخلق التوبة، لأنه لا يخرج من ذنب إلا ودخل في ذنب آخر لسوء خلقه. . . مما قرأت |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo