« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
لماذا أسلم بروفسور الرياضيات الملحد ؟- حلقات -
وجدتُ القرآن كأنه يقرؤني لماذا أسلم بروفسور الرياضيات الملحد ؟ - الحلقة الأولى- :: عندما فتح القرآن وبدأ يقرأ صدمته آية ، يقول بروفيسور الرياضيات الذي كان ملحداً وقتها : ( أحسست برعشة تنتابني عندما قرأت هذه الآية ، أخذت أفكر في نفسي : هل أنت تخاطبني ؟! ... تولد لدي شعور غريب بأن القرآن كان يخاطبني فعلاً !! ). ما هذه الآية ؟ ولماذا أحدثت لديه تلك الرعشة والشعور الغريب ؟ أسئلة الإنسان وإجابات القرآن ! هذا ما سنتعرف عليه – إن شاء الله - في هذا المقال وما يليه في صحبة " بروفيسور" رياضيات أمريكي كان ملحداً منذ مراهقته حتى شرح الله قلبه للإسلام ، وقد كتب تجربته مع القرآن بطريقة مشوقة ومثيرة ، مسجلاً تفاصيل رائعة عندما كان يطرح على القرآن أسئلته المشكلة عن الخالق ومعنى الحياة ووجود الشر في العالم ، تلك الأسئلة التي قادته إلى الإلحاد ، ثم يسجل بروعة وذكاء كيف عثر على الإجابات عنها بعد تدبره المعمق في آيات الكتاب الكريم . جاذبية الإسلام لا تقاوم ! لقد دُهش د. مراد هوفمان من كتابات صاحبنا ، وهوفمان لمن لا يعرفه مسؤول ألماني مرموق شغل عدة مناصب دبلوماسية في الحكومة الألمانية ، وأعلن إسلامه في الثمانينيات من القرن العشرين ، وقد كتب مقدمة أحد كتب صاحبنا بهذه العبارات المؤثرة : (كم دهشت عندما أدركت أن هذا الكتاب ذو مغزى عظيم جداً ، وقد كتب بشكل رائع على غير ما يتوقعه المرء من مدرس رياضيات وبعد بحث وتفكير دقيقين. لقد كان الكتاب وصفاً مفعماً بالحيوية للطريقة التي شعر بها " جيفري لانغ " ، وهو يصطرع من الداخل بالانجذاب بلا مقاومة إلى الإسلام ) . ما أجمله من وصف : " جاذبية الإسلام لا تقاوم " ، وقد كتب المستشرق الفرنسي الماركسي (مكسيم رودنسون ) كتاباً بعنوان : (جاذبية الإسلام) متحدثاً فيه عن الأشياء التي تجعل الإسلام جذاباً في العقول والنفوس ، والمحزن حقاً أن كثيراً من أبناء المسلمين أصيبوا اليوم ببلادة ، فلا يشعرون بهذه الجاذبية في دينهم ، ولا يحاولون أن يعيدوا اكتشاف روعة دينهم ! جدّدوا إيمانكم ! لنبدأ في محطات هذه الرحلة الممتعة ، ولنتأمل هذه " الرحلة القرآنية " ، لقد كتب البروفيسور المسلم الأمريكي " جيفري لانغ " ثلاثة كتب مهمة ، حكى فيها كثيراً من تجربته الفكرية مع القرآن ، وهي : " الصراع من أجل الإيمان - انطباعات أمريكي اعتنق الإسلام " ترجمة د. منذر العبسي . ثم كتاب " حتى الملائكة تسأل - رحلة إلى الإسلام في أمريكا " ترجمة منذر العبسي . ثم أصدر كتابه " ضياع ديني - صرخة المسلمين في الغرب " ترجمة إبراهيم يحيى الشهابي . وقد قرأت هذه الكتب وحاولت أن أوصل إليكم بعضاً من " حرارة الإيمان " التي فيها ، كما أنه قد راق لي أن أنقل لكم التجربة الفكرية لهذا الأستاذ الجامعي في كيفية عثوره على إجابات القرآن عن أسئلته الوجودية ومشكلاته الفلسفية العميقة في الحياة . وما أحوجنا إلى أن نجدد إيماننا بالتواصل مع المسلمين الجدد ، فلديهم ما يبعث " الطاقة " المحركة في قلوبنا التي تحتاج إلى وهج الإيمان لتعود إليها قوة الحياة المؤمنة بكل عنفوانها وحيويتها . قصته باختصار ! يقول " جيفري لا نغ " كثيراً ما يسألني الناس عن إسلامي ، لذلك كنت أشرح الأمر في نصف ساعة ، ولأن السؤال يتكرر كانت إجابتي تزداد قصراً في كل مرة أسأل هذا السؤال ، لقد لخصت قصتي في هذه الكلمات : ( ولدت مسيحياً ، ثم إني في الثامنة عشرة من عمري أصبحت ملحداً بسبب الاعتراضات العقلانية على فكرة الله في المسيحية ، بقيت ملحداً لمدة عشر سنوات تالية ، قرأت تفسيراً للقرآن <أي ترجمة القرآن > في سن الثامنة والعشرين ، فوجدت فيه إجابات متماسكة ومنطقية لأسئلتي . هذا الأمر دفعني للإيمان بالله عن طريق الإسلام من خلال قراءتي للقرآن ، وهكذا أصبحت مسلماً ) ( حتى الملائكة تسأل ص 272 ) . لماذا شكّ في وجود الله ؟ لكن كيف استسلم للشك في وجود الله في سن مبكرة ؟ يقول د. جيفري لانغ : ( نحن لا نختار ذكرياتنا ، بل تنساب إلى عقولنا ، وتملأ اللحظات الخالية من التفكير ) ويا لها من عبارة عميقة صادقة فكثيراً ما تحتل ذكرياتنا السيئة مراكز التفكير المنطقي وتعطلها . وقد حاول أن يتذكر في كتابه ( ضياع ديني ص 30 – 34 ) قصة إلحاده وسببها ، وهي مهمة جداً لمعرفة نفسيات بعض الملحدين وسبب شكهم في وجود الله ، وسأقوم بتلخيصها كما رواها هو : نشأتُ في مدينة صاخبة عنيفة ، في بيت لا يقل عنها صخباً وعنفاً ، كان والدي على الدوام متوحشاً مدمراً ، يحاول أن يكبت غضبه كل ليلة بشرب مفرط للخمر ، وإدمانه على الخمر ، جعله أكثر تقلباً وأسرع إثارة ... عشت وإخوتي الأربعة طفولة قلقة يسودها الرعب ، وأسوأ ما كان في حياتنا رؤية والدي وهو يوبخ أمي بطريقة ساخرة مهينة ويهددها... إن الخوف الذي يتولد لديك وأنت ترى والدك يعنف أمك ويضربها يختلف تماماً عن أي خوف آخر ؛ لأنها هي المنبع الوحيد للطف والحنان والحب والحماية ، أمي كانت هي الشخص الوحيد الذي أستطيع محبته ، كانت أقرب أصدقائي إلي ، حاميتي ، وبطلي الوحيد ، كانت كاثوليكية عميقة الإيمان ، ممرضة متفرغة ، وقفت حياتها للآخرين ، يحبها الجيران كلهم ، وكانت أكثر من عرفت إحساناً وعطاء. إن أقسى إثم على الإطلاق إدراكك أنك لا تستطيع فعل شيء لمنع والدك من إيذاء أمك ، وحرصاً على سلامتك تختبئ في فراشك عندما يصب أبوك جام غضبه على أمك ، وبذلك تكون قد استبدلت بسلامتك الشخصية احترامك لنفسك ، إنك تعاني مع حادثة كهذه ، بل تدرك بوضوح أكبر مدى ضعفك وعجزك وتفاهتك وجبنك ، إن كرهاً ينمو ويفرخ في ذاتك ليس فقط تجاه الرجل الذي نسميه " أباً " ، بل تجاه نفسك أيضاً ، إذ من المريع جدا أن تضع شخصاً ما في الخيار بين نفسه وبين أمه... عندما كنت صغيراً كنت أحلم بحياة ليست فيها والدي ، كنت أريد أن يختفي العنف ، كنت أريد أن أتخلص من الخوف ، كنت أشعر أني وقعت في شرك حلم مزعج لا مخرج منه . لذلك كنت أدعو الله أن يزيح والدي من حياتنا وأن يوقف الألم ، ولكن والدي ظل موجوداً دائماً ، فشرعت أشك منذ حداثة سني بوجود الله ... كل ما كنت أراه في عالمي هو الفوضى والعنف ، ولهذا كان سهلاً علي أن أشك بوجود الله ... تركتُ الإيمان بالله بسبب الخوف والغضب المنسوجين في فوضى طفولتي وجرحها . لم أستطع أن أفهم السبب أو أدرك الحكمة التي تجعل أمي تعاني من عنف والدي وسوء معاملته ، لم أستطع أن أتخيل أي ذنب اقترفت، أو أي ذنب اقترفناه – نحن أبناءها – ليكون جزاءنا هذا الأب ، كنتُ أفتقر للرشد الذي يمكنني من فرز هذه الأسئلة وتصنيفها بالرغم من أنه كان يمور في نفسي غضب ، ويهيمن علي خوف يحفزانني على إثارتها ، من قبيل : لماذا خلق الله مثل هذا العالم العنيف ؟ لماذا جعلنا نزاعين للإجرام قابلين للفساد والتخريب ؟ لماذا لم يجعلنا ملائكة أو شيئاً آخر أفضل ؟ لماذا جعل الأقوياء يعذبون الضعفاء ويضطهدونهم ؟ كنت أريد أن أعرف لماذا ، وأطالب بالجواب ، كنت أريد تفسيراً مقنعاً مترابطاً ، كنت أريد أن أعرف الحقيقة لا أكثر . لقد أوجز بروفيسور الرياضيات قصة إلحاده بكل شفافية . ما أدق تحليلك يا "جيفري" ! إن حديث د. جيفري لانغ عن قصة إلحاده كان يتسم بالدقة الشديدة وبنبرة ممزوجة بالصدق في كل حرف منها ، وبقليل من التمعن سنجد أن هناك ثلاثة أمور مهمة تحتاج إلى بعض التعليقات : 1 - أسئلة يفرزها الخوف ويكتبها الغضب : حالتا الخوف الشديد والغضب العارم كانتا وراء طرح أسئلة الشك في الله ، بمعنى أن تلك الأسئلة لم تكن نابعة عن حالة التفكير الهادئ المتزن ، وإنما كانت وليدة من أعماق نفسية متعبة متألمة ، فهي أسئلة ردة فعل على حالة قاسية عابرة ، ولهذا أعجبتني عقلانيته حين قال : (كنتُ أفتقر للرشد الذي يمكنني من فرز هذه الأسئلة وتصنيفها ) . لذلك كانت أسئلته كما هي الحال لدى كثير من الشاكين في الله وعدله ورحمته هي أسئلة غير منظمة أو منهجية بل تعاني من الفوضى وعدم الترتيب والتسلسل المنطقي في طرحها ، وهذا غير مستغرب ؛ لأنها وليدة ( الغضب ) و ( الخوف ) وهما من حالات فقدان التركيز العقلي والسيطرة على النفس . 2- منطق المتشكك : إذا لم تُجب دعائي وتحقق رغباتي فلن أؤمن بوجودك يا رب ! واستوقفني كلامه عن دعاء الله الدائم ، من دون استجابة فورية لإبعاد والده عن حياتهم ، ومن خلال تجربتي الشخصية في الحوار مع بعض الشباب والشابات ، أكاد أجزم أن ( مشكلة فهمهم لاستجابة الدعاء ) متمحورة حول هذه الدنيا والآن ، فإذا لم يُستجب لهم الآن وفوراً فإن الله غير موجود ، أما أن تُحدثه عن أنها قد تُدخر له في يوم القيامة ، وهذا أفضل للمؤمن بالآخرة ، أو بأنه يُصرف عنه من السوء مثلها ، فيرى كل تلك الأجوبة لا شيء لأنه كل همه هو الدنيا ولا شيء غير الدنيا . وهذا المنطق " الطفولي " الساذج الذي يريد أن يخضع حكمة الله وسننه الكونية العامة لأهوائه وطلباته الشخصية ، هو الذي يقف وراء الشك في وجود الله لدى الكثيرين منهم ، لذلك تكون تلك الشكوك بمثابة اعتراض غاضب على حكمة الله لعدم تلبية رغباتهم الآنية . 3- الإلحاد العاطفي: ومن خلال وصف " لانغ " لقصة إلحاده يتبين بأن هناك ما يسميه بعض المحللين " بالإلحاد العاطفي " ، وقد طرأ لي أن أشبه (المتشكك في وجود الله) بإنسان محبط مكتئب أغلق على نفسه أضيق مكان في " قبو " منزله ، فضاقت رؤيته للكون والحياة ولم يعد يرى أي شيء منهما إلا من ثقب صغير في فتحة الباب ، كذلك الملحد حين يحاكم حكمة الله ورحمته وعدله إلى مشكلته الشخصية فقط ، فيصبح الأمر كأن بينه وبين الدين عداوة أو ثأر شخصي ، فيصبح أي استنقاص للدين يثيره جداً ويجذبه ، وأما الأجوبة العقلانية عن أسئلته فتعد مملة ومكررة لأبعد حد ، بل قد قرأت لأحدهم مرة ، أنه إذا رأى كتاباً أو مقالاً فيه آية ، تركه إلى غير رجعة ، فهل مثل هذا يقال عنه أنه يبحث عن الحق ؟! إن للباحث عن الحق صفات ، ليست منها هذه المواقف المتوترة ، المتشبعة بالكراهية لله ورسله إلى درجة الحنق الشديد ، وإذا لم يكن هذا هو ضيق الأفق ، فما هو تعريفه إذن ؟ الإسلام مُشوّهاً ! ونعود إلى قصة " د. جيفري لانغ " ففي سنة 1982 أصبح أستاذاً في جامعة سان فرنسيسكو وهو لم يزل في الثامنة والعشرين بعد ، والتقى وقتها بأسرة مسلمة من السعودية أهداه أحد أفرادها ترجمة للقرآن ، يقول د. جيفري : ( كنت لا أعرف عملياً شيئاً عن الإسلام لكني كنت أفترض ولا أدري لماذا ، أن الدين الإسلامي أكثر أديان العالم خرافة ) (ضياع ديني ص 36 ) هل أنت تخاطبني ؟ عندما فتح القرآن وبدأ يقرأ صدمته هذه الآية الكريمة ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) البقرة : 2 ، يقول: ( أحسست برعشة تنتابني عندما قرأت هذه الآية ، أخذت أفكر في نفسي : هل أنت تخاطبني ؟! ... تولد لدي شعور غريب بأن القرآن كان يخاطبني فعلاً !! ) (ضياع ديني ص 37 ) وسبب ذلك كما يذكر هو بنفسه : أنه وجد طريقة القرآن ملائمة لعرض الوحي ، فهو ليس كالكتاب المقدس عند النصارى في عهديه القديم والجديد يقدم سرداً لتاريخ شعب أو سيرة نبي أو معلم عظيم ، أو مجموعة أقوال رسول ، إن صيغة الخطاب في القرآن مباشرة من الله إلى البشر ، ولهذا يقول : ( اعتقدت أن هذا هو بالضبط ما نتوقعه من وحي إلهي .. وكلما تقدمت في القرآن ازداد احترامي لطريقته وأساليبه .. لقد تبينت أن المتكلم قد أدخل إلى النص عدداً من المقاطع يعلم أنها ستثير أسئلة وردود فعل معينة لدى القارئ ، ومن ثم يجيب على ردود فعله المتوقعة سلفاً في مقاطع تالية ، إن القرآن يشغل القارئ بحديث ذهني وروحي .. لقد أحسست أن المتكلم يعرف على وجه الدقة الطبيعة البشرية ) بتصرف من كتاب ( ضياع ديني ص 37-38) . وكأن القرآن يقرؤك ! وقد وصف " جيفري لانغ " في كتبه الثلاثة شعوره نحو القرآن ، ولم يجد أدق من وصف فريدريك دني في كتابه " الإسلام " وهو شخص غير مسلم ولكن جاء بعبارة أذهلته : ( تلك التجربة العجيبة غير الطبيعية التي يشعر بها المرء أحياناً لدى قراءته القرآن ، وتلك اللحظات التي يشعر فيها القارئ بحضور شيء غامض وأحياناً مرعب معه ، وبدلاً من قراءة القرآن ، فإن القارئ يشعر وكأن القرآن يقرؤه ) . ( حتى الملائكة تسأل ص 206) ( ضياع ديني ص 38) ( الصراع من أجل الإيمان ص 81 ) . ثم جاء بعبارة من أروع ما قرأت تنبض بالصدق مع الله ، قال : ( إن الذين يضعون مصالحهم الدنيوية والذاتية فوق الإيمان ، هؤلاء لا ينتفعون من قراءة القرآن ما لم يغيروا بُنيتهم الفكرية ) . كم هي مبهرة وأخاذة هذه العبارة ، إنها في الصميم : ( ما لم يغيروا بُنيتهم الفكرية ) ! في الحلقة القادمة إن شاء الله سنمضي في محاولة اكتناه هذا الشعور : كيف وجد " لانغ " أن القرآن كأنه يقرؤه ؟ وسنعرض أسئلته الفكرية التي بحث عنها طويلاً ووجد لها إجابة في كتاب الله عزوجل . المصدر: موقع فضيلة الشيخ أ. د. خالد بن منصور بن عبدالله الدريس يتبع ان شاءالله
آخر تعديل أم عمر يوم
12-23-2014 في 09:16 AM.
|
07-31-2013, 05:57 AM | #2 |
عضو ذهبي
|
رد: لماذا أسلم بروفسور الرياضيات الملحد ؟- الحلقة الأولى-
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ..
عَلَـــىْ روْعـــَــةْ طرْحِـــكْ’.. بإآنْتظَـــآرْ الَمزيِــدْ منْ إبدَآعِكْ .. لــكْ ودّيْ وَأكآليلَ ورْديْ |
واقول يابرقٍ عيوني تخيله
.............لاتمطر إلا يم دارالمحبين..! |
08-01-2013, 05:46 PM | #3 |
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: لماذا أسلم بروفسور الرياضيات الملحد ؟- الحلقة الأولى-
تذكار الغلا رد: لماذا أسلم بروفسور الرياضيات الملحد ؟- الحلقة الأولى- يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ.. عَلَـــىْ روْعـــَــةْ طرْحِـــكْ’.. بإآنْتظَـــآرْ الَمزيِــدْ منْ إبدَآعِكْ .. لــكْ ودّيْ وَأكآليلَ ورْديْ اللهم امين واياك اختي دنيا الغلا تشرفت بمرورك الكريم واسعدني تواجدك في مشاركتي شكرا جزيلا تحيتي وتقديري
|
|
12-22-2014, 10:25 PM | #4 |
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: لماذا أسلم بروفسور الرياضيات الملحد ؟- الحلقة الأولى-
على صفحات القرآن قابلتُ نفسي
لماذا أسلم بروفسور الرياضيات الملحد ؟ -الحلقة الثانية- :: "إنه لمن المؤكد حقاً بأن دراسة القرآن ما ضعفت يوماً كما أن إيقاعاته المسيطرة ما فقدت تأثيرها في عقول الناس " . افتتح د. جيفري لانغ فصل " القرآن " في كتابه " الصراع من أجل الإيمان " (ص52) بالعبارة الآنفة عن أثر القرآن في العقول إعجاباً بها وتأكيداً لمضامينها، وهي لأحد كبار المستشرقين في القرن العشرين البريطاني هاملتون جيب. هذا القرآن يعرفني أكثر من نفسي ! وبعبارات جميلة تأخذ بالألباب لأنها تنبض بالصدق حتى تكاد تصافحه فيها ، وصف بروفسور الرياضيات حالته الفكرية والشعورية حين بدأ رحلة طرح الأسئلة الكبرى التي قادته إلى الإلحاد على القرآن بحثاً عن جواب فيه ، ولنقرأ كلامه حين قرأ القرآن لأول مرة وكان ملحداً وقت ذاك ، يقول " جيفري لانغ " : ( إذا ما أخذتَ القرآن بجدية فإنه لا يمكنك قراءته ببساطة ، فإما أن تكون لتوك قد استسلمت له ، أو أنك ستقاومه ، فهو يحمل عليك وكأن له حقوقاً عليك بشكل مباشر وشخصي ، وهو يجادلك وينتقدك ويخجلك ويتحداك ، ومن حيث الظاهر يرسم خطوط المعركة ، ولقد كنتُ على الطرف الآخر في المواجهة ، ولم أكن في وضع أحسد عليه ، إذ بدا واضحاً أن المتكلم بهذا القرآن كان يعرفني أكثر من نفسي... لقد كان القرآن يسبقني دوماً في تفكيري ويُزيل الحواجز التي كنتُ قد بنيتها منذ سنوات ، وكان يخاطب تساؤلاتي . وفي كل ليلة كنتُ أضع أسئلتي واعتراضاتي ، ولكني كنتُ إلى حد ما ، أكتشف الإجابة في اليوم التالي ، ويبدو أن القرآن كان يقرأ أفكاري، ويكتب الأسطر المناسبة لحين موعد قراءتي القادمة . لقد قابلتُ نفسي وجهاً لوجه في صفحات القرآن وكنتُ خائفاً مما رأيت ، كنتُ أشعر بالانقياد بحيث أشق طريقي إلى الزاوية التي لم تحتو سوى على خيار واحد ) . (الصراع من أجل الإيمان ص 34) عشر آيات قلبت حياتي ! يمضي " جيفري " في قراءة القرآن فيتحدث بشكل مبهر عن قصة خلق آدم عليه السلام وحوار الخالق مع الملائكة في شأن ذلك ، مع ملاحظة أنه يحكي هنا عبارات طرأت له عندما كان ملحداً قبل أن يُسلم ، ولهذا سنجد أن سياق الكلام يعبر عن حالته تلك ، يقول " لانغ " : لم أقرأ في حياتي شيئاً سبب لي تشويشاً أكثر من هذه الآيات العشر : " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة .... " البقرة : 30-39 لم أستطع التوقف لحظة عن التفكير فيها ، كنت أفكر فيها ليل نهار في أثناء الطعام وخلال ذهابي إلى عملي وإيابي منه ، وعندما أجلس وحدي ، وحين أشاهد التلفاز ، ووقت آوي إلى فراشي ، وظللت أقلبها وأراجعها في ذهني محاولاً تجميعها معاً كقطع الأحجية ، وغدت هي المحك عند قراءتي لبقية القرآن ، وكلما أتيت إلى نص يبدو أنه ذو علاقة بموضوع غاية الحياة ، أقارنه بالأفكار التي طُرحت في هذه القصة ، بدأت أشعر رويدا رويدا أني كنت أحل شيئاً من عقدة الأسئلة المتشابكة التي أوجدتها هذه القصة ، ولكني لم أستطع تجميعها في تفسير معقول لوجود الإنسان على الأرض ، كنتُ تواقاً لمتابعة تحقيقاتي وتقصياتي ... فاجأتني الآية الثلاثون من سورة البقرة هذه ، ليس لأنها تبدأ بقصة تتعلق بأول رجل وأول امرأة ، بل بالطريقة التي تعرض بموجبها هذه الحكاية ، وعندما قرأتها شعرت أني وحيد (معزول) وكأن المتكلم دفعني جانباً وألقى بي في فضاء خال صامت كي يحدثني وحدي مباشرة ... حتى الملائكة تسأل ؟ إن الملائكة هم الذين طرحوا السؤال قائلين ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) فكأن سؤالهم في الأصل هو سؤالي نفسه : لماذا تخلق يا ربنا أكثر المخلوقات عنفاً واقترافاً للذنوب ؟ لماذا تضع يا رب على الأرض من يحدث فيها خراباً ودماراً ؟ ويكتسب هذا السؤال قوة أعظم ؛ لأنه طرح في السماء ... لقد كان سؤال الملائكة هو سؤالي تماماً !! نعم هذا هو اعتراضي !! لقد غُلفت حياتي كلها في هذه الأسطر !! شعرتُ وكأن القرآن يهز عواطفي ليستفزني ... بدا لي على الفور أن للقرآن برنامجاً آخر ، وأن له رؤية ورسالة مختلفتين كلياً عن فكرة كانت ملتصقة في ذهني نتيجة قراءة قصة الخلق في " الكتاب المقدس " وهي أن الحياة على الأرض كانت عقوبة بسبب الخطيئة البشرية التي جرت من آدم ، وليست فرصة لنا لنكون خلفاء في الأرض ، وهنا يظهر الفرق فالقرآن يقول شيئاً مختلفاً : إن آدم خُلق ليصبح خليفة في الأرض ، هذا المعنى يختلف عن فكرة سيطرت علي وهي أن الوجود البشري على الأرض ما هو إلا عقوبة !! ذكاء آدم وسجود الملائكة ! لقد ظهر لي أن القرآن في هذه القصة المحورية والمهمة يركز على ذكاء الإنسان ... لقد تعجبت للطريقة التي يجمع فيها القرآن هذا القدر الكبير من المعنى في كلمات قليلة ، ولنلاحظ أن آدم لم يُسم الأشياء المحيطة به فحسب، بل إن الله علمه ، الأمر الذي يؤكد على مقدرة الإنسان على التعلم ، وعلى ذكائه ، ولنلاحظ أيضاً ما يتعلمه آدم . إنه يكتسب القدرة على تسمية كل الأشياء ، وعلى وضع رموز لفظية لما يدركه كله ، ولأفكاره جميعها وخبراته ومشاعره . ويؤكد القرآن على موهبة اللغة دون مواهب الإنسان الأخرى ؛ لأنها على ما يبدو هي الأداة الفكرية المتطورة جداً التي تميز الإنسان عن بقية المخلوقات الأرضية ، فبفضل اللغة ينمو بنو الإنسان ، أكثر من أي موهبة أخرى ، ويتقدمون ويتعلمون ... تبين قصة خلق آدم بوضوح بروز الذكاء البشري في الجواب عن سؤال الملائكة الذي كان من ضمن أهم أسئلتي أيضاً ... لقد نجح آدم حين أخفق الملائكة في تسمية الأشياء مبيناً ذكاءه المتفوق عليهم ... واكتشفتُ الحقيقة الغائبة ! صحيح أن الله خلق في الإنسان القدرة على ارتكاب الخطأ ولكنه منحه صفات أخرى ، لم يستطع الملائكة فهمها ولا تقديرها حق قدرها عندما طرحوا ذلك السؤال ... لقد كانت الملائكة لا تعلم الجانب الآخر من الطبيعة البشرية . صحيح أن بعض الناس يستطيعون ارتكاب أخطاء فادحة ، ولكن آخرين يستطيعون فعل خير عظيم ، وبعض الأفراد قادرون على التضحية بالنفس ، وعلى القيام بأكثر الأعمال عدالة ونبلاً وأوسعها إحساناً وكرماً ، وأشدها دفئاً ولطفاً ، ويستطيع ناس أن يبدوا أعلى درجات الرحمة والعطف تجاه أقرانهم البشر... مثلي كمثل الملائكة لم أفكر بهذا ، لم أر لزمن طويل سوى الجانب المظلم من الشخصية البشرية ... فتساءلت في نفسي : هل الأمر هكذا ؟ هل يقول القرآن : إنه بالإضافة إلى موهبة الذكاء التي منحنا الله إياها ، قد جعل كلاً منا كائناً أخلاقياً ، يفهم الصواب والخطأ ؟ هل يقول القرآن : إن الله زودنا كذلك بإلهام ملائكي وإغواء شيطاني ليعزز وعينا الأخلاقي ؟ هل القرآن يبرز أهمية كوننا مخلوقات نستطيع بل يجب أن نمارس خيارات أخلاقية ؟ والجواب : في القرآن : ( ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ) الشمس : 7-10 .. لم يعد لدي أدنى شك في أن القرآن يعد الشخصية البشرية أعظم من الشخصية الملائكية التي لا تعصي الله أبداً والتي كنت أتمنى لو أن البشر خلقوا على شاكلتها لئلا يرتكبوا الشرور ، إن آية الأمر بالسجود لآدم قد أزالت كل شك عندي في ذلك : البشر أفضل من الملائكة ! أصل الشرور ! وعندما نجح آدم وأخفقت الملائكة قال الله لهم : (اسجدوا لآدم) فسجدوا مظهرين اعترافهم بتفوقه ، والسجود للمخلوق الجديد رمز للخضوع له ، ومع ذلك رفض إبليس أن يسجد ، وبرفضه يبين الله أن أصل نشوء الخطيئة الكبر الزائف المدمر للذات ، وليس أصل الخطيئة كما في القرآن هو المال أو الطمع أو الشهوة . وبدأت أطرح على نفسي أسئلة : لنفرض جدلاً وجود إله حق فهل يُعقل أن يرفض الناس عن وعي ما يشعرون أنه حق ؟! هل يخالفون ضميرهم عناداً ؟! قلت لنفسي – طبعاً - : كم من مرة أنكرتُ الحقيقة وتلاعبتُ بها لأنغمس في رذيلة شخصية ؟ وكم من مرة سوغتُ أفعالاً تبدو بوضوح وجلاء أنها مدمرة ومحطمة للذات رافضاً أن أعترفُ بأخطائي حتى لنفسي ؟ فقلت لنفسي : إذا كان الله موجوداً فإني بالتأكيد قد تجاهلتُ آياته ، ولكن (إذا) هذه كبيرة ، وأدركتُ أني أخوض معركة ، فإن كانت قادتني هذه الآيات العشر إلى هذا الكرب ، فلا بد أن التحدي الذي ينتظرني سيكون كبيراً في باقي القرآن .. إني أواجه خصماً فائق القدرة ). انتهى النقل باختصار وتصرف من كتاب " ضياع ديني " (ص 39 – 52) . الصدق مع الله .. أكثر شيء شدني في كلام هذا البروفسور هو صدقه مع الله ، ولعلكم لاحظتم كيف تنبه إلى خطورة خطيئة (الكبر) ، وكيف توصل إلى أنها أعظم حاجب يحول دون الوصول إلى الحقيقة ، وليعالج نفسه من هذا الداء حمل عليها يقرعها بأسئلة مخجلة ، ثم سجل اعترافه بكل شفافية بأنه يعرف من نفسه معاندة الحقيقة ورفضها ، وهنا فقط تذكرت كلامه الرائع جداً حين قال : ( والقرآن شأنه شأن العديد من كتب المعرفة ، يتطلب استعداداً كي يستفيد المرء مما يحتويه إلى أبعد درجة ممكنة ، والذين سوف يحظون بالفوز العظيم هم أكثر الناس صدقاً مع الله ) (حتى الملائكة تسأل ص 44) . نعم إن القرآن يتطلب استعداداً ، وهذا الاستعداد هو الصدق مع الله ، ومن مشمولاته الصدق مع النفس ، هذا الرجل هُدي للحق – في ظني – بسبب صدقه أولاً ، ولا تزال أسئلته تؤثر في وجداني لأبعد حد وهو يقول : كم من مرة أنكرتُ الحقيقة وتلاعبتُ بها لأنغمس في رذيلة شخصية ؟ وكم من مرة سوغتُ أفعالاً تبدو بوضوح وجلاء أنها مدمرة ومحطمة للذات رافضاً أن أعترفُ بأخطائي حتى لنفسي ؟ ما أصعب على النفس أن تعترف بمكابرتها وهي التي تعيش دائماً في محيط أوهامها التي تسول بها الأخطاء .. إن اللحظة الفارقة في حياة أي إنسان .. هي الخطوة الأولى نحو الحقيقة ، حين يسأل نفسه تلك الأسئلة التي تدك حصون (الكبر) بداخله. وسنواصل إن شاء الله في الحلقة القادمة رحلة بروفسور الرياضيات مع القرآن ، وتدبره لمعنى الحياة وغايتها وكيف اكتشف ذلك في القرآن . يتبع ان شاءالله قريب -الحلقة الثالثة - |
|
12-23-2014, 02:00 AM | #5 |
مشرف دائرة الضوء
الشقى أجمل ذكرياتـــــــي
|
رد: لماذا أسلم بروفسور الرياضيات الملحد ؟- الحلقة الأولى-
تسلمين على المتابعه
ودي |
|
12-23-2014, 09:19 AM | #6 | |||||||||||||||||||||||
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: لماذا أسلم بروفسور الرياضيات الملحد ؟- الحلقة الأولى-
يسلمك ربي يا ماجد الشيباني
اسعدني حضوورك ومرورك في متصفحي لك جزيل الشكر تحيتي وتقديري |
|||||||||||||||||||||||
|
12-23-2014, 02:07 AM | #7 |
مشرف دائرة الضوء
الشقى أجمل ذكرياتـــــــي
|
رد: لماذا أسلم بروفسور الرياضيات الملحد ؟- الحلقة الأولى-
تسلمين على المتابعه
ودي |
|
12-23-2014, 09:20 AM | #8 | |||||||||||||||||||||||
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: لماذا أسلم بروفسور الرياضيات الملحد ؟- الحلقة الأولى-
يسلمك ربي يا ماجد الشيباني
اسعدني حضوورك ومرورك في متصفحي لك جزيل الشكر تحيتي وتقديري |
|||||||||||||||||||||||
|
12-29-2014, 01:25 PM | #9 |
عضو ذهبي
|
رد: لماذا أسلم بروفسور الرياضيات الملحد ؟- حلقات -
جزاك الله خير غاليتي ام عمر
|
|
12-29-2014, 06:40 PM | #10 | |||||||||||||||||||||||
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: لماذا أسلم بروفسور الرياضيات الملحد ؟- حلقات -
اللهم آمين ولكِ بمثل ما دعوتي
هلا ومرحبا يالهنوف عودا حميدا نورتي الملتقى برجوعك اشكرك لمرورك الكريم والرد الاكرم اسعدني تواجدك في مشاركتي تحيتي وتقديري |
|||||||||||||||||||||||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo