لقاء مع العالم الامريكي عبدالله بن طالب مولف كتاب بدو البدو

لقاء مع العالم الامريكي عبدالله بن طالب مولف كتاب بدو البدو

أخر رحالة الجزيرة العربية:


لقد أجبرني آل مرة على الصلاة والصوم . . .

افتقدت بيت الشعر والرواق وشبة النار . . .

طالب بن شريم الأب الروحي لي . . .


لقائنا هنا يختلف عن كل اللقاءات السابقة لأنة مع شخصية بالغة

الخصوصية والندرة في هذا الوقت حيث سعت (هجس)

للتفرد من خلال الحصول علي كسب هذا اللقاء الحصري والأول

من نوعة على مستوى الصحافة , فهو مع آخر الرحالة الأجانب في

الجزيرة العربية الأمريكي المسلم (د. عبدالله طالب دونالد باول كول ) حيث قدم عام

(1968م) للملكة العربية السعودية أثناء حكم الملك فيصل غفر الله

لإجراء بحث ميداني في صحراء الربع الخالي مع قبيلة آل مرة , هذا

اللقاء مع مؤلف كتاب (بدو البدو ) والذي كشف من خلاله خفايا

وخبايا أسرار الربع الخالي و قبيلة آل مرة.



هجس – حصري

س- لماذا أخترت السعودية على وجة الخصوص لإعداد بحث رسالة الدكتوراة في (علم الإنسان)؟
الحقيقة أن الصدفة لعبت دوراً كبيراً في هذا الأمر فأنا كنت أفكر بالشرق الأوسط بشكل عام ولكن لأني تعلمت اللغة العربية بالجامعة كما كان هناك تأثير من جانب دكتورة من مدينة عنيزة



س- هل كان لقدومك للسعودية أي توجهات سياسية أو دينية؟
أبداً على الإطلاق على الأقل من ناحيتي الشخصية ولكن مثل هذه الدراسات قد تستخدم كمرجع
يستدل به أما أنا فكنت طالب جامعة أحضر رسالة الدكتوراة في علم الأنسان



س- لماذا أخترت قبيلة آل مرة بالذات ؟
هذا الأمر أيضاً كان مصادفة فأنا أساساً كنت أريد الذهاب لمدينة عنيزة لأن كل الرحالة الذين أتو
للجزيرة ذهبُ للبادية فأردت الذهاب لقرية كنوع من التغيير ولكن وعلى أعتبار أن جامعة
(الرياض) في ذلك الوقت جامعة (الملك سعود) حالياً هي كفيلي فقد أقترح علي مديرها أن أذهب
لوزارة الزراعة لأن لديها مشروع توطين البادية في حرض ويريدون بحث يدعم مشروعهم
فوافقت لأنهم سيوفرون لي كل الإمكانيات لذا ذهبت لآل مرة





س- كيف أخترت (الكربي) كدليل لك وهل كانت بينكما سابق معرفة؟
الحقيقة أني لم أكن أعرفه ولكني التقيته في الطائف عندما كان هناك لفك أبن عمه من السجن
فتعارفنا وأخبرته عن مشروعي وأني أريد دليل لي فصرخ بأعلا صوته قائلاً: أبشر أنا دليلك




س- ماهو سبب اختيارك لأسم (عبدالله بن طالب)؟
على أسم أمير قبيلة آل مرة في ذلك الوقت (طالب بن شريم) فهو أول شخص ألتقيته عند بدء
الرحلة لأن الحكومة أرسلتني له وهو الأب الروحي لي




س- كيف تغلبت على حاجز اللغة عند ذهابك مع آل مرة؟
كما قلت سابقاً بأني درست اللغة العربية بالجامعة بأمريكا ولما قدمت للسعودية أستعنت ب كتب
شركة أرامكو إضافة ألي أن الكربي ساعدني كثيراً في هذا الموضوع




س- هل واجهتك أي عقبات في البداية للإندماج والتعايش مع آل مرة؟
على العكس تماماً فلم تواجهني أي مشكلة فقد كانوا مضيافين جداً ولكنهم أعطوني بعض القواعد
والقوانين التي يجب أن أتقيد بها وأهمها هو عدم الدخول على قسم النساء لأن هذا محرماً لديهم





س- من خلال معايشتك لآل مرة هل رأيت أن هناك ضلم وأجحاف في حق المرأة عند البدو؟
أبداً فقد كان للمرأة مكانةً كبيرة وأحترام عظيم كما أن لها دور فاعل في الحياة اليومية بل ويعتد
برأيها وبمشورتها فقد كان آل مرة يعتزون كثيراً بأخواتهم





س- من معاشرتك مع البدو هل رأيت أن هناك تناقض بين أوامر دينهم وبين عاداتهم وتقالديهم؟
لا أعتقد ذلك فهي من وجهة نظري مكملةً لبعض فلقد كان الإسلام يتناسب مع حياتهم البسيطه
فهم محافظين على جميع أوامر دينهم حتى أن الواحد فيهم يقف في أي مكان لإيداء الصلاة تاركاً
أي شيء أخر حتى ينتهي منها



س- ذكرت في كتابك (بدو البدو): " أن ما لمستة من حفاوه وترحاب من البدو ومعاملتهم الطيبة على
عكس الوصف الذي كنت قد قرأته حول بدو السعودية من قبل الرحالة الأجانب " , فماهو مرد
هذا الإدعاء الخاطئ؟
الحقيقة أن البدو يتمتعون بصفات أخلاقية عظيمة ولكن الرحالة ينقلون عكس ذلك لدواعي تنمية
العداء من قبل المستعمر في ذلك الوقت لأنهم يدركون أن البدو هم العقبة الحقيقة التي ستقف في
وجوههم لصعوبة ترويضهم وستدراجهم لأنهم يتمتعون بالأنفة والعزة وقوة الشكيمة



س- برأيك ما هو مصدر العشق المتبادل بين بدو آل مرة وإبلهم؟
المري يعشق ناقته بجنون وخاصةً آل حنزاب وأعتقد أن مصدر هذا العشق مردة أن الإبل تشكل
وسيلته الأولى للبقاء على قيد الحياة فهي مصدر غذائي جيد أضافةً الى أنها مصدر أقتصادي كما
أنها وسيلة للتنقل في الصحراء فهم يهتمون بإبلهم لتمدهم بالحياة وآل مرة عامة وآل حنزاب
خاصة يملكون سلالات طيبة منها




س- مالذي يميز قبيلة آل مرة عن باقي قبائل الجزيرة؟
أهل البادية كافة يتمتعون بمهارات كثيرة , ولكن آل مرة لديهم مهارات خاصة لتمكنهم من
العيش في صحراء الربع الخالي مثل قص الأثر (القصاصة)



س- ألم تحاول الانتقال للعيش مع قبيلةً أخرى غير آل مرة؟
لا لأني كنت أملك معلومات جيدة عن باقي القبائل بدون الذهاب لهم عن طريق حديث
آل حنزاب عنهم إضافةً ألي أن باقي القبائل تشابه ألي حد كبير لقبيلة آل مرة ما عدا القبائل
القاطنة في أقصى الشمال أو أقصى الجنوب




س- أنت عشت مع آل مرة سنة وست أشهر , هل كانت كافية لأخذ الانطباع الكافي عن حياة آل مرة؟
نعم كانت كافية لأني لا أعتمد على مشاهداتي فقط بل كان آل مرة يخبرونني عن كثير من
الأمور والخفايا التي تهمني في بحثي



س- هل أسفت على انصهار البدو بالمجتمع المدني الحديث أم أنك ترى أن هذا أمراً جيداً لهم؟
لا أبداً فأوضاعهم الآن جيدة من ناحية اقتصادية وتعليمية



س- هل ترى في انعدام حياة الترحال والرعي والنظام القبلي البدوي أمراً ذو مردود سلبي؟
من ناحية (نعم) ومن ناحية أخرى (لا)
فقد انعدمت الحياة البسيطة غير المتكلفة ولم يكون هناك تكنولوجيا تفسد كل شي جميل وفطري
أما من ناحية أخرى فقد تعلم البدو وأصبحُ أكثر أدراك وتركُ الحياة القاسية والمتعبة




س- لو أتيحت لك فرصة العيش مرةً أخرى مع آل مرة فهل ستقبل؟
الحقيقة أنه لم يعد هناك بدو رحل مثل ذي قبل فقد طغت وسائل الراحة وتمدن البدو فلم يعد هناك
لا بيت شعر ولا رواق ولا شبة نار أي لم يعد البدو بدو





س- هل اشتقت لبيت الشعر والرواق وشبة النار؟
كثيراً فأنا أحياناً أضل أفكر فيها وأتذكرها لوقت كبير

س- أنت الآن مسلم ولله الحمد والمنة , لمن كان الفضل بعد الله في هدايتك؟
لقد كان لآل مرة عامة وآل حنزاب خاصة دوراً كبيرا في أسلامي فقد أمروني بالصلاة معهم منذ
أول يوم التقيتهم به كما كانُ يأمروني بالصيام والحقيقة أني كنت مسلماً من الداخل ولكني لم أعلن
أسلامي وعند عودتي لأمريكا لم أعد أصلي مما اثر فيني ولما عدت لمصر رجعت للصلاة حتى
أعلنت أسلامي في مصر عام 2001

س- ولكن لماذا أشهرت أسلامك في جامع الأزهر بمصر رغم أنك تقول أنك مسلم من الداخل منذ مدة؟
الحقيقة أنه لم يكن هناك جهة محددة في السعودية استطيع الذاهب أليها في ذلك الوقت لأعلن
أسلامي من خلالها فعندما ذهبت لمصر سمعت عن جامع الأزهر فتوجهت له لإعلان إسلامي

س- بالنسبة لدليلك (الكربي) وصديقك (حران) هل ما زلت تتواصل معهم؟
نعم فهؤلاء أخواني وربعي وجماعتي وأنا هنا من أجل زيارتهم والاطمئنان عليهم

س- قبل أكثر من 38 سنة ألي هذا الوقت ما الذي تغير عند آل مرة؟
أشياء كثيرة فقد ترك آل مرة حياة الترحال والبادية وأصبحً يسكنون المدن ويتبوءون مراكز
وظيفية مهمة وأصبح الشباب أكثر وعي وأدراك مع الحفاظ على أصالتهم

س- ما هي المكتسبات الفكرية والأخلاقية التي حصلت عليها من خلال معايشتك مع آل مرة؟
أهمها وأعظمها وأجلها الإسلام والأخلاقيات الطيبة

س- ما هي مشاريعك المستقبلية كأمريكي مسلم ؟
أولاً أنا مري (قالها وهو يضحك)
أنا أنوي أن شاء الله أن أكون داعية للإسلام بعد تقاعدي العام القادم من الجامعة الأمريكية
بمصر

س- كلمة أخيرة توجهها لقراء (هجس شعبية) من آل مرة وغيرهم من القراء؟
أقول لشباب آل مرة وغيرهم من الشباب السعودي أن عليكم مسؤولية نقل الصورة الجيدة عن
شباب المسلمين للعالم أجمع
كما أشكرك أنت على هذا الحوار الذي يعد الأول لي من خلال الصحافة السعودية متمنياً
لصحيفتك النجاح والتوفيق

مــــــــــــنقــــــــــــــول

المصدر: الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري

مريّه تشكرين وعافاش ربي .. أستمتعت قبل بقرآئة كتابه في الربع الخالي
كل الود

تسلم يعطيك العافيه

مريه ,,, هذا شي يشرف وانتي اصاحبة معرووف على نقل الموضوع المميز


احتراامي

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شآسع المري مريه ,,, هذا شي يشرف وانتي اصاحبة معرووف على نقل الموضوع المميز احتراامي

هذا واجبي اخوي شاسع
واحترامي لك ولاهنت على المرور