جراحات القلوب .. ( المجنون )

جراحات القلوب .. ( المجنون )

مرحبا بكم ايها الاخوه والاخوات الكرام ، في هذا الموضوع ، الذي اخترته لكم ، من حلقه من حلقات ( جراحات القلوب ) وهذه الجراحات تتكون من عشرة حلقات موجعات ، قمت بجمعها والتعليق عليها ، بأسلوب آمل ان يكون قد اوفاها حقها ..
، لذلك لم اقرر عرضها هنا كامله ، لما قد تثيره من معاناة ، ولو ان المعاناة وتأثيرها ووصفها ، لاتخلو من جمال أخاذ يأسر القلوب ..
فآثرت ان اعرض لكم هذه الحلقه عن مجنون بني عامر ، لاسيما واننا قد لانستطيع المكوث هنا طويلا ، رغم ما لقيناه من كرم الوفاده والترحاب البالغ ..
لكن الترحال والرحيل ، كتب علينا ، وهو يكاد يكون اسم قبيلتنا ..
( المجنون )
وهو مجنون بني عامر ، وهو قيس بن معاذ ، وقيل قيس بن الملوح
ولقب بالمجنون ، لذهاب عقله بسبب حرمانه من محبوبته ليلى
وقد بلغ به العشق والهيام بصاحبته مبلغا عظيما ، لايصدقها عقل ..
وقد طلب ليلى من ابيها للزواج ، لكنه رفض بعد ان ذكرها في شعره
وقد زوجها رجلا غيره ، ممازاده حسرة والما وعذابا وجنونا ..
وبكى على حاله بكاء يقطع القلب ، مما كان له بالغ الاثر في جنونه
يعني شاعرنا ، هو قد اصبح مجنون بالفعل ، وليس مجنون بحب ليلى فقط ؟
يقول عندما رأى جبل التوباد
واجهشت للتوباااااد حين رأيته ***** وكبر للرحمن حين رآآآآآآآآآآني
فأذريت دمع العين لما رأأأأيته *****ونادى بأعلى صوته فدعاااااااني
فقلت له :ايييين الذين عهدتهم ***** حواليك في أمن وخفض زمااان
فقال مضوواستودعوني بلادهم***** ومن ذا الذي يبقى على الحدثاان
وكانت ليلى تكن الحب لقيس اكثر منه .. وقد صرحت بذلك قبل وفاته
فقالت :
كلانا مظهر للناس بغضا ***** وكل عند صاحبه مكييييين
تبلغنا العيوون بما اردنا ***** وفي القلبين ثم هوى دفين
وكانت ليلى كذلك معذبه بحب قيس ، لكنها كتمت هذا الحب خوفا
من الوشاة واهل الحسد ، وتقول في ذلك :
لم يكن المجنون في حاله ***** الا وقد كنت كما كانا
لكن باااااااح بسر الهوى ***** وانني قد ذبت كتمانا
وتقول :
باح مجنون عامر بهوااااه ***** وكتمت الهوى فممت بوجدي
فاذا كان في القيامة نودي ***** من قتيل الهوى؟تقدمت وحدي

وقبل ان يموت قال هذه الابيات :
واني لأستغشي ومابي نععسة ***** لعل خيالا منك يلقى خيااااااااااليا
واخرج من بين الجلوي لعلني ***** احدث عنك النفس في السر خاليا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ***** يظنان كل الظن ان لا تلاااااااااقيا
ارآني اذا صليت يممت نحوها ***** بوجهي وان كان المصلي ورااائيا
ومابي اشرااااااك ولكن حبها ***** كعود الشجى اعيا الطبيب المداويا
اصلي فماااا أدري اذا ذكرتها ***** اثنتين صليت الضحى أم ثماااااانيا
هذا هو الحب الذي يقتل صاحبه ويسبب له الهلاك والضياع ، وتعتبر
هذه القصيده العجيبه رثاء له قبل وفاته ..
وانظروا لهذه القصه في عذابه :
مر قيس .. بزوج ليلى وهو جالس يصطلي في يوم بارد ، فأنشأ يقول :
بربك هل ضممت اليك ليلى ***** قبيل الصبح أو قبلت فاها
وهل رفت عليك قرون ليلى ***** رفيق الاقحوانة في نداها
فقال زوجها : اللهم اذ حلفتني .. فنعم .
فقبض المجنون بكلتا يديه قبضتين من الجمر، فما فارقهما حتى
سقط مغشيا عليه وسقط الجمر مع لحم راحتيه وعض شفتيه فقطعهما ..
ومما يذكر عن وفاة المجنون ، ان قيسا كان يقصد منزل ليلى فيلصق
صدره به .. ويمسح خديه على ترابه .. ويبكي ويعود الى البراري..
وكانت امرأه تصنع طعامه وتأتيه به وجاءت يوما الى الطعام فوجدته
على حاله ، وبحثوا عنه اهله فلم يجدوه ، ثم وجدوه في وادي خشن
كثير الحجاره ، وهو ميت ، فغسلوه ثم دفنوه ، ولم تبقى فتاة الا خرجت
صارخه يقطعها الالم عليه ، واجتمع فتيان الحي ، يلهب النحيب
صدورهم ، ويغرق الدمع عيونهم عليه .. آآآآآآآه
وكان والد ليلى من اشد القوم جزعا عليه ؟؟؟ ويقول :
ماعلمنا ان الامر يبلغ كل هذا ، ولكني كنت امرؤ عربي اخاف العار
وكلام الناس ، فزوجتها وخرجت من يدي ، ولو كنت اعلم ان هذا سيحدث
مازوجتها غيره ؟؟؟ ولم يرى يوما بكى فيه الرجال والنساء معا على
ميت في ذلك الوقت ، مثل اليوم الذي مات فيه مجنون ابن عامر .
وعندما سمعت ليلى ، بخبر وحال هذا المعذب ، قالت على قبره :
ألا ليت شعري والخطوب كثيرة ***** متى رحل قيس مستقل فرااااجع
بنفسي من لااااااا يستقل برحله ***** ومن هو ان لم يحفظ الله صانع
ثم بكت حتى سقطت مغشيا عليها ، وسألها احدهم من انت وماقصتك ؟
فقالت : انا ليلى صاحبته المشؤومه عليه غير المؤنسه له .
والحقيقه انها قصه اليمه بكل ماتعنيه الكلمه من معنى ، لهذا المجنون وهو أشهر من يضرب به المثل في الحب ، وهو أشهر من يضرب به المثل ايضا في الحب العذري ، والحقيقه انه كان في منتهى العفه ، وكان يرغب فقط ان يتزوج من يحب .. لكن شاءت الاقدار ان يتعس ، ويتعسنا بعده بمئات السنين .
طيب الله اوقاتكم .

المصدر: الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري