« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
آمال وآلام لا يعلمها إلا الله !
آمال وآلام لا يعلمها إلا الله ! مصلح بن زويد العتيبي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمدلله الذي يعلم السر وأخفى والصلاة والسلام على من قال لصاحبه وقلبه ممتلئ يقينا وثقة بالله :( يا أبا بكر ما ظنك بثنين الله ثالثهما ) أما بعد فعندما تتألم ولا يعلم بهذا الألم إلى الله ولا تشكوه لأحد غيره عندها يكون الألم ممتعا جنبنا الله وإياكم كل ألم . وعندما يكون لك آمال لا يعلمها حتى أقرب الناس إليك ؛ عندها يكون لقلبك حياة خاصة ؛ وللحياة عندك طعم خاص ومذاقه لا يعرفه غيرك . لكنها حقيقة عندما لا تذكر ألمك وأملك إلا في سجودك وفي مناجاة ربك في الأسحار تختلف الحياة في عينك كليا . أحيانا تشعر أن الناس ترى آمالك أو آلامك لا محل لها من الإعراب . لذلك أنت مكتف بربك عن خلقه وبفضله عن فضل غيره . تأملوا قول أبناء يعقوب لأبيهم عليه السلام :( تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين)! فبماذا رد هذا النبي الكريم :( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ). ما أجمل أن تشكو إلى الله وتبث أحزانك أو أحلامك في سجودك أو ترسلها مع دمعات عينيك في الثلث الأخير من الليل . ثم تأمل حال زكريا ؛ قال تعالى : ( إذ نادى ربه نداء خفيا ). خفيا : لا يعلم به أحد ولا يراه أحد ؛ بل ولا يشعر به أحد حتى مجرد شعور . ارجع بذاكرتك إلى الوراء قليلا أو كثيرا ثم تذكر أمل أو ألم حدثت الناس عنه أو علقت رجاءك فيه على أحد منهم ! تذكر هل وجدت مجيبا ؟ وإن أعانوك في مرة واحدة هل سيعينوك في كل مرة ! أنا لا أدعوك إلى سوء الظن بالناس فمعاذ الله أن أقول هذا ! لكني أدعوك حقيقة إلى تعليق قلبك بالله وحده ! علق قلبك بالله وستقضى حوائجك بإذن الله دون أن تريق ماء وجهك على عتبات أبواب الناس . وصدقني حتى لو كانت حكمة الله تقتضي عدم تحقيق أملك أو عدم زوال ألمك ستظل اللذة التي تعيشها في نفسك يوم تبقى آمالك وآلامك بينك وبين ربك لا تقدر بثمن. تأمل : يفتح الله على عبده من حلاوة مناجاته ما يتمنى معها العبد أن حاجته لا تقضى الآن حتى لا تنقطع عنه هذه اللذة . وتأمل أيضاً : يؤخر الله قضاء حاجة عبده تلذذا منه سبحانه بمناجاة عبده له . ومما يحفز الإنسان على أن يجعل آماله وآلامه بينه وبين خالقه أن في ذلك اتقاء لشماتة الأعداء بل وكيد الكائدين وحسد الحاسدين ؛ فإن تحقق أملك حمدت الله وإن زال ألمك شكرت الله ؛ فإن لم يتحقق الأمل وبقي الألم كنت في ستر الله لا يعلم بك أحد ؛ فلا يشمت بك عدو ولا يحزن من أجلك محب . وقد تكون الآلام ظاهرة أو الطموحات واضحة لا تخفى فما الحل عند ذلك ؟ الحل في أن لا تظهر أثرها عليك قدر الاستطاعة . خاتمة : كل ما أردت أن تشكو لأحد فاستحضر موقف خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام وهو ملقى بين السماء والأرض وتحته النار العظيمة ؛ ومع هذا يرد على جبرئيل عليه السماء ردا تعجز عن وصفه الحروف . يقول جبرئيل : أ لك حاجة ؟ ويقول الخليل : أما إليك فلا ؛ وأما إلى الله فحسبي الله ونعم الوكيل . فينزل الأمر الإلهي :( قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ). لا أستطيع وصف هذا الموقف أو الحديث عنه فقط سأردد ورددوا أنتم أيضاً :( حسبنا الله ونعم الوكيل ). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . مصلح بن زويد العتيبي ١٤٣٥/١./٢هـ .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo