سعودي كام شات حبي شات صوتي شات غزل شات بنت ابوي شات غرور كام شات سعودي كام صيف كام شات دقات قلبي
سلسلـة˚◦◦˚◦◦قصص أنبياءالله ˚◦◦˚◦◦عليهـم السلام - الصفحة 3 - الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري

الرجاء من الاخوه عدم نشر قصيده لشاعرنا الا بعد التأكد من مصدرها. وذالك نظراً لأنتشار الكثير من القصائد التي تحمل أسم الشاعر محمد بن فطيس .. وهي فالحقيقه ليست لشاعرنا .. لرؤية القصائد المنشوره مسبقاً التفضل بزيارة قسم الشاعر محمد بن فطيس .. والاطلاع على الموضوع المخصص لذالك .. مع تحيات فريق عمل الموقع
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: شاطي الحب........ (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: (كان ..للبأسْ ..واليَأسْ.. وأشياءَ أخرى) (آخر رد :كان)       :: Test, just a test (آخر رد :XRumerTest)       :: . . ' صبري صبر بحّاره ، بغوإ في اليييم محّاره ! (آخر رد :نَوفْ . .)       :: كل عام وانتم بخير (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: خلك على خبري ياغاية مرامي (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: لاتجعل العين تبكي صبآبة,,,,,بقلمي (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: التصويت للقروبات المشاركه في مسابقة التحدي (آخر رد :empils)       :: أفضل التمارين البدنية للتخلص من الكرش (آخر رد :expefe)       :: من خلف الابواب (آخر رد :empils)      

العودة   الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري > َ ً ُ ٌ ِ ٍ ’ , . الـمـجالــس المنوعــــه . , ’ ٍ ِ ٌ ُ ً > منتدى إسلاميات
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
 

سعودي كام شات صوتي شات حبي شات صوتي شات غزل شات بنت ابوي شات غرور كام شات سعودي كام صيف كام شات دقات قلبي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-13-2011, 03:05 PM   #21
الماسـه
شــاعــــرهـ
طَيِبْتًكَ تْكَفِينًيِ


الماسـه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1955
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 المشاركات : 11,408 [ + ]
 التقييم :  2234
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
أنا لو الزمن يقسي علي يزيدني تشجيع
أخذت مناللياليدرس صعب اليوم نسيانه
ولايحرقنيالناقد ولايرفعني التلميع
ولاعمري خضعت إلا لرب الكووون سبحانه
لوني المفضل : Blue
مزاجي:

الاوسمة

افتراضي رد: سلسلـة˚◦◦˚◦◦قصص أنبياءالله ˚◦◦˚◦◦عليهـم السلام



مواجهة عبدة الأصنام:
خرج إبراهيم على قومه بدعوته. قال بحسم غاضب وغيرة على الحق:
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52)
قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ
وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ
أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي
فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (الأنبياء)


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


انتهى الأمر وبدأ الصراع بين إبراهيم وقومه..
كان أشدهم ذهولا وغضبا هو أباه أو عمه الذي رباه كأب..
واشتبك الأب والابن في الصراع. فصلت بينهما المبادئ فاختلفا..
الابن يقف مع الله، والأب يقف مع الباطل.
قال الأب لابنه: مصيبتي فيك كبيرة يا إبراهيم..
لقد خذلتني وأسأت إلي.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


قال إبراهيم:
يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42)
يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي
أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ
كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ
الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) (مريم)
انتفض الأب واقفا وهو يرتعش من الغضب. قال لإبراهيم وهو
ثائر إذا لم تتوقف عن دعوتك هذه فسوف أرجمك، سأقتلك ضربا
بالحجارة. هذا جزاء من يقف ضد الآلهة.. اخرج من بيتي..
لا أريد أن أراك.. اخرج.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


انتهى الأمر وأسفر الصراع عن طرد إبراهيم من بيته.
كما أسفر عن تهديده بالقتل رميا بالحجارة. رغم ذلك
تصرف إبراهيم كابن بار ونبي كريم. خاطب أباه بأدب
الأنبياء. قال لأبيه ردا على الإهانات والتجريح والطرد
والتهديد بالقتل:
قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)
وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى
أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا (48) (مريم)

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وخرج إبراهيم من بيت أبيه. هجر قومه وما يعبدون
من دون الله. وقرر في نفسه أمرا. كان يعرف أن هناك
احتفالا عظيما يقام على الضفة الأخرى من النهر، وينصرف
الناس جميعا إليه. وانتظر حتى جاء الاحتفال وخلت
المدينة التي يعيش فيها من الناس.
وخرج إبراهيم حذرا وهو يقصد بخطاه المعبد.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


كانت الشوارع المؤدية إلى المعبد خالية. وكان
المعبد نفسه مهجورا. انتقل كل الناس إلى الاحتفال.
دخل إبراهيم المعبد ومعه فأس حادة. نظر إلى تماثيل
الآلهة المنحوتة من الصخر والخشب. نظر إلى الطعام
الذي وضعه الناس أمامها كنذور وهدايا. اقترب إبراهيم
من التماثيل وسألهم: (أَلَا تَأْكُلُونَ) كان يسخر منهم
ويعرف أنهم لا يأكلون. وعاد يسأل التماثيل:
(مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ) ثم هوى بفأسه على الآلهة.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وتحولت الآلهة المعبودة إلى قطع صغيرة من الحجارة
والأخشاب المهشمة.. إلا كبير الأصنام فقد تركه إبراهيم
(لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ) فيسألونه كيف وقعت الواقعة
وهو حاضر فلم يدفع عن صغار الآلهة! ولعلهم حينئذ
يراجعون القضية كلها، فيرجعون إلى صوابهم.
إلا أن قوم إبراهيم الذين عطّلت الخرافة عقولهم
عن التفكير، وغلّ التقليد أفكارهم عن التأمل والتدبر.
لم يسألوا أنفسهم:

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



إن كانت هذه آلهة فكيف وقع لها ما وقع دون أن
تدفع عن أنفسها شيئا؟! وهذا كبيرها كيف لم يدفع
عنها؟! وبدلا من ذلك
(قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ).
عندئذ تذكر الذين سمعوا إبراهيم ينكر على أبيه
ومن معه عبادة التماثيل، ويتوعدهم أن يكيد لآلهتهم
بعد انصرافهم عنها!


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


فأحضروا إبراهيم عليه السلام، وتجمّع الناس، وسألوه
(أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ)؟ فأجابهم إبراهيم
(بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ)
والتهكم واضح في هذا الجواب الساخر. فلا داعي لتسمية
هذه كذبة من إبراهيم -عليه السلام- والبحث عن تعليلها
بشتى العلل التي اختلف عليها المفسرون. فالأمر
أيسر من هذا بكثير! إنما أراد أن يقول لهم:


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



إن هذه التماثيل لا تدري من حطمها إن كنت أنا أم
هذا الصنم الكبير الذي لا يملك مثلها حراكا.
فهي جماد لا إدراك له أصلا. وأنتم كذلك مثلها مسلوبو
الإدراك لا تميزون بين الجائز والمستحيل. فلا تعرفون
إن كنت أنا الذي حطمتها أم أن هذا التمثال هو الذي حطمها!
ويبدو أن هذا التهكم الساخر قد هزهم هزا، وردهم
إلى شيء من التدبر التفكر:
فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ (64) (الأنبياء)
وكانت بادرة خير أن يستشعروا ما في موقفهم
من سخف، وما في عبادتهم لهذه التماثيل من ظلم.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وأن تتفتح بصيرتهم لأول مرة فيتدبروا ذلك السخف
الذي يأخذون به أنفسهم، وذلك الظلم الذي هم فيه سادرون.
ولكنها لم تكن إلا ومضة واحدة أعقبها الظلام،
وإلا خفقة واحدة عادت بعدها قلوبهم إلى الخمود:
ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ (الأنبياء)
وحقا كانت الأولى رجعة إلى النفوس، وكانت الثانية
نكسة على الرؤوس؛ كما يقول التعبير القرآني المصور العجيب..

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



كانت الأولى حركة في النفس للنظر والتدبر. أما الثانية
فكانت انقلابا على الرأس فلا عقل ولا تفكير. وإلا فإن
قولهم هذا الأخير هو الحجة عليهم. وأية حجة
لإبراهيم أقوى من أن هؤلاء لا ينطقون؟
ومن ثم يجيبهم بعنف وضيق على غير عادته وهو الصبور
الحليم.

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



لأن السخف هنا يجاوز صبر الحليم:
قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66)
أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) (الأنبياء)
وهي قولة يظهر فيها ضيق الصدرن وغيظ النفس، والعجب من
السخف الذي يتجاوز كل مألوف.
عند ذلك أخذتهم العزة بالإثم كما تأخذ الطغاة دائما
حين يفقدون الحجة ويعوزهم الدليل، فيلجأون إلى القوة
الغاشمة والعذاب الغليظ:
قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) (الأنبياء)


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


نجاة إبراهيم عليه السلام من النار:


وفعلا.. بدأ الاستعداد لإحراق إبراهيم. انتشر النبأ
في المملكة كلها. وجاء الناس من القرى والجبال
والمدن ليشهدوا عقاب الذي تجرأ على الآلهة وحطمها
واعترف بذلك وسخر من الكهنة. وحفروا حفرة عظيمة
ملئوها بالحطب والخشب والأشجار. وأشعلوا فيها النار.
وأحضروا المنجنيق وهو آلة جبارة ليقذفوا إبراهيم
فيها فيسقط في حفرة النار.. ووضعوا إبراهيم بعد
أن قيدوا يديه وقدميه في المنجنيق. واشتعلت النار
في الحفرة وتصاعد اللهب إلى السماء. وكان الناس يقفون
بعيدا عن الحفرة من فرط الحرارة اللاهبة. وأصدر كبير
الكهنة أمره بإطلاق إبراهيم في النار.
جاء جبريل عليه السلام ووقف عند رأس إبراهيم


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

وسأله: يا إبراهيم.. ألك حاجة؟

قال إبراهيم: أما إليك فلا.

انطلق المنجنيق ملقيا إبراهيم في حفرة النار.
كانت النار موجودة في مكانها، ولكنها لم تكن
تمارس وظيفتها في الإحراق. فقد أصدر الله جل جلاله
إلى النار أمره بأن تكون (بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ).
أحرقت النار قيوده فقط. وجلس إبراهيم وسطها كأنه
يجلس وسط حديقة. كان يسبّح بحمد ربه ويمجّده.
لم يكن في قلبه مكان خال يمكن أن يمتلئ بالخوف أو
الرهبة أو الجزع.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


كان القلب مليئا بالحب وحده. ومات الخوف. وتلاشت
الرهبة. واستحالت النار إلى سلام بارد يلطف عنه حرارة الجو.
جلس الكهنة والناس يرقبون النار من بعيد. كانت حرارتها
تصل إليهم على الرغم من بعدهم عنها. وظلت النار تشتعل
فترة طويلة حتى ظن الكافرون أنها لن تنطفئ أبدا.
فلما انطفأت فوجئوا بإبراهيم يخرج من الحفرة سليما كما دخل.
ووجهه يتلألأ بالنور والجلال. وثيابه كما هي لم تحترق.
وليس عليه أي أثر للدخان أو الحريق.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


خرج إبراهيم من النار كما لو كان يخرج من حديقة.
وتصاعدت صيحات الدهشة الكافرة. خسروا جولتهم خسارة مريرة وساخرة.
وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) (الأنبياء)
لا يحدثنا القرآن الكريم عن عمر إبراهيم حين حطم أصنام
قومه، لا يحدثنا عن السن التي كلف فيها بالدعوة إلى الله.
ويبدو من استقراء النصوص القديمة أن إبراهيم كان شابا
صغيرا حين فعل ذلك، بدليل قول قومه عنه:
(سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ).
وكلمة الفتى تطلق على السن التي تسبق العشرين.

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


مواجهة عبدة الملوك:

إن زمن اصطفاء الله تعالى لإبراهيم غير محدد في القرآن.
وبالتالي فنحن لا نستطيع أن نقطع فيه بجواب نهائي.
كل ما نستطيع أن نقطع فيه برأي، أن إبراهيم أقام
الحجة على عبدة التماثيل بشكل قاطع، كما أقامها
على عبدة النجوم والكواكب من قبل بشكل حاسم، ولم يبق
إلا أن تقام الحجة على الملوك المتألهين وعبادهم..
وبذلك تقوم الحجة على جميع الكافرين.

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فذهب إبراهيم عليه السلام لملك متألّه كان في زمانه.
وتجاوز القرآن اسم الملك لانعدام أهميته، لكن روي
أن الملك المعاصر لإبراهيم كان يلقب (بالنمرود) وهو ملك
الآراميين بالعراق. كما تجاوز حقيقة مشاعره، كما تجاوز
الحوار الطويل الذي دار بين إبراهيم وبينه. لكن الله تعالى
في كتابه الحكيم أخبرنا الحجة الأولى التي أقامها
إبراهيم عليه السلام على الملك الطاغية، فقال إبراهيم بهدوء:
(رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ)


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


قال الملك: (أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ) أستطيع أن أحضر رجلا
يسير في الشارع وأقتله، وأستطيع أن أعفو عن محكوم
عليه بالإعدام وأنجيه من الموت.. وبذلك أكون قادرا
على الحياة والموت.
لم يجادل إبراهيم الملك لسذاجة ما يقول. غير أنه
أراد أن يثبت للملك أنه يتوهم في نفسه القدرة وهو في
الحقيقة ليس قادرا. فقال إبراهيم:
(فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ)


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


استمع الملك إلى تحدي إبراهيم صامتا.. فلما انتهى كلام
النبي بهت الملك. أحس بالعجز ولم يستطع أن يجيب.
لقد أثبت له إبراهيم أنه كاذب.. قال له إن الله يأتي
بالشمس من المشرق، فهل يستطيع هو أن يأتي بها من المغرب..
إن للكون نظما وقوانين يمشي طبقا لها.. قوانين خلقها الله
ولا يستطيع أي مخلوق أن يتحكم فيها. ولو كان الملك صادقا
في ادعائه الألوهية فليغير نظام الكون وقوانينه..
ساعتها أحس الملك بالعجز.. وأخرسه التحدي. ولم يعرف ماذا
يقول، ولا كيف يتصرف. انصرف إبراهيم من قصر الملك،
بعد أن بهت الذي كفر.




يتبـــع>>>>>>


 
 توقيع : الماسـه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : الماسـه



رد مع اقتباس
قديم 08-13-2011, 03:21 PM   #22
الماسـه
شــاعــــرهـ
طَيِبْتًكَ تْكَفِينًيِ


الماسـه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1955
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 المشاركات : 11,408 [ + ]
 التقييم :  2234
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
أنا لو الزمن يقسي علي يزيدني تشجيع
أخذت مناللياليدرس صعب اليوم نسيانه
ولايحرقنيالناقد ولايرفعني التلميع
ولاعمري خضعت إلا لرب الكووون سبحانه
لوني المفضل : Blue
مزاجي:

الاوسمة

افتراضي رد: سلسلـة˚◦◦˚◦◦قصص أنبياءالله ˚◦◦˚◦◦عليهـم السلام



هجرة إبراهيم عليه السلام:

انطلقت شهرة إبراهيم في المملكة كلها. تحدث الناس عن معجزته
ونجاته من النار، وتحدث الناس عن موقفه مع الملك وكيف
أخرس الملك فلم يعرف ماذا يقول. واستمر إبراهيم في دعوته
لله تعالى. بذل جهده ليهدي قومه، حاول إقناعهم بكل الوسائل،
ورغم حبه لهم وحرصه عليهم فقد غضب قومه وهجروه،
ولم يؤمن معه من قومه سوى امرأة ورجل واحد. امرأة تسمى سارة،
وقد صارت فيما بعد زوجته، ورجل هو لوط، وقد صار نبيا فيما بعد.
وحين أدرك إبراهيم أن أحدا لن يؤمن بدعوته. قرر الهجرة.
قبل أن يهاجر، دعا والده للإيمان، ثم تبين لإبراهيم أن والده عدو لله،
وأنه لا ينوي الإيمان، فتبرأ منه وقطع علاقته به.
للمرة الثانية في قصص الأنبياء نصادف هذه المفاجأة.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


في قصة نوح كان الأب نبيا والابن كافرا، وفي قصة إبراهيم
كان الأب كافرا والابن نبيا، وفي القصتين نرى المؤمن يعلن
براءته من عدو الله رغم كونه ابنه أو والده، وكأن الله يفهمنا
من خلال القصة أن العلاقة الوحيدة التي ينبغي أن تقوم عليها
الروابط بين الناس، هي علاقة الإيمان لا علاقة الميلاد والدم.
خرج إبراهيم عليه السلام من بلده وبدأ هجرته. سافر إلى مدينة
تدعى أور. ومدينة تسمى حاران. ثم رحل إلى فلسطين ومعه زوجته،
المرأة الوحيدة التي آمنت به. وصحب معه لوطا.. الرجل
الوحيد الذي آمن به.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

بعد فلسطين ذهب إبراهيم إلى مصر. وطوال هذا الوقت وخلال
هذه الرحلات كلها، كان يدعو الناس إلى عبادة الله، ويحارب
في سبيله، ويخدم الضعفاء والفقراء، ويعدل بين الناس،
ويهديهم إلى الحقيقة والحق.
وتأتي بعض الروايات لتبين قصة إبراهيم عليه السلام
وزوجته سارة وموقفهما مع ملك مصر. فتقول:
وصلت الأخبار لملك مصر بوصول رجل لمصر معه أمرأة هي أجمل نساء
الأرض. فطمع بها. وأرسل جنوده ليأتونه بهذه المرأة.
وأمرهم بأن يسألوا عن الرجل الذي معها،


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


فإن كان زوجها فليقتلوه. فجاء الوحي لإبراهيم عليه السلام
بذلك. فقال إبراهيم -عليه السلام- لسارة إن سألوك عني
فأنت أختي -أي أخته في الله-، وقال لها ما على هذه الأرض مؤمن
غيري وغيرك -فكل أهل مصر كفرة، ليس فيها موحد لله عز وجل.
فجاء الجنود وسألوا إبراهيم: ما تكون هذه منك؟ قال: أختي.
لنقف هنا قليلا.. قال إبراهيم حينما قال لقومه (إني سقيم)
و (بل فعله كبيرهم هذا فاسألوه) و (هي أختي). كلها كلمات
تحتمل التاويل. لكن مع هذا كان إبراهيم عليه السلام خائفا
جدا من حسابه على هذه الكلمات يوم القايمة. فعندما يذهب
البشر له يوقم القيامة ليدعوا الله أن يبدأ الحساب يقول لهم
لا إني كذب على ربي ثلاث مرات.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

ونجد أن البشر الآن يكذبون أمام الناس من غير استحياء
ولا خوف من خالقهم.لما عرفت سارة أن ملك مصر فاجر ويريدها
له أخذت تدعوا الله قائلة: اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك
وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي الكافر.
فلما أدخلوها عليه. مد يده إليها ليلمسها فشلّ وتجمدت يده
في مكانها، فبدأ بالصراخ لأنه لم يعد يستطيع تحريكها،
وجاء أعوانه لمساعدته لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء.
فخافت سارة على نفسها أن يقتلوها بسبب ما فعلته بالملك.
فقالت: يا رب اتركه لا يقتلوني به. فاستجاب الله لدعائها.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


لكن الملك لم يتب وظن أن ما حدث كان أمرا عابرا وذهب.
فهجم عليها مرة أخرى. فشلّ مرة ثانية. فقال: فكيني.
فدعت الله تعالى فَفَكّه. فمد يده ثالثة فشلّ. فقال: فكيني
وأطلقك وأكرمك. فدعت الله سبحانه وتعالى فَفُك. فصرخ الملك
بأعوانه: أبعدوها عني فإنكم لم تأتوني بإنسان بل أتيتموني بشيطان.
فأطلقها وأعطاها شيئا من الذهب، كما أعطاها أَمَةً اسمها "هاجر".
هذه الرواية مشهورة عن دخول إبراهيم -عليه السلام- لمصر.

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وكانت زوجته سارة لا تلد. وكان ملك مصر قد أهداها سيدة
مصرية لتكون في خدمتها، وكان إبراهيم قد صار شيخا،
وابيض شعره من خلال عمر أبيض أنفقه في الدعوة إلى الله،
وفكرت سارة إنها وإبراهيم وحيدان، وهي لا تنجب أولادا،
ماذا لو قدمت له السيدة المصرية لتكون زوجة لزوجها؟
وكان اسم المصرية "هاجر". وهكذا زوجت سارة سيدنا
إبراهيم من هاجر،

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وولدت هاجر ابنها الأول فأطلق والده
عليه اسم "إسماعيل". كان إبراهيم شيخا حين ولدت له
هاجر أول أبنائه إسماعيل.
ولسنا نعرف أبعاد المسافات التي قطعها إبراهيم في رحلته
إلى الله. كان دائما هو المسافر إلى الله. سواء استقر به
المقام في بيته أو حملته خطواته سائحا في الأرض. مسافر
إلى الله يعلم إنها أيام على الأرض وبعدها يجيء الموت
ثم ينفخ في الصور وتقوم قيامة الأموات ويقع البعث.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

إحياء الموتى:

ملأ اليوم الآخر قلب إبراهيم بالسلام والحب واليقين.
وأراد أن يرى يوما كيف يحيي الله عز وجل الموتى.
حكى الله هذا الموقف في سورة (البقرة).. قال تعالى:
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ
أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي
لا تكون هذه الرغبة في طمأنينة القلب مع الإيمان
إلا درجة من درجات الحب لله.
قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى
كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


فعل إبراهيم ما أمره به الله. ذبح أربعة من الطير وفرق
أجزاءها على الجبال. ودعاها باسم الله فنهض الريش يلحق
بجناحه، وبحثت الصدور عن رؤوسها، وتطايرت أجزاء
الطير مندفعة نحو الالتحام، والتقت الضلوع بالقلوب،
وسارعت الأجزاء الذبيحة للالتئام،


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


ودبت الحياة في الطير،
وجاءت طائرة مسرعة ترمي بنفسها في أحضان إبراهيم.
اعتقد بعض المفسرين إن هذه التجربة كانت حب استطلاع
من إبراهيم. واعتقد بعضهم أنه أراد أن يرى يد ذي
الجلال الخالق وهي تعمل، فلم ير الأسلوب وإن رأى النتيجة.
واعتقد بعض المفسرين أنه اكتفى بما قاله له الله ولم يذبح
الطير. ونعتقد أن هذه التجربة كانت درجة من درجات
الحب قطعها المسافر إلى الله. إبراهيم



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

رحلة إبراهيم مع هاجر وإسماعيل لوادي مكة:

استيقظ إبراهيم يوما فأمر زوجته هاجر أن تحمل ابنها
وتستعد لرحلة طويلة. وبعد أيام بدأت رحلة إبراهيم
مع زوجته هاجر ومعهما ابنهما إسماعيل. وكان الطفل
رضيعا لم يفطم بعد. وظل إبراهيم يسير وسط أرض مزروعة
تأتي بعدها صحراء تجيء بعدها جبال. حتى دخل إلى صحراء
الجزيرة العربية، وقصد إبراهيم واديا ليس فيه زرع
ولا ثمر ولا شجر ولا طعام ولا مياه ولا شراب. كان الوادي
يخلو تماما من علامات الحياة. وصل إبراهيم إلى الوادي،
وهبط من فوق ظهر دابته. وأنزل زوجته وابنه وتركهما هناك،
ترك معهما جرابا فيه بعض الطعام، وقليلا من الماء.
ثم استدار وتركهما وسار.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



أسرعت خلفه زوجته وهي تقول له: يا إبراهيم أين
تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه شيء؟
لم يرد عليها سيدنا إبراهيم. ظل يسير. عادت تقول
له ما قالته وهو صامت. أخيرا فهمت أنه لا يتصرف هكذا
من نفسه. أدركت أن الله أمره بذلك وسألته: هل الله أمرك
بهذا؟ قال إبراهيم عليه السلام: نعم.
قالت زوجته المؤمنة العظيمة: لن نضيع ما دام الله معنا
وهو الذي أمرك بهذا. وسار إبراهيم حتى إذا أخفاه
جبل عنهما وقف ورفع يديه الكريمتين إلى السماء
وراح يدعو الله: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ
غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ).


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


لم يكن بيت الله قد أعيد بناؤه بعد، لم تكن الكعبة قد
بنيت، وكانت هناك حكمة عليا في هذه التصرفات الغامضة،
فقد كان إسماعيل الطفل الذي ترك مع أمه في هذا المكان،
كان هذا الطفل هو الذي سيصير مسؤولا مع والده عن بناء
الكعبة فيما بعد. وكانت حكمة الله تقضي أن يمتد العمران
إلى هذا الوادي، وأن يقام فيه بيت الله الذي نتجه جميعا
إليه أثناء الصلاة بوجوهنا.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


ترك إبراهيم زوجته وابنه الرضيع في الصحراء وعاد
راجعا إلى كفاحه في دعوة الله. أرضعت أم إسماعيل ابنها
وأحست بالعطش. كانت الشمس ملتهبة وساخنة وتثير الإحساس
بالعطش. بعد يومين انتهى الماء تماما، وجف لبن الأم.
وأحست هاجر وإسماعيل بالعطش.. كان الطعام قد انتهى
هو الآخر. وبدا الموقف صعبا وحرجا للغاية.

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



ماء زمزم:
بدأ إسماعيل يبكي من العطش. وتركته أمه وانطلقت تبحث
عن ماء. راحت تمشي مسرعة حتى وصلت إلى جبل اسمه "الصفا".
فصعدت إليه وراحت تبحث بهما عن بئر أو إنسان أو قافلة.
لم يكن هناك شيء. ونزلت مسرعة من الصفا حتى إذا وصلت
إلى الوادي راحت تسعى سعي الإنسان المجهد حتى جاوزت
الوادي ووصلت إلى جبل "المروة"، فصعدت إليه ونظرت لترى
أحدا لكنها لم تر أحدا. وعادت الأم إلى طفلها فوجدته
يبكي وقد اشتد عطشه. وأسرعت إلى الصفا فوقفت عليه،
وهرولت إلى المروة فنظرت من فوقه. وراحت تذهب وتجيء
سبع مرات بين الجبلين الصغيرين. سبع مرات وهي تذهب وتعود.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


ولهذا يذهب الحجاج سبع مرات ويعودون بين الصفا والمروة
إحياء لذكريات أمهم الأولى ونبيهم العظيم إسماعيل.
عادت هاجر بعد المرة السابعة وهي مجهدة متعبة تلهث.
وجلست بجوار ابنها الذي كان صوته قد بح من البكاء والعطش.
وفي هذه اللحظة اليائسة أدركتها رحمة الله، وضرب إسماعيل
بقدمه الأرض وهو يبكي فانفجرت تحت قدمه بئر زمزم. وفار
الماء من البئر. أنقذت حياتا الطفل والأم. راحت الأم تغرف
بيدها وهي تشكر الله. وشربت وسقت طفلها وبدأت الحياة تدب
في المنطقة. صدق ظنها حين قالت: لن نضيع ما دام الله معنا.
وبدأت بعض القوافل تستقر في المنطقة. وجذب الماء
الذي انفجر من بئر زمزم عديدا من الناس. وبدأ
العمران يبسط أجنحته على المكان.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


الأمر بذبح إسماعيل عليه السلام:

كبر إسماعيل.. وتعلق به قلب إبراهيم.. جاءه العقب
على كبر فأحبه.. وابتلى الله تعالى إبراهيم بلاء عظيما
بسبب هذا الحب. فقد رأى إبراهيم عليه السلام في
المنام أنه يذبح ابنه الوحيد إسماعيل. وإبراهيم
يعمل أن رؤيا الأنبياء وحي.
انظر كيف يختبر الله عباده. تأمل أي نوع من أنواع
الاختبار. نحن أمام نبي قلبه أرحم قلب في الأرض.
اتسع قلبه لحب الله وحب من خلق. جاءه ابن على كبر..
وقد طعن هو في السن ولا أمل هناك في أن ينجب. ثم ها
هو ذا يستسلم للنوم فيرى في المنام أنه يذبح ابنه
وبكره ووحيده الذي ليس له غيره.

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


أي نوع من الصراع نشب في نفسه. يخطئ من يظن أن صراعا
لم ينشأ قط. لا يكون بلاء مبينا هذا الموقف الذي يخلو
من الصراع. نشب الصراع في نفس إبراهيم.. صراع أثارته
عاطفة الأبوة الحانية. لكن إبراهيم لم يسأل عن السبب
وراء ذبح ابنه. فليس إبراهيم من يسأل ربه عن أوامره.
فكر إبراهيم في ولده.. ماذا يقول عنه إذا أرقده على
الأرض ليذبحه.. الأفضل أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب
لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


هذا أفضل.. انتهى الأمر وذهب إلى ولده
(قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ
مَاذَا تَرَى). انظر إلى تلطفه في إبلاغ ولده، وترك
الأمر لينظر فيه الابن بالطاعة.. إن الأمر مقضي في نظر
إبراهيم لأنه وحي من ربه.. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟
أجاب إسماعيل: هذا أمر يا أبي فبادر بتنفيذه
(يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ).

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


تأمل رد الابن.. إنسان يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر
الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده
(إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). هو الصبر على أي حال
وعلى كل حال.. وربما استعذب الابن أن يموت ذبحا بأمر
من الله.. ها هو ذا إبراهيم يكتشف أن ابنه ينافسه في
حب الله. لا نعرف أي مشاعر جاشت في نفس إبراهيم بعد
استسلام ابنه الصابر.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


ينقلنا الحق نقلة خاطفة فإذا إسماعيل راقد على الأرض،
وجهه في الأرض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح. وإذا
إبراهيم يرفع يده بالسكين.. وإذا أمر الله مطاع.
(فَلَمَّا أَسْلَمَا) استخدم القرآن هذا التعبير..
(فَلَمَّا أَسْلَمَا) هذا هو الإسلام الحقيقي.. تعطي كل
شيء، فلا يتبقى منك شيء.
عندئذ فقط.. وفي اللحظة التي كان السكين فيها يتهيأ
لإمضاء أمره.. نادى الله إبراهيم.. انتهى اختباره، وفدى الله
إسماعيل بذبح عظيم - وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا
بعد، هم المسلمون.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين.
عيدا يذكرهم بمعنى الإسلام الحقيقي الذي كان عليه إبراهيم وإسماعيل.
ومضت قصة إبراهيم. ترك ولده إسماعيل وعاد يضرب في أرض الله
داعيا إليه، خليلا له وحده. ومرت الأيام. كان إبراهيم قد
هاجر من أرض الكلدانيين مسقط رأسه في العراق وعبر الأردن
وسكن في أرض كنعان في البادية. ولم يكن إبراهيم ينسى خلال
دعوته إلى الله أن يسأل عن أخبار لوط مع قومه، وكان لوط أول
من آمن به، وقد أثابه الله بأن بعثه نبيا إلى قوم من الفاجرين العصاة.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

لبشرى بإسحاق:


كان إبراهيم جالس لوحده. في هذه اللحظة، هبطت على
الأرض أقدام ثلاثة من الملائكة: جبريل وإسرافيل وميكائيل.
يتشكلون في صور بشرية من الجمال الخارق. ساروا صامتين.
مهمتهم مزودجة. المرور على إبراهيم وتبشيره. ثم زيارة
قوم لوط ووضع حد لجرائمهم.
سار الملائكة الثلاثة قليلا. ألقى أحدهم حصاة أمام إبراهيم.
رفع إبراهيم رأسه.. تأمل وجوههم.. لا يعرف أحدا فيهم.
بادروه بالتحية. قالوا: سلاما. قال: سلام.

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


نهض إبراهيم ورحب بهم. أدخلهم بيته وهو يظن أنهم
ضيوف وغرباء. أجلسهم واطمأن أنهم قد اطمأنوا، ثم
استأذن وخرج. راغ إلى أهله.
نهضت زوجته سارة حين دخل عليها. كانت عجوزا قد ابيض
شعرها ولم يعد يتوهج بالشباب فيها غير وميض الإيمان
الذي يطل من عينيها.
قال إبراهيم لزوجته: زارنا ثلاثة غرباء.

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

سألته: من يكونون؟

قال: لا أعرف أحدا فيهم. وجوه غريبة على المكان.
لا ريب أنهم من مكان بعيد، غير أن ملابسهم لا تشي بالسفر
الطويل. أي طعام جاهز لدينا؟قالت: نصف شاة.
قال وهو يهم بالانصراف: نصف شاة.. اذبحي لهم عجلا سمينا.
هم ضيوف وغرباء. ليست معهم دواب أو أحمال أو طعام.
ربما كانوا جوعى وربما كانوا فقراء.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

اختار إبراهيم عجلا سمينا وأمر بذبحه، فذكروا عليه
اسم الله وذبحوه. وبدأ شواء العجل على الحجارة الساخنة.
وأعدت المائدة. ودعا إبراهيم ضيوفه إلى الطعام. أشار
إبراهيم بيده أن يتفضلوا باسم الله، وبدأ هو يأكل ليشجعهم.
كان إبراهيم كريما يعرف أن الله لا يتخلى عن الكرماء وربما
لم يكن في بيته غير هذا العجل، وضيوفه ثلاثة ونصف شاة
يكفيهم ويزيد، غير أنه كان سيدا عظيم الكرم.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


راح إبراهيم يأكل ثم استرق النظر إلى ضيوفه ليطمئن
أنهم يأكلون. لاحظ أن أحدا لا يمد يده إلى الطعام.
قرب إليهم الطعام وقال: ألا تأكلون؟ عاد إلى طعامه
ثم اختلس إليهم نظرة فوجدهم لا يأكلون.. رأى أيديهم
لا تصل إلى الطعام. عندئذ (أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً). في تقاليد
البادية التي عاش فيها إبراهيم، كان معنى امتناع
الضيوف عن الأكل أنهم يقصدون شرا بصاحب البيت.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

ولاحظ إبراهيم بينه وبين نفسه أكثر من ملاحظة تؤيد غرابة
ضيوفه. لاحظ أنهم دخلوا عليه فجأة. لم يرهم إلا وهم عند
رأسه. لم يكن معهم دواب تحملهم، لم تكن معهم أحمال.
وجوههم غريبة تماما عليه. كانوا مسافرين وليس عليهم
أثر لتراب السفر. ثم ها هو ذا يدعوهم إلى طعامه فيجلسون
إلى المائدة ولا يأكلون. ازداد خوف إبراهيم.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


كان الملائكة يقرءون أفكاره التي تدور في نفسه،
دون أن يشي بها وجهه. قال له أحد الملائكة: (لاَ تَخَفْ).
رفع إبراهيم رأسه وقال بصدق عظيم وبراءة: اعترف
إنني خائف. لقد دعوتكم إلى الطعام ورحبت بكم، ولكنكم
لا تمدون أيديكم إليه.. هل تنوون بي شرا؟
ابتسم أحد الملائكة وقال: نحن لا نأكل يا إبراهيم..
نحن ملائكة الله.. وقد (أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ)
ضحكت زوجة إبراهيم.. كانت قائمة تتابع الحوار بين
زوجها وبينهم، فضحكت.

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


التفت إليها أحد الملائكة وبشرها بإسحاق.
صكت العجوز وجهها تعجبا:
قَالَت يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخًا
إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) (هود)
عاد أحد الملائكة يقول لها:
وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ جاشت المشاعر في قلب إبراهيم
وزوجته. شف جو الحجرة وانسحب خوف إبراهيم واحتل قلبه
نوع من أنواع الفرح الغريب المختلط. كانت زوجته
العاقر تقف هي الأخرى وهي ترتجف. إن بشارة الملائكة
تهز روحها هزا عميقا. إنها عجوز عقيم وزوجها شيخ
كبير. كيف؟! كيف يمكن؟!


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وسط هذا الجو الندي المضطرب تساءل إبراهيم:

أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) (الحجر)

أكان يريد أن يسمع البشارة مرة أخرى؟ أكان يريد
أن يطمئن قلبه ويسمع للمرة الثانية منة الله عليه؟
أكان ما بنفسه شعورا بشريا يريد أن يستوثق؟ ويهتز
بالفرح مرتين بدلا من مرة واحدة؟ أكد له الملائكة أنهم بشروه بالحق.
قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ (55) (الحجر)
قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ (الحجر)

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


لم يفهم الملائكة إحساسه البشري، فنوه عن أن يكون من
القانطين، وأفهمهم أنه ليس قانطا.. إنما هو الفرح.
لم تكن البشرى شيئا بسيطا في حياة إبراهيم وزوجته.
لم يكن لإبراهيم غير ولد واحد هو إسماعيل، تركه هناك
بعيدا في الجزيرة العربية. ولم تكن زوجته سارة قد
أنجبت خلال عشرتها الطويلة لإبراهيم، وهي التي زوجته
من جاريتها هاجر. ومن هاجر جاء إسماعيل. أما سارة،
فلم يكن لها ولد. وكان حنينها إلى الولد عظيما،

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


لم يطفئ مرور الأيام من توهجه. ثم دخلت شيخوختها واحتضر
حلمها ومات. كانت تقول: إنها مشيئة الله عز وجل.
هكذا أراد الله لها. وهكذا أراد لزوجها. ثم ها هي ذي في
مغيب العمر تتلقى البشارة. ستلد غلاما. ليس هذا فحسب،
بشرتها الملائكة بأن ابنها سيكون له ولد تشهد مولده
وتشهد حياته. لقد صبرت طويلا ثم يئست ثم نسيت. ثم
يجيء جزاء الله مفاجأة تمحو هذا كله في لحظة.

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


فاضت دموعها وهي تقف. وأحس إبراهيم عليه الصلاة والسلام
بإحساس محير. جاشت نفسه بمشاعر الرحمة والقرب، وعاد
يحس بأنه إزاء نعمة لا يعرف كيف يوفيها حقها من الشكر.
وخرّ إبراهيم ساجدا على وجهه.
انتهى الأمر واستقرت البشرى في ذهنيهما معا. نهض إبراهيم
من سجوده وقد ذهب عنه خوفه، واطمأنت حيرته، وغادره الروع،
وسكنت قلبه البشرى التي حملوها إليه. وتذكر أنهم أرسلوا
إلى قوم لوط. ولوط ابن أخيه النازح معه من مسقط رأسه،

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


والساكن على مقربة منه. وإبراهيم يعرف معنى إرسال
الملائكة إلى لوط وقومه. هذا معناه وقوع عذاب مروع.
وطبيعة إبراهيم الرحيمة الودودة لا تجعله يطيق هلاك قوم
في تسليم. ربما رجع قوم لوط وأقلعوا وأسلموا أجابوا رسولهم.
وبدأ إبراهيم يجادل الملائكة في قوم لوط. حدثهم عن احتمال
إيمانهم ورجوعهم عن طريق الفجور، وأفهمه الملائكة أن هؤلاء
قوم مجرمون.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وأن مهمتهم هي إرسال حجارة من طين مسومة من
عند ربك للمسرفين. وعاد إبراهيم، بعد أن سد الملائكة باب
هذا الحوار، عاد يحدثهم عن المؤمنين من قوم لوط. فقالت
الملائكة: نحن أعلم بمن فيها. ثم أفهموه أن الأمر قد قضي.
وإن مشيئة الله تبارك وتعالى قد اقتضت نفاذ الأمر وهلاك
قوم لوط. أفهموا إبراهيم أن عليه أن يعرض عن هذا الحوار.
ليوفر حلمه ورحمته. لقد جاء أمر ربه. وتقرر عليهم
(عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) عذاب لن يرده جدال إبراهيم. كانت كلمة
الملائكة إيذانا بنهاية الجدال.. سكت إبراهيم. وتوجهت
الملائكة لقوم لوط عليه السلام.


سنورد قصة بناء بيت الله تعالى في قصة إسماعيل عليه السلام




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


 
 توقيع : الماسـه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : الماسـه



رد مع اقتباس
قديم 08-14-2011, 02:41 PM   #23
الماسـه
شــاعــــرهـ
طَيِبْتًكَ تْكَفِينًيِ


الماسـه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1955
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 المشاركات : 11,408 [ + ]
 التقييم :  2234
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
أنا لو الزمن يقسي علي يزيدني تشجيع
أخذت مناللياليدرس صعب اليوم نسيانه
ولايحرقنيالناقد ولايرفعني التلميع
ولاعمري خضعت إلا لرب الكووون سبحانه
لوني المفضل : Blue
مزاجي:

الاوسمة

افتراضي رد: سلسلـة˚◦◦˚◦◦قصص أنبياءالله ˚◦◦˚◦◦عليهـم السلام




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


الحلقـــة التالتــه عشر
من قصص الأنبياء

إسماعيل عليه السلام
نبذة:


هو ابن إبراهيم البكر وولد السيدة هاجر،
سار إبراهيم بهاجر - بأمر من الله - حتى وضعها
وابنها في موضع مكة وتركهما ومعهما قليل من الماء
والتمر ولما نفد الزاد جعلت السيدة هاجر تطوف هنا
وهناك حتى هداها الله إلى ماء زمزم ووفد عليها كثير من
الناس حتى جاء أمر الله لسيدنا إبراهيم ببناء الكعبة ورفع
قواعد البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجر وإبراهيم يبني
حتى أتما البناء ثم جاء أمر الله بذبح إسماعيل حيث رأى إبراهيم
في منامه أنه يذبح ابنه فعرض عليه ذلك فقال "يا أبت افعل
ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين" ففداه الله بذبح عظيم،
كان إسماعيل فارسا فهو أول من استأنس الخيل وكان صبورا حليما،
يقال إنه أول من تحدث بالعربية البينة وكان صادق الوعد،
وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة، وكان ينادي بعبادة الله ووحدانيته.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


سيرته:

الاختبار الأول:
ذكر الله في كتابه الكريم، ثلاث مشاهد من حياة إسماعيل
عليه السلام. كل مشهد عبارة عن محنة واختبار لكل من
إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. أول هذه المشاهد
هو أمر الله سبحانه وتعالى لإبراهيم بترك إسماعيل وأمه
في واد مقفر، لا ماء فيه ولا طعام. فما كان من إبراهيم
عليه السلام إلا الاستجابة لهذا الأمر الرباني. وهذا
بخلاف ما ورد في الإسرائيليات من أن إبراهيم حمل ابنه
وزوجته لوادي مكة لأن سارة -زوجة إبراهيم الأولى-
اضطرته لذلك من شدة غيرتها من هاجر. فالمتأمل لسيرة
إبراهيم عليه السلام، سيجد أنه لم يكن ليتلقّى
أوامره من أحد غير الله.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



أنزل زوجته وابنه وتركهما هناك، ترك معهما جرابا فيه
بعض الطعام، وقليلا من الماء. ثم استدار وتركهما وسار.
أسرعت خلفه زوجته وهي تقول له: يا إبراهيم أين تذهب
وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه شيء؟
لم يرد عليها سيدنا إبراهيم وظل يسير.. عادت تقول له
ما قالته وهو صامت.. أخيرا فهمت أنه لا يتصرف هكذا
من نفسه.. أدركت أن الله أمره بذلك فسألته: هل الله أمرك بهذا؟
فقال إبراهيم عليه السلام: نعم.
قالت زوجته المؤمنة العظيمة: لن نضيع ما دام
الله معنا وهو الذي أمرك بهذا.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وسار إبراهيم حتى إذا
أخفاه جبل عنهما وقف ورفع يديه الكريمتين إلى السماء
وراح يدعو الله:َّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ
عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ
النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) (إبراهيم)
لم يكن بيت الله قد أعيد بناؤه بعد، لم تكن الكعبة قد بنيت،
وكانت هناك حكمة عليا في أمر الله سبحانه لإبراهيم، فقد كان
إسماعيل -الطفل الذي تُرِكَ مع أمه في هذا المكان- ووالده من
سيكونان المسؤولان بناء الكعبة فيما بعد.. وكانت حكمة الله تقضي
أن يسكن أحد في هذا الوادي، لميتد إليه العمران.




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




بعد أن ترك إبراهيم زوجته وابنه الرضيع في الصحراء
بأيام نفد الماء وانتهى الطعام، وجف لبن الأم..
وأحست هاجر وإسماعيل بالعطش.بدأ إسماعيل يبكي من العطش..
فتركته أمه وانطلقت تبحث عن ماء.. راحت تمشي مسرعة
حتى وصلت إلى جبل اسمه "الصفا".. فصعدت إليه وراحت تبحث
به عن بئر أو إنسان أو قافلة.. لم يكن هناك شيء. ونزلت
مسرعة من الصفا حتى إذا وصلت إلى الوادي راحت تسعى سعي
الإنسان المجهد حتى جاوزت الوادي ووصلت إلى جبل "المروة"،
فصعدت إليه ونظرت لترى أحدا لكنها لم تر أحدا. وعادت الأم
إلى طفلها فوجدته يبكي وقد اشتد عطشه.. وأسرعت إلى الصفا
فوقفت عليه، وهرولت إلى المروة فنظرت من فوقه..




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




وراحت تذهب وتجيء سبع مرات بين الجبلين الصغيرين..
سبع مرات وهي تذهب وتعود - ولهذا يذهب الحجاج سبع مرات
ويعودون بين الصفا والمروة إحياء لذكريات أمهم الأولى
ونبيهم العظيم إسماعيل. عادت هاجر بعد المرة السابعة و
هي مجهدة متعبة تلهث.. وجلست بجوار ابنها الذي كان صوته
قد بح من البكاء والعطش.وفي هذه اللحظة اليائسة أدركتها
رحمة الله، وضرب إسماعيل بقدمه الأرض وهو يبكي فانفجرت تحت
قدمه بئر زمزم.. وفار الماء من البئر.. أنقذت حياتا
الطفل والأم.. راحت الأم تغرف بيدها وهي تشكر الله.. وشربت



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وسقت طفلها وبدأت الحياة تدب في المنطقة.. صدق ظنها
حين قالت: لن نضيع ما دام الله معنا.وبدأت بعض القوافل
تستقر في المنطقة.. وجذب الماء الذي انفجر من بئر زمزم
عديدا من الناس.. وبدأ العمران يبسط أجنحته على المكان.
كانت هذه هي المحنة الاولى.. أما المحنة الثانية فهي الذبح.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


الاختبار الثاني:
كبر إسماعيل.. وتعلق به قلب إبراهيم.. جاءه العقب على كبر
فأحبه.. وابتلى الله تعالى إبراهيم بلاء عظيما بسبب هذا الحب.
فقد رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد
إسماعيل. وإبراهيم يعمل أن رؤيا الأنبياء وحي.
انظر كيف يختبر الله عباده. تأمل أي نوع من أنواع الاختبار. نحن
أمام نبي قلبه أرحم قلب في الأرض. اتسع قلبه لحب الله وحب من خلق.
جاءه ابن على كبر.. وقد طعن هو في السن ولا أمل هناك في أن ينجب.
ثم ها هو ذا يستسلم للنوم فيرى في المنام أنه يذبح ابنه وبكره
ووحيده الذي ليس له غيره.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


أي نوع من الصراع نشب في نفسه. يخطئ من يظن أن صراعا لم
ينشأ قط. لا يكون بلاء مبينا هذا الموقف الذي يخلو من الصراع.
نشب الصراع في نفس إبراهيم.. صراع أثارته عاطفة الأبوة
الحانية. لكن إبراهيم لم يسأل عن السبب وراء ذبح ابنه.
فليس إبراهيم من يسأل ربه عن أوامره.فكر إبراهيم في ولده..
ماذا يقول عنه إذا أرقده على الأرض ليذبحه.. الأفضل أن يقول
لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قهرا
ويذبحه قهرا. هذا أفضل.. انتهى الأمر وذهب إلى ولده
(قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى).



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


انظر إلى تلطفه في إبلاغ ولده، وترك الأمر لينظر فيه الابن
بالطاعة.. إن الأمر مقضي في نظر إبراهيم لأنه وحي من ربه..
فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟ أجاب إسماعيل: هذا أمر يا
أبي فبادر بتنفيذه (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء
اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). تأمل رد الابن.. إنسان يعرف أنه
سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه
سيجده (إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). هو الصبر على أي حال وعلى
كل حال.. وربما استعذب الابن أن يموت ذبحا بأمر من الله..
ها هو ذا إبراهيم يكتشف أن ابنه ينافسه في حب الله. لا نعرف
أي مشاعر جاشت في نفس إبراهيم بعد استسلام ابنه الصابر.
ينقلنا الحق نقلة خاطفة فإذا إسماعيل راقد على الأرض،
وجهه في الأرض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وإذا إبراهيم يرفع يده بالسكين.. وإذا أمر الله مطاع.
(فَلَمَّا أَسْلَمَا) استخدم القرآن هذا التعبير.. (فَلَمَّا أَسْلَمَا)
هذا هو الإسلام الحقيقي.. تعطي كل شيء، فلا يتبقى منك شيء.
عندئذ فقط.. وفي اللحظة التي كان السكين فيها يتهيأ لإمضاء
أمره.. نادى الله إبراهيم.. انتهى اختباره، وفدى الله إسماعيل
بذبح عظيم - وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد، هم
المسلمون. صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين. عيدا يذكرهم
بمعنى الإسلام الحقيقي الذي كان عليه إبراهيم وإسماعيل.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



خبر زوجة إسماعيل:
عاش إسماعيل في شبه الجزيرة العربية ما شاء الله له أن يعيش..
روض الخيل واستأنسها واستخدمها، وساعدت مياه زمزم على سكنى
المنطقة وتعميرها. استقرت بها بعض القوافل.. وسكنتها القبائل..
وكبر إسماعيل وتزوج، وزاره إبراهيم فلم يجده في بيته ووجد
امرأته.. سألها عن عيشهم وحالهم، فشكت إليه من الضيق والشدة.
قال لها إبراهيم: إذا جاء زوجك مريه أن يغير عتبة بابه..
فلما جاء إسماعيل، ووصفت له زوجته الرجل.. قال: هذا أبي
وهو يأمرني بفراقك.. الحقي بأهلك.
وتزوج إسماعيل امرأة ثانية.. زارها إبراهيم، يسألها عن حالها،
فحدثته أنهم في نعمة وخير.. وطاب صدر إبراهيم بهذه الزوجة لابنه.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


الاختبار الثالث:
وها نحن الآن أمام الاختبار الثالث.. اختبار لا يمس إبراهيم
وإسماعيل فقط. بل يمس ملايين البشر من بعدهم إلى يوم القيامة..
إنها مهمة أوكلها الله تعالى لهذين النبيين الكريمين.. مهمة بناء
بيت الله تعالى في الأرض.كبر إسماعيل.. وبلغ أشده.. وجاءه إبراهيم
وقال له: يا إسماعيل.. إن الله أمرني بأمر. قال إسماعيل: فاصنع
ما أمرك به ربك.. قال إبراهيم: وتعينني؟ قال: وأعينك. فقال
إبراهيم: فإن الله أمرني أن ابني هنا بيتا. أشار بيده لصحن منخفض هناك.
صدر الأمر ببناء بيت الله الحرام.. هو أول بيت وضع للناس في الأرض..
وهو أول بيت عبد فيه الإنسان ربه.. ولما كان آدم هو أول إنسان هبط
إلى الأرض.. فإليه يرجع فضل بنائه أول مرة.. قال العلماء:



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



إن آدم بناه وراح يطوف حوله مثلما يطوف الملائكة حول عرش الله تعالى.
بنى آدم خيمة يعبد فيها الله.. شيء طبيعي أن يبني آدم -بوصفه
نبيا- بيتا لعبادة ربه.. وحفت الرحمة بهذا المكان.. ثم مات
آدم ومرت القرون، وطال عليه العهد فضاع أثر البيت وخفي مكانه..
وها هو ذا إبراهيم يتلقى الأمر ببنائه مرة ثانية.. ليظل في المرة
الثانية قائما إلى يوم القيامة إن شاء الله. وبدأ بناء الكعبة..
هدمت الكعبة في التاريخ أكثر من مرة، وكان بناؤها يعاد في كل مرة..
فهي باقية منذ عهد إبراهيم إلى اليوم.. وحين بعث رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، تحقيقا لدعوة إبراهيم.. وجد الرسول الكعبة
حيث بنيت آخر مرة، وقد قصر الجهد بمن بناها فلم يحفر أساسها
كما حفره إبراهيم.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


نفهم من هذا إن إبراهيم وإسماعيل بذلا فيها وحدهما جهدا
استحالت -بعد ذلك- محاكاته على عدد كبير من الرجال..
ولقد صرح الرسول بأنه يحب هدمها وإعادتها إلى أساس إبراهيم،
لولا قرب عهد القوم بالجاهلية، وخشيته أن يفتن الناس هدمها
وبناؤها من جديد.. بناؤها بحيث تصل إلى قواعد إبراهيم وإسماعيل.
أي جهد شاق بذله النبيان الكريمان وحدهما؟ كان عليهما حفر
الأساس لعمق غائر في الأرض، وكان عليهما قطع الحجارة من الجبال
البعيدة والقريبة، ونقلها بعد ذلك، وتسويتها، وبناؤها
وتعليتها.. وكان الأمر يستوجب جهد جيل من الرجال،
ولكنهما بنياها معا.




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




لا نعرف كم هو الوقت الذي استغرقه بناء الكعبة، كما نجهل
الوقت الذي استغرقه بناء سفينة نوح، المهم أن سفينة نوح
والكعبة كانتا معا ملاذا للناس ومثوبة وأمنا.. والكعبة
هي سفينة نوح الثابتة على الأرض أبدا.. وهي تنتظر
الراغبين في النجاة من هول الطوفان دائما.
لم يحدثنا الله عن زمن بناء الكعبة.. حدثنا عن أمر أخطر وأجدى..
حدثنا عن تجرد نفسية من كان يبنيها.. ودعائه وهو يبنيها:
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا
إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن
ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ
آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ
الحَكِيمُ (129) (البقرة)




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




إن أعظم مسلمين على وجه الأرض يومها يدعوان الله أن يتقبل عملهما،
وأن يجعلهما مسلمين له.. يعرفان أن القلوب بين إصبعين من
أصابع الرحمن. وتبلغ الرحمة بهما أن يسألا الله أن يخرج من
ذريتهما أمة مسلمة له سبحانه.. يريدان أن يزيد عدد العابدين
الموجودين والطائفين والركع السجود. إن دعوة إبراهيم وإسماعيل
تكشف عن اهتمامات القلب المؤمن.. إنه يبني لله بيته، ومع هذا
يشغله أمر العقيدة.. ذلك إيحاء بأن البيت رمز العقيدة. ثم
يدعوان الله أن يريهم أسلوب العبادة الذي يرضاه، وأن يتوب عليهم
فهو التواب الرحيم. بعدها يتجاوز اهتمامها هذا الزمن الذي يعيشان
فيه.. يجاوزانه ويدعوان الله أن يبث رسولا لهؤلاء البشر.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




وتحققت هذه الدعوة الأخيرة.. حين بعث محمد بن عبد الله،
صلى الله عليه وسلم.. تحققت بعد أزمنة وأزمنة
انتهى بناء البيت، وأراد إبراهيم حجرا مميزا، يكون
علامة خاصة يبدأ منها الطواف حول الكعبة.. أمر إبراهيم
إسماعيل أن يأتيه بحجر مميز يختلف عن لون حجارة الكعبة.
سار إسماعيل ملبيا أمر والده.. حين عاد، كان إبراهيم
قد وضع الحجر الأسود في مكانه.. فسأله إسماعيل: من الذي
أحضره إليك يا أبت؟ فأجاب إبراهيم: أحضره جبريل عليه السلام.
انتهى بناء الكعبة.. وبدأ طواف الموحدين والمسلمين حولها..



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




ووقف إبراهيم يدعو ربه نفس دعائه من قبل.. أن يجعل أَفْئِدَةً
مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إلى المكان.. انظر إلى التعبير.. إن الهوى
يصور انحدارا لا يقاوم نحو شيء.. وقمة ذلك هوى الكعبة.
من هذه الدعوة ولد الهوى العميق في نفوس المسلمين، رغبة
في زيارة البيت الحرام وصار كل من يزور المسجد الحرام ويعود
إلى بلده..


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


يحس أنه يزداد عطشا كلما ازداد ريا منه،
ويعمق حنينه إليه كلما بعد منه، وتجيء أوقات الحج في كل عام..
فينشب الهوى الغامض أظافره في القلب نزوعا إلى رؤية البيت،
وعطشا إلى بئر زمزم.قال تعالى حين جادل المجادلون في إبراهيم وإسماعيل.
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) (آل عمران)
عليه الصلاة والسلام.. استجاب الله دعاءه.. وكان إبراهيم
أول من سمانا المسلمين.






[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


 
 توقيع : الماسـه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : الماسـه



رد مع اقتباس
قديم 08-15-2011, 03:15 PM   #24
الماسـه
شــاعــــرهـ
طَيِبْتًكَ تْكَفِينًيِ


الماسـه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1955
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 المشاركات : 11,408 [ + ]
 التقييم :  2234
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
أنا لو الزمن يقسي علي يزيدني تشجيع
أخذت مناللياليدرس صعب اليوم نسيانه
ولايحرقنيالناقد ولايرفعني التلميع
ولاعمري خضعت إلا لرب الكووون سبحانه
لوني المفضل : Blue
مزاجي:

الاوسمة

افتراضي رد: سلسلـة˚◦◦˚◦◦قصص أنبياءالله ˚◦◦˚◦◦عليهـم السلام



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

الحلقـــة الرابعة عشر
من قصص الانبيــاء


زكريا عليه السلام

نبذة:

عبد صالح تقي أخذ يدعو للدين الحنيف، كفل مريم العذراء،
دعا الله أن يرزقه ذرية صالحة فوهب له يحيى الذي خلفه
في الدعوة لعبادة الله الواحد القهار.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

سيرته:

امرأة عمران:
في ذلك العصر القديم.. كان هناك نبي.. وعالم عظيم يصلي
بالناس.. كان اسم النبي زكريا عليه السلام.. أما العالم
العظيم الذي اختاره الله للصلاة بالناس، فكان اسمه عمران عليه السلام.
وكان لعمران زوجته لا تلد.. وذات يوم رأت طائرا يطعم ابنه
الطفل في فمه ويسقيه.. ويأخذه تحت جناحه خوفا عليه من البرد..
وذكرها هذا المشهد بنفسها فتمنت على الله أن تلد.. ورفعت يديها
وراحت تدعو خالقها أن يرزقها بطفل..


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


واستجابت لها رحمة الله فأحست ذات يوم أنها حامل.. وملأها
الفرح والشكر لله فنذرت ما في بطنها محررا لله.. كان معنى هذا
أنها نذرت لله أن يكون ابنها خادما للمسجد طوال حياته..
يتفرغ لعبادة الله وخدمة بيته.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

ولادة مريم:
وجاء يوم الوضع ووضعت زوجة عمران بنتا، وفوجئت الأم! كانت
تريد ولدا ليكون في خدمة المسجد والعبادة، فلما جاء المولود
أنثى قررت الأم أن تفي بنذرها لله برغم أن الذكر ليس كالأنثى.
سمع الله سبحانه وتعالى دعاء زوجة عمران، والله يسمع ما نقوله،
وما نهمس به لأنفسنا، وما نتمنى أن نقوله ولا نفعله..
يسمع الله هذا كله ويعرفه.. سمع الله زوجة عمران وهي تخبره
أنها قد وضعت بنتا، والله أعلم بما وضعت، الله.. هو وحده الذي
يختار نوع المولود فيخلقه ذكرا أو يخلقه أنثى.. سمع الله زوجة
عمران تسأله أن يحفظ هذه الفتاة التي سمتها مريم، وأن يحفظ
ذريتها من الشيطان الرجيم.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


ويروي الإمام مسلم في صحيحه: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا مِنْ مَوْلُودٍ
يُولَدُ إِلاَّ نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخاً مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ إِلاَّ
ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ». ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ
(وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


كفالة زكريا لمريم:

أثار ميلاد مريم بنت عمران مشكلة صغيرة في بداية الأمر..
كان عمران قد مات قبل ولادة مريم.. وأراد علماء ذلك الزمان
وشيوخه أن يربوا مريم.. كل واحد يتسابق لنيل هذا الشرف..
أن يربي ابنة شيخهم الجليل العالم وصاحب صلاتهم وإمامهم فيها.

قال زكريا: أكفلها أنا.. هي قريبتي.. زوجتي هي خالتها..
وأنا نبي هذه الأمة وأولاكم بها.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

وقال العلماء والشيوخ: ولماذا لا يكفلها أحدنا..؟
لا نستطيع أن نتركك تحصل على هذا الفضل بغير اشتراكنا فيه.
ثم اتفقوا على إجراء قرعة. أي واحد يكسب القرعة هو الذي
يكفل مريم، ويربيها، ويكون له شرف خدمتها، حتى تكبر
هي وهي تخدم المسجد وتتفرغ لعبادة الله، وأجريت القرعة..
وضعت مريم وهي مولودة على الأرض، ووضعت إلى جوارها أقلام
الذين يرغبون في كفالتها، وأحضروا طفلا صغيرا، فأخرج قلم زكريا..
قال زكريا: حكم الله لي بأن أكفلها.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

قال العلماء والشيوخ: لا.. القرعة ثلاث مرات.

وراحوا يفكرون في القرعة الثانية.. حفر كل واحد اسمه
على قلم خشبي، وقالوا: نلقي بأقلامنا في النهر.. من سار
قلمه ضد التيار وحده فهو الغالب.وألقوا أقلامهم في النهر،
فسارت أقلامهم جميعا مع التيار ما عدا قلم زكريا..
سار وحده ضد التيار.. وظن زكريا أنهم سيقتنعون، لكنهم
أصروا على أن تكون القرعة ثلاث مرات. قالوا: نلقي أقلامنا
في النهر.. القلم الذي يسير مع التيار وحده يأخذ مريم.
وألقوا أقلامهم فسارت جميعا ضد التيار ما عدا قلم زكريا.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وسلموا لزكريا، وأعطوه مريم ليكفلها.. وبدأ زكريا يخدم
مريم، ويربيها ويكرمها حتى كبرت..كان لها مكان خاص
تعيش فيه في المسجد.. كان لها محراب تتعبد فيه..
وكانت لا تغادر مكانها إلا قليلا.. يذهب وقتها كله في
الصلاة والعبادة.. والذكر والشكر والحب لله..
وكان زكريا يزورها أحيانا في المحراب.. وكان يفاجأه
كلما دخل عليها أنه أمام شيء مدهش.. يكون الوقت صيفا فيجد
عندها فاكهة الشتاء.. ويكون الوقت شتاء فيجد عندها فاكهة الصيف.
ويسألها زكريا من أين جاءها هذا الرزق..؟فتجيب مريم:
إنه من عند الله..وتكرر هذا المشهد أكثر من مرة.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


دعاء زكريا ربه:

كان زكريا شيخا عجوزا ضعف عظمه، واشتعل رأسه بالشعر
الأبيض، وأحس أنه لن يعيش طويلا.. وكانت زوجته وهي خالة
مريم عجوزا مثله ولم تلد من قبل في حياتها لأنها عاقر..
وكان زكريا يتمنى أن يكون له ولد يرث علمه ويصير نبيا
ويستطيع أن يهدي قومه ويدعوهم إلى كتاب الله ومغفرته..
وكان زكريا لا يقول أفكاره هذه لأحد.. حتى لزوجته..
ولكن الله تعالى كان يعرفها قبل أن تقال.. ودخل زكريا ذلك
الصباح على مريم في المحراب.. فوجد عندها فاكهة ليس هذا أوانها.
سألها زكريا: (قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا)؟!



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

مريم: (قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ).
قال زكريا في نفسه: سبحان الله.. قادر على كل شيء.. وغرس
الحنين أعلامه في قلبه وتمنى الذرية.. فدعا ربه.
سأل زكريا خالقه بغير أن يرفع صوته أن يرزقه طفلا يرث
النبوة والحكمة والفضل والعلم.. وكان زكريا خائفا أن يضل
القوم من بعده ولم يبعث فيهم نبي.. فرحم الله تعالى زكريا
واستجاب له. فلم يكد زكريا يهمس في قلبه بدعائه لله حتى نادته
الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ
اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا).


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


فوجئ زكريا بهذه البشرى.. أن يكون له ولد لا شبيه له
أو مثيل من قبل.. أحس زكريا من فرط الفرح باضطراب..
تسائل من موضع الدهشة: (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ
امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا)
أدهشه أن ينجب
وهو عجوز وامرأته لا تلد..(قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ
هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا)
أفهمته الملائكة أن هذه
مشيئة الله وليس أمام مشيئة الله إلا النفاذ.. وليس هناك شيء
يصعب على الله سبحانه وتعالى.. كل شيء يريده يأمره بالوجود
فيوجد.. وقد خلق الله زكريا نفسه من قبل ولم يكن له وجود..


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وكل شيء يخلقه الله تعالى بمجرد المشيئة (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا
أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).امتلأ قلب زكريا بالشكر لله
وحمده وتمجيده.. وسأل ربه أن يجعل له آية أو علامة. فأخبره الله
أنه ستجيء عليه ثلاثة أيام لا يستطيع فيها النطق.. سيجد نفسه
غير قادر على الكلام.. سيكون صحيح المزاج غير معتل.. إذا
حدث له هذا أيقن أن امرأته حامل، وأن معجزة الله قد تحققت..
وعليه ساعتها أن يتحدث إلى الناس عن طريق الإشارة..
وأن يسبح الله كثيرا في الصباح والمساء..


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وخرج زكريا يوما على الناس وقلبه مليء بالشكر..
وأراد أن يكلمهم فاكتشف أن لسانه لا ينطق.. وعرف أن
معجزة الله قد تحققت.. فأومأ إلى قومه أن يسبحوا الله في
الفجر والعشاء.. وراح هو يسبح الله في قلبه.. صلى لله شكرا
على استجابته لدعوته ومنحه يحيي..
ظل زكريا عليه السلام يدعوا إلى ربه حتى جاءت وفاته.
ولم ترد روايات صحيحة عن وفاته عليه السلام. لكن ورايات
كثير -ضعيفة- أوردت قتله على يد جنود الملك الذي قتل يحيى من قبل



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


 
 توقيع : الماسـه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : الماسـه



رد مع اقتباس
قديم 08-16-2011, 07:23 AM   #25
الموت رحمة


الموت رحمة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 680
 تاريخ التسجيل :  Oct 2010
 المشاركات : 12 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: سلسلـة˚◦◦˚◦◦قصص أنبياءالله ˚◦◦˚◦◦عليهـم السلام



السلام عليكم
جزاكي الله كل خير وفي ميزوان حسناتك


 
 توقيع : الموت رحمة

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 08-16-2011, 03:33 PM   #26
الماسـه
شــاعــــرهـ
طَيِبْتًكَ تْكَفِينًيِ


الماسـه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1955
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 المشاركات : 11,408 [ + ]
 التقييم :  2234
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
أنا لو الزمن يقسي علي يزيدني تشجيع
أخذت مناللياليدرس صعب اليوم نسيانه
ولايحرقنيالناقد ولايرفعني التلميع
ولاعمري خضعت إلا لرب الكووون سبحانه
لوني المفضل : Blue
مزاجي:

الاوسمة

افتراضي رد: سلسلـة˚◦◦˚◦◦قصص أنبياءالله ˚◦◦˚◦◦عليهـم السلام



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



الحلقــة الخامسة عشـر
من قصص الانبياء


يحيى عليه السلام

نبذة:
ابن نبي الله زكريا، ولد استجابة لدعاء زكريا لله
أن يرزقه الذرية الصالحة فجعل آية مولده أن لا يكلم
الناس ثلاث ليال سويا، وقد كان يحيى نبيا وحصورا ومن
الصالحين ، كما كان بارا تقيا ورعا منذ صباه.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



سيرته:
ذكر خبر ولادة يحيى عليه السلام في قصة نبي الله زكريا.
وقد شهد الحق عز وجل له أنه لم يجعل له من قبل شبيها
ولا مثيلا، وهو النبي الذي قال الحق عنه: (وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا)..
ومثلما أوتي الخضر علما من لدن الله، أوتي يحيي حنانا من
لدن الله، والعلم مفهوم، والحنان هو العلم الشمولي الذي يشيع
في نسيجه حب عميق للكائنات ورحمة بها، كأن الحنان درجة
من درجات الحب الذي ينبع من العلم.
ولقد كان يحيي في الأنبياء نموذجا لا مثيل له في النسك
والزهد والحب الإلهي.. هو النبي الناسك. كان يضيء حبا لكل
الكائنات، وأحبه الناس وأحبته الطيور والوحوش والصحاري
والجبال، ثم أهدرت دمه كلمة حق قالها في بلاط ملك ظالم،
بشأن أمر يتصل براقصة بغي.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فضل يحيى عليه السلام:
يذكر العلماء فضل يحيي ويوردون لذلك أمثلة كثيرة.
كان يحيي معاصرا لعيسى وقريبه من جهة الأم (ابن خالة أمه)..
وتروي السنة أن يحيي وعيسى التقيا يوما.
فقال عيسى ليحيي: استغفر لي يا يحيي.. أنت خير مني.
قال يحيي: استغفر لي يا عيسى. أنت خير مني.
قال عيسى: بل أنت خير مني.. سلمت على نفسي وسلم الله عليك.
تشير القصة إلى فضل يحيي حين سلم الله عليه يوم ولد ويوم
يموت ويوم يبعث حيا.





[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه يوما
فوجدهم يتذاكرون فضل الأنبياء.
قال قائل: موسى كليم الله.
وقال قائل: عيسى روح الله وكلمته.
وقال قائل: إبراهيم خليل الله.
ومضى الصحابة يتحدثون عن الأنبياء، فتدخل الرسول عليه
الصلاة والسلام حين رآهم لا يذكرون يحيي. أين الشهيد
ابن الشهيد؟ يلبس الوبر ويأكل الشجر مخافة الذنب.
أين يحيي بن زكريا؟



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




نشأته:
ولد يحيي عليه السلام.. كان ميلاده معجزة.. فقد جاء
لأبيه زكريا بعد عمر طال حتى يئس الشيخ من الذرية..
وجاء بعد دعوة نقية تحرك بها قلب النبي زكريا.
ولد يحيي عليه السلام فجاءت طفولته غريبة عن دنيا الأطفال..
كان معظم الأطفال يمارسون اللهو، أما هو فكان جادا طوال
الوقت.. كان بعض الأطفال يتسلى بتعذيب الحيوانات، وكان
يحيي يطعم الحيوانات والطيور من طعامه رحمة بها، وحنانا
عليها، ويبقى هو بغير طعام.. أو يأكل من أوراق الشجر أو ثمارها.
وكلما كبر يحيي في السن زاد النور في وجهه وامتلأ قلبه
بالحكمة وحب الله والمعرفة والسلام. وكان يحيي يحب القراءة،




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




وكان يقرأ في العلم من طفولته.. فلما صار صبيا نادته
رحمة ربه: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا).
صدر الأمر ليحيي وهو صبي أن يأخذ الكتاب بقوة، بمعنى أن
يدرس الكتاب بإحكام، كتاب الشريعة.. رزقه الله الإقبال على
معرفة الشريعة والقضاء بين الناس وهو صبي.. كان أعلم
الناس وأشدهم حكمة في زمانه درس الشريعة دراسة كاملة،
ولهذا السبب آتاه الله الحكم وهو صبي.. كان يحكم بين الناس،
ويبين لهم أسرار الدين، ويعرفهم طريق الصواب ويحذرهم من طريق الخطأ.
وكبر يحيي فزاد علمه، وزادت رحمته، وزاد حنانه بوالديه،
والناس، والمخلوقات، والطيور، والأشجار..






[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]





حتى عم حنانه الدنيا وملأها بالرحمة.. كان يدعو
الناس إلى التوبة من الذنوب، وكان يدعو الله لهم..
ولم يكن هناك إنسان يكره يحيي أو يتمنى له الضرر.
كان محبوبا لحنانه وزكاته وتقواه وعلمه وفضله..
ثم زاد يحيي على ذلك بالتنسك.
وكان يحيي إذا وقف بين الناس ليدعوهم إلى الله أبكاهم
من الحب والخشوع.. وأثر في قلوبهم بصدق الكلمات
وكونها قريبة العهد من الله وعلى عهد الله..
وجاء صباح خرج فيه يحيي على الناس.. امتلأ المسجد
بالناس، ووقف يحيي بن زكريا




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]





وبدأ يتحدث.. قال:
إن الله عز وجل أمرني بكلمات أعمل بها، وآمركم أن
تعملوا بها.. أن تعبدوا الله وحده بلا شريك.. فمن
أشرك بالله وعبد غيره فهو مثل عبد اشتراه سيده فراح
يعمل ويؤدي ثمن عمله لسيد غير سيده.. أيكم يحب أن
يكون عبده كذلك..؟ وآمركم بالصلاة لأن الله ينظر إلى عبده
وهو يصلي، ما لم يلتفت عن صلاته.. فإذا صليتم فاخشعوا..
وآمركم بالصيام.. فان مثل ذلك كمثل رجل معه صرة من
مسك جميل الرائحة، كلما سار هذا الرجل فاحت منه رائحة
المسك المعطر. وآمركم بذكر الله عز وجل كثيرا، فان مثل
ذلك كمثل رجل طلبه أعداؤه فأسرع لحصن حصين فأغلقه عليه.
. وأعظم الحصون ذكر الله.. ولا نجاة بغير هذا الحصن.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

مواجهة الملك:
كان أحد ملوك ذلك الزمان طاغية ضيق العقل غبي القلب
يستبد برأيه، وكان الفساد منتشرا في بلاطه.. وكان
يسمع أنباء متفرقة عن يحيي فيدهش لأن الناس يحبون
أحدا بهذا القدر، وهو ملك ورغم ذلك لا يحبه أحد.
وكان الملك يريد الزواج من ابنة أخيه، حيث أعجبه جمالها،
وهي أيضا طمعت بالملك، وشجعتها أمها على ذلك. وكانوا
يعلمون أن هذا حرام في دينهم. فأرد الملك أن يأخذ الإذن
من يحيى عليه السلام. فذهبوا يستفتون يحيى ويغرونه
بالأموال ليستثني الملك.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



لم يكن لدى الفتاة أي حرج من الزواج بالحرام،
فلقد كانت بغيّ فاجرة. لكن يحيى عليه السلام أعلن
أمام الناس تحريم زواج البنت من عمّها. حتى يعلم
الناس –إن فعلها الملك- أن هذا انحراف. فغضب
الملك وأسقط في يده، فامتنع عن الزواج.
لكن الفتاة كانت لا تزال طامعة في الملك.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وفي إحدى
الليالي الفاجرة أخذت البنت تغني وترقص فأرادها
الملك لنفسهن فأبت وقالت: إلا أن تتزوجني. قال:
كيف أتزوجك وقد نهانا يحيى. قالت: ائتني برأس
يحيى مهرا لي. وأغرته إغراء شديدا فأمر في حينه
بإحضار رأس يحيى له.
فذهب الجنود ودخلوا على يحيى وهو يصلي في المحراب.
وقتلوه، وقدموا رأسه على صحن للملك، فقدّم الصحن
إلى هذه البغيّ وتزوجها بالحرام
.


 
 توقيع : الماسـه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : الماسـه



رد مع اقتباس
قديم 08-17-2011, 02:47 PM   #27
الماسـه
شــاعــــرهـ
طَيِبْتًكَ تْكَفِينًيِ


الماسـه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1955
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 المشاركات : 11,408 [ + ]
 التقييم :  2234
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
أنا لو الزمن يقسي علي يزيدني تشجيع
أخذت مناللياليدرس صعب اليوم نسيانه
ولايحرقنيالناقد ولايرفعني التلميع
ولاعمري خضعت إلا لرب الكووون سبحانه
لوني المفضل : Blue
مزاجي:

الاوسمة

افتراضي رد: سلسلـة˚◦◦˚◦◦قصص أنبياءالله ˚◦◦˚◦◦عليهـم السلام



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


الحلقــة السادســة عشــر
من قصص الأنبياء


داود عليه السلام

نبذة:

‏‏آتاه الله العلم والحكمة وسخر له الجبال والطير يسبحن معه
وألان له الحديد، كان عبدا خالصا لله شكورا يصوم يوما
ويفطر يوما يقوم نصف الليل وينام ثلثه ويقوم سدسه
وأنزل الله عليه الزبور وقد أوتي ملكا عظيما وأمره
الله أن يحكم بالعدل.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


سيرته:
حال بنو إسرائيل قبل داود:
قبل البدء بقصة داود عليه السلام، لنرى الأوضاع
التي عاشها بنو إسرائل في تلك الفترة.

لقد انفصل الحكم عن الدين..فآخر نبي ملك كان
يوشع بن نون.. أما من بعده فكانت الملوك تسوس بني
إسرائيل وكانت الأنبياء تهديهم. وزاد طغيان بني
إسرائيل، فكانوا يقتلون الأنبياء، نبيا تلو نبي،
فسلط الله عليهم ملوكا منهم ظلمة جبارين، ألوهم وطغوا عليهم.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وتتالت الهزائم على بني إسرائيل، حتى انهم أضاعوا
التابوت. وكان في التابوت بقية مما ترك آل موسى
وهارون، فقيل أن فيها بقية من الألواح التي أنزلها
الله على موسى، وعصاه، وأمورا آخرى. كان بنو إسرائيل
يأخذون التابوت معهم في معاركهم لتحل عليهم السكينة
ويحققوا النصر. فتشروا وساءت حالهم.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



في هذه الظروف الصعبة، كانت هنالك امرأة حامل تدعو
الله كثيرا أن يرزقها ولدا ذكرا. فولدت غلاما فسمته
أشموئيل.. ومعناه بالعبرانية إسماعيل.. أي سمع الله
دعائي.. فلما ترعرع بعثته إلى المسجد وأسلمته لرجل
صالح ليتعلم منه الخير والعبادة. فكان عنده، فلما
بلغ أشده، بينما هو ذات ليلة نائم: إذا صوت يأتيه
من ناحية المسجد فانتبه مذعورا ظانا أن الشيخ يدعوه.
فهرع أشموئيل إلى يسأله: أدعوتني..؟ فكره الشيخ أن
يفزعه فقال: نعم.. نم.. فنام..
ثم ناداه الصوت مرة ثانية.. وثالثة. وانتبه إلى
جبريل عليه السلام يدعوه: إن ربك بعثك إلى قومك.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



اختيار طالوت ملكا:
ذهب بنو إسرائيل لنبيهم يوما.. سألوه: ألسنا مظلومين؟
قال: بلى..
قالوا: ألسنا مشردين؟
قال: بلى..
قالوا: ابعث لنا ملكا يجمعنا تحت رايته كي نقاتل
في سبيل الله ونستعيد أرضنا ومجدنا.
قال نبيهم وكان أعلم بهم: هل أنتم واثقون من
القتال لو كتب عليكم القتال؟
قالوا: ولماذا لا نقاتل في سبيل الله، وقد طردنا
من ديارنا، وتشرد أبناؤنا، وساء حالنا؟



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



قال نبيهم: إن الله اختار لكم طالوت ملكا عليكم.
قالوا: كيف يكون ملكا علينا وهو ليس من أبناء
الأسرة التي يخرج منها الملوك -أبناء يهوذا-
كما أنه ليس غنيا وفينا من هو أغنى منه؟
قال نبيهم: إن الله اختاره، وفضله عليكم بعلمه وقوة جسمه.
قالوا: ما هي آية ملكه؟
قال لهم نبيهم: يسرجع لكم التابوت تجمله الملائكة.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



ووقعت هذه المعجزة.. وعادت إليهم التوراة يوما..
ثم تجهز جيش طالوت، وسار الجيش طويلا حتى أحس
الجنود بالعطش.. قال الملك طالوت لجنوده: سنصادف
نهرا في الطريق، فمن شرب منه فليخرج من الجيش،
ومن لم يذقه وإنما بل ريقه فقط فليبق معي في الجيش..
وجاء النهر فشرب معظم الجنود، وخرجوا من الجيش، وكان
طالوت قد أعد هذا الامتحان ليعرف من يطيعه من الجنود
ومن يعصاه، وليعرف أيهم قوي الإرادة ويتحمل العطش،
وأيهم ضعيف الإرادة ويستسلم بسرعة. لم يبق إلا ثلاثمئة
وثلاثة عشر رجلا، لكن جميعهم من الشجعان.




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



كان عدد أفراد جيش طالوت قليلا، وكان جيش العدو
كبيرا وقويا.. فشعر بعض -هؤلاء الصفوة- أنهم أضعف
من جالوت وجيشه وقالوا: كيف نهزم هذا الجيش الجبار..؟
قال المؤمنون من جيش طالوت: النصر ليس بالعدة والعتاد،
إنما النصر من عند الله.. (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ)..
فثبّتوهم
.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وبرز جالوت في دروعه الحديدية وسلاحه، وهو يطلب أحدا
يبارزه.. وخاف منه جنود طالوت جميعا.. وهنا برز من
جيش طالوت راعي غنم صغير هو داود.. كان داود مؤمنا
بالله، وكان يعلم أن الإيمان بالله هو القوة الحقيقية في
هذا الكون، وأن العبرة ليست بكثرة السلاح، ولا ضخامة
الجسم ومظهر الباطل.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وكان الملك، قد قال: من يقتل جالوت يصير قائدا
على الجيش ويتزوج ابنتي.. ولم يكن داود يهتم كثيرا
لهذا الإغراء.. كان يريد أن يقتل جالوت لأن جالوت
رجل جبار وظالم ولا يؤمن بالله.. وسمح الملك لداود
أن يبارز جالوت..
وتقدم داود بعصاه وخمسة أحجار ومقلاعه
(وهو نبلة يستخدمها الرعاة).. تقدم جالوت المدجج
بالسلاح والدروع.. وسخر جالوت من داود وأهانه
وضحك منه، ووضع داود حجرا قويا في مقلاعه وطوح به
في الهواء وأطلق الحجر. فأصاب جالوت فقتله. وبدأت
المعركة وانتصر جيش طالوت على جيش جالوت.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



جمع الله الملك والنبوة لداود:
بعد فترة أصبح داود -عليه السلم- ملكا لبني إسرائيل،
فجمع الله على يديه النبوة والملك مرة أخرى.

وتأتي بعض الروايات لتخبرنا بأن طالوت بعد أن اشتهر نجم
داوود أكلت الغيرة قلبه، وحاول قتله، وتستمر الروايات
في نسج مثل هذه الأمور. لكننا لا نود الخوض فيها فليس
لدينا دليل قوي عليها. ما يهمنا هو انتقال الملك بعد
فترة من الزمن إلى داود.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


لقد أكرم الله نبيه الكريم بعدة معجزات. لقد أنزل عليه
الزبور (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)، وآتاه جمال الصوت،
فكان عندما يسبّح، تسبح الجبال والطيور معه،
والناس ينظرون. وألان الله في يديه الحديد، حتى قيل أنه
كان يتعامل مع الحديد كما كان الناس يتعاملون مع
الطين والشمع،


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وقد تكون هذه الإلانة بمعنى أنه أول من
عرف أن الحديد ينصهر بالحرارة. فكان يصنع منه الدروع.
كانت الدروع الحديدية التي يصنعها صناع الدروع ثقيلة
ولا تجعل المحارب حرا يستطيع أن يتحرك كما يشاء أو يقاتل
كما يريد. فقام داوود بصناعة نوعية جديدة من الدروع.
درع يتكون من حلقات حديدية تسمح للمحارب بحرية الحركة،
وتحمي جسده من السيوف والفئوس والخناجر.. أفضل من
الدروع الموجودة أيامها..


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وشد الله ملك داود، جعله الله منصورا على أعدائه دائما..
وجعل ملكه قويا عظيما يخيف الأعداء حتى بغير حرب،
وزاد الله من نعمه على داود فأعطاه الحكمة وفصل الخطاب،
أعطاه الله مع النبوة والملك حكمة وقدرة على تمييز الحق
من الباطل ومعرفة الحق ومساندته.. فأصبح نبيا ملكا قاضيا.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



القضايا التي عرضت على داود:
يروي لنا القرآن الكريم بعضا من القضايا التي وردت
على داود -عليه السلام.فلقد جلس داود كعادته يوما يحكم
بين الناس في مشكلاتهم.. وجاءه رجل صاحب حقل ومعه رجل آخر..
وقال له صاحب الحقل: سيدي النبي.. إن غنم هذا الرجل نزلت
حقلي أثناء الليل، وأكلت كل عناقيد العنب التي كانت فيه..
وقد جئت إليك لتحكم لي بالتعويض..
قال داود لصاحب الغنم: هل صحيح أن غنمك أكلت حقل هذا الرجل؟



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



قال صاحب الغنم: نعم يا سيدي..
قال داود: لقد حكمت بأن تعطيه غنمك بدلا من الحقل الذي أكلته.
قال سليمان.. وكان الله قد علمه حكمة تضاف إلى ما ورث من
والده: عندي حكم آخر يا أبي..
قال داود: قله يا سليمان..


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



قال سليمان: أحكم بأن يأخذ صاحب الغنم حقل هذا الرجل
الذي أكلته الغنم.. ويصلحه له ويزرعه حتى تنمو أشجار
العنب، وأحكم لصاحب الحقل أن يأخذ الغنم ليستفيد من صوفها
ولبنها ويأكل منه، فإذا كبرت عناقيد الغنم وعاد الحقل سليما
كما كان أخذ صاحب الحقل حقله وأعطى صاحب الغنم غنمه..
قال داود: هذا حكم عظيم يا سليمان.. الحمد لله الذي وهبك الحكمة..





[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وقد ورد في الصحيح قصة أخرى:
حَدَّثَنِى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنِى شَبَابَةُ حَدَّثَنِى وَرْقَاءُ عَنْ أ
َبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه
وسلم قَالَ « بَيْنَمَا امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ
بِابْنِ إِحْدَاهُمَا . فَقَالَتْ هَذِهِ لِصَاحِبَتِهَا إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ أَنْتِ .
وَقَالَتِ الأُخْرَى إِنَّما ذَهَبَ بِابْنِكِ . فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ فَقَضَى بِهِ
لِلْكُبْرَى فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ فَأَخْبَرَتَاهُ
فَقَالَ ائْتُونِى بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَكُمَا . فَقَالَتِ الصُّغْرَى لاَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ
هُوَ ابْنُهَا . فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى ». قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ
بِالسِّكِّينِ قَطُّ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ مَا كُنَّا نَقُولُ إِلاَّ الْمُدْيَةَ.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


فتنة داود:
وكان داود رغم قربه من الله وحب الله له، يتعلم دائما من الله،
وقد علمه الله يوما ألا يحكم أبدا إلا إذا استمع لأقوال
الطرفين المتخاصمين.. فيذكر لنا المولى في كتابه الكريم
قضية أخرى عرضت على داود عليه السلام.
جلس داود يوما في محرابه الذي يصلي لله ويتعبد فيه، وكان
إذا دخل حجرته أمر حراسه ألا يسمحوا لأحد بالدخول عليه
أو إزعاجه وهو يصلي.. ثم فوجئ يوما في محرابه بأنه أمام
اثنين من الرجال.. وخاف منهما داود لأنهما دخلا رغم أنه
أمر ألا يدخل عليه أحد. سألهما داود: من أنتما؟



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


قال أحد الرجلين: لا تخف يا سيدي.. بيني وبين هذا
الرجل خصومة وقد جئناك لتحكم بيننا بالحق.
سأل داود: ما هي القضية؟ قال الرجل الأول: (إِنَّ هَذَا
أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ). وقد أخذها
مني. قال أعطها لي وأخذها مني..
وقال داود بغير أن يسمع رأي الطرف الآخر وحجته:
(لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ).. وإن كثيرا
من الشركاء يظلم بعضهم بعضا إلا الذين آمنوا..



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وفوجئ داود باختفاء الرجلين من أمامه.. اختفى الرجلان
كما لو كانا سحابة تبخرت في الجو وأدرك داود أن
الرجلين ملكان أرسلهما الله إليه ليعلماه درسا.. فلا يحكم
بين المتخاصمين من الناس إلا إذا سمع أقوالهم جميعا،
فربما كان صاحب التسع والتسعين نعجة معه الحق..
وخر داود راكعا، وسجد لله، واستغفر ربه..


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


نسجت أساطير اليهود قصصا مريبة حول فتنة داود عليه
السلام، وقيل أنه اشتهى امرأة أحد قواد جيشه فأرسله
في معركة يعرف من البداية نهايتها، واستولى على امرأته..
وليس أبعد عن تصرفات داود من هذه القصة المختلقة..
إن إنسانا يتصل قلبه بالله، ويتصل تسبيحه بتسبيح الكائنات
والجمادات، يستحيل عليه أن يرى أو يلاحظ جمالا بشريا محصورا
في وجه امرأة أو جسدها..




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وفاته عليه السلام:
عاد داود يعبد الله ويسبحه حتى مات… كان داود يصوم يوما
ويفطر يوما.. قال رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه
وسلم عن داود: "أفضل الصيام صيام داود. كان يصوم يوما
ويفطر يوما. وكان يقرأ الزبور بسبعين صوتا، وكانت له
ركعة من الليل يبكي فيها نفسه ويبكي ببكائه كل شيء
ويشفي بصوته المهموم والمحموم"..




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



جاء في الحديث الصحيح أن داود عليه السلام كان شديد
الغيرة على نساءه، فكانت نساءه في قصر، وحول القصر
أسوار، حتى لا يقترب أحد من نساءه. وفي أحد الأيام رأى
النسوة رجلا في صحن القصر، فقالوا: من هذا والله لن رآه
داود ليبطشنّ به. فبلغ الخبر داود -عليه السلام- فقال
للرجل: من أنت؟ وكيف دخلت؟ قال: أنا من لا يقف أمامه
حاجز. قال: أنت ملك الموت. فأذن له فأخذ ملك الموت روحه.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


مات داود عليه السلام وعمره مئة سنة. وشيع جنازته
عشرات الآلاف، فكان محبوبا جدا بين الناس، حتى قيل لم
يمت في بني إسرائيل بعد موسى وهارون أحد كان بنو
إسرائيل أشد جزعا عليه.. منهم على داود.. وآذت الشمس
الناس فدعا سليمان الطير قال: أظلي على داود. فأظلته
حتى أظلمت عليه الأرض. وسكنت الريح. وقال سليمان للطير:
أظلي الناس من ناحية الشمس وتنحي من ناحية الريح.
وأطاعت الطير. فكان ذلك أول ما رآه الناس من ملك سليمان





[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


 
 توقيع : الماسـه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : الماسـه



رد مع اقتباس
قديم 08-18-2011, 06:06 PM   #28
الماسـه
شــاعــــرهـ
طَيِبْتًكَ تْكَفِينًيِ


الماسـه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1955
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 المشاركات : 11,408 [ + ]
 التقييم :  2234
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
أنا لو الزمن يقسي علي يزيدني تشجيع
أخذت مناللياليدرس صعب اليوم نسيانه
ولايحرقنيالناقد ولايرفعني التلميع
ولاعمري خضعت إلا لرب الكووون سبحانه
لوني المفضل : Blue
مزاجي:

الاوسمة

افتراضي رد: سلسلـة˚◦◦˚◦◦قصص أنبياءالله ˚◦◦˚◦◦عليهـم السلام



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


الحلقــة السابعة عشر
من قصص الأنبياء


عيسى عليه السلام

نبذة:

مثل عيسى مثل آدم خلقه الله من تراب وقال
له كن فيكون، هو عيسى بن مريم رسول الله
وكلمته ألقاها إلى مريم، وهو الذي بشر
بالنبي محمد، آتاه الله البينات وأيده
بروح القدس وكان وجيها في الدنيا والآخرة
ومن المقربين، كلم الناس في المهد وكهلا
وكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ
فيها فتكون طيرا، ويبرئ الأكمه والأبرص
ويخرج الموتى كل بإذن الله، دعا المسيح قومه
لعبادة الله الواحد الأحد ولكنهم أبوا
واستكبروا وعارضوه، ولم يؤمن به سوى بسطاء
قومه، رفعه الله إلى السماء وسيهبط حينما يشاء
الله إلى الأرض ليكون شهيدا على الناس.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



سيرته:
الحديث عن نبي الله عيسى عليه السلام،
يستدعي الحديث عن أمه مريم، بل وعن
ذرية آل عمران هذه الذرية التي اصطفاها
الله تعالى واختارها، كما اختار آدم ونوحا
وآل إبراهيم على العالمين.
آل عمران أسرة كريمة مكونة من عمران
والد مريم، وامرأة عمران أم مريم، ومريم،
وعيسى عليه السلام؛ فعمران جد عيسى لأمه،
وامرأة عمران جدته لأمه،




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




وكان عمران صاحب
صلاة بني إسرائيل في زمانه، وكانت زوجته
امرأة عمران امرأة صالحة كذلك، وكانت لا تلد،
فدعت الله تعالى أن يرزقها ولدا، ونذرت أن
تجعله مفرغا للعبادة ولخدمة بيت المقدس،
فاستجاب الله دعاءها، ولكن شاء الله أن تلد أنثى
هي مريم، وجعل الله تعالى كفالتها ورعايتها إلى
زكريا عليه السلام، وهو زوج خالتها، وإنما
قدر الله ذلك لتقتبس منه علما نافعا، وعملا صالحا.




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



كانت مريم مثالا للعبادة والتقوى، وأسبغ
الله تعالى عليها فضله ونعمه مما لفت أنظار
الآخرين، فكان زكريا عليه السلام كلما دخل
عليها المحراب وجد عندها رزقا، فيسألها
من أين لك هذا، فتجيب: (قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ
اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ).



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



كل ذلك إنما كان تمهيدا للمعجزة العظمى؛
حيث ولد عيسى عليه السلام من هذه المرأة
الطاهرة النقية، دون أن يكون له
أب كسائر الخلق، واستمع إلى بداية القصة
كما أوردها القرآن الكريم، قال تعالى:
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ
وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ (42)
(آل عمران)


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


بهذه الكلمات البسيطة فهمت مريم أن الله
يختارها، ويطهرها ويختارها ويجعلها على
رأس نساء الوجود.. هذا الوجود، والوجود
الذي لم يخلق بعد.. هي أعظم فتاة في
الدنيا وبعد قيامة الأموات وخلق الآخرة..
وعادت الملائكة تتحدث:
يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي
مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) (آل عمران)



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


ولادة عيسى عليه السلام:
كان الأمر الصادر بعد البشارة أن تزيد
من خشوعها، وسجودها وركوعها لله.. وملأ قلب
مريم إحساس مفاجئ بأن شيئا عظيما يوشك
أن يقع.. ويروي الله تعالى في القرآن الكريم
قصة ولادة عيسى عليه السلام فيقول:
وَاذكُر فِى الكِتَابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِهَا
مَكَاناً شَرقِياً (16) فَاتخَذَت مِن دُونِهِم حِجَاباً
فَأَرسَلنَا إِلَيهَا رُوحَنَا فَتَمَثلَ لَهَا بَشَراً سَوِياً
(17) قَالَت إِني أَعُوذُ بِالرحمَـنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِياً
(18) قَالَ إِنمَا أَنَا رَسُولُ رَبكِ لأهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِياً
(19) قَالَت أنى يَكُونُ لِى غُلامٌ وَلَم يَمسَسنِى بَشَرٌ
وَلَم أَكُ بَغِياً (20) قَالَ كَذلِكَ قَالَ رَبكَ هُوَ عَلَى
هَينٌ وَلِنَجعَلَهُ ءايَةً للناسِ وَرَحمَةً منا وَكَانَ
أَمراً مقضِياً (21) (مريم)


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


جاء جبريل –عليه السلام- لمريم وهي في
المحراب على صورة بشر في غاية الجمال.
فخافت مريم وقالت: (إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن
مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا) أرادت أن تحتمي في الله..
وسألته هل هو إنسان طيب يعرف الله ويتقيه.
فجاء جوابه ليطمئنها بأنه يخاف الله ويتقيه:
(قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا)


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


اطمئنت مريم للغريب، لكن سرعان ما تذكّرت
ما قاله (لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا) استغربت
مريم العذراء من ذلك.. فلم يمسسها بشر
من قبل.. ولم تتزوج، ولم يخطبها أحد،
كيف تنجب بغير زواج!! فقالت لرسول ربّها:
(أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


قال الروح الأمين: (كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ
هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ
أَمْرًا مَّقْضِيًّا)
استقبل عقل مريم كلمات الروح الأمين..
ألم يقل لها إن هذا هو أمر الله ..؟ وكل شيء
ينفذ إذا أمر الله.. ثم أي غرابة في أن تلد
بغير أن يمسسها بشر..؟ لقد خلق الله سبحانه
وتعالى آدم من غير أب أو أم، لم يكن هناك
ذكر وأنثى قبل خلق آدم. وخلقت حواء من
آدم فهي قد خلقت من ذكر بغير أنثى..



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



ويخلق ابنها من غير أب.. يخلق من أنثى
بغير ذكر.. والعادة أن يخلق الإنسان من ذكر
وأنثى.. العادة أن يكون له أب وأم..
لكن المعجزة تقع عندما يريد الله تعالى أن تقع..
عاد جبريل عليه السلام يتحدث:
(إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ
(45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ)


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



زادت دهشة مريم.. قبل أن تحمله في بطنها
تعرف اسمه.. وتعرف أنه سيكون وجيها عند
الله وعند الناس، وتعرف أنه سيكلم الناس
وهو طفل وهو كبير.. وقبل أن يتحرك فم
مريم بسؤال آخر.. نفخ جبريل عليه السلام
في جيب مريم –الجيب هو شق الثوب الذي يكون
في الصدر- فحملت فورا.
ومرت الأيام.. كان حملها يختلف عن حمل النساء..


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



لم تمرض ولم تشعر بثقل ولا أحست أن شيئا
زاد عليها ولا ارتفع بطنها كعادة النساء..
كان حملها به نعمة طيبة. وجاء الشهر
التاسع.. وفي العلماء من يقول إن الفاء
تفيد التعقيب السريع.. بمعنى أن مريم لم
تحمل بعيسى تسعة أشهر، وإنما ولدته
مباشرة كمعجزة..



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



خرجت مريم ذات يوم إلى مكان بعيد.. إنها
تحس أن شيئا سيقع اليوم.. لكنها لا تعرف
حقيقة هذا الشيء.. قادتها قدماها إلى مكان
يمتلئ بالشجر.. والنخل، مكان لا يقصده
أحد لبعده.. مكان لا يعرفه غيرها.. لم يكن
الناس يعرفون أن مريم حامل.. وإنها ستلد..
كان المحراب مغلقا عليها، والناس يعرفون
أنها تتعبد فلا يقترب منها أحد..



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



جلست مريم تستريح تحت جذع نخلة؛ لم تكن نخلة
كاملة، إنما جذع فقط، لتظهر معجزات الله سبحانه
وتعالى لمريم عند ولادة عيسى فيطمئن قلبها..
وراحت تفكر في نفسها.. كانت تشعر بألم..
وراح الألم يتزايد ويجيء في مراحل متقاربة..
وبدأت مريم تلد..


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا
لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23) (مريم)
إن ألم الميلاد يحمل لنفس العذراء الطاهرة
آلاما أخرى تتوقعها ولم تقع بعد.. كيف يستقبل
الناس طفلها هذا..؟ وماذا يقولون عنها..؟
إنهم يعرفون أنها عذراء.. فكيف تلد العذراء..؟
هل يصدق الناس أنها ولدته بغير أن يمسسها بشر..؟



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




وتصورت نظرات الشك.. وكلمات الفضول..
وتعليقات الناس.. وامتلأ قلبها بالحزن..
وولدت في نفس اللحظة من قدر عليه أن يحمل
في قلبه أحزان البشرية.. لم تكد مريم
تنتهي من تمنيها الموت والنسيان، حتى
نادها الطفل الذي ولد:


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ
تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ
تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي
وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي
إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا
(26) (مريم)



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




نظرت مريم إلى المسيح.. سمعته يطلب منها
أن تكف عن حزنها.. ويطلب منها أن تهز جذع
النخلة لتسقط عليها بعض ثمارها الشهية..
فلتأكل، ولتشرب، ولتمتلئ بالسلام والفرح
ولا تفكر في شيء.. فإذا رأت من البشر أحدا
فلتقل لهم أنها نذرت للرحمن صوما فلن تكلم
اليوم إنسانا.. ولتدع له الباقي..



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


لم تكد تلمس جذعها حتى تساقط عليها
رطب شهي.. فأكلت وشربت ولفت الطفل في
ملابسها.. كان تفكير مريم العذراء كله
يدور حول مركز واحد.. هو عيسى، وهي تتساءل
بينها وبين نفسها: كيف يستقبله اليهود..؟
ماذا يقولون فيه..؟ هل يصدق أحد من كهنة
اليهود الذين يعيشون على الغش والخديعة
والسرقة..؟ هل يصدق أحدهم وهو بعيد عن الله
أن الله هو الذي رزقها هذا الطفل؟ إن موعد خلوتها
ينتهي، ولا بد أن تعود إلى قومها..
فماذا يقولون الناس؟



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



مواجهة القوم:
كان الوقت عصرا حين عادت مريم.. وكان
السوق الكبير الذي يقع في طريقها إلى
المسجد يمتلئ بالناس الذي فرغوا من البيع
والشراء وجلسوا يثرثرون. لم تكد مريم
تتوسط السوق حتى لاحظ الناس أنها تحمل طفلا،
وتضمه لصدرها وتمشي به في جلال وبطئ..
تسائل أحد الفضوليين: أليست هذه مريم العذراء..؟
طفل من هذا الذي تحمله على صدرها..؟
قال أحدهم: هو طفلها.. ترى أي قصة ستخرج
بها علينا..؟



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وجاء كهنة اليهود يسألونها.. ابن من هذا
يا مريم؟ لماذا لا تردين؟ هو ابنك قطعا..
كيف جاءك ولد وأنت عذراء؟
يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا
كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) (مريم)
الكلمة ترمي مريم بالبغاء.. هكذا مباشرة
دون استماع أو تحقيق أو تثبت.. ترميها
بالبغاء وتعيرها بأنها من بيت طيب وليست
أمها بغيا.. فكيف صارت هي كذلك؟ راحت الاتهامات
تسقط عليها



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وهي مرفوعة الرأس.. تومض عيناها بالكبرياء
والأمومة.. ويشع من وجهها نور يفيض بالثقة..
فلما زادت الأسئلة، وضاق الحال، وانحصر المجال،
وامتنع المقال، اشتد توكلها على ذي
الجلال وأشارت إليه..




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




أشارت بيدها لعيسى.. واندهش الناس..
فهموا أنها صائمة عن الكلام وترجو منهم
أن يسألوه هو كيف جاء.. تساءل الكهنة ورؤساء
اليهود كيف يوجهون السؤال لطفل ولد منذ أيام..
هل يتكلم طفل في لفافته..؟!
قالوا لمريم: (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا).
قال عيسى:
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ
وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ
يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ
وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) (مريم)


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



لم يكد عيسى ينتهي من كلامه حتى كانت
وجوه الكهنة والأحبار ممتقعة وشاحبة..
كانوا يشهدون معجزة تقع أمامهم مباشرة..
هذا طفل يتكلم في مهده.. طفل جاء بغير أب..
طفل يقول أن الله قد آتاه الكتاب وجعله نبيا..
هذا يعني إن سلطتهم في طريقها إلى الانهيار..
سيصبح كل واحد فيهم بلا قيمة عندما يكبر هذا
الطفل.. لن يستطيع أن يبيع الغفران للناس،
أو يحكمهم عن طريق ادعائه أنه ظل السماء
على الأرض، أو باعتباره الوحيد العارف في
الشريعة..




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




شعر كهنة اليهود بالمأساة الشخصية
التي جاءتهم بميلاد هذا الطفل.. إن مجرد مجيء
المسيح يعني إعادة الناس إلى عبادة الله وحده..
وهذا معناه إعدام الديانة اليهودية الحالية..
فالفرق بين تعاليم موسى وتصرفات اليهود كان
يشبه الفرق بين نجوم السماء ووحل الطرقات..
وتكتم رهبان اليهود قصة ميلاد عيسى وكلامه في
المهد.. واتهموا مريم العذراء ببهتان عظيم..
اتهموها بالبغاء.. رغم أنهم عاينوا بأنفسهم
معجزة كلام ابنها في المهد.




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




وتخبرنا بعض الروايات أن مريم هاجرت بعيسى
إلى مصر، بينما تخبرنا روايات أخرى بأن
هجرتها كانت من بيت لحم لبيت المقدس. إلا
أن المعروف لدينا هو أن هذه الهجرة كانت
قبل بعثته.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


معجزاته:
كبر عيسى.. ونزل عليه الوحي، وأعطاه الله
الإنجيل. وكان عمره آنذاك -كما يرى الكثير من
العلماء- ثلاثون سنة. وأظهر الله على يديه
المعجزات. يقول المولى عزّ وجل في كتابه عن


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


معجزات عيسى عليه السلام:
وَيُعَلمُهُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَالتورَاةَ وَالإِنجِيلَ (48)
وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسرائيلَ أني قَد جِئتُكُم بِآيَةٍ من
ربكُم أَنِي أَخلُقُ لَكُم منَ الطينِ كَهَيئَةِ الطيرِ فَأَنفُخُ
فِيهِ فَيَكُونُ طَيرًا بِإِذنِ اللهِ وَأُبرِىْ الأكمَهَ والأبرَصَ
وَأُحي المَوتَى بِإِذنِ اللهِ وَأُنَبئُكُم بِمَا تَأكُلُونَ وَمَا
تَدخِرُونَ فِى بُيُوتِكُم إِن فِي ذلِكَ لآيَةً لكُم إِن كُنتُم
مؤمِنِينَ (49) وَمُصَدقًا لمَا بَينَ يَدَي مِنَ التورَاةِ
وَلأحِل لَكُم بَعضَ الذِي حُرمَ عَلَيكُم وَجِئتُكُم بِآيَةٍ من
ربكُم فَاتقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِن اللهَ رَبي وَرَبكُم
فَاعبُدُوهُ هَـذَا صِراطٌ مستَقِيمٌ (آل عمران)



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


فكان عيسى –عليه السلام- رسولا لبني
إسرائيل فقط. ومعجزاته هي:
علّمه الله التوراة.
يصنع من الطين شكل الطير ثم ينفخ فيه
فيصبح طيرا حيّا يطير أمام أعينهم.
يعالج الأكمه (وهو من ولد أعمى)، فيمسح
على عينيه أمامهم فيبصر.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


يعالج الأبرص (وهو المرض الذي يصيب الجلد
فيجعل لونه أبيضا)، فيسمح على جسمه فيعود سليما.
يخبرهم بما يخبئون في بيوتهم، وما أعدّت
لهم زوجاتهم من طعام.
وكان –عليه السلام- يحيي الموتى. باذن الله


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



إيمان الحواريون:
جاء عيسى ليخفف عن بني إسرائيل بإباحة بعض
الأمور التي حرمتها التوراة عليهم عقابا لهم.
إلا أن بني إسرائيل –مع كل هذه الآيات-
كفروا. قال تعالى:
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي
إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ
وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ
وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)
(آل عمران)


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وقال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي
إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت
طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا
الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ
(14) (الصف)

قيل أن عدد الحواريين كان سبعة عشر رجلا،
لكن الروايات الأرجح أنهم كانوا اثني عشر رجلا.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


آمن الحواريون، لكن التردد لا يزال موجودا
في نفوسهم. قال الله تعالى قصة هذا التردد:
إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ
يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء
قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112) قَالُواْ
نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن
قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا

مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا
وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)
قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ
فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ
(115) (المائدة)


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


استجاب الله عز وجل، لكنه حذّرهم من الكفر
بعد هذه الآية التي جاءت تلبية لطلبهم.
نزلت المائدة، وأكل الحواريون منها،
وظلوا على إيمانهم وتصديقهم لعيسى
–عليه السلام- إلا رجل واحد كفر بعد
رفع عيسى عليه السلام.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


رفع عيسى عليه السلام:
لما بدأ الناس يتحدثون عن معجزات عيسى
عليه السلام، خاف رهبان اليهود أن يتبع
الناس الدين الجديد فيضيع سلطانهم. فذهبوا
لمَلك تلك المناطق وكان تابعا للروم.
وقالوا له أن عيسى يزعم أنه مَلك اليهود،
وسيأخذ المُلك منك. فخاف المَلك وأمر بالبحث
عن عيسى –عليه السلام- ليقتله.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




جاءت روايات كثيرة جدا عن رفع عيسى –عليه السلام-
إلى السماء، معظمها من الإسرائيليات أو نقلا
عن الإنجيل. وسنشير إلى أرجح رواية هنا.
عندما بلغ عيسى عليه السلام أنهم يريدون قتله،
خرج على أصحابه وسألهم من منهم مستعد أن يلقي
الله عليه شبهه فيصلب بدلا منه ويكون معه في الجنة.
فقام شاب، فحنّ عليه عيسى عليه السلام لأنه
لا يزال شابا. فسألهم مرة ثانية، فقام نفس الشاب.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فنزل عليه شبه عيسى عليه السلام، ورفع الله
عيسى أمام أعين الحواريين إلى السماء.
وجاء اليهود وأخذوا الشبه وقتلوه ثم صلبوه.
ثم أمسك اليهود الحواريين فكفر واحد منهم.
ثم أطلقوهم خشية أن يغضب الناس. فظل الحواريون
يدعون بالسر. وظل النصارى على التوحيد أكثر
من مئتين سنة. ثم آمن أحد ملوك الروم واسمه
قسطنطين، وأدخل الشركيات في دين النصارى.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


يقول ابن عباس: افترق النصارى ثلاث فرق.
فقالت طائفة: كان الله فينا ما شاء ثم صعد
إلى السماء. وقالت طائفة: كان فينا ابن الله
ما شاء ثم رفعه الله إليه. وقلت طائفة:
كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء ثم رفعه الله
إليه. فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها
فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله محمدا
–صلى الله عليه وسلم- فذلك قول الله تعالى:
(فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ).


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وقال تعالى عن رفعه:
وَقَولِهِم إِنا قَتَلنَا المَسِيحَ عِيسَى ابنَ مَريَمَ
رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبهَ لَهُم
وَإِن الذِينَ اختَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَك منهُ مَا لَهُم
بِهِ مِن عِلمٍ إِلا اتبَاعَ الظن وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً
(157) بَل رفَعَهُ اللهُ إِلَيهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (158)
وَإِن من أَهلِ الكِتَابِ إِلا لَيُؤمِنَن بِهِ قَبلَ مَوتِهِ
وَيَومَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيهِم شَهِيداً (159) (النساء)
لا يزال عيسى –عليه السلام- حيا. ويدل على ذلك
أحاديث صحيحة كثيرة. والحديث الجامع لها في
مسند الإمام أحمد:



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا يحيى، عن
ابن أبي عروبة قال: ثنا قتادة، عن عبد
الرحمن بن آدم، عن أبي هريرة،:
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الأنبياء
إخوة لعلات، دينهم واحد وأمهاتهم شتى،
وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم لأنه لم
يكن بيني وبينه نبي، وأنه نازل فإذا
رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع إلى
الحمرة والبياض، سبط كأن رأسه يقطر
وإن لم يصبه بلل بين ممصرتين، فيكسر الصليب
ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، و يعطل
الملل



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


حتى يهلك الله في زمانه الملل كلها غير
الإسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال الكذاب،
وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الإبل مع
الأسد جميعاً، والنمور مع البقر، والذئاب مع
الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا يضر بعضهم
بعضاً، فيمكث ما شاء الله أن يمكث ثم يتوفى،
فيصلي عليه المسلمون و يدفنونه.)
(مربوع) ليس بالطويل وليس بالقصير،
(إلى الحمرة والبياض) وجهه أبيض فيه
احمرار، (سبط) شعره ناعم، (ممصرتين)
عصاتين أو منارتين



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وفي الحديث الآخر ينزل
عند المنارة البيضاء من مسجد دمشق.
وفي الحديث الصحيح الآخر يحدد لنا رسولنا
الكريم مدة مكوثه في الأرض فيقول:
(فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى، و يصلي
عليه المسلمون).
لا بد أن يذوق الإنسان الموت. عيسى لم
يمت وإنما رفع إلى السماء، لذلك سيذوق
الموت في نهاية الزمان.
ويخبرنا المولى عز وجل بحوار لم يقع بعد،



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


هو حواره مع عيسى عليه السلام يوم القيامة
فيقول:
وَإِذ قَالَ اللهُ يا عِيسَى ابنَ مَريَمَ أَءنتَ قُلتَ
لِلناسِ اتخِذُونِي وَأُميَ إِلَـهَينِ مِن دُونِ اللهِ قَالَ
سُبحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَن أَقُولَ مَا لَيسَ لِي بِحَق
إِن كُنتُ قُلتُهُ فَقَد عَلِمتَهُ تَعلَمُ مَا فِى نَفسِي
وَلاَ أَعلَمُ مَا فِى نَفسِكَ إِنكَ أَنتَ عَلامُ الغُيُوبِ
(116) مَا قُلتُ لَهُم إِلا مَا أَمَرتَنِي بِهِ أَنِ
اعبُدُوا اللهَ رَبي وَرَبكُم وَكُنتُ عَلَيهِم شَهِيداً
ما دُمتُ فِيهِم فَلَما تَوَفيتَنِي كُنتَ أَنتَ الرقِيبَ
عَلَيهِم وَأَنتَ عَلَى كُل شَىء شَهِيدٌ (117)
إِن تُعَذبهُم فَإِنهُم عِبَادُكَ وَإِن تَغفِر لَهُم
فَإِنكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (118) (المائدة)


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



هذا هو عيسى بن مريم عليه السلام،
آخر الرسل قبل سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم.


 
 توقيع : الماسـه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : الماسـه



رد مع اقتباس
قديم 08-19-2011, 02:35 PM   #29
الماسـه
شــاعــــرهـ
طَيِبْتًكَ تْكَفِينًيِ


الماسـه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1955
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 المشاركات : 11,408 [ + ]
 التقييم :  2234
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
أنا لو الزمن يقسي علي يزيدني تشجيع
أخذت مناللياليدرس صعب اليوم نسيانه
ولايحرقنيالناقد ولايرفعني التلميع
ولاعمري خضعت إلا لرب الكووون سبحانه
لوني المفضل : Blue
مزاجي:

الاوسمة

افتراضي رد: سلسلـة˚◦◦˚◦◦قصص أنبياءالله ˚◦◦˚◦◦عليهـم السلام



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

الحلقــة التامنــه عشــر
من قصص الأنبيــاء

محمد عليه الصلاة والسلام


المــولــد:

ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الإثنين
التاسع من شهر ربيع الأول، لأول عام من حادثة
الفيل، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى
أنو شروان، ويوافق ذلك العشرين أو اثنين وعشرين
من شهر أبريل سنة 571م حسبما حققه العالم
الكبير محمد سليمان المنصور فورى والمحقق
الفلكي محمود باشا.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وروى ابن سعد أن أم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
قالت: لما ولدته خرج من فرجي نور أضاءت له
قصور الشام. وروى أحمد عن العرباض بن
سارية ما يقارب ذلك.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وقد روي أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد،
فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى،
وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت
الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت، روى
ذلك البيهقي ولا يقره محمد الغزالي.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


في بني سعد:
وكانت العادة عند الحاضرين من العرب
أن يلتمسوا المراضع لأولادهم ابتعاداً لهم
عن أمراض الحواضر؛ لتقوى أجسامهم، وتشتد
أعصابهم، ويتقنوا اللسان العربي في مهدهم،
فالتمس عبد المطلب لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
الرضعاء، واسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر -
وهي حليمة بنت أبي ذؤيب - وزوجها الحارث
بن عبد العزى المكنى بأبي كبشة،
من نفس القبيلة.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وإخوته صلى الله عليه وسلم هناك من الرضاعة
عبد اللَّه بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث،
وحذافة أو جذامة بنت الحارث
(وهي الشيماء - لقب غلب على اسمها)
وكانت تحضن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبا
سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، ابن عم
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم .


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وكان عمه حمزة بن عبد المطلب مسترضعاً
في بني سعد بن بكر، فأرضعت أمه
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوماً وهو عند
أمه حليمة، فكان حمزة رضيع رسول اللَّه
صلى الله عليه وسلم من وجهين، من جهة ثويبة،
ومن جهة السعدية.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



ورأت حليمة من بركته صلى الله عليه وسلم
ما قضت منه العجب، ولنتركها تروي ذلك مفصلاً
قال ابن إسحاق كانت حليمة تحدث أنها
خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه،
في نسوة من بني سعد بن بكر، تلتمس الرضعاء
قالت: وذلك في سنة شهباء لم تبق لنا شيئاً،
قالت: فخرجت على أتان لي قمراء، معنا
شارف لنا، واللَّه ما تبض بقطرة،



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذي معنا،
من بكائه من الجوع، ما في ثديي ما يغنيه،
وما في شارفنا ما يغذيه، ولكن كنا نرجو
الغيث والفرج، فخرجت على أتاني تلك فلقد
أدمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفاً وعجفاً،
حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا
امرأة إلا وقد عرض عليها رسول اللَّه صلى الله عليه
وسلم فتأباه،


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


إذا قيل لها إنه يتيم.
وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي
فكنا نقول يتيم وما عسى أن تصنع أمه وجده
فكنا نكره لذلك فما بقيت امرأة قدمت معي
إلا أخذت رضيعاً غيري. فلما أجمعنا الانطلاق
قلت لصاحبي واللَّه إني لأكره أن أرجع من بين
صواحبي ولم آخذ رضيعاً، واللَّه لأذهبن إلى ذلك
اليتيم فلآخذنه، قال: لا عليك أن تفعلي،
عسى اللَّه أن يجعل لنا بركة، قالت: فذهبت إليه،
فأخذته وما حملني على أخذه إلا أني لم أجد غيره،
قالت:


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


فلما أخذته رجعت به إلى رحلي،
فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما
شاء من لبن، فشرب حتى روى، وشرب معه أخوه
حتى روى، ثم ناما، وما كنا ننام معه قبل
ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا
هي حافل، فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى
انتهينا رياً وشبعاً، فبتنا بخير ليلة، قالت:
يقول صاحبي حين أصبحنا تعلمي واللَّه يا حليمة
لقد أخذت نسمة مباركة،


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


قالت: فقلت واللَّه إني
لأرجو ذلك، قالت: ثم خرجنا وركبت أنا أتاني،
وحملته عليها معي، فواللَّه لقطعت بالركب ما
لا يقدر عليه شيء من حمرهم، حتى إن صواحبي
ليقلن لي يا ابنة أبي ذؤيب، ويحك أربعي علينا،
أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها؟
فأقول لهن بلى واللَّه إنها لهي هي، فيقلن:


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

واللَّه إن لها شأناً، قالت: ثم قدمنا منازلنا
من بلاد بني سعد وما أعلم أرضاً من أرض اللَّه
أجدب منها، فكانت غنمي تروح على حين قدمنا
به معنا شباعاً لبناً، فنحلب ونشرب،
وما يحلب إنسان قطرة لبن، ولا يجدها في
ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون
لرعيانهم ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت
أبي ذؤيب، فتروح أغنامهم جياعاً ما تبض
بقطرة لبن، وتروح غنمي شباعاً لبناً،


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


فلم نزل نتعرف من اللَّه الزيادة والخير حتى
مضت سنتاه وفصلته، وكان يشب شباباً لا يشبه
الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاماً
جفراً، قالت: فقدمنا به على أمه ونحن
أحرص على مكثه فينا، لما كنا نرى
من بركته، فكلمنا أمه،


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وقلت لها لو تركت ابني عندي حتى يغلظ،
فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت: فلم
نزل بها حتى ردته معنا.
وهكذا بقي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في
بني سعد، حتى إذا كانت السنة الرابعة
أو الخامسة من مولده وقع حادث شق صدره،
روى مسلم عن أنس: "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه
فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب،


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان
منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم،
ثم لأمه، ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان
يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا:
إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


إلى أمه الحنون:
وخشيت عليه حليمة بعد هذه الوقعة حتى
ردته إلى أمه، فكان عند أمه إلى أن
بلغ ست سنين.
ورأت آمنة وفاء لذكرى زوجها الراحل
أن تزور قبره بيثرب، فخرجت من مكة قاطعة
رحلة تبلغ خمسمائة كيلو متراً ومعها ولدها
اليتيم - محمد صلى الله عليه وسلم -
وخادمتها أم أيمن، وقيمها عبد المطلب،
فمكثت شهراً ثم قفلت، وبينما هي راجعة
إذ يلاحقها المرض، يلح عليها في أوائل
الطريق، فماتت بالأبواء بين مكة والمدينة.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


إلى جده العطوف:
وعاد به عبد المطلب إلى مكة، وكانت
مشاعر الحنان في فؤاده تربو نحو حفيده
اليتيم الذي أصيب بمصاب جديد نكأ الجروح
القديمة، فرق عليه رقة لم يرقها على
أحد من أولاده، فكان لا يدعه لوحدته المفروضة،
بل يؤثره على أولاده، قال ابن هشام كان
يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة،
فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج
إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً له،


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


فكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأتي وهو
غلام جفر حتى يجلس عليه، فيأخذه أعمامه
ليؤخروه عنه، فيقول عبد المطلب إذا رأى
ذلك منهم دعوا ابني هذا فواللَّه إن له لشأناً،
ثم يجلس معه على فراشه، ويمسح ظهره بيده
ويسره ما يراه ويصنع.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


ولثماني سنوات وشهرين وعشرة أيام من
عمره صلى الله عليه وسلم توفى جده عبد
المطلب بمكة، ورأى قبل وفاته أن يعهد
بكفالة حفيده إلى عمه أبي طالب شقيق أبيه.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


إلى عمه الشفيق:
ونهض أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل
وجه، وضمه إلى ولده، وقدمه عليهم
واختصه بفضل احترام وتقدير، وظل فوق
أربعين سنة يعز جانبه، ويبسط عليه حمايته،
ويصادق ويخاصم من أجله، وستأتي نبذ
من ذلك في مواضعها.


>>>>>
<<<<<<


 
 توقيع : الماسـه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : الماسـه



رد مع اقتباس
قديم 08-20-2011, 04:31 PM   #30
الماسـه
شــاعــــرهـ
طَيِبْتًكَ تْكَفِينًيِ


الماسـه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1955
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 المشاركات : 11,408 [ + ]
 التقييم :  2234
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
أنا لو الزمن يقسي علي يزيدني تشجيع
أخذت مناللياليدرس صعب اليوم نسيانه
ولايحرقنيالناقد ولايرفعني التلميع
ولاعمري خضعت إلا لرب الكووون سبحانه
لوني المفضل : Blue
مزاجي:

الاوسمة

افتراضي رد: سلسلـة˚◦◦˚◦◦قصص أنبياءالله ˚◦◦˚◦◦عليهـم السلام




في ظلال النبوة والرسالة


في غار حراء:
ولما تقاربت سنه صلى الله عليه وسلم الأربعين،
وكانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية
بينه وبين قومه، حبب إليه الخلاء، فكان يأخذ
السويق والماء ويذهب إلى غار حراء في جبل
النور على مبعدة نحو ميلين من مكة - وهو غار
لطيف طوله أربع أذرع، وعرضة ذراع وثلاثة أرباع
ذراع من ذراع الحديد


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


ومعه أهله قريباً منه،
فيقيم فيه شهر رمضان، يطعم من جاءه من
المساكين، ويقضي وقته في العبادة والتفكير
فيما حوله من مشاهد الكون، وفيما وراءها
من قدرة مبدعة وهو غير مطمئن لما عليه قومه
من عقائد الشرك المهلهلة، وتصوراتها الواهية،
ولكن ليس بين يديه طريق واضح، ولا منهج محدد،
ولا طريق قاصد يطمئن إليه ويرضاه.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وكان اختياره صلى الله عليه وسلم لهذه العزلة
طرفاً من تدبير اللَّه له وليعده لما ينتظره من
الأمر العظيم. ولا بد لأي روح يراد لها أن تؤثر
في واقع الحياة البشرية فتحولها وجهة أخرى...
لا بد لهذه الروح من خلوة وعزلة بعض الوقت،
وانقطاع عن شواغل الأرض وضجة الحياة،
وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




وهكذا دبر اللَّه لمحمد صلى الله عليه وسلم
وهو يعده لحمل الأمانة الكبرى، وتغيير وجه
الأرض، وتعديل خط التاريخ... دبر له هذه
العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات،
ينطلق في هذه العزلة شهراً من الزمان،
مع روح الوجود الطليقة، ويتدبر ما وراء
الوجود من غيب مكنون، حتى يحين موعد
التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن اللَّه.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



جبريل ينزل بالوحي:
ولما تكامل له أربعون سنة - وهي رأس الكمال،
وقيل: ولها تبعث الرسل - بدأت آثار النبوة
تتلوح وتتلمع له من وراء آفاق الحياة،
وتلك الآثار هي الرؤيا، فكان لا يرى رؤيا
إلا جاءت مثل فلق الصبح، حتى مضت على ذلك ستة
أشهر - ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة فهذه
الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




- فلما كان رمضان من السنة الثالثة من
عزلته صلى الله عليه وسلم بحراء شاء اللَّه أن يفيض
من رحمته على أهل الأرض، فأكرمه بالنبوة،
وأنزل إليه جبريل بآيات من القرآن.
وبعد النظر والتأمل في القرائن والدلائل يمكن
لنا أن نحدد ذلك اليوم بأنه كان يوم الاثنين
لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلاً،
ويوافق 10 أغسطس سنة 610م، وكان عمره
صلى الله عليه وسلم إذ ذاك بالضبط أربعين سنة
قمرية، وستة أشهر، و 12 يوماً، وذلك
نحو 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر و12 يوماً.




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



ولنستمع إلى عائشة الصديقة رضي اللَّه تعالى عنها
تروي لنا قصة هذه الوقعة التي كانت شعلة
من نور اللاهوت أخذت تفتح دياجير ظلمات الكفر
والضلال حتى غيرت مجرى الحياة، وعدلت خط
التاريخ، قالت عائشة رضي اللَّه عنها:
أول ما بدىء به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
من الوحي هي الرؤيا الصادقة في النوم،




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح،
ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء،
فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات
العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك،
ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها،
حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه
الملك فقال: اقرأ فقلت ما أنا بقارىء،



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد،
ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت ما أنا بقارىء،
فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال:
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ
مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ} [العلق: 1-3].
فرجع بها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده
فدخل على خديجة بنت خويلد فقال:
زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع،



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فقال لخديجة ما لي وأخبرها الخبر، لقد خشيت
على نفسي، فقالت خديجة كلا، واللَّه ما يخزيك اللَّه
أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب
المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق،
فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل
بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرءاً
تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني،
فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء اللَّه أن يكتب،



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وكان شيخاً كبيراً قد عمي - فقالت له خديجة
يا ابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة
يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول اللَّه
صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال له ورقة
هذا الناموس الذي نزله اللَّه على موسى، يا ليتني
فيها جذعا، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم؟
قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به
إلا عودي،


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً، ثم لم
ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي.
وروى الطبري وابن هشام ما يفيد أنه خرج من
غار حراء بعد ما فوجيء بالوحي ثم رجع وأتم
جواره، وبعد ذلك رجع إلى مكة، ورواية الطبري
تلقي ضوءاً على سبب خروجه وهذا نصها:




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



"قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد ذكر مجيء
الوحي ولم يكن من خلق اللَّه أبغض علي من شاعر
أو مجنون كنت لا أطيق ان انظر إليهما قال:
قلت إن الابعد يعني نفسه شاعر أو مجنون إلا
تحدث بها عني قريش أبداً لأعمدن إلى حالق من
الجبل فلأطرحن نفسي منه فلأقتلنها، فلأستريحن
قال: فخرجت أريد ذلك، حتى إذا كنت في وسط
الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول يا محمد
أنت رسول اللَّه، وأنا جبريل، قال: فرفعت رأسي
إلى السماء، فإذا جبريل في صورة رجل صاف
قدميه في أفق السماء يقول يا محمد أنت رسول
اللَّه وأنا جبريل،



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



قال: فوقفت أنظر إليه،
وشغلني ذلك عما أردت، فما أتقدم وما أتأخر،
وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء فلا
أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك، فما
زلت واقفاً ما أتقدم أمامي، ولا أرجع ورائي،
حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي، حتى بلغوا
مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مقامي،
ثم انصرف عني وانصرفت راجعاً إلى أهلي حتى
أتيت خديجة فجلست إلى فخذها مضيفاً إليها
(ملتصقاً بها مائلاً إليها) فقالت: يا أبا
القاسم أين كنت؟



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فواللَّه لقد بعثت في طلبك
حتى بلغوا مكة ورجعوا إلي، ثم حدثتها بالذي
رأيت، فقالت: أبشر يا ابن عم، واثبت،
فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون
نبي هذه الأمة، ثم قامت فانطلقت إلى ورقة
وأخبرته. فقال: قدوس قدوس، والذي نفس ورقة
بيده لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان
يأتي موسى، وإنه لنبي هذه الأمة فقولي له
فليثبت، فرجعت خديجة وأخبرته بقول ورقة،
فلما قضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جواره
وانصرف إلى مكة لقيه ورقة وقال بعد ان
سمع فيه خبره والذي نفسي بيده، إنك لنبي
هذه الأمة، ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى".


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فترة الوحي:
أما مدة فترة الوحي فروى ابن سعد عن ابن
عباس ما يفيد أنها كانت أياماً وهذا الذي
يترجح بل يتعين بعد إدارة النظر في جميع
الجوانب. وأما ما اشتهر من أنها دامت طيلة
ثلاث سنين أو سنتين ونصف فلا يصح بحال،
وليس هذا موضع التفصيل في رده.
وقد بقي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أيام
الفترة كئيباً محزوناً تعتريه الحيرة والدهشة،
فقد روى البخاري في كتاب التعبير ما نصه
"وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله
عليه وسلم فيما بلغنا حزناً عدا منه مراراً
كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال،



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فكلماأوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه
تبدى له جبريل فقال: يا محمد إنك رسول اللَّه
حقاً، فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع،
فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك،
فإذا أوفى بذروة الجبل تبدى له جبريل
فقال له مثل ذلك".



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




جبريل ينزل بالوحي مرة ثانية:
قال ابن حجر: وكان ذلك
(أي انقطاع الوحي أياماً)، ليذهب
ما كان صلى الله عليه وسلم وجده من الروع،
وليحصل له التشوف إلى العود، فلما
تقلصت ظلال الحيرة، وثبتت أعلام الحقيقة،
وعرف صلى الله عليه وسلم معرفة اليقين أنه
أضحى نبياً للَّه الكبير المتعال، وأن ما جاءه
سفير الوحي ينقل إليه خبر السماء
وصار تشوفه وارتقابه لمجيء الوحي سبباً
في ثباته واحتماله عندما يعود، جاءه
جبريل للمرة الثانية.




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




روى البخاري عن جابر بن عبد اللَّه أنه سمع
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحدث عن فترة
الوحي، (قال):
"فبينا أنا أمشي سمعت صوتاً من السماء،
فرفعت بصري قبل السماء، فإذا الملك
الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين
السماء والأرض، فجشثت منه حتى هويت إلى
الأرض، فجئت أهلي فقلت زملوني زملوني،
فزملوني، فأنزل اللَّه تعالى: "يأيها المدثر"
إلى قوله: "فاهجر"، ثم حمى الوحي وتتابع".



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




استطراد في بيان أقسام الوحي:
قبل أن نأخذ في تفصيل حياة الرسالة
والنبوة، نرى أن نتعرف أقسام الوحي الذي
هو مصدر الرسالة ومدد الدعوة. قال ابن
القيم - وهو يذكر مراتب الوحي
إلاولي: الرؤيا الصادقة وكانت مبدأ وحيه
صلى الله عليه وسلم .
الثانية: ما كان يلقيه الملك في روعه
وقلبه من غير أن يراه، كما قال النبي
صلى الله عليه وسلم إن روح القدس نفث في روعي
أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها،
فاتقوا للَّه، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم
استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصي اللَّه،
فإن ما عند اللَّه لا ينال إلا بطاعته.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



الثالثة: أنه صلى الله عليه وسلم كان يتمثل
له الملك رجلاً فيخاطبه حتى يعي عنه ما
يقول له، وفي هذه المرتبة كان يراه
الصحابة أحياناً.
الرابعة: أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس،
وكان أشده عليه فيلتبس به الملك، حتى أن
جبينه ليتفصد عرقاً في اليوم الشديد البرد،
وحتى أن راحلته لتبرك به إلى الأرض إذا
كان راكبها، ولقد جاء الوحي مرة كذلك وفخذه
على فخذ زيد بن ثابت، فثقلت عليه حتى كادت ترضها.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




الخامسة: أنه يرى الملك في صورته التي خلق
عليها، فيوحي إليه ما شاء اللَّه أن يوحيه، وهذا
وقع له مرتين كما ذكر اللَّه ذلك في سورة النجم.
السادسة: ما أوحاه اللَّه إليه، وهو فوق السماوات
ليلة المعراج من فرض الصلاة وغيرها.
السابعة: كلام اللَّه له منه إليه بلا واسطة ملك
كما كلم اللَّه موسى بن عمران، وهذه المرتبة
هي ثابتة لموسى قطعاً بنص القرآن. وثبوتها
لنبينا صلى الله عليه وسلم هو في حديث الإسراء.
وقد زاد بعضهم مرتبة ثامنة وهي تكليم اللَّه له
كفاحاً من غير حجاب، وهي مسألة خلاف بين
السلف والخلف. انتهى مع تلخيص يسير في بيان
المرتبة الأولى والثامنة.




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



أمر القيام بالدعوة إلى اللَّه، وموادها:
تلقى النبي صلى الله عليه وسلم أوامر عديدة
في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ *
قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ *
وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ
فَاصْبِرْ} [المدثر: 1 - 7] أوامر بسيطة
ساذجة في الظاهر، بعيدة المدى والغاية،
قوية الأثر والفعل في الحقيقة ونفس الأمر.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فغاية القيام بالإنذار أن لا يترك أحداً
ممن يخالف مرضاة اللَّه في عالم الوجود إلا
وينذره بعواقبه الوخيمة حتى تقع رجفة
وزلزال في قلبه وروعه.
وغاية تكبير الرب أن لا يترك لأحد كبرياء
في الأرض إلا وتكسر شوكتها، وتقلب ظهراً
لبطن، حتى لا يبقى في الأرض إلا كبرياء اللَّه تعالى.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وغاية تطهير الثياب وهجران الرجز أن
يبلغ في تطهير الظاهر والباطن وفي تزكية
النفس من جميع الشوائب والألواث إلى حد
وكمال يمكن لنفس بشرية تحت ظلال رحمة اللَّه
الوارفة وحفظه وكلئه وهدايته ونوره،
حتى يكون أعلى مثل في المجتمع البشري،
تجتذب إليه القلوب السليمة، وتحس بهيبته
وفخامته القلوب الزائغة، حتى ترتكز إليه
الدنيا بأسرها وفاقاً أو خلافاً.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وغاية عدم الاستكثار بالمنة أن لا يعد
فعالاته وجهوده فخيمة عظيمة، بل لا يزال
يجتهد في عمل بعد عمل، ويبذل الكثير من
الجهد والتضحية والفناء، ثم ينسى كل ذلك،
بل يفنى في الشعور باللَّه بحيث لا يحس
ولا يشعر بما بذل وقدم.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




وفي الآية الأخيرة إشارة إلى ما سيلقاه
من أذى المعاندين من المخالفة والاستهزاء
والسخرية إلى الجد والاجتهاد في قتله
وقتل أصحابه، وإبادة كل من التف حوله
من المؤمنين، يأمر اللَّه تعالى أن يصبر على
كل من ذلك بقوة وجلادة، لا لينال حظاً من
حظوظ نفسه، بل لمجرد مرضاة ربه.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



اللَّه أكبر ما أبسط هذه الأوامر في صورتها
الظاهرة، وما أروعها في إيقاعاتها الهادئة
الخلابة، ولكن ما أكبرها وأفخمها وأشدها
في العمل، وما أعظمها إثارة لعاصفة هوجاء
تحضر جوانب العالم كله، وتتركها يتلاحم
بعضها في بعض.




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




والآيات نفسها تشتمل على مواد الدعوة
والتبليغ، فالإنذار نفسه يقتضي أن هناك
أعمالاً لها عاقبة سوآى يلقاها أصحابها،
ونظراً لما يعرفه كل أحد أن الدنيا
لا يجازي فيها بكل ما يعمل الناس، بل
ربما لا يمكن المجازاة بجميع الأعمال.
فالإنذار يقتضي يوماً للمجازاة غير أيام
الدنيا، وهو الذي يسمى بيوم القيامة
ويوم الجزاء والدين، وهذا يستلزم حياة
أخرى غير الحياة التي نعيشها في الدنيا.




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وسائر الآيات تطلب من العباد التوحيد
الصريح، وتفويض الأمور كلها إلى اللَّه تعالى،
وترك مرضاة النفس، ومرضاة العباد إلى
مرضاة اللَّه تعالى.
فإذن تتلخص هذه المواد في:


أ - التوحيد.

ب - الإيمان بيوم الآخرة.

ج - القيام بتزكية النفس بأن تتناهى
عن المنكرات والفواحش التي تفضي إلى سوء
العاقبة، وبأن تقوم باكتساب الفضائل
والكمالات وأعمال الخير.





[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]





د - تفويض الأمور كلها إلى اللَّه تعالى.

هـ - وكل ذلك بعد الإيمان برسالة
محمد صلى الله عليه وسلم وتحت قيادته
النبيلة وتوجيهاته الرشيدة.
ثم إن مطلع الآيات تضمنت النداء العلوي
- في صوت الكبير المتعال - بانتداب
النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر الجلل،





[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




وانتزاعه من النوم، والتدثر والدفء إلى
الجهاد والكفاح والمشقة: {يَا أَيُّهَا
الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ} ... كأنه قيل: إن
الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاً، أما أنت
الذي تحمل هذا العبء الكبير فما لك والنوم؟
وما لك والراحة؟ وما لك والفراش الدافيء؟
والعيش الهادىء؟ والمتاع المريح قم للأمر
العظيم الذي ينتظرك، والعبء الثقيل المهيأ
لك، قم للجهد والنصب، والكد والتعب،






[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




قم فقد مضى وقت النوم والراحة، وما عاد
منذ اليوم إلا السهر المتواصل، والجهاد
الطويل الشاق، قم فتهيأ لهذا الأمر واستعد.
إنها لكلمة عظيمة رهيبة تنزعه من دفء
الفراش في البيت الهادىء والحضن الدافىء
لتدفع به في الخضم، بين الزعازع والأنواء،
وبين الشد والجذب في ضمائر الناس وفي
واقع الحياة سواء.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




وقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فظل قائماً
بعدها أكثر من عشرين عاماً لم يسترح ولم
يسكن، ولم يعش لنفسه ولا لأهله. قام وظل
قائماً على دعوة اللَّه يحمل رسول اللَّه صلى الله عليه
وسلم على عاتقه العبء الثقيل الباهظ
ولا ينوء به، عبء الأمانة الكبرى في هذه الأرض،
عبء البشرية كلها، عبء العقيدة كلها، وعبء
الكفاح والجهاد في ميادين شتى،




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




عاش في
المعركة الدائبة المستمرة أكثر من عشرين
عاماً لا يلهيه شأن عن شأن في خلال هذا الأمد،
منذ أن سمع النداء العلوي الجليل، وتلقى
منه التكليف الرهيب جزاه اللَّه عنا وعن البشرية
كلها خير الجزاء.
وليست الأوراق الآتية إلاَّ صورة مصغرة
بسيطة من هذا الجهاد الطويل الشاق
الذي قام به رسول اللَّه صلى الله عليه
وسلم خلال هذا الأمد.[




 
 توقيع : الماسـه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : الماسـه



رد مع اقتباس
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap

الساعة الآن 03:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
vBulletin Optimisation by vB Optimise.

Seo By RaWABeTvB_Seo

:: تصميم جالس ديزاين ::