الجُـــرْحُ جُرْحُـكَ والدِّمَــاءُ دِمَائِـيْ

الجُـــرْحُ جُرْحُـكَ والدِّمَــاءُ دِمَائِـيْ

الجُـــرْحُ الجُـــرْحُ جُرْحُـكَ والدِّمَــاءُ دِمَائِـيْ

صديقان أفسد صفاء محبتهما الشيطان , فقتل أحدهما الآخر ولاذ بالفرار .

وعندما عاد الى رشده وعقله ورأى دماء صديقه ورفيق عمره في يده وفي السكين التي في يده .

طعن نفسه محاولاً الإنتحار وأنقذه من كان حوله من الناس وأُودع السجن ينتظر اللحظة الحاسمة

وعندما عَلِـم أهل المقتول تفاجئوا وتفاجأ الكل .. فقد كانا أكثر من أخوين ..~

وبعد محاولات عديدة من أم القاتل النادم حيث أنه وحيدها وأبوه متوفي

وليس لها بعد الله إلا هو سامح أهل المقتول جميعهم إلا أم المقتول لم تسامح

وطالبت بالقصاص ...[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

فكانت هذه القصيدة من ذلك الشاب يستعطف فيها أم المقتول ..

يـُذكر أن الشاب قبل تنفيذ حكم القصاص حفظ القرآن كاملاً ..

ولم تنجح أي محاولة مع والدة القتيل .. وتم القصاص باحدى مناطق الجنوب في السعودية ..


:: القــــــصيدة ::


الـجـرح جـرحـك والـدمـاء دمـائــي والخنجـر المسمـوم فــي أحشـائـي
شُـلـت يميـنـي يا (عـلـيُّ) هــي الـتــي خانـت فـؤادي فـي صمـيـم صفـائـي
وأطـاعــت الشـيـطـان يالعـقـوقـهـا وطــوت بـأمـواج الـظـلام ضـيـائـي
وانسل سهـم المـوت عبـر جفونهـا ليخـط فــي سـطـر الـزمـان عنـانـي
أنــا ماقتلـتـك بــل قتـلـت سـعـادتـي ودفـنـت فــي جنبـيـك وجــه هنـائـي
قــف ياعـلـي فـأنـت حــي لــم تــزل واسمـع علـى قبـر الحبيـب بكـائـي
قــف ياصديـقـي إن نـهــر مـودتــي مـازال يبـحـث عـنـك فــي أشـلائـي
أنصـت لصوتـي إذ دعوتـك يـاأخـي فمـضـى يـزلـزل سـائـر الأرجـائــي
ضاع الصدى في كل أصقاع المدى والـلـيـل يـلـبـس بـــردة الأصــفــاء
وأنـا أسيـر الـمـوت فــي زنزانـتـي الـدمـع زادي مــذ رحـلـت ومـائــي
الـقـبــر قــبــرك والـفـنــاء فـنـائــي يـامـن بمـوتـك ذاع صـيـت شقـائـي
يـامـن فـقـدت بمـوتـه كـــل الـمـنـى وثـوى بقـبـرك إذ ثـويـت رجـائــي
(قابيل) قـبـلـي ذاق لـوعــة بـطـشـه حــزنـــا ومــوســـى لاذ بـالـبـيــداء
ولإخــوة الصـديـق يـوسـف قـصــة فــي مـحـكــم الـتـنـزيـل لـلـعـقـلاء
ألـقـوه فــي جــبٍ فـقـابـل غـدرهــم عفـواً وتـلـك سجـيـه (الكـرمـاء)؟؟
فاخبـر (أبـاك) بـمـا تـكـن جوانـحـي مــن صــدق حــب نـاصـع ووفـــاء
بــل قــل لـجـدك قـــل لأمـــك إنـنــي بـشـر ولــم أُعـصـم مــن الأخـطـاء
فليرحـمـو أمــي الـتــي أودى بـهــا هــول الـمـصـاب وأعـظــم الأرزاء
باتـت علـى جمـر النحيـب ودمعـهـا لـهــب يـؤجــج حــرقــة الـبـؤســاء
قامـت عـلـى قــوس الأنـيـن كئيـبـة مـابـيــن خــــوف قــاتــل ورجــــاء
الـصـوت صـوتـك والـنـداء نـدائــي والـكـف كـفــك والـدعــاء دعـائــي
جسمـيـن كـنــا روحـنــا مـمـزوجـة بعـبـيـر مـرحـمـة وصـــدق إخــــاء
ولقد صحوت على دمائـك فـي يـدي فمزجتـهـا مـــن لـوعـتـي بـدمـائـي
لـيـكـون مضجـعـنـا بـقـبــر واحــــد لـكــن قـضــاء الله فـــوق قـضـائـي
وسـعــى لإنـقــاذي أُنـــاس لـيـتـهـم قبـلـوا رجـائـي أن أمـــوت بـدائــي
لكـنـهـم حـسـبـوا حـيـاتــي مـغـنـمـا وسـعـادتـي لـــو يعـلـمـون فـنـائــي
مازلتَ حيـاً رغـم دفنـك فـي الثـرى وأنــا أمــوت أســى مــع الأحـيــاء
فـــي كـــل ثـانـيـةٍ أمـــوت نــدامــة وتضيـق أرضـي حـسـرة وسمـائـي
لـكــن أهـلــك يـا(عـلــيَ) تـلـهـفـوا لـدمـي ولــم يصـغـو لـطـول نـدائـي
لـو كـان فـي قتـلـي حيـاتـك يـاأخـي لدفنـتُ هـذا (القـيـد) فــي أحشـائـي
أوَ مـــادرو أنـــي قـتـيــل نـدامـتــي غـرقــت مـنــاي بـدمـعـةٍ ســــوداء
الـمـوت قبـلـي والـحـسـام ورائـــي وأنــا سـجـيـن الـخِـرقـةِ البـيـضـاء
اليـوم سيـف الـعـدل يلـقـي هامـتـي فــــي الأرض دون تــالــم وبــكــاء
وأنــا رضـيـت بحـكـم ربــي دونـمـا أســف لأن الـمـوت بـعـض دوائــي
يـامـن شـهـدتـم مقـتـلـي لاتعـجـبـوا مـن قصـتـي وخــذو دمــي بـردائـي
ألـقـوه بـيـن يَــدَي أمـيــرة خـافـقـي أمـــي – لـيـرفـع وطـــاة الإعـيــاء
لتشم رائحتي ويبقى عندهـا ذكـرى لـمــن فــقــدت وبــعــض عــزائــي
الـوعــد وعـــدك والـوفــا وفــائــي وأنـــا فـــداؤك إذ ذهـبــت فــدائــي
نـاديـت أهـلـك ياعـلـي فـأعـرضـوا عـنـي فصـبـحـي مـظـلـم ومـسـائـي
عــاد الـنــداء الـمُــر يـكـتـم ســـره فــأذاب صــدر الصـخـرة الـصـمـاء
فتـفـجـرت مـنـهـا قــلــوب أحـبـتــي تـروي قلـوب الـنـاس مــن أنبـائـي

المصدر: الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري