بلا هوية

[حلم~]

لأني بعيدً جداً عن حضرتك. أفتقدك. لكني أسمعك. رنين الذكرى يحرجني، لأني لا أملك إلا البكاء على آثار قدميك الصغيرتين.
تكبرينني بخمسة أشهر. وبعمر الكون أكبرك. بحزني الشفاف. بقلبي التعب. بالليل الذي يسهر معي.
صورتك تُخجلني. لأني أحملق فيها كل ساعة. ساهياً، لاهثا، باكيا، متهالك.
جسدي الضعيف يكبر مع الدموع. وعيني العسليتين ابيضتا من الحزن. وقلقي اختفى من كثرة القلق.
لاشيء بعد القلق من الممكن أن يؤرقني. فأنا وجه هذه الدنيا الشاحب، وأنا كوارثها المتتابعة.
الزمن يطوي نفسه، وأنا أنطوي على ذاتي أيضاً.
الصمت صار صديقي الدائم. والشرود هو رفيق الوحدة. والسُكر هو مُخلصي وفيه نجاتي ..
عباءة البلاهه ،تناسبني جداً .. لأن بلاهتي صافية كنهرٍ راكد. أو كصخرة ملساء. لا فرق ، فالصورة واحدة.
سنة من عمرڈي أمضيتها بعيداً عنك. قضيتها مُبحراً مع نفسي. تواقاً إليك..
أشتاق إليك مع كل نسمة أشمها من بحر الشرق العظيم … وأذكرك مع كل عطر أشمه من فتاة هوى… وأسرح فيك بعدد الشوارع اللتي تهتُ فيها ...
.. سكنتُ السحاب، وعمرت السماء .. وأقحمت عمري في ملاهي الدنيا صارخاً باسمك، ومرتلاً بصوتك..
....وحيداً .. وفي وحدتي كان العزاء. لأن الوحدة هي صندوق الذكريات.
… وأشتاق إلى الحلم فيك
وأحلم فيك
ويقتلني أنيني إليك ،
وأعرف أن حنيني إلى شفتيك ..
يهز فيني الرضيع .. ويرحل
ويتركني يتمياً كما لو وُلدتُ بأرضٍ فلاة ..
طريداً، شريداً، كسير الجناح…
…أرضب ثدي الأرضِ .. لئلا أجوع..
وأسكن جوف الأرض ..لئلا أتوه ..
و ألتحف الأرض .. لئلا أتجمد …
فإذا ما رأيتُ صورتك على الرمل .. أسجد
أقبل الرمل وأضحك..
وأخذ من الرمل حفنه .. على رأسي أهيل التراب عَلِي لأسعد..
وأُنهي حياة الجمود..
الله وحده يرى دموعي الخفيه، الله وحده يعلم حزني الداخلي، الله وحده يسمع أناتي.
لا أحد من البشر يتسلل. ولا أحد منهم يعرف آهاتي الخافيه. لأنها منكِ وأنتِ سرٌ كبير يبقى حتى الفناء.
حتى أغيب …
ثم لا تسألين .. ولا تذكرين .. ويهوي جسدي تحت الأرض بلا رحمة..
وأصرخُ ويحك .. ويحك !
لقد كنت بين ظهرانيك بشحمي ولحمي.. وخيري وشري … و أنتِ نسيتي … فما ألهاك عني؟ …
.. فتردين بلسان الحال..
أنت الآن ميت.فدعني!
ومالي في مصيرك شأن.. مماتك، حياتك عندي سيان …
ويذهب صوتي بعيداً بعيداً بعيداً…

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع : حلم~

💜