« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
الأسباب المعينة على سلامة الصدر
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقد حرص الإسلام حرصًا شديدًا على تأليف قلوب أبناء الأمة بحيث تشيع المحبة وترفرف رايات الألفة والمودة، وتزول العداوات والشحناء والبغضاء والغل والحسد والتقاطع،ولهذا امتن الله على المؤمنين بهذه النعمة العظيمة فقال(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)آل عمران، بل امتن على نبيه صلَى الله عليه وسلم،بأن أوجد له طائفة من المؤمنين تألفت قلوبهم(هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ،وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ)الأنفال، أن الله تعالى لا ينظر إلى الصور ولا إلى الأجساد، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال(يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ،إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)الشعراء، والقلب السليم ،هو القلب السالم من الشرك والغل والحقد والحسد،والشبهات والشهوات المهلكة، سلامة الصدر طريق إلى الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(فأول زمرة تدخل الجنة،لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد)البخاري، وقد أخبر الله تعالى عن حال أهل الجنة فقال(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ)لأعراف، فهيا نطهر قلوبنا من الحقد والغل والحسد حتى نسعد بصحبة الأبرار الصالحين، ونفوز بالقرب من رب العالمين، يفوز صاحب الصدر السليم بكل الفضائل راحة البال والبعد عن الهموم والغموم،واتقاء العداوات،ويكون المجتمع مجتمعًا متماسكًا متراصًا متكاتفًا ترفرف عليه رايات المحبة والإخاء، تأمل موقف أبو بكر الصِّدِّيقُ،رضي الله عنه،مع مسطح بن أثاثة إذ كان الصديق ينفق على مسطح فلما كانت حادثة الإفك كان مسطح ممن خاضوا فيها فأقسم الصديق ألا ينفق على مسطح فأنزل الله قوله تعالى(وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)النور، فما كان من الصديق إلا أن أعاد النفقة على مسطح، من الأسباب المعينة على سلامة الصدر الدعاء فإنه من أعظم الأساب لتحقيق المقصود ، وكان من دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم (وأسألك قلبًا سليمً والتماس الأعذار وإقالة العثرات والتغاضي عن الزلات، يقول ابن سيرين،إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا فإن لم تجد فقل،لعل له عذرًا لا أعرفه، لايوجد أحد معصوم من الخطأ والزلات،تذكَّر سوابق إحسانه فإنه مما يعين على التماس العذر وسلامة الصدر،استحضر أن المؤمن يلتمس المعاذير، والمنافق يلتمس العثرات،ودفع بالتي أحسن،قال الله تعالى(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)فصلت، والبعد عن الغيبة والنميمة وتجنب كثرة المزاح، كم من إنسان أرداه الهوى،فهوى،وما سُـمي الهوى إلا من الهوان( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ،وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ،وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) والإنسان إذا بقي أسير الهوى،فإنما هو حبيس سجن ضيق مظلم ولا يطلقه من هذا السجن إلا أن تتولد في قلبة محبة الله تعالى،وعلامتها الكبرى، أنه يجد نفسه مندفعا للإقبال على الله تعالى، ذلك لا يعني أن المؤمن الحق والمحب الصادق معصوم من الوقوع في المعصية،ولكنه إذا وقع عرف كيف يعود سريعاً وكله ندم، ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى،فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) جنة معجلة في الدنيا،قبل جنة الآخرة التي أعدها لعباده المتقين اللهم برحمتك ارحمنا، وبكرمك أكرمنا واشرق أنوار محبتك على قلوبنا ، حتى لا نحب سواك، الأسباب الجالبة للمحبة قراءة القرآن بالتدبر والتفهم،ويقرأه بعناية وتركيز، التقرب إلى الله بالنوافل،بعد الفرائض(ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه،فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به،وبصره الذي يبصر فيه،ويده التي يبطش بها،ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه)رواه البخاري، الثالث،دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل،فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر،فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره،وانشغل قلبه به،ومن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه، ومشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة،فقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، فيبقى القلب في حالة انكسار بين يدي الله بشكل دائم ، مستشعراً الفقر بين يديه،وشدة الحاجة إليه ، وعدم الاستغناء عنه طرفة عين ، فما من خير هو فيه،أو يأتيه أو يتوقعه فإن الله هو الموفق له، والميسر له، الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته،والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه،والاستغفار والتوبة، والمراد،الحرص على التهجد والناس نيام،حين يخلو كل حبيب بحبيبه ، وتكون ساعتها بين يدي مولاك تتلذذ بمناجاته والشكوى إليه،ولقد قيل،إذا أردت أن تكلم الله فادخل في الصلاة وإذا أردت أن يكلمك الله،فاقرأ القرآن،وصلاة الليل تجمع الأمرين، رزقني الله وإياكم صدوراً سليمة لا تحمل غلاً ولا حسداً ولا حقداً، نسأل الله أن يملأ قلوبنا بنور محبته حتى نذوق بقلوبنا حلاوة الأنس به ، ولذة الإقبال عليه،
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo