الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري - عواء الذيب ونوح اليمام وخلوج النوق !! وإلهام الشعراء !!

أحياناً يكون حجم المعاناه فوق إحتمال الإنسان وقدرته فيقاوم حزنه بالصبر
حتى يصادف ما ( يهيّض ) أشجانه فكيف إن كان هذا الإنسان ( شاعر ) .. ؟!
ومن المعروف أن للشاعر دائماً ( ملهمة ) أو موقف معيّن يبدع على أثره
القصيدة … وهناك ما يستخرج مكنونات الشاعر من
حزن .. أو عشق .. أو هم بقوه من جوفه فلا يستطيع بعدها أن يتحكم
في جوارحه فنجده ينظم أبياته وكأنه يزفر الألم من داخله …
.
.
فما هو هذا الشيء الذي له هذه القدره الجباره على نفسيه الشاعر
وأحدث زلزله لمشاعره لا يسعه بعدها غير البكاء بأبيات موزونه ومقفاه..
إنها مخلوقات ضعيفه علمتنا في داثر الوقت كيف نحزن ونبكي …
وكيف نعبر عنه بلحن ذا وقع مؤلم ?!

فـ ( عواء الذيب )

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

الذي ألهب الأفئده فيبرع الشعراء في مجاراته
وينشدون على أثره أجمل واعذب الأبيات
الموجعه قولاً ومعنى …ونظراً لعواء الذيب وما
يصاحبه من لحن محزن ومهيب نجد أن الشعراء
تستنفر جميع مشاعرها وتبدع شعراً ...
فيقول أحد الشعراء رداً على هذا العواء :

يومه عوى والله مدري وين وداني ....غديت أنا والمشاعر حرب وحرابه
.
.

وأشهر من جسد ألمه شعراً وحاكى عواء الذيب
هو الشيخ شالح بن هدلان في مقتل ابنه ذيب فيقول الشيخ :

ذيب عوى وانا على صوته أجيـب ..ومن ونتي جضت ضواري سباعه

.
.

وشاعر آخر يقول بعد سماعه عواءً يشق ستائر الليل :

وأقنب كما ذيبٍ عوى عقب جوعي /// واليا عوى معه الضلوع يعوني
لاقام يقنب في طويـل الفروعـي /// لاشاف مخلوقٍ ولا شاف جني
أرضٍ خلا مابه من الناس دوعـي /// إلا الفجوج الخاليـات يهونـي
الذيب يقنب ماحصل لـه متوعـي /// وأنا بلاى اللي بحبـه محنـي

.
.

ومن عواء الذيب إلى نوح اليمام ..!!

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

من مخلوقات الله الضعيفه !! وسبحان من جعل بها هذه
القوه في اجبار الشاعر على البكاء شعراً يخلّد على مر التاريخ
انها ( الورقا ) او اليمامه البريه ..

يقول أحد الشعراء :
يا حمام الورق ليه تنوح بألحـانٍ حزينـه
وانت عندك علم عما لك بصدري من ميانه

غن بألحان الفرح واقطف ورود الياسمينـه
جرّد الأغصان من خضر الورق وابقى مكانه

.
.

وتقول الشاعره مويضي البرازيه :
لا واهنيك بالطرب يالحمامـه ...ياللي على خضر الجرايد تغنين

.
.

وتظل هذه اليمامه ما يحث الشعراء على البوح فيجارونها شعراً تصاحبه الونة
و الدمعة حتماً فيقول الشاعر هنُا :

ياذا الحمام اللي سجع بلحـون ...وشبك على عيني تبكيهـا
لا تطري الفرقى على المحزون ...ما احب انا الفرقا وطاريها

.
.

وشاعر يخاطب الحمام معاتباً فيقول :

يا ذا الحمام اللي على راس مياح ...ياللي على روس الشواهيق ناحي
زدت العنا ياالورق وأبكيت مرتاح ...وأيقظت في نوحك عذول ولاحي

.
.

وهناك منظومه للشاعر الكبير احمد السديري يقول فيها :

ياحمام الدوح يوم انـك تنـوح ...مادريت انك على روحي جهلت
فز قلبي للبـروق اللـي تلـوح ....واحترق جوفي بحبه واشتعلت

.
.

وللشاعر محمد بن خليفه بن حماد ونة أخرى تحاكي سجع اليمام فيقول :

أجاوِب الورقا على زامـي الشِّـرْف ...تسجع وانا اشكي م التوجّاد تَكليف
يا وا عيونٍ تـذرف دموعهـا ذَرف ...كن بمَحاجِرها سـوات التوغّيـف
عليك يا المجمول يا الجازي التّـرف ..يا ملحقتنّي من سبب هجرك الحَيف

.
.

ومن عواء الذيب ونوح الورقا إلى خلوج النوق !!

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

فلا يستطيع أي شاعر سماع ( حنين ) الناقه ( الخلوج ) ولا يبدع معها
ابيات تجاري هذا الحنين المؤلم ونحن هُنا أيضاً لا نستطيع إلا اختصار
الحديث عنها فليس هناك مايصف الخلوج أثناء حنينها
وما تحدثه من تأثير على من حولها ..
لذا لن نلوم الشعراء حين يجارونها بأبيات تبكي ألماً وتقطُر حزناً

.
.

وكثيره هي القصص التي تحكي عن حنين الناقه والشعراء الذين
جاروها حنيناً ولعل اشهرها على الإطلاق ( خلوج أبن رومي )
والتي جسدت الألم في ابشع صوره وكثيره هي الابيات التي
قيلت في هذه الخلوج التي تفطرت كبدها وهي حية حزنا على
حيرانها الثلاث الذين نحروا امامها في قصة شهيرة…

يا ونة ونيتها يا ابن نصار ... ما ونها مثلي خلوج ابن رومي

.
.

وهناك ايضاً ( خلوج العوني ) للشاعر العلم محمد العوني رحمه ويقول :

خلوجٍ تجذ القلب بأتلا عواها ....تكسّر بعبراتٍ تحطّم اسلاها

ويقصد بهذه الخلوج بلده القصيم أثناء استيلاء ابن رشيد عليها ...

.
.

وللفارس الشيخ تركي بن حميد رحمه الله ايضاً ابيات في حنين الناقه يقول فيها :

الا واوجعي من بكـرة هيضتنـي ......في ليلة الجمعه تزايـد حنينهـا
تجر صليب الصوت مما جرى لها ...تجرّه من الوجلاء وفرقا ضنينها

.
.

وشاعر آخر يصف حنين الناقه وهو الشاعر الكبير شاعر الوجد سويلم العلي
السهلي رحمه الله يقول من قصيدة تذيب من يقرأها :

كني خلوج يوم صفق الرعايا . . تحن بالمفلى لما روحني
على ولدها كيف سوت سوايا . . طبايع ماظنــتي يعملنــي
ساجت وراجت مالقت له حلايا . . وخرشت ونشت والقوايم جثني
وتصن مثل اللي يوصى وصايا . . تبي لعل سموعها يسمعنــي
لاجت وشافت بالنواظر هفايا . . حوايم على مداسه هفنــي
جتهن وشافت بس نثر الحوايا . . وجلده ومدراج الحمر يوم ثنــي
وعرفت وشافت من لحومه شوايا . . تاقت بصيحه والظلوع اعولنـي
والدود من بين الظلوع الحنايا . . قطع علايق قلبها واصرمنـي
جرحي غميق مثلها بالتهايا . .عديت والمجمول عدوه عني

.
.

بعد هذه الأبيات او بالأحرى ( الونّات ) نرى كيف ساعدت هذه الضعيفه
الشعراء في تنظيم أجمل الأبيات التي توارثتها الأجيال ..
إن ملهمات الشعراء لاتقتصر على ماسبق وذكرناه ..

فـ الطبيعه بحد ذاتها لها دور كبير في رسم الصور التي يستخدمها الشاعر
يعني مثلا ً..الفياض..الشعبان..الضلوع..الجبال..السحاب..الامطا ر..السيول.. وكذلك المرأه

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]