« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-05-2014, 01:28 PM | #31 |
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***
ابن تيمية ومسألة التكفير ابن تيمية معتصم – كما قلت – بالدليل ، عامل بالبرهان كتاباً وسنة ، مطلع على أسرار الشريعة ، عارف بمقاصدها ؛ ولذلك كان كلامه في التفكير من أحسن الكلام ، حتى إن له من الجدة في الحديث في هذا الباب ، والبراعة في التأصيل ، ما لا تجده عند غيره ، فقد نظر لهذه المسألة ، وأورد عليها أمثلة ، وطرحها بشتى الطروح ، وعدد الأساليب في ذكرها ، فاشترط وجود الأسباب في التكفير ، وانتقاء الموانع ، وجاء بمسألة الخطأ ومسألة العذر ، ومسألة التأويل ، ومتى يكون التكفير ، وتكفير المعين ، وماذا يمنع التكفير ، والقول المكفر ، والفعل المكفر ، وغير ذلك ، حتى صار كلامه مرجعاً في الباب ، ورأيت من ألف في مسائل التكفير أو ذكرها من الأئمة المعاصرين أو المتقدمين من بعد ابن تيمية ، فإذا هو يعود إلى هذا الإمام ويستشهد بكلامه ، ويقبل قوله ، ويحتج برأيه في هذه المسالة العويصة . التسلسل الفكري عند ابن تيمية ابن تيمية لا يخلط الأوراق ، ولا يورد الكلام على عواهنه ، بل يبدأ المسألة متدرجاً فيها من أولها إلى آخرها ، كالباني الذي يبنى لبنة لبنة ، وكالذي يصعد السلم درجة درجة ؛ فهو يبدأ بكمن أول المسألة مؤصلاً لك ، ثم يأخذ بيدك نقطة نقطة ، وفصلاً فصلاً ، وباباً باباً ، حتى ينتهي بك ، فلا يدخل الكلام بعضه في بعض ، ولا يعاضل في الحديث ، ولا يكون في كلامه ارتجاج ، بل تجده – مثلاً – إذا تكلم في مسألة الإيمان، أو مسالة الكفر ، أو البدعة ، أو الفسق ، أو غيرها من المسائل ، وبنى كلامه بعضه على بعض ، حتى يظهره لك فكرياً اثريا يمكن أن تجعله بحثاً مستقلاً . وقد رأيت له بحوثاً في ( الفتاوى ) عن سجود السهو والنوافل والأذكار والصدقة وغيرها ، فوجدت أنها بحوث متكاملة ، ربما لو انفصلت في رسالة ( ماجستير ) ، أو ( بحث جامعي ) لكفت وشفت ،ولما وجدت معترضاً . ابن تيمية المجتهد المطلق بقول بعض الفضلاء: إذا لم يكن ابن تيمية مجتهداً مطلقاً فلا ندرى من هو المجتهد المطلق ؟ ، فكل ما ذكره أهل المذاهب والعلماء في شروط المجتهد توفرت في ابن تيمية مجتمعة ، وزاد عليها في شروطه ؛ فإن ذكروا الحفظ فهو آية في الحفظ ، وإن ذكروا الفهم فهو مضرب المثل في الفهم ، وإن ذكروا معرفته بالمقاصد فهو إمام يرجع إليه في ذلك ، وإن ذكروا علمه باللغة فحسبك به ، وإن ذكروا قدرته على الاستنباط ، ومثله يكون مرجعاً في المسألة الاجتهاد ،وقد تلكم فيها هو وأوعب الحديث فيها أيعاب ، وأملى فيها فصولاً ،وتكلم بإطناب عن الاجتهاد والتقليد ، ومن يتتبع فتاويه ورسائله يجد أنه بلغ الغاية في الاجتهاد ، حتى إنه لحظ على بعض الأئمة الكبار الخطأ في كثير من المسائل وفي الاستدلال ؛ وبين سبب خطئهم فيها ، وغلظهم في بعض القضايا ، وبين غلظهم بالدليل والبرهان والحجة الدامغة التي لا تقبل الرد ، وقد أثنى عليه كثير من الأئمة ممن ترجموا له كالذهبي ، وكالشوكاني في ( البدر الطالع ) ، وذكروا أنه الغاية في هذا الباب – رحمه الله – ثناء الأصدقاء والأعداء عليه لا يجتمع الناس في الثناء على رجل إلا وقد فاق الأقران ، وابن تيمية من أكثر العلماء الذين حصل لهم حظوة ، ووجدوا محبة وقبولاً من الناس ، فأما أصدقاؤه وأحبابه وطلابه فحدث ولا حرج ، فمنهم من قال العبارات التي صارت كالأمثال ؛ كقول بعضهم فيه : لو حلفت بين الركن والمقام أتي ما رأيت مثله ، وأنه ما رأى مثل نفسه لصدقت وما حنثت ، كقول ابن حيان المفسر الأندلسي : أنه لم ير مثل ابن تيمية في الناس ابدأ ، وقول ينسب لبعض العلماء أنه لما رأى ابن تيمية لمبالغته في الكلام ، وقول ينسب للمزي أنه قال : لم يأت مثل ابن تيمية من خمسمائة سنة ، وكلام لو ذهبنا نجمه لخرج لنا مجلد كبير من الثناء الحسن على إمامته ، وزهده ، وصدقه ، وتواضعه ، وبراعته في التأليف وفي الفتيا ، وجهاده ، ودعوته ، وإصلاحه ، وأمره بالمعروف ونهية عن المنكر ،وشجاعته ، وكرمه ، وتقشفه ، وغير ذلك من أخلاقه التي ألفت فيها الكتب ؛ فقد ألف البر زار وابن عبد الهادي وأناس من المعاصرين بحوثاً ورسائل وكتباً فيه ، والعجيب أن الأعداء اثنوا عليه وببعض الجوانب ؛ لأنه أصبح كالشمس كما يقول المتنبي : وكيف يصح في الأذهان شيء *** إذا احتاج النهار إلى دليل ؟ ! فحتي أعداؤه من أقرانه وصفوه بالحفظ ، ومنهم من وصفه بالزهد ، ومنهم من وصفه بالتمكن ، بل العجيب إني سمعت علاماً من علماء السنة لقي عالماً شيعياً وتباحثاً في كتاب ابن تيمية (منهاج السنة ) الذي رد فيه على الرافضة ، فوجد الشيعي منزعجاً من هذا الكتاب ، ولكنه كان يقول للسني : لو أن عند كل طائفة رجلاً مثل ابن تيمية لوجب على هذه الطائفة أن تفتخر بهذا الرجل وتتشرف ، وحق لكم أنتم يا أهل السنة أن تفتخروا بهذا الإمام وتتشرفوا به ، وكثير من الطوائف – حتى من المخالفين – تعجب من ذكائه ونبوغه ، وذهل من عبقريته ؛ لأن المسألة أصبحت قضية ظاهرة ما تقبل اللبس ولا يختلف فيها اثنان ، ولا يستطيع أحد أن ينكر الشمس إذا طلعت على الناس ، أو يشكك في ضوئها ، أو يشكك في نورها هذا لا يكون ، ولذلك كان ابن تيمية فارضاً احترامه على الصديق والعدو، مثبتاً بجدارة أنه إمام يستحق الاهتمام والاعتبار والإنصات والإعجاب ، وكان مقصده – رحمه الله – ما عند الله عز وجل ، فحصل – إن شاء الله – ثواب الآخرة ، والثناء المستمر في الدنيا ، وهذا لسان الصدق في الآخرين . |
|
09-05-2014, 01:44 PM | #32 |
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***
ابن تيمية رجل المرحلة لاشك أن الله سبحانه وتعالى هيأ الظروف والأحوال لخروج مثل هذا الرجل الإمام المجدد ، إذ كانت الحياة السائدة في عهده حياة تدعو إلى الرثاء ، وتستجدى بزوغ نجم مجدد مصلح كبير ، يكون في مثل عقل ابن تيمية ،وعلمه ، وخشيته ، وشجاعته ، لقد كانت الحالة العقدية بها غبش في التصور ، فظهر الشرك عند القبوريين الذين يطوفون متبركين بالقبور ؛ فظهر كثير من المهنة والمشعوذين والسحرة والدجالين والأفاكين ، ووجد كثير من المبتدعة بشتى مشاربهم ونحلهم ومذاهبهم الخاوية المنحرفة ، واستشرى فساد سياسي يتمثل في الظلم من الحاكم ، والجهل بالشريعة ، كما ظهر الفساد في القضاء من انتشار للرشوة ،وجهل بالشريعة ، وحيف وجور وظلم ، مقيت ، وجهل بالنص ، وبعد عن الدليل ، وبرز الفساد في مسالة الأدب ، حيث تراكم نتاج شعراء أفسدوا في المسيرة الأدبية ، وانحرفوا عن الجادة ؛ لما تركوا من لغو آثم وتركه فاسدة منحرفة عن الصراط المستقيم ، من الفجور والإلحاد.والفسق والعصيان ، كما وجد من يصد عن منهج الله عز وجل في المجتمع ممن يدعو إلى انغماسه في الدنيا بحالة ومقاله ، من فوائد هذه الآية الكريمة يدعو إلى ترك السنة ، من فوائد هذه الآية الكريمة ينصب نفسه للناس إماما وهو ضال مضل ، من فوائد هذه الآية الكريمة يعطل الشرائع ؛ كفرقة البطائحية ، وكالنصيرية الضالة المنحرفة ، وكأتباع غلاة المتصوفة ، وأتباع ابن عربي الحلولي الاتحادي ، وغير ذلك من أرباب المسالك الجائزة فيهأ الله خروج هذا الإمام الذي أتى فملأ الزمان والمكان بالحق المورث عن ولد عدنا صلى الله عليه وسلم ، والملهم من الرحمن ، فأتى مصلحاً مجدداً . فبدأ بالعقائد فأوضح الحق في هذه المسالة ، ودعا دعوة تامة عامة كاملة للعودة إلى التوحيد الصحيح ، وأنه أصل الأصول ، فبين ووضح وشرح ورد كل شبهة ترد على هذا الأصل العظيم . ثم أتي إلى الفقه فدعا الناس إلى الاعتصام بالدليل ، مع توفير الأئمة ، وبين في أول كتاب ( الاستقامة ) أن الناس في هذه المسألة طرفان ووسط : فطرف جمد على الظاهر ولم يحترم الأئمة ولم يشتغل بالاستنباط والفقه ، وقابله طرف آخر عظم أقوال الأئمة واصلى الله عليه وسلم أرباب المذاهب على حساب الدليل والنص ، فغلا في التعصب وإفراط في التقليد ، والصحيح الوسط وهو الاعتصام بالدليل من الكتاب والسنة وتقديم قول الله عز وجل وقول رسوله صلى الله عليه وسلم عل قول الرجال ، كائناً من كل صاحب هذا القول ، مع احترام الأئمة وعدم المساس بهم رضوان الله عليهم ، وأتى إلى مسالة السنة فأوضحها للناس وبينها ودعا إليها بأقواله وأعماله وأحواله ، ورد على كل من خالفها ، أتم كل بحسبه ، وفت باب خصومات مع أعداء السنة ، فجابههم أتم المجابهة لما تقتضيه حكمته وبصيرته ، وأوذي في كل الأذى وهو صابر محتسب متلذذ بما يصيبه في ذات الله ، ومستعذب العذاب في سبيله ، فكانت العافية له ، وهي سنة الله –عز وجل – في رسله عليهم الصلاة السلام ، واتباع رسله إلى يوم القيامة . ثم أتى إلى الفساد السياسي فدعا الحاكم إلى العمل شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وشافه الحكام بهذه الدعوة وراسلهم وكاتبهم ، ووجد من بعضهم الأذى ، وحبس في ذلك وأظهر دعوته ، وكتب في ذلك ( السياسة الشرعية ) ، ونهى عن الظلم ، ودعا إلى تقديم الملة على الأحكام الوضعية القانونية الأرضية ، وأخبر بأنه لا يسع أحداً من الناس – سواء الملوك أو العامة – الخروج عن شيء من شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وقام في ذلك المقامات التي شهد بها القريب والبعيد وزار السلاطين في بلاطهم ، ودخل دواونيهم ، وخطب بين أيديهم ، وكاتبهم وراسلهم ،وقام المقامات المشهودة عند العامة ، في مجامع الناس ، ونازل أعداء الشريعة وبارزهم في الميادين العامة ، وفي المجالس الخاصة ،وفي أماكن النظر ،وفي محلات التدريس ، فكان بحق شاغل تلك الفترة بالحديث والأخبار والأخذ والعطاء . ابن تيمية وعلاقته بالدولة في عهده لا شك أن ابن تيمية صحب في تلك الفترة السلاطين من المماليك ومن الأمراء الذين يتبعون للدولة العباسية في أواخر عهدها الانحطاط والضعف ، وهؤلاء السلاطين نافذون في مصر والشام ، وكان عندهم جور وظلم ، وهم في الجملة مسلمون ، فعاملهم بما يقتضي الحال من النصيحة والإرشاد والتوجيه ،ولم يوافقهم على باطلهم ، ولم يأخذ أعطيا تهم ، ولم يدخل في شيء من وظائفهم ،ولم يتقلد لهم مناصب ،ولم يتول لهم زلالية ، وإنما كان همه إصلاحهم وإعادتهم إلى منهج الله عز وجل وإلى شريعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولنه في المقابل لم يخرج عليهم ، ولم يدع إلى السيف والمبارزة ومقاتلتهم ؛ لأمور منها :أنه يحتكم إلى الشرع الذي يدعو صاحبه صلى الله عليه وسلم إلى عدم الخروج على الإمام والراعي المسلم ما لم نر كفراً بواحاً عندما فه من الله برهان ، فالمعاصي والجور والظلم لا تقتضي الخروج على الحاكم مهما كانت ؛ لأن الخروج أعظم مفسدة من البقاء تحت ولايته ، لما ينتج من ذلك من افتراق الكلمة ، وسفك الدماء ، وذهاب الأموال ، وانتهاك الأعراض ، والفساد في الأرض بكل أنواع الفساد ، فكان ذلك منهج ابن تيمية ومنهج أئمة الإسلام وعلماء الملة على طول التاريخ تعاملهم مع الحكام الظلمة ، وهذا هو المنهج الصحيح الذي أثبت صلاحه ونجاحه على مر الدهور والأعوام ،وهو الموافق لشرع الله عز وجل . لماذا لم يكون ابن تيمية جماعة لم يعرف عن ابن تيمية –رحمه الله – أنه كون جماعة أو نظم فرقة معه ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، صحيح أن له طلاباً وأصحاباً ، لكن لم يكن بينهم تنسيق وتنظيم حتى يصحبوا جماعة تعرف بين الناس ، لها خطتها ولها برنامجاً ، ابدأ لم يحصل هذا ، ومن قال ذلك فعليه الدليل ، والمؤكد أن ابن تيمية لم يفعل ذلك؛ لأنه فعل فعل علماء الإسلام وأئمة الدين ممن سبقه من أهل السنة ، ولو أنه كون جماعة لا اقتضى الحال أموراً . فإما أن تنظيم هذه الجماعة في طاعة الدولة المعاصرة له وتنقد أوامر السلطان في عهده فيكون هذا تحصيل حاصل ؛ لأنها لن تأمر بالمعروف ولن تنهى عن المنكر إلا بإذن من السلطان ، ولن تقوم بعمل رعي عام الإ بسماح منه ، فكأنها لم تفعل شيئاً ، فالناس في عهده في الجملة لا يعلون إلا بإذن السلطان سواء من العلماء أو القضاء أو المحسنين أو الدعاة فما فائدة تكوين جماعة نأتمر بأمر السلطان ؟ والناس كلهم أصلاً مؤتمرون بأمر السلطان فلم يكن هناك شيء جديد إذا وأما أن تقوم هذه الجماعة بأمرها ولا تراجع سلطاناً ولا دولة، فتأمر بالمعروف متى شاءت ، وتنهى عن المنكر متى شاءت ،وتكون لها منهجا صالحاً سنياً على نظرها دون أن تعود إلى سلطان أو دولة ، وحينئذ لن ترضى الدولة المعاصرة ،ولن يرضى السلطان ،وسيقع التصادم ، ثم يستمر الحال ، فإما أن تمضي الدولة كلمتها ،وتمضي أمرها أو تأتي هذه الجماعة فتتفذ أمرها وكلمتها وتمضي أمرها ، وحينئذ يقع التصادم والاختلاف ، وتقع الفرقة ، وينتهي الحال إلى أراقه الدم ،وهو ما حصل في بعض العهود من قيام جماعات قصدها نصره الدين ، ولكنها واجهت دولاً ، فسكفت الدماء ، وفتحت المعتقلات ، ونهيت الأموال ، وانتهكت الأعراض ، ووقع فساد عظيم واختلاف وشر في الأمة ،وهذا الذي منع ابن تيمية من تكوين جماعة أو فرقة ،وكان الذي فعله عين الصواب ، وهو الذي اثبت لابن تيمية قوته وجدارته ، وترك له أثرا علميا ودعوياً وإصلاحياً وتجديدنا مباركاً ، وتركه طيبة من العلم النافع ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وهذا المطلوب ؛ فإن إقامة دولة مسلمة هو أمر مطلوب عل العام والخاص ،ولكن إذا لم يستطيع الإنسان إلا أن يكون في ظل دولة مسلمة ،وعندها قصور وجور وظلم وأخطاء ، فإن عليه أن يبقى الله عز وجل ، وأن يعمل بالشرع في لك ، وأن يدعو ويصبر ،وأن يطيع في طاعة الله عز وجل ولا يوافق في المعاصي ، لكنه لا يخرج عليهم ولا ينابذهم السيف ،ولا يدعو غل الفرقة ؛ لأن الشر في ذلك عظيم والفساد كبير . أثر ابن تيمية في أصحابه وطلابه من آثار العلم المبارك في حياة العالم أن يكون له اثر طيب على أقرانه وزملائه وأتباعه وأصحابه وطلابه ، وهذا ما حصل مع ابن تيمية ؛ فلا يعلم في العلماء المتأخرين ممن أثر في أصحابه وطلابه من بعده من القرون كابن تيمية ، فكان ينفع الله بمجالسه وبدروسه ، وباللقاء به ، وبمعايشته والسفر معه ، ما شهد به أصحابه وما رايتا أثر ذلك في طلابه ، حتى إن الواحد منهم كان في جهل وفي انحراف ، حتى صحب هذا الإمام وغيره ، فوجد من النفع العظيم ، واستقامة الحال ، وانشراح الصدر ، وصلاح العمل ، وسداد القول ، والبركة في الوقت ، ما صار تاريخاً يكتب ، وما ذلك إلا لبركة هذا الإمام الأستاذ المعلم – رحمه الله - ؛ فكان مبارك الأنفاس ، تعود بركته على أصحابه ، وهذا دليل على صدقة وإخلاصه ،وأعمار أوقاته بالطاعة والنوافل والعبادات والأوراد بأنواعها ، فصار قدوة في جهاده وصبره وصدقه وعلمه وحاله وزهده وتقشفه وجرأته وثباته وثقته وبربه ، وغلى غير ذلك من الخصال الحميدة والأفعال المجيدة ، التي سطرها هذا الإمام وصارت تاريخاً يتلى بعده إلى آخر الدهر ؛ فقد رأينا ممن عاصره من العلماء من كان له طلاب ومؤلفات ، ثم ذهب فكأن مؤلفاته أدرجت في أكفانه ،وكان طلابه ماتوا معه ؛ لأمر علمه سبحانه وتعالى ، لأنه أعلم بالسر وأخفى ؛ وربما لأن هؤلاء العلماء تصدروا للدنيا وهو ما حصل بالفعل ؛ فإن أحدهم كان يغضب للمنصب ويوصى السلطان أن يولي ابنه بعده ، وكما يقول أحد المعاصرين : إن ابن تيمية ترك الدنيا وما فيها لأهلها وطلب الآخرة ممن يملكها سبحانه ، أما المعاصرون له في الغالب فإن لهم عمائم الأبراج ،وأكمام كالإخراج ، همهم الولاية والأوقاف ، وجمع أموال اليتامى ، والتصدر في المجالس ، وحضور مواكب السلطان والفرح بالأعطيات ، وجمع الأموال ، وتكديس الخزائن ، والشهرة في العامة ، وطلب التبرك ممنهم ، والانصياع لأوامرهم ، وتنفيذ مراسيهم ، فذهبوا وانقرضوا وانتهوا وماتوا بآثارهم ، وبقى هذا الإمام الذي عاش فقيراً ، معدماً ولم يتول آية ولاية صغيرة أو كبيرة ، حتى إمامة المجد أو الآذان فبقى في القلوب محفوراً اسمه ، منقوشة حروف علمه في الأذهان الضمائر ،وصار آية للسائلين ،وقصة من قصص العبقرية ، وأحدوثة من أحاديث التجديد واللموع . |
|
09-05-2014, 05:06 PM | #33 |
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***
من هم خصوم ابن تيمية ؟ لابد لهذا الإمام –كما اسلفنا – من معارضين ومناوئين عل كافة المستويات ،والعجيب أن خصومه من العامة والخاصة ، ومن المسلمين ومن غيرهم ، فأعظم خصومه هم أعداء الملة الفرة من الملاحدة واليهود والنصارى والصبابئة والدهريين ، وإلى غير ذلك من أعداء الإسلام ، واعطى كلما يستحقه من الرد والمقامة ولمجابهة ، ومن المواجهة بالرسائل بالنقض ، وكشف مستورهم الخبيث بالتشهير بهم وبزلزلة مناهجهم الضالة وبسحق سبههم ، ودحض دجلهم بالوقوف في وجوهم بكل أنواع الوقوف ، وأوذي ف ذلك كل الأذي – رحمه إلله وكان له أعداء مت الجهلة العامة ، الذين لا يعلمون المتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون ، اتباع كل ناعق ، الدهماء الغوغاء ، فعادوه ونالوا منه ، وهو يصبر على أذاهم ،ويوضحهم السنة ، ويدعوهم إل الحجة ويبين لهم المحجة ، صابراً محتسباً ، حليناً صفوحاً مسمحاً ، حتى جذب الثير منهم وردهم غل الجادة ،وبين لهم الطريق المستقيم فكان ينزل ونبه المطففين في المكاييل والموازين والمرتشين والمرابين والغشاشين ، كل ذلك بأتم البيان تويجا وإرشاد ودلالة إلى منهج الله عز وجل ونشأ له أعداء من العلماء المعاصرين ؛ حملهم على ذلك البغي والحسد ، لما آتاه الله من علم ومكانه وقبول وصدارة إيمانية ، ومواقف شريفة ،ومقامات جليلة في نصر الملة فقاموا عليه حسداً من عند أنفسهم ؛ لأن الله ميزه عليهم ، فنقموا عليه هذه المحلة ، ووشوا به عند السلطان ، وأفلحوا في سبحه وإلحاق الأذى به ، لن أجره عند الله عز وجل ، ومكانته في القلوب . وكتبوا ضده رسائل ،واجتمعوا وأفتوا بسفك دمه ، وسطروا رسائل تقول بضلاله ،وقد كذبوا وافتروا وعقدوا له مجلس المناظرة ، وأوغرا صدر السلطان عليه ، وأوهموا العامة أنه مخالف لما كان عليه السلف ، وجمعوا له كلاماً ، وبتروا حديثة ، وقطعوا كثيراً من كلامه عن سياقه في مؤلفاته ، فظهر عليهم بالحجة كثيراً من كلامه عن سياقه ف مؤلفاته ، فظهر عليهم بالحجة وانتصر عليهم بالدليل ، وبين أنهم مخالفون للصحيح من الأقوال ، كل ذلك وهمهم الدنيا وهمه الآخرة ، لكن كانت العاقبة – والحمد لله – لهذا الإمام . وكان له أعداء من السلاطين الظلمة ممن يتبعون الشهوات ،ويريدون أن تميل الأمة ميلاً عظيماً ، فهمهم – فقط – دنياهم ومناصبهم وظهورهم وشهرتهم وملكهم وبقاء العامة في أيديهم ،ولا يعملون إلا ما سهل عليهم من الأعمال الظاهرة من العبادة ، وقد حشوا من الكبر والرياء والعجب ،وسفكوا الدماء ، وأخذوا الأموال من غير حلها ، وظلموا وجاروا ، فقام لهم وتقعد لهم ، ونازلهم ، وخالفهم كل المخالفة في هذا ، دون أن يترك فساداً في الأمة أ شراً مستطيراً في الناس ، بل كان يدعو بالحجة وبالبينات التي أرسل الله بها رسله عليهم الصلاة والسلام وبالأحاديث الصحيحة وميراث السلف المبارك الذي كان يحمله . ثم كان له أعداء من المبتدعة ،وكانوا عل درجات لكنه لم يترك مبتدعاً إلا أعطاه حقه ، منالرد بحكمة وبسداد ، على حسب ما تقتضية بدعة هذا المبتدع قرياً من السنة وبعداً ، فلأ شاعرة عنده رد كلام ، وللمعتزلة رد أشد وكلام أكثروللجهمية رد أكثر وكلام أوفر ، وللرافضة ايضاً د بما يناسبهم ، وللصوفية ولغلائهم عنده رد أيضا ، وللإسماعيلية الباطنية رد ساحق ما حق ، وللملاحدة والزنادقة رد قاتل مميت ،وقد بينا لحق الذي اندرس في عهدة ،والذي ذهبت معالمه ، فأحياه – رحمه الله- في دروسه ،وفي مجالسة ومناظراته ، وفي تأليفه ورسائله ، حتى صارت السنة هي الظاهرة واصحابها هم السادة وهم أهل الحق ن فأبان الله للعامة والخاصة أن هذا الرجل العظيم على نور من الله عز وجل ، وعلى هدي من رسوله صلى الله عليه وسلم ، حتى إنه لما مات كانت جنازته آية للناس من كثرتها واجتماع الناس عليها وترحمهم وتأسفهم ن حتى ذكر أن بعض اليهود والنصارى خرجوا فيها، وقبل أن منهم من اسم ،وتاب كثير من العصاة وكان يوماً مشهوداً لأنه كان محقاً ، صاحب سنة ، على دليل وعلى برهان من الله عز وجل ، فرحمه الله رحمة واسعة . سبحانه ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العاملين . انتهى بقلم : الشيخ الدكتور عائض بن عبدالله القرني حفظه الله |
|
10-11-2014, 02:48 PM | #34 |
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***
وانا اتجول في الشبكة العنكبوتية توقفت امام موقع : أ. د. خالد الدريس واعجبني كثير الموقع لما فيه من فوائد رائعة ساكتب لكم من حبر قلمه ما راق لي وارجو ان يروق لكم ايضا |
|
10-11-2014, 02:57 PM | #35 |
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***
أ. د. خالد الدريس * الكتاب قصة غرام تتجدد .. تهيأ واستعد أيها المحب ، واملأ عالمك فرحاً .. * القراءة عشق ولكل عاشق طقوسه .. * القراءة لا تنفك عن الحالة الجمالية .. اختر الكتاب الأجمل ، وتجمل له " نفسياً " قبل القراءة ! * مأزق يقع فيه كثير من محبي القراءة ، تتضخم لديهم المعرفة ، وتضمر لديهم الإرادة .. * من السهل على العقل أن يقرأ كثيرا حتى يصاب بالتخمة المعرفية ، لكن ما أصعب أن ( ينظم ) تلك المعرفة لئلا يصاب بالفوضى الفكرية ! * الذي يبحث عن الحق لا ينظر في مسألة الوقت أو المال ، حقيقة لذوي الهمم . * من العلو في الاسناد أن تسمع العلم مباشرة من الشيخ . وكذلك في قراءة الكتب أن تقرأها من أجودها وأفضلها تحقيقا. * تأجيل نشر الكتب حتى موعد معرض الكتاب هو دلالة على حالة فقر ثقافي يؤطر الاهتمام بجديد المنشورات لعشرة أيام في السنة فقط . |
|
10-11-2014, 03:02 PM | #36 |
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***
أ. د. خالد الدريس * من لا يستشعر جمال الكون والمخلوقات ؛ فلن يجد لمعنى اسم ( الجميل ) سبحانه أثراً في وجدانه ( إن الله جميل يُحب الجمال ) . * أروع البشر من تشعر معهم أنهم يختزلون جمال العالم وخيره في كلماتهم التي تبتسم لك . * أجمل الأصوات من يُشعرك بالأمان .. ويغمرك بإحساس صادق يتجدد .. ويشع في كيانك حنانا يتمدد . * أجمل المشاعر تأتيك بغتة على هيئة إعصار من الدهشة اللذيذة .. ! * أجمل مساءاتي .. حينما أرى أشواقي في مرايا عينيك .. * من وثقت بجمال قلبه ، فلا تنشغل بقسوة حرفه * من أجمل العبارات في وصف الابتسامة الجذابة : ( كانت لديه ابتسامة يُمكنها إيقاف جريمة ) . |
|
10-11-2014, 03:08 PM | #37 |
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***
أ.د.خالد الدريس * الراحلون لا يرحلون .. ذكرياتهم تجول و تصول في أروقة النفس .. : *الذكريات السعيدة .. صدى الحياة .. تناجينا و نناجيها .. إنها شرايين العواطف .. : * إنها الذكريات يا سادة .. ثروة أكبر من كل ثروة .. ( أشياء لا تشترى ) .. ( أشياء لا تشترى ) : * حين يظمأ الحنين .. نشرب من( نهر ) ذكرياتهم لنرتوي بهم .. : * يعجبني من يبني ذكرياته مع الآخرين .. كقصر كبير .. لا ككوخ صغير .. : * يقولون: العقل تجارب .. و هل التجارب إلا ( ذكريات ) استخلصنا عبرتها .. : * الذكريات .. صروح الروح .. شيد صروحك و أبدع .. : * لا شيء يساعدك على صنع ( ذكرياتك ) القادمة .. كذكرياتك الماضية .. ارسم مستقبل روائعك .. : * الأوفياء فقط .. يحتفظون بذكرياتهم في متاحف فاخرة .. |
|
10-11-2014, 03:13 PM | #38 |
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***
أ.د.خالد الدريس * قال الإلبيري : ( إذا لم يُفدك العلم خيراً ** فخير منه أن لو قد جهلتا) .. ما أدق هذا المحك ! .. إذا لم تزدد من عمل الخير فلا خير في ذلك العلم. : * قال الإلبيري في وصيته : ( وكنت مع الصبا أهدى سبيلاً ** فما لك بعد شيبك قد نكثتا ) .. كم هو مؤلم هذا البيت !! : * واااااشوقاه.. لبدايات طلب العلم .. وااااااشوقاه لرفقاء الطلب .. تذكر النعمة يجدد الهمة .. !! |
|
10-11-2014, 04:19 PM | #39 |
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***
أ.د.خالد الدريس * لا تدع ( الظروف ) تميت ( الإنسان ) فيك .. : * قد ترحل هرباً من ( الحزن ) .. لكنه يسافر بحثاً عنك .. : * كل ( سفر ) لا ( يجدد ) نفسيتك و خيريتك .. هو خسارة .. : * أحياناً ( الخلوة ) مع النفس .. أجمل رحلة .. وأمتع سفر .. : * في قلبك ( عواصم ) و ( غابات ) و ( جزر ) .. تنتظر ( رحلاتك ) إليها .. : * في ( عزلة ساعة ) غسل للقلب من همومه .. ما أحوج قلوبنا للاغتسال !! : * ( السفر ) تغيير ( حالة ) وليس تبديل ( مكان ) .. ماذا ستربح عندما يسافر ( الجسد ) و ( القلب ) لم يفارق همومه .. |
|
10-12-2014, 12:09 PM | #40 |
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
|
رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***
أ.د.خالد الدريس * (الهجر) يشبه ( الغربة) في قسوتها وجفافها .. : * (الغربة) = الموت الأصغر .. : * شعور (الاغتراب) بلا (غربة) قمة الألم .. : * أقسى أنواع (الغربة) أن تكون(أنت) .. لست (أنت) .. : * وفي ( الغربة) تضيع (الملامح) وتحن (الأفئدة) إلى (حدائق الشوق) في وطن الأحبة .. : * حين تزول من الأشياء ( ألوانها ) أعرف أنني ( أفتقدكم ) .. و تحضرون فتعانق ( الألوان ) حياتي .. : * أسوأ (أنواع الغربة) وأقساها .. أن تنسى الله فينسيك نفسك .. (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون) .. |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo