سيّد ولد آدم يُدخل السرور على أهله ، فيُسابِق زوجته
قالت عائشة رضي الله عنها : خرجت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأنا خفيفة اللحم فنـزلنا منزلا ،
فقال لأصحابه : تقدموا ، ثم قال لي : تعالي
حتى أسابقك ، فسابقني فسبقته ، ثم خرجت معه
في سفر آخر ، وقد حملت اللحم ، فنـزلنا منـزلا ،
فقال لأصحابه : تقدموا ، ثم قال لي : تعالي أسابقك ،
فسابقني فسبقني ، فضرب بيده كتفي وقال : هذه بتلك .
رواه أحمد وأبو داود والنسائي في الكبرى ، وغيرهم ، وهو حديث صحيح .
بي الله صلى الله عليه وسلم يُجيب الدعوة
ولو كانت على يسير الطعام
روى البخاري ومسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه
أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ له , فَأَكَلَ مِنْهُ , ثُمَّ قَالَ : قُومُوا فَلأُصَلِّ لَكُمْ .
قَالَ أَنَسٌ : فَقُمْتُ إلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدْ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ , فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ , فَقَامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَصَفَفْتُ أَنَا وَالْيَتِيمُ وَرَاءَهُ , وَالْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا .
فَصَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ انْصَرَفَ .

ويُجيب الدعوة ولو كانت من رجل فقير
ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه
. قال أنس :
فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام ، فقرّب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
خبزا ومرقا فيه دباء وقديد ،
فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء
من حوالي القصعة .
وعند الإمام أحمد : أن خياطا دعا النبي صلى الله
عليه وسلم إلى طعام فأتاه بطعام
وقد جعله بإهالة سنخة وقرع .
والإهالة : ما أذيب من الشحم ، وقيل : الإهالة الشحم والزيت ، وقيل كل دُهنٍ أُوتُدِمَ به . ذكره العيني .
والسَّنِخَة : أي المتغيرة الرِّيح . قاله ابن حجر .
ل يُجيب الدعوة ولو كانت من يهودي أو يهودية !
فقد أجاب صلى الله عليه وسلم دعوة امرأة
يهودية حينما دعته إلى الطعام .
روى الشيخان عن أنس أن امرأة يهودية أتت رسول الله
صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها ، فجيء
بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك ، فقالت : أردت لأقتلك . قال : ما كان الله ليسلِّطك على ذاك .
وقال مُؤكِّدا على هذا المعنى :
لو دُعيت إلى ذراع أو كراع لأجبتُ ، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقَبِلْتُ .
رواه البخاري .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس مع أصحابه
في بستان ويُدلِّي رجليه مع أرجلهم في البئر
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط بالمدينة
على قُفّ البئر مُدلِّياً رجليه ، فَدَقّ الباب أبو بكر ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي موسى : ائذن له وبشِّره بالجنة ، ففعل فدخل أبو بكر فَدَلَّى رجليه ،
ثم دقّ الباب عمر ، فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ائذن له وبشِّره بالجنة ، ففعل ،
ثم دقّ عثمان الباب ، فقال له رسول الله صلى
الله عليه وسلم : ائذن له وبشِّره بالجنة ، وسيلقى بلاء .
رواه الإمام أحمد .
ارتعد منه رجل فقال له : هوِّن عليك ! فإني لست بملك إنما أنا بن امرأة تأكل القديد !
طأطأت أمامه رقاب أعدائه ، فطأطأ رأسه تواضعاً لله
دَخَل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً مُتواضعاً حتى إن ذقنه ليمس رَحْلَه .
كان عليه الصلاة والسلام يركب الحمار ، ويُجيب دعوة المملوك ، ويأكل على الأرض ، ويعتقِل الشاة .
وكان يُردِف بعض أصحابه خَلْفَه
فقد أردف ابن عمِّه ابن عباس رضي الله عنهما
وأردف معاذ بن جبل رضي الله عنه
وهذا لا يفعله أرباب المناصب ولا أصحاب الأموال !
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقع ثوبه ، ويخصف نعله
كان في بيته يكون في مهنة أهله ، يعني في خدمتهم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام على الحصير
حتى أثّر في جنبه
قال عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم : وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء ،
وتحت رأسه وسادة من أدَم حشوها ليف ،
وإن عند رجليه قرظا مصبوبا ، وعند رأسه
أُهُب معلقة
، فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت ، فقال :
ما يبكيك ؟ فقلت : يا رسول الله إن كسرى
وقيصر فيما هما فيه ، وأنت رسول الله ! فقال :
أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ؟
رواه البخاري ومسلم .
وسجد على الأرض من غير حائل بينه وبينها ،
حتى سجد في ماء وطين من أثر المطر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان اعتكف
معي فليعتكف العشر الأواخر ، وقد أُرِيت هذه الليلة
ثم أنسيتها ، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من
صبيحتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر ،
والتمسوها في كل وتر ، فمطرت السماء تلك الليلة ،
وكان المسجد على عريش فَوَكَف المسجد فبصرت
عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبهته
أثر الماء والطين من صبح إحدى وعشرين .
رواه البخاري ومسلم .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبِّل الصبيان
ويُلاعبهم وكان يَمُرّ بهم فيُسلِّم عليهم
لو شاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسير
معه الجبال ذهبا لكان ، ذلك أنه خُيِّر بين أن يكون عبداً نبياً وبين أن يكون نبيّاً ملِكاً ، فاختار أن يكون نبيّاً عبدا .
قال المسيح عليه الصلاة والسلام : طوبى للمتواضعين
في الدنيا ، هم أصحاب المنابر يوم القيامة .
طوبى للمُصلِحين بين الناس في الدنيا ،
هم الذين يرثون الفردوس يوم القيامة .
كتبه / فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
مهما كتب الكاتب وأفهم الخطيب فلن يفِ أحد بحقه