رد: مًنْ الآخرً ترىً بعدٍڪ عطْانُيَ هالزمانْ » طٍرًآق
منذُ ولادتِيَ وأوائلِ سنينِ طفولتِيَ كانَ أكثرُ الأسئلةِ تَحييراً وإحراجاً لِيَ هو ما اسْمِيَ وأصْلِيَ، أيْ اسْمُ قبيلتِيَ. في تلكَ الأيّامِ علمْتُ من إمامِ مسجدِ القريةِ القديمِ أنَّ أصْلِيَ وأصولَ أجدادِيَ، وكما بقيّةُ الأحياءِ الأخرى، تعودُ كلُّها إلى الماءِ!؟. لذلكَ حاولْتُ اقتفاءَ آثارِ آبائِيَ وأجدادِيَ كيْ أحدِّدَ شجرةَ عائلتِيَ، لكيْ أتَمكّنَ من مواكبةِ متطلباتِ الحياةِ والمُجتمعِ البشريِّ من حولِيَ. تَطَلَّبَ منّيَ الأمرُ أنْ أذهبَ بفكرِيَ وذهنِيَ إلى قيعانِ البحارِ والمُحيطاتِ وأنْ أفتّشَ في الواحاتِ والسّبخاتِ وأُسائلَ جداولَ الماءِ والمستنقعاتِ، وأنْ أناجِيَ حتى الأقداحَ التي كنتُ أحاولُ دائماً الارتواءَ من مائِها. وما أنْ تقدّمَ بِيَ العمْرُ قليلاً واتّسعتْ عندِيَ دائرةُ العلْمِ والتّفكيرِ والصّحوةِ والفلسفةِ حتى اكتشفْتُ أنّني وأجدادِيَ تَمتدُّ جذورُنا جَميعاً إلى ما هو أعمقُ من ذلكَ وبكثيرٍ، وبشكلٍ يفوقُ قدرةَ الوصفِ والخيالِ البشريِّ. تعودُ جذورِيَ إلى حتى ما قبْلَ عصورِ "البارْيوناتِ والكوارْكاتِ
|