« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
حقائق الرحيل إلى الآخرة
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله تعالى(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)آل عمران، آية كريمة من كتاب الله تعالى،عميقة الأثر في نفوس المؤمنين الصادقين،الذين يقدرون كلام الله حق قدره،وترتعش قلوبهم لذكره ،خشية ورهبة(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)الأنفال، وكيف لا توجل قلوبهم رهبة ورغبة وهم يعلمون يقيناً حقيقة الحياة الدنيا الفانية وما ينتظرهم بعدها من أهوال الموت والقبور،ومشاهد البعث والنشور، وحقيقتها مصير الموت المحتوم للخلق أجمعين(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) والبعث والحساب والجزاء(وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ومآل الجنة أو النار(فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) وأنها دار الغرور لطالبيها(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) وفي هذا الترتيب حكمة البيان القرآني الذي بدأ بما له شأن وقيمة في مصير الإنسان وهو الموت والقيامة والجنة والنار،وأخر الحياة الدنيا، لأنها فانية،لا تساوي شيئا أمام حياة الآخرة الأبدية، لكن أكثر الناس غافلون عن الآخرة،لاهون،لاهثون وراء متاع الغرور،مدفوعون بشهوات الأموال والمناصب والجاه والمتع واللذات،وكأنهم في الدنيا خالدون، وقد نسوا أو تجاهلوا لحظة الموت المحتوم،وكروب القبور ويوم البعث والنشور،أو يتهربون من ذكر الآخرة أو الانشغال بها لئلا تكدر عليهم،بزعمهم،سعادة الاستمتاع بالحياة، ونداء الله تعالى واضح وصريح(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ)المؤمنون، نداء يذكرنا برسالة وجودنا وأمانة الاستخلاف في الأرض بالعبودية والعبادة الخالصة لرب العالمين،وإعمار الأرض بالصالحات وفعل الخيرات، وذلك هو الزاد من دنيا الابتلاء والاختبار ،استعدادا ليوم تشخص فيه الأبصار، فريق في الجنة،وفريق في السعير(إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ)الانفطار، فماذا تساوي الدنيا التي شغلت الناس،إلا أن تكون أهون على الله من جناح بعوضة،كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم(لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة،ما سقى كافرا منها شربة ماء) رواه الترمذي، وبعدها يستوي الخلق أمام عدل الله تعالى بالموت المقدر المحتوم، فقل للمكذبين الجاحدين بالدين ويوم الدين،أين المفر، وقل للطغاة المتجبرين بالظلم والعدوان، وقل لكل لاعب لاه في دنياه،غافل عن نهايته ومصيره، وقل للعابدين لدنياهم وقد عطلوا حقوق رب العالمين(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) فماذا أعددنا ليوم الرحيل إلى الله تعالى،وماذا يكون الجواب على سؤال الملكين في القبور،وهي أولى منازل الآخرة،هل نستطيع الثبات والسداد في الجواب إلا بالإيمان والعمل الصالح(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا،وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)الزمر، والقبر إما هو روضة من رياض الجنة للأبرار،أو حفرة من حفر جهنم للفجار، فماذا ادخرتم،من دنياكم لآخرتكم،يوم تنتفي امتيازات المال والجاه والسلطان والأعوان(لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما روته عائشة رضي الله عنها(يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً،فقلت،يارسول الله ،الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم الى بعض،فقال،يا عائشة، الأمر يومئذ أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض )رواه الشيخان،البخاري،ومسلم، فيالسعادة الأبرار الذين آمنوا واستقاموا،فهم من فزع يومئذ آمنون ،لا يحزنهم الفزع الأكبر، وياويل الفجار من فضائح الحشر والعرض وهم في محنة وعذاب، ذلك أن الناس يحشرون ويشتد الحشر عليهم على قدر أحوالهم في الدنيا، فمنهم من يحشرون سود الوجوه(وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) ومنهم من يحشرون عمياناً(وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً)(قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا،قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) ومنهم يحشرون على وجوههم(وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا) ومنهم من يحشرون أقزاماً في صفة الحصى جزاء تكبرهم على الله وعلى العباد،قوله عليه الصلاة والسلام(يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان ) رواه الترمذي، وإذا كنا لا نطيق من نار الدنيا دقيقة واحدة،فكيف بنار جهنم التي صور القرآن الكريم أهوالها بكل أوصاف الشدة والفتك في الإحراق والتنكيل، وقال عنها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم(ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم،قالوا،والله إن كانت لكافية يارسول الله )رواه مسلم، وكيف والعذاب فيها أصناف وألوان ودركات، نار جهنم التي يعرض الخلق عليها جميعاً عبر الصراط، وروي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إن على جهنم جسراً أدق من الشعر وأحد من السيف)البيهقي شعب الإيمان، يحسم العرض والحساب بالمصير النهائي،عبورا إلى الجنة،أو سقوطا في النار،لا يستقيم عليه إلا من كان مستقيماً في دنياه على صراط الإيمان والتقوى، هل أصلحت قلبك بالتزكية والتطهير من أمراض النفاق والكبر والغرور والحسد والبغضاء،استعدادا للقاء ربك بقلب سليم، وهل أصلحت لسانك وطهرته من آفات الكذب والفحش والغيبة والنميمة والزور، وكففت جوارحك عن المحارم خشية لله وتعظيماً لحرماته وتحسباً ليوم تشهد عليك جوارحك بالحق(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)يسن وهل أديت حقوق الله عز وجل وحقوق العباد ، وبرأت ذمتك ، نحو نفسك وأهلك وذوي رحمك وجيرانك، لا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور،واعلموا أن الله غفور رحيم،وأنه شديد العقاب، ولا تتعلقوا بالآمال بغير عمل،فان الدنيا مزرعة الآخرة،وأن الله عدل حكيم، جعلنا الله جميعاً من أهل رضاه ورضوانه وأجارنا بفضله وعفوه من عذابه الأليم،إنه حليم كريم، وجعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه،أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-25-2014, 10:22 AM | #2 |
شــاعــــر
الحربي |
رد: حقائق الرحيل إلى الآخرة
اللهم امين
جزاك الله خير اختي ام حمد واثابك على هذا الطرح الثمين جدا جعله الله في ميزان حسناتك تحياتي وتقديري |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-30-2014, 05:45 AM | #3 |
مشرف دائرة الضوء
الشقى أجمل ذكرياتـــــــي
|
رد: حقائق الرحيل إلى الآخرة
جزاك الله خير اختي ام حمد وفي ميزان حسناتك
على هــــ الطرح ودي |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-31-2014, 07:40 PM | #4 | |||||||||||||||||||
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: حقائق الرحيل إلى الآخرة
اللهم آمين يارب العالمين
وعليكم السلام ورحمة الله ام حمد مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه اشكرك على هذه المشاركة النافعة والتذكرة تحيتي وتقديري |
|||||||||||||||||||
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo