« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة
إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة أ. د. زيد العيص منارات قرآنية ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ [البقرة: 67] هذا أمر من الله صريح، حمله موسى - عليه السلام - إلى بني إسرائيل؛ من أجل الكشف عن جريمةٍ قام بها نفر منهم، حين قتلوا ابن عمٍّ لهم؛ ليرثوا عمَّهم هذا. ما أن سمع بنو إسرائيل هذا الطلبَ من موسى - عليه السلام - حتى أنكروا عليه هذا، واتهموه بأنه يسخر منهم، ويستهزئ بهم، فردَّ عليهم موسى - عليه السلام - بشدة وصراحة قائلاً لهم: ﴿ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [البقرة: 67]، الذين لا علم عندهم، ولا حلم فيهم، وهو ليس كذلك - عليه السلام - لأنه نبي معصوم مسدَّد. نزلوا - مكرَهين - على حكم الله، بعدما أبدوا استخفافًا وتعنتًا، فطلبوا من موسى - عليه السلام - أن يبيِّن لهم ما في هذه البقرة التي أُمروا بذبحها، واشترطوا عليه أن يسأل الله عنها؛ ليكون الجواب عن سؤالهم من الله – تعالى -: ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ﴾ [البقرة: 68]، وفي هذا الطلب قلة أدب، وذلك في قولهم: ﴿ رَبَّكَ ﴾، وكأنه - سبحانه - ليس ربًّا لهم. جاء الجواب من الله - تعالى - عن سؤالهم أن هذه البقرة متوسطة في عمرها؛ ﴿ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ ﴾ [البقرة: 68]، ثم أعقب الجواب بالأمر بذبحها، والالتزام بما أمر الله به. لكنه التعنت والاستخفاف، ورفض الاستسلام، وكراهية الاستجابة، دفعتهم هذه كلها إلى معاودة السؤال، فطلبوا من موسى أن يسأل ربَّه عن لون هذه البقرة، فجاء الجواب من الله - تعالى -: ﴿ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا ﴾ [البقرة: 69]. لم يكتفِ اليهودُ بهذا، وإنما أرادوا أن يواصلوا المفاوضات؛ تجنبًا للتنفيذ، ورغبة في المساومات، وطمعًا في تنازلات؛ لأن التفاوض، والمساومة، والمجادلة، والعنتَ غاياتٌ كلها عند اليهود، وليست وسائل، ومن هنا جاء سؤالهم الثالث، وفي هذه المرة جعلوه سؤالاً عامًّا، على أمل إطالة مدة المفاوضات: ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ﴾ [البقرة:70]، فجاء الجواب من الله - تعالى - واضحًا: إنها بقرة صغيرة السن، لم تبلغ سن أن تحرث عليها الأرض، أو يسقى بواسطتها الماء، خالية من العيوب والعلامات الفارقة. وكان هذا الجواب تضمن أوصافًا متعددة، هي كل ما قد يتعلق بها من أسئلة؛ ليغلق الباب عليهم، ويحد من كثرة أسئلتهم. فما كان أمامهم إلا أن يلتزموا بأمر الله - تعالى - وهم كارهون؛ ﴿ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [البقرة: 71]، فهم غير مستعدِّين من حيث المبدأؤُ لتنفيذ ما تم الحوار حوله، والتحاور بشأنه، حتى ولو كان مع الله - تعالى - ومع رسوله موسى؛ ولهذا قاموا بالفعل قيامَ مَن هو كاره له، غير مقتنع به، فصار حالهم حال مَن لم يفعل ما أُمر به. الألوكة المسألة كلها لا تعدو ذبح بقرة؛ بل بقرة صغيرة، والأمر من الله - تعالى - مباشرة، والمفاوض الرئيس هو نبيهم موسى - عليه السلام - الذي أنقذهم الله به، وهم الفئة الضعيفة في جانب عظمة الله وقوَّته، ومع هذا حصل منهم ما حصل. إنها دعوة لمن يفاوض أحفاد هؤلاء، والذين كانوا - على أية حال - أحسن حالاً من هؤلاء المعاصرين، دعوة إلى مَن يفاوضهم على أرض، ومقدسات، ومكتسبات، ومياه، وسلطات، وهم في موضع قوة، والمفاوض في موقع ضعف، أحسب، وأعتقد، وأجزم أن المفاوض - بمواصفاته الحالية - لو فاوضهم على بقرة، لما ظفر بها.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-13-2013, 02:12 AM | #2 |
يــاربــــ حقق أمنياتـي |
رد: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم بارك الله فيكِ أُخيه و وفقكِ للخير و الفائده |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-13-2013, 05:17 AM | #3 |
عضو ذهبي
المري
|
رد: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة
اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امنيات [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم بارك الله فيكِ أُخيه و وفقكِ للخير و الفائده اللهم آمين ولكِ بمثل ما دعوتي امنيات قلبي اشكررك جزيل الشكر لتواجدك الكريم في مشاركتي جزيتي خيرا تحيتي وتقديري
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo