الصديق الصدوق الأخ الذي لم تلده أمك

الصديق الصدوق الأخ الذي لم تلده أمك

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الصديق الصدوق الأخ الذي لم تلده أمك
اعلم انه لا يصلح للصحبة والإخوة الحقيقية لكل إنسان،فهذا قول


الرسول(صلى الله عليه وسلم)(الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)رواه أبو داود،والترمذي بإسناد صحيح،وقال


الترمذي،حديث حسن،ويقول الحسن البصري (رحمه الله )انتقوا الإخوان والأصحاب والمجالس، وقيل أن النبي(صلى الله عليه وسلم)قال،إن الله اختارني واختار لي أصحاباّ وأنصاراّ،وجعل لي منهم


وزراء وأصهارا)أخرجه الترمذي،وقال حديث حسن صحيح،فلابد أن يتميز الإنسان المرغوب في صحبته،بصفات وخصال ترغبك في صحبته،وبحسب هذه الصحبة تكون الشروط المطلوبة في


الصاحب،عن أبي موسى الأشعري،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير،فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن


تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك،وإما أن تجد ريحاً خبيثة)هذا الحديث رواه مسلم ،والبخاري ان الصديق الحقيقي،هو الصديق الذي تكون معه كما تكون وحدك،اي،والانسان الذي


تعتبره بمثابة النفس الذي يقبل عذرك ويسامحك أذا أخطأت ويسد مسدك في غيابك،ويظن بك الظن الحسن،وأذا أخطأت بحقه يلتمس العذر،ويقول في نفسه لعله لم يقصد هو الذي يؤثرك على نفسه


ويتمنى لك الخير دائمّاّ،والذي ينصحك اذا راى عيبك ويشجعك اذا رأى منك الخير،ويعينك على العمل الصالح والذي يوسع لك في المجلس ويسبقك بالسلام اذا لقاك ويسعى في حاجتك اذا احتجت


اليه،ويدعي لك بظهر الغيب دون ان تطلب منه ذلك،ويحبك بالله وفي الله،دون مصلحة مادية او معنوية،والذي يفيدك بعمله وصلاحه وأدبه وأخلاقه،ويرفع شأنك بين الناس وتفتخر بصداقته ولا


تخجل من مصاحبته،و السير معه،ويفرح اذا احتجت اليه ويسرع لخدمتك دون مقابل،

فلا تسرف في كثرة الإخوان،إذا لم يكونوا أخياراّ،وقواعد الصحبة كما نرى إما أن تكون دنيوية،
كالانتفاع بماله أو سلطانه وجاهه أو علمه الدنيوي أو نسبه أو الاستئناس بجيرته والجلوس معه ،


وكلها أمور تباح أو تحرم بحسب نية كل إنسان،إن خيراّ فخير،وان سوءاّ فسوء،أو أن تكون الصحبة والصداقة،رغبة الاستفادة من العلم النافع،والعمل الصالح،ويقصد بها وجه الله تبارك وتعالى،ومنفعة


الآخرة،وقد ضرب لنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم،مثلاّ في ذلك حينما آخى بين المهاجرين والأنصار، ليتم تبادل العلوم الشرعية،وروح التضحية ورغبة العمل الصالح بينهم،ومن فوائد


الصحبة الصالحة،الاستفادة من الجاه الذي عند صاحبك تحصناّ به عن الإيذاء من الآخرين،مما قد يفسد عليك التفرغ والعبادة،وطلب العلم ونشره بين الناس،إذ إن الفزع والخوف يصدان القلب عن


الفهم والحفظ والوعي والعمل للدين،وقد فعل لوط،عليه السلام،ذلك حينما جاءه قومه يطلبون ضيوفه لفعل السيئات فتمنى على الله ان يكون له جاه يحميه من قومه،فقال(لو أن لي بكم قوةً أو


آوي إلى ركنٍ شديدٍ)أي،لكنت نكلت بكم وفعلت بكم الأفاعيل(من العذاب والنقمة وإحلال البأس بكم)بنفسي وعشيرتي،ومن ذلك أن تستفيد من مال صاحبك الغنى الصالح،برغبته وبطريقة مقبولة


شرعاّ،ان كنت ممن لا يحسن كثيرا عمل الدنيا ومشغول بطلب العلم،إن الأغنياء يتنافسون فى إعطاء المال للعلماء وطلاب العلم طلباّ منهم لرضا الله تبارك وتعالى،وتوفيراّ لوقت العلماء،مع التنبيه ان


يكون ذلك بالاستعفاف وطلب الحلال،كما ورد في صحيح البخاري،قال المصطفى صلى الله عليه وسلم(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)والمغبون هو،الذي يشترى شيئاّ رخيصا


بثمن غال،فهو يشترى الدنيا الرخيصة بتضييع وقته الغالي الذي يساوى الآخرة،فيها جنة عرضها السماوات والأرض،وأشار بقوله (كثير من الناس) إلى ان الذي يوفق لذلك قليل،وتمام ذلك أن الدنيا


مزرعة الآخرة،وفيها التجارة التي يظهر ربحها،فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط،ومعنى الغبطة،حسن الحال والمسرَّة،اسمع قول علي بن ابي طالب رضي الله عنه،


كن ما استطعت من الانام بمعزل،،،ان الكثير من الورى لا يصحب
واجعل جليسك سيداّ تحظى به،،،حبر لبيب عاقل متأدب

واذا صاحبت فاصحب ماجداّ ذا عفاف وحياء وكرم،من صاحب الانذال حقر،ومن جالس العلماء وقر

الاصدقاء اشكال وانواع فمنهم،صديق يرحمك،وصديق يهدمك،صديق يخدعك،ويخذلك،ويتعسك،
صديق يستغلك ويحسدك،وصديق يقتلك،وصديق يسترك،ويسعدك،

المصدر: الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري

جزاك الله الف خير

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تذكار الغلا [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
جزاك الله الف خير


ويزاااج ربي جنة الفردوس حبيبتي

و عليكم السلام و الرحمة
طرررح جميل غاليتي
جزاكِ الله خير الجزاء و نفع بكِ خلقه

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



احسنتي اختي في طرح هذا الموضوع الرائع

سلمت يمناكِ وبارك الله فيك اينما كنتِ


الصديق الصالح هو الخليل المعين على كل خير ذو الخلق الحسن الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر المحافظ على حق الصحبة في الغيب والشهادة مراعيها حق رعايتها بالقول والفعل والذي لا يفعل ذلك إلا لله يرجو به عقبى الله


تقديري لكِ

وجزاكم ربي جنة الفردوس