ما من عبد اّ ثر هواي على هواه إلا أقللت همومه

ما من عبد اّ ثر هواي على هواه إلا أقللت همومه

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال رسول الله ،صلى الله عليه وسلم،كما في الحديث الصحيح(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق




حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)إن المؤمن يقدم مراد الله على شهواته وعلى




لذائذه، فييسر الله أمره، ويعصمه سبحانه وبحمده ،في صحيح البخاري،من حديث أبي سعيد،رضي الله عنه،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،ففي الأثر أن الله سبحانه عز وجل قال(وعزتي وجلالي،ما من عبد آثر







هواي على هواه،أي قدم مراد الله على شهوات نفسه وهواها،إلا [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]همومه، وجمعت له ضيعته، ونزعت الفقر




من قلبه، وجعلت الغنى بين عينيه، واستجرت له من وراء كل فاجر،الإيمان عصمة من الوقوع في المعاصي،هاهو




الشاب القوي الحيي العالم، الذي يبلغ ثلاثين سنة،إنه (الربيع بن خثيم)يتمالى عليه فساق لإفساده،فيأتون بغانية




جميلة، ويدفعون لها مبلغاّ من المال قدره ألف دينار، فتقول،علام،قالوا،على قبلة واحدة من الربيع بن خثيم،




قالت،ولكم فوق ذلك أن يزني،لأنه نقص عندها منسوب الإيمان، فما كان منها إلا أن تعرضت له في ساعة خلوة،




وأبرزت مفاتنها له، فما كان منه إلا أن تقدم إليها يركض ويقول،يا أَمة الله، كيف بك لو نزل ملك الموت فقطع منك




حبل الوتين،ويوم يسألك منكر ونكير،ويوم تقفين بين يدي الرب العظيم، أم كيف بك إن شقيتي يوم ترمين في الجحيم،




فصرخت وولت هاربة تائبة إلى الله، عابدة زاهدة حتى لقِّبت بعد ذلك بعابدة الكوفة،وكان يقول هؤلاء الفساق،لقد أفسدها




علينا الربيع بن خيثم،ما الذي ثبت الربيع أمام هذه الفتنة، هل قلة شهوة،وهو سن أوج الشهوة وعظمتها،سن




الثلاثين، ومع ذلك ما الذي ثبته هنا، وما الذي عصمه بإذن الله،إنه الإيمان بالله ،الذي لا إله إلا هو،فالإيمان،كالجمرة



متى ما نفخت بها أضاءت واشتعلت، فأصبحت إضاءتها عظيمة،وحين ينقص منسوب الإيمان يقع الإنسان في




الفواحش والآثام، يغرق في الشهوات، ثم يقع بعد ذلك في الموبقات،ومن آثاره الإيمان سعادة البيوت والأسر، بيت



يدخله الإيمان وسعيد لا يخرج إلا السعداء،استعاض أهله عن الغناء بترتيل القرآن، واستغنوا عن المجلات بتقليب




المصحف وكتب السنة ،واستغنوا عن السجائر،بالسواك فطهروا أفواههم وأرضوا ربهم،نساء هذا البيت مسلمات




مؤمنات عابدات متحجبات ممتثلات لأمر الله،يخرج الزوج المؤمن من البيت فتقول الزوجة،اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا



حلالاّ،فإنا نصبر على الجوع، ولا نصبر على النار، إن البيت المتربي على الإيمان يدرك الأطفال هذا الإيمان،





فيدخل إلى قلوبهم السعادة ولو كانوا لم يحظوا من الدنيا بقليل ولا كثير،البيوت المؤمنة،والأسر التي تربت على




الإيمان تخرج أشبال الإيمان، وإليكم هذا المثل(عمر بن عبد العزيز)عليه رحمة الله ورضوانه،في يوم العيد، وهو خليفة





المسلمين يدخل رجال المسلمين ليهنئونه ويدعون له بقبول الصيام والقيام، ثم يذهب الرجال ويدخل الأطفال،أطفال




الرعية فدخلوا في هيئة حسنة وجميلة، وبينهم طفل من أطفال عمر ثيابه خلقة وثيابه بالية، وميزانية الأمة كلها




تحت يديه والده(عمر بن عبد العزيز)ومع ذلك ركل الدنيا تحت قدميه، وربى في أهله الإيمان، ففازوا بأعظم حلة،




إنها حلة الإيمان، يوم رأى ابنه في يوم العيد بين أطفال الرعية وهم في هيئة حسنة وهو في تلك الهيئة، طأطأ




رأسه وبكى، فقال هذا الطفل الصغير،أبتاه ما الذي طأطأ بك رأسك وأبكاك، قال،يا بني ،والله،ما من شيء إلا أني خشيت




أن ينكسر قلبك يوم العيد بين أطفال الرعية، وأنت بهذه الهيئة وهم بتلك الهيئة،فرد رد الرجال المؤمنين،قال،أبتاه




إنما ينكسر قلب من عصى ربه ومولاه، وعق أمه وأباه،أما أنا فلا والله،ما الذي علم هذا الطفل إلاّ الله الذي رزقه الإيمان




من صغره فتربى على الإيمان، فكان منه ما كان(ربعي بن عامر)حين باشرت قلبه بشاشة الإيمان، وأضاءت فكره





آيات القرآن، يقف أمام (رستم)في سلطانه وإيوانه غير مكترث له ولا عابئ به،حتى إذا سأله رستم من أنتم وما





الذي جاء بكم، حقق في الإيوان وأجاب إجابة في عزة مؤمنة خلدها التاريخ فقال،نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج




الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد،ومن ضيق الدنيا إلي سعة الآخرة،ومن جور الأديان إلى عدل




الإسلام،عزة وأي عزة، إنها لا توجد إلاّ في ظلال الإيمان،ومن آثار الإيمان،سعة الرزق لأهل الإيمان والبركة




فيه،المؤمن،لا يذهب منه ريال في شراء ما يغضب الله جلا وعلا،في شراء دخان،ولا فيلم مفسد أو مجلة أو جريدة




مفسدة،لأنه يعلم أنه مسؤول أمام الله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، فيصون رزقه عن الربا،وعن المكر والخداع، ويجند




رزقه فيما يرضي الله ،جل وعلا،فيرزقه الله ويبارك الله له(ومن يتق الله يجعل له مخرجاّ،ويرزقه من حيث لا يحتسب)[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

المصدر: الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريف الصبا [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغاليه

مشكورهـ حبيبتي
ويعطيك الف عافيه
وجزاك الله كل خير