« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
حتى تكون جميلاّ وأنيقاّ وذوقاّ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الناظر في هذا الكون الفسيح، يدرك أنه يعيش في عالم هو آية من الجمال الذي لا يبارى،بدءً بالأرض حتى أركان الفضاء، تناسق عجيب وجمال يبهر العقول قال سبحانه(ولقَد جعلنا في السماء بروجاّ وزيناها للناظرين)الحجر،وجعل الأرض الحية تتنفس بالجمال نعماً لا تحصى ولا تنتهي، فلقد تحدث القرآن عن الزينة والجمال، ولفت نظر الإنسان إلى ما في عالم الموجودات من جمال وروعة وفن وإبداع لتكون دليلاً على قدرة الله وعظمته،وخلق الله الإنسان في أجمل صورة وأحسنها، فقال عز وجل(اَلله الذي جعل لكم الأَرض قراراّ والسماء بناءّ وصوركم فأحسن صوركم)سورة غافر،ثم جعل له الكون من حوله جميلاّ، وحسنه تحسيناّ،قال تعالى(إِنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أَيهم أحسن عملاً) (الكهف،فالزينة الكونية مبعث وجداني لتحّلي المؤمن رجل كان أو امرأة بالزينة الإيمانية والزينة الخلقية والجمال،لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاّ أنيقاّ وصاحب ذوق رفيع،كان جميلاّ يحب الجمال، كان عليه الصلاة والسلام يلبس ما تيسر له من اللباس،وإذا وفد عليه الوفد لبس أحسن ثيابه، وأمر أصحابه بذلك وكان صلى الله عليه وسلم يهتم بنظافة ثيابه، ويحرص على تطييبها، ويوصي أصحابه بذلك،فكان يعلمهم كيفية سلوك طريق المحبة،ما تزال تنبض بالنور إلى يومنا هذا،انظرإلى قوله صلى الله عليه وسلم(أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء،فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله)رواه مسلم،والغرة بياض في ناصية الحصان، والتحجيل بياض في يديه،فتلك سيم الجمال في وجوه المحبين وأطرافهم،بها يعرفون في كثرة الخلائق يوم القيامة، كالدر المتناثر في الفضاء،ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم،إياكم والجلوس بالطرقات،فقالوا يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها فقال إذ أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه،كل ذلك ليحافظ على الجمال العام والمنظر الرائع والسلوك الحسن بل جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان،وقال عليه الصلاة والسلام(عرضت عليّ أعمال أمتي حسنها وسيئها،فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النخامة تكون في المسجد لا تدفن)رواه البخاري،ومسلم،،وأمر صلى الله عليه وسلم بالجمال والأناقة والتجمل الشخصي للفرد في ملبسه ومظهره وهندامه من دون إسراف أو تكبر أو تفسخ وانحلال،وتحفظ شخصيته وإنسانيته وأخلاقه من الإنحطاط وتضفي على حياته الراحة والسعادة والبهجة والسرور فقد رأى صلى الله عليه وسلم،رجل يقال له الأحوص الجشمي وعليه أطمار،أي ثياب بالية،فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم(هل لك من مال،قال،نعم، قال، ومن أي المال، قال،من كل ما أتى الله من الإبل والشاء، قال، فلتر نعمته وكرامته عليك،فهو سبحانه يحب ظهور أثر نعمته على عبده) صححه الألباني،السلسلة الصحيحة 1290،أما في جانب التربية والتوجيه والنصيحة فقد كان صلى الله عليه وسلم صاحب ذوق رفيع وخلق عظيم لا يعنف ولا يسب ولا يشتم بل كان رفيقا رقيقا ملك القلوب بخلقه صلى الله عليه وسلم،وفي جانب العشرة الزوجية ومعاملة النساء فقد كان صلى الله عليه وسلم رحيماّ ورقيقاّ، وعادلاّ كثير الود طيب العشرة جاء في صحيح البخاري(كان صلى الله عليه وسلم عند إحدى زوجاته، فصنعت له الأخرى طعاماً وبعثته في قدح مع غلام لها، فطرق الباب فخرجت زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما فتحت الباب وجدت الغلام يحمل في يده الإناء وفيه الطعام، فغضبت،لماذا ترسل تلك طعاماً للرسول وهو بيتها،فقالت، تتابعينه حتى في بيتي وتعطينه طعاماً،فضربت يد الغلام، فوقع القدح وانكسر وانتثر الطعام، والرسول صلى الله عليه وسلم يرى المنظر)ما رأيكم،لو أن هذا حدث مع واحد منا، ماذا سيحصل،لكن الرسول صلى الله عليه وسلم سكت، ثم اعتذر لها وهي عائشة رضي الله عنها،وقال(غارت أمكم، غارت أمكم، غارت أمكم) ثم قام صلى الله عليه وسلم،وأخذ قدحاً لها من بيتها،وجمع الطعام،وأخذ الطعام ورد القدح،وقال(طعام بطعام وقدح بقدح)هكذا لم يجرح الرسول مشاعرها،وما هو شعور عائشة،لقد غارت، والغيرة أمر طبيعي في المرأة لكن أنظروا إلى هذه الأخلاق العظيمة،و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم لا ينزع يده حتى ينزعها الذي يسلم عليه واذا سلم سلم بكلتا يديه،ولا يصرف وجهه عنك،حتى تصرف وجهك أنت وكان يجلس حيث انتهى به المجلس وكان هاشاّ باشاّ،لا تلقاه الا مبتسماّ،هل رأيتم،ماذا نفعل نحن الآن،نسلم بأطراف أصابعنا،ونسلم بأقصى سرعه وبلا اهتمام ولا نعير اهتمام بمن نسلم عليه،أما في جانب المنظر الجمالي للإنسان،فالقيمة الجمالية اختفت من بيوتنا فكثير منها تنقصه النظافة والترتيب،المرأة لا يراها زوجها متزينة في كثير من الأحيان إلا عند خروجها لزيارة أو حضور حفلة، فالأمر لا يستدعي ذلك مع أن هذه من الأمور التي تديم الحب والمعروف بينهم،والرجل كذلك يجب عليه أن يتجمل لزوجته فقد كان ابن عباس يقول( والله إني أحب أن أتجمل لزوجتي كما أحب أن تتجمل لي )فلنكن أصحاب ذوق خلاق وجمال باهر ومظهراً أنيقاً وسلوك سوي كي نظهر للعالم سمو هذا الدين ونبل أحكامه وتشريعاته وتوجيهاته،حتى نكسب الأجر من الله بحسن الإتباع وحتى تنتظم حياتنا أكثر ونستشعر القيمة الجمالية لهذا الدين فتسمو نفوسنا وتتطلع للجمال الأسمى والأناقة بجميع صورها يوم القيامة وما أعده الله لعبادة في جنات وصفها الله بشتى أنواع الوصف بما فيه من الروعة والجمال والزينة،الإسلام دين الذوق والجمال والأناقة بكل المقاييس.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-12-2012, 07:59 PM | #2 |
عضو ذهبي
المري
|
رد: حتى تكون جميلاّ وأنيقاّ وذوقاّ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين يسلموووو يسلموووو اختي ام حمد بارك الله فيكِ ونفع الله بكِ شكرا جزيلا تحيتي وتقديري |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo