سعودي كام شات حبي شات صوتي شات غزل شات بنت ابوي شات غرور كام شات سعودي كام صيف كام شات دقات قلبي
منهج القرآن في إثبات عقيدة البعث بعد الموت - الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري

الرجاء من الاخوه عدم نشر قصيده لشاعرنا الا بعد التأكد من مصدرها. وذالك نظراً لأنتشار الكثير من القصائد التي تحمل أسم الشاعر محمد بن فطيس .. وهي فالحقيقه ليست لشاعرنا .. لرؤية القصائد المنشوره مسبقاً التفضل بزيارة قسم الشاعر محمد بن فطيس .. والاطلاع على الموضوع المخصص لذالك .. مع تحيات فريق عمل الموقع
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: شاطي الحب........ (آخر رد :LarryWib)       :: (كان ..للبأسْ ..واليَأسْ.. وأشياءَ أخرى) (آخر رد :كان)       :: Test, just a test (آخر رد :XRumerTest)       :: . . ' صبري صبر بحّاره ، بغوإ في اليييم محّاره ! (آخر رد :نَوفْ . .)       :: كل عام وانتم بخير (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: خلك على خبري ياغاية مرامي (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: لاتجعل العين تبكي صبآبة,,,,,بقلمي (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: التصويت للقروبات المشاركه في مسابقة التحدي (آخر رد :empils)       :: أفضل التمارين البدنية للتخلص من الكرش (آخر رد :expefe)       :: من خلف الابواب (آخر رد :empils)      

العودة   الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري > َ ً ُ ٌ ِ ٍ ’ , . الـمـجالــس المنوعــــه . , ’ ٍ ِ ٌ ُ ً > منتدى إسلاميات
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
 

سعودي كام شات صوتي شات حبي شات صوتي شات غزل شات بنت ابوي شات غرور كام شات سعودي كام صيف كام شات دقات قلبي
موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-12-2014, 06:12 PM
أم عمر
آل مره
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
أم عمر غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~
الشيخ عائض القرني:

لا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها

عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم
لوني المفضل Darkred
 رقم العضوية : 10854
 تاريخ التسجيل : May 2013
 فترة الأقامة : 4055 يوم
 المشاركات : 2,914 [ + ]
 التقييم : 1076
 معدل التقييم : أم عمر has much to be proud ofأم عمر has much to be proud ofأم عمر has much to be proud ofأم عمر has much to be proud ofأم عمر has much to be proud ofأم عمر has much to be proud ofأم عمر has much to be proud ofأم عمر has much to be proud of
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي منهج القرآن في إثبات عقيدة البعث بعد الموت



منهج القرآن إثبات عقيدة البعث

منهج القرآن في إثبات عقيدة البعث بعد الموت


ملخص الموضوعات

سلك القرآن في ذلك عدة مسالك تجمع بين الجوانب الفطرية والعقلية والحسية كما يلي:

1- الاستدلال على البعث بالنشأة الأولى: الحج: 5-7، يس: 78، 79، الإسراء: 49-51، الروم: 27، مريم: 66، 67.
2- الاستدلال بخلق السموات والأرض وما فيهما: الإسراء: 98، 99، يس: 81، الأحقاف: 33.
3- الاستدلال بخروج النبات من الأرض: الأعراف: 57، فاطر: 9، فصلت: 39.
4- الاستدلال بوقائع حصل فيها الإحياء بعد الموت:
أ- صاحب القرية: البقرة: 259.
ب- إحياء الطيور لإبراهيم عليه السلام: البقرة: 260.
ج- الملأ من بني إسرائيل: البقرة: 243.
د- قو م موسى عليه السلام السبعون الذين اختارهم: البقرة: 55، 56.
هـ- القتيل الذي ضرب بعضو من أعضاء البقرة: 72، 73.
5- الاستدلال بإخراج النار من الشجر الأخضر: يس: 80.
6- الاستدلال بحصول اليقظة بعد النوم: الأنعام: 60-62، الزمر: 42.
7- الاستدلال بأن حكمة الله وعدله يقتضيان البعث والجزاء: المؤمنون: 115، القيامة: 36.

منهج القرآن إثبات عقيدة البعث





 توقيع : أم عمر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

قديم 10-12-2014, 06:41 PM   #2
أم عمر
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره


أم عمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10854
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 المشاركات : 2,914 [ + ]
 التقييم :  1076
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
الشيخ عائض القرني:

لا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها

عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم
لوني المفضل : Darkred
افتراضي رد: منهج القرآن في إثبات عقيدة البعث بعد الموت





إثبات عقيدة البعث بعـد الموت

(تفسير موضوعي)


تأليف

د. منظور بن محمد محمد رمضان *

قسم الدراسات القرآنية

الكلية الجامعية

جامعة أم القرى مكة المكرمة



* درّس القرآن الكريم في الحرم الشريف بعد حصـوله على إجازة في تدريس القرآن الكريم وتجـويده من معهد دار الأرقم بن أبي الأرقم عام 1392 هـ، حصـل على الماجستير تخصص كتاب وسنة عام 1406 هـ، دكتوراه تخصص كتاب وسـنة عام 1415 هـ جامعة أم القرى، حاليا عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين جامعة أم القرى مكة المكرمة.

ملخص البحث:

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

إن السعيد من صرف همته إلى القرآن الكريم تدبرا وفهما، ولقد دعانا القرآن الكريم إلى التدبر والاعتبار والتحصن به فهو مصدر فلاح العبد وفوزه في كل المجالات لأنه ينير لنا الطريق ويهدينا إلى أقوم طريق وأهدى سبيل، وإن البحث والتفكر فيما يدعونا إليه القرآن الكريم مما فيه سعادتنا الأبدية يعد من التذكر والتدبر، لا سيما في عصر السرعة التي تشابكت فيه الأقطار وتقلصت فيه المسافات وتسربت الحضارات والتبس الحق بالباطل، وانتشرت فيه الدعوات إلى المذاهب الباطلة والأفكار الهدامة، وظهرت في المجتمعات أمورا لا سابقة لها، فكان لا بد لعلماء الإسلام من وقفة صادقة جادة في وجه هذه الأفكار والمذاهب لمقاومتها وإيجاد الحلول المناسبة بصورة عاجلة ومختصرة .

وإن بحث: (منهج القرآن في إثبات عقيدة البعث بعد الموت) تفسير موضوعي، وهـو فن مبتكر جديد- وما أحوجنا إلى بحوث مؤصلة بالكتاب والسنة- تطرق لأمر هام يعد من أبرز موضوعات الساحة على حين أنه لم يبق دليل أو آية إلا وأخبرتنا على صدق موعود الله حسا وعقلا، ولعل منكري الأوائل لم تتضح لهم صورة إمكان البعث بعد الموت بمثل ما اتضحت في العصر الحديث مما يُشاهد عيانا في الكون من الآيات والدلائل التي تدعو إلى الإيمان بالبعث بعد الموت ضرورة ووجوبا، ولأجل هذا محاولة من الباحثين في استخراج مكنونات الكتاب العزيز فقد حصر البحث جهده في ذكر الأدلة النقلية والعقلية على إثبات البعث بعد الموت بأسلوب مبتكر يلائم روح العصر، وانصبت الأفكار على الرد على منكريه عقلا ونقلا، عل ذلك يدعـوهم إلى الإيمان بالله وبالبعث بعد الموت.

كما أنه يُذكّر المسلم بهذا اليوم الذي يحاسب الله فيه العباد على كل صغـيرة وكبيرة، عل ذلك يدعوه على الاستقامة على الطريقة

فمن هذه الزاوية فهو يعد بحثا أصيلا من حيث الجمع والتنسيق والشرح والبيان، عدا أنه يستمد معارفه من البحر الرباني القرآن الكريم. وبالله التوفيق والسداد.


مـقـدمـة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

إن أول ما دعى إليه الأنبياء والرسل هو توحيد الله تعالى، ومن أوائل ما اجتهدوا في إحكامه وتشييده هي العقيدة، قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} (النحل 36).لأنها الأساس الذي ترتكز عليه دعائم التشريعات الإلهية وميزان الأعمال قبـولا وردا، فإذا رسخت العقيدة في نفس المسلم تلاها الإيمان بمبدأ البعث بعد الموت والجزاء على الأعمال الذي هو أحد أركان الإيمان وقوام عقيدة المؤمن.

وإنّ الإيمان بمبدأ البعث بعد الموت تمهيد لبناء مجتمع يلتزم في حياته شرع الله في كل شؤون حياته، قال الله تعالى {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله…..} (التوبة 18). فقد حصر الله تعالى هذه الأعمال فيمن آمن بالله وباليوم الآخر.

ولقد كان من أوائل التكاليف الإلهية في القرآن الكريم هو الإيمان بالبعث، يقول الله تعالى في مطلع أول سور القرآن الكريم: {مالك يوم الدين ..} (الفاتحة) وفي ثاني سور القرآن الكريم: {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}.(البقرة 3، 4).

ويقول أبو هريرة رضي الله عنه : كان النبي صل الله عليه وسلم بارزا يوما للناس، فأتاه رجل فقال: (ما الإيمان؟، قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث...) [1].

لذا فقد اتفقت جميع الرسالات السماوية على الإيمان بالبعث بعد الموت والجزاء على الأعمال، ومِن ثَم فإنّ هذه القضية كانت من أولى اهتمامات القرآن الكريم، واعتنى بها عناية بالغة في آيات كثيرة.



أهمية البحث:

تظهر أهمية البحث وثمـرته من حيث استمداده وموضوعه ومنهجه، ومن حيث صلته بالمجتمع وحاجتهم إليه ومدى تحقيقه للأهداف والنتائج والغايات المرجوة من ورائـه.

وإنّ موضوع (منهـج القرآن الكريم في إثبات عقيدة البعث بعد الموت) من أهم الموضوعات؛ لكونه يتصل بكتاب الله تعالى الذي أنزله الله هدى ورحمة للعالمين ولسعادة البشر في الدارين، ثم هو أيضا سبب موصل لفهم كلام الله لما في شرح وبيان مثل هذا الموضوع مِن حث وتدبر على فهم كلام الله والإيمان به وربط الناس بواقع حياتهم العلمية والعملية.

كما أنّ هذا الموضوع الذي أعالجه جمعا ودراسة وشرحا وبيانا يشكل قاعدة أساسية لتقويم الإنسان في هذه الحياة لارتباط مصيره به، ونحن في أمس الحاجة إلى مثل هذه الموضوعات، لا سيما في زمن فسد فيه معتقد كـثير من الناس وتبلبلت أفكارهم حول قضية البعث بعد الموت، بل لم يقتصر الإنكار على البشر فحسب بل عم هذا الشعور الجن كما حكى الله تعالى عنهم بقوله: {وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا} (الجن 7).



(عوامل إنكار البعث بعد الموت)

إن قضية المعاد والبعث بعد الموت والجزاء على الأعمال قضية حساسة وفي بالغ الخطورة لأنها تحدد مصير الإنسان في دنياه قبل آخرته ويتوقف عليها إما سعادة أبدية أو شقاوة أبدية.

ولأهمية ذلك فإن الله تعالى- لطفا بعباده ورحمة بهم- وضحها في كتابه العزيز غاية الوضوح وبينها بيانا شافيا كافيا بأدلة نقلية وعقلية فيها مَقنَع لذي حِجر، ولكن مع ذلك لا يزال في الناس- إما جهلا أو جحودا ومكابرة- من يلتبس عليه الأمر فيحتاج إلى التوضيح والبيان.



وإن من خلال التتبع والقراءة العميقة والتدبر يتضح أن إنكار البعث بعد الموت والجزاء على الأعمال ينصب على معنيين:

أولا: بمـعـنى التغافل عنه وذلك بعدم استحضار الإيقان به أو استهتارا بشأنه بعدم مراقبة الله المطلع على سرائر عباده وضمائرهم، كحال بعض المسلمين أو المنتسبين إلى الإسلام ممن لا يعرفون للإسلام حدا أو للأوامر والنواهي معنى.

فما حصل أو يحصل من التعديات في النفس والمال والعرض وهضـم للحقوق وإهمال للواجبات إلا من جراء تغافل الناس عن مبدأ البعث بعد الموت إن لم يكن تكذيبا به وإنكارا، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا في سورة كاملة مبينا آثار التكذيب بيوم الدين فقال تعالى: {أرأيت الذي يُكذب بالدين، فذلك الذي يَدُعُّ اليتيم، ولا يحُض على طعام المسكين، فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يُرآؤن ويمنعون الماعون}.(الماعون).وقال تعالى: {ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يُخسِرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين} (المطففين ). ومؤدى كل هذه العوامل هو عدم الاستعداد بالعمل لهذا اليوم العظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين.



ثانــيا: بمعنى بإنكاره كليا وعدم الإيمان أو الإيقان بوجود يوم يحاسب الله تعالى فيه العباد ويجازي كلاً بما قدم من الأعمال، وذلك كحال المجتمعات الوثنية الكافرة على مختلف مِلَلِها ونِحَلِها، وهو ما نحن بصدد ذكره وبيانه في هذا البحث.

وإن مما يعجب له في هذا الموضع أن إبليس- على كفره وتكبر- أقر بالبعث وأتباعه من الكفرة أنكروه، قال تعالى حكاية عنه: {قال أنظرني إلى يوم يُبعثون} (الأعراف 14) وقال تعالى: {قال رب فأنظرني إلى يوم يُبعثون} (الحجر 36)



ولهذا النوع من إنكار البعث بعد الموت عوامل وأسباب عديدة أحاول تلخيص بعض هذه الأسباب والعوامل وشرحها وبيانها:



فمن عوامل إنكار البعث بعد الموت وأسبابه:

الترف والبطر والغرق في الشهوات حتى تنقلب الموازين وتنعكس المقاييس فتُنسّي الحِكَم الإلهية والإرادات الربانية في هذا الكون كما حكى الله تعالى عن أصحاب الجنة: {ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعـة قائمـة ولئن رددت إلى ربي لأجـدن خـيرا منـها منقلبا} الكـهف (35، 36).وكما قال تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إنّ لي عنده للحسنى فلننبأن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ} (فصلت 50) وقال تعالى: {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل مِن يَحْمُوم لا بارد ولا كريم إنهم كانوا فبل ذلك مُتْرَفين وكانوا يُصِرّون على الحنث العظيم وكانوا يقولون أإذ متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون أو آباؤنا الأولون} (الواقعة 41- 48).



وقال تعالى عن مترفي الأمم السالفة عندما توالت عليهم نعم الله فاغتروا بها فكانت مدعاة للتكذيب برسل الله وبالبعث بعد الموت قال تعالى: {وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون هيهات هيهات لما توعدون إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين} (المؤمنون 33- 38).



وإن من أسباب إنكار البعث بعد الموت: الكـبر والغرور وهو من مساوي النفس وأخلاقها الذميمة حيث يعمي البصر والبصير فيدفع بصاحبه إلى الإعجاب بالنفس وبطر الحق والكفر بالله تعالى وبنعمه، وقد حرمه الإسلام أشد تحريم؛ لأنه من أعظم أسباب الهلاك في الحال والمآل، ومن أكـبر العوائق عن طلب الكمال والبحث عن الحقائق والبينات، وحجاب مانع لوصول الهداية لكنه يجلب مقت الله، فكم من نعمة انقلبت نقمة وكم من عز وكرامة وقوة صـيراه ذلا وضعفا وهوانا، قال تعـالى: {كذلك يطـبع الله على كل قلبِ متكبر جبار} (غافر 35) وقال تعاليى : {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق} (الأعراف 146).وقال تعالى: {وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين، وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين} (العنكبوت 38، 39). وقال تعالى: {واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يُرجعون} (القصص 39)

وبسبب الكبر طرد إبليس من رحمة الله، قال تعال: {فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك مـن الصاغـرين} (الأعـراف 13).وقال تعاليى: {إلا إبليـس اسكتـبر وكان من الكافـرين} (ص 74).ومستقر الكافرين المتكبرين النار قال تعالى: {أليـس في جهنم مثوى للمتكبرين} (الزمر 60)



وإن من أسباب إنكار البعث بعد الموت: النفاق مع أن المنافق قد يظهر لـه شيء من الحق والحقيقة لكونه يخالط المسلمين ويسمع ويرى منهم ما يكون سببا للتصديق لكنه مع ذلك يصر على التكذيب فهو مِن هنا أشد مؤاخذة من الكافر الذي قد يجهل الأمر، قال تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين، يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون} (البقرة 8)

وما أكثر النفاق والمنافقين اليوم على اختلاف أشكالهم وألوانهم وما أشد ضررهم على الإسلام والمسلمين، وما يُرى ويُشاهد من بعضهم من تشويه صورة الإسلام قولا أو فعلا أو توجيه الألقاب النابية إليه وإلى المسلمين، أو المؤامرات والتجسس لهدمه، إنما هو لأجل التشويش والتلبيس على الناس في معرفة حقيقة البعث بعد الموت، تنفيذا لما طبعوا عليه من الشر والفساد، قال تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} (البقرة 13)



وإن من أسباب إنكار البعث بعد الموت: الجهل والتقليد الأعمى دون بصيرة أو علم وتثبت رغم فشو العلم وتعدد وسائله وسهولة الوصول إليها وظهور الآيات الدالة على صدق نبوة النبي صل الله عليه وسلم ورسالته وبصدق ما جاء به من عند الله، قال تعالى: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون} (البقرة 170) وقال تعالى: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير} (لقمان 21) وقال تعالى: {يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا، وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكُبراءنا فأضلونا السبيلا} (الأحزاب 66) وقال تعالى: {وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين، قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين، وقا الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونَجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون} (سبأ 31)

مع أن الله تعالى- بلطفه وكرمه- قد منح الإنسان وسائل الفهم والإدراك والاستبصار وجعله أهلا للتمـييز بين الحق والباطل والخير والشر والخطأ من الصـواب، قال تعالى: {ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها} (الشمس 7) وقال تعالى: {وهـديناه النجـدين} (البلد 10) وقال تعالى: {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سمعيا بصيرا، إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا} (الدهر 2) وقال تعالى: {بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره} (القيامة 14، 15).وقال تعالى : {والذي قدر فهدى} (الأعلى 3). وقال تعالى: {ولقد جاءهم من ربهم الهدى، أم للإنسان ما تمنى} (النجم 23، 24).



ولكن لما عُطّلت أدوات الفهم والاستبصار واستُخدمت في غير ما أمر الله تعالى وقعوا فيما وقعوا فيه، قال تعالى حكاية عن أهل النار: {قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير، وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} (الملك 9)

وقد عم هذا البلاء جميع أهل الكفر حتى أهل الكتاب رغم بقايا ما عندهم من علم لانحراف علمائهم مؤاثرة لشهواتهم وأغراضهم النفسية واستعبادا لشعوبهم وأممهم بإضلالهم حتى رسخوا في أذهان شعوبهم أن رجال الدين - على حد تعبيرهم- يتكفلون لهم المغفرة والجنة ويتحملون عنهم أعباء الآخرة، فساقهم ذلك إلى القول بأن الحياة حركة لا هدف لها وغايـة لا حكمة من ورائها وللبِيَع أناس والبارات ودور البغاء أناس، إنما هي أرحام تدفع وقبور تبلع، وبين هاتين لهو ولعب وزينة وتفاخر وتكاثر في الأموال والأولاد.



وإن من أسباب إنكار البعث بعد الموت: ظهور عبّاد المادة وتعدد الملل وانتشار الملحدين في المجتمعات البشرية ممن يزعمون العلم والفهم وهم في الحقيقة معاول لهدم الإنسانية لطمسهم في الناس معالم الحق رغم تطور العلم وظهور الآيات التي أثبتت وجوب البعث بعد الموت بما يشاهد يوما بعد يوم من الآيات والدلائل الدالة على وجـوبه، كما قال تعالى: {سـنريهم آياتِنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتـبين لهم أنهُ الحق…} (فصلت 53).

فلم ترفع كثير من الأمم رأسها لهذا الحق، بما ينادى من أن التوجه إلى الذات الإلهية يكون إما لجلب مصلحة أو لدفع ضر، وقد أغـنى العلم الحديث والتطور البشري في أكثر المجالات عن الإله وعن العقيدة والتدين، وأن الإنسان في عصر الذرة وغزو الفضاء فلم يصبح في حاجة إلى مدبر ومسير لأمر الكون، وأن الإنسان قد أصبح بالتقدم العلمي والحضاري والإحكام الصناعي كفيل نفسه، فأخذوا ينادون باستغناء الإنسان عن الرسل والرسالات وعن العقــيدة فضـلا عن الإيمان باليوم الآخــر: {والذين يسعون في آيتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون} (سبأ 38).



وإن من أسباب إنكار البعث بعد الموت: نِسبة تأثير الطبيعة في الكون، فقد ظهر على مختلف العصور والأزمان طبيعيون ينسبون الحوادث إلى الطبيعة، أو يقولون بتأثير الطبيعة في هذا الكون، وفي نظرهم أن كلما يحدث حادث أو انقلاب في الكون فإنه من تأثير الطبيعة، إنما هو كون ونظام مُسَيَّرٌ دون مسَيرٍِّ ووقت مؤقت ينتهي إليه فإذا كان الأمر كذلك فلا بعث ولا نشور ولا حساب ولا عقاب ولا جزاء على الأعمال إذا.

وهذا القول مشابه لقول الاشتراكيين اللا دينيين بينهم عموم وخصوص، قال تعالى حكاية عنهم: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الـدنيا نمـوت ونحـيا وما يُهلكنا إلا الدهــر ومالهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون} (الجاثية 23)

ولعل الطبيعيين أو الدهريين الأوائل قالوه عن شيء من الجهل وعدم الإيقان أو بضرب من التخمين والحدس، غير أن طبيعي هذا الزمان قالوه عن عمد وقصد عنادا واستكبارا- فقد كُشِف الأمر وزال شيء من الحجاب وكشفت بعض المُغَيبات- لغرض صرف الناس عن الحقائق وزعزعة أفكارهم وإيقاعهم في دوّامة الشكوك والرِيَب لئلا يرفعوا رأسا للبحث عن طريق الحق، وهذا حال كثير من الغربيين فإنهم مع وقوفهم على كثير من حقائق الكون وأسراره وإيقانهم ببطلان تأثير الطبيعة فيه من خلال التجارب والنظريات التي تحتم عليهم الاعتراف بالحق والنطق بالصدق، فلا يزالون يتصورون هذا التصور الزائف الذي يستهجنه عقل عادي فضلا عن عقل عقيل.



ويلزم هؤلاء القائلين: تحديد ماهية الطبيعة في نظرهم ؟ .

ثم هل الطبيعة قوة قاهرة أم مقهورة ؟.

وأيهما أقوى الطبيعة أم المطبوع ؟.

وقد قيل: إن الطبع يغلب التطبع فإن كانت الطبيعة لها تأثير فلماذا يحصل في مكان دون آخر مع توفر الأسباب والظروف ؟.

فإن قضت الطبيعة أن الفرخ من البيضة فلماذا تفسد البيضة ؟ وإذا قضت الطبيعة أن تراكم الغيوم ووجود الرعد والبرق مُؤْذِنٌ بالغيث فلم يتخلّف بعض ذلك وغير ذلك مما هو معلوم في هذا الكون من الخروج عن المألوف والنظام !.

وما ذاك إلا ليعرف الناس ويوقنوا أن هذا الكون مِلْكٌ لله تعالى ملكا وتصرفا فهو يتصرف فيه كيف يشاء ويُخضع الكائنات لنظام الكون تارة ويأمرها أخرى بالخروج عنه، وصدق الله حيث يقول عن نفسه: {تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغـير حساب} (آل عمران 27)

فإذا كانت الطبيعة- في نظرهم- قوة قاهرة فكيف للمقهور أن يخرج عن هذه السيطرة ؟.



فإذاً وجب القول بضعف الطبيعة وبخضوع هذا الكون لحكم الله مِلكا ومُلكا وتصرفا وبطل القول بتأثير الطبيعة فيه ووجب تكفير من يقول به إن كان عامدا، ومع الأسف فقد وجد في المسلمين أو المنتسبين إلى الإسلام من يقول بهذا القول.

فإما بسبب ما لُقّن في مراحل التعليم من هذه الكلمات النابية.

أو جهلا منه بفساد هذا الرأي وفظاعة هذا القول أو أنه التقليد والعمى دون بصيرة وبرهان.



وإن من أسباب إنكار البعث بعد الموت: الإغراق في الاغتفال والالتهاء، بحيث ينشغل الإنسان بسفاسف الأمور وزائفها ويعطيها حظا وافرا من الأهمية حتى يجعلها من أوليات همومه وأمانيه، ويقدمها إلى أن تبقى هي محط نظره وفكره ومحور حياته، مع أن ظاهر الحياة محدود صغير مهما بدا للناس واسعا شاملا يستغرق جهودهم بعضه ولا يستقصونه في حياتهم المحدود، فإن لم يتصل قلب المرء بحقيقة وجوده فإنه كما يقول سيد قطب: يظل ينظر وكأنه لا يرى ويبصر الشكل الظاهر والحركة الدائر ولكنه لا يدرك حكمته وأكثر الناس كذلك.

ولا شك أن الغفلة عن الآخرة تجعل كل مقاييس الغافلين تختل وتؤرجح في أكفهم ميزان القيم، فلا يملكون تصور الحياة وأحداثها وقيمها تصورا صحيحا، قال تعالى: {أو لم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون} (الروم 8) دعوة إلى إدراك حقيقة هذه الحياة وروابطها على مدار الزمان وحقيقة هذه الإنساية الموحدة المنشأ والمصير على مدار القرون كي لا ينعزل جيل من الناس بنفسه وحياته وقيمه وتصوراته ويغفل عن الصلة الوثيقة بين أجيال البشر جميعا وعن وِحدة السنة التي تحكم هذه الأجيال جميعا ووِحدة القيم الثابتة في حياة الأجيال جميعا، …والقرآن الكريم يدعو المكذبين أن يتدبروا العواقب وأن يدركوا أن سنة الله واحدة [2] .

وإن من أسباب إنكار البعث بعد الموت: العناد والاستهانة مما يجعل الإنسان يتطاول فيطلب أمورا إما خارجة عن طوق البشر أو لا علاقة لها بالحال والواقع أو يبتغي قياسا بمقيس يعد في نظر المعتاد قاصرا أو فاسدا كالطعام والشراب واللباس.

وهذا إنما هو نابع إما عن جهل بالحقائق أو عن قصر بصيرة أو استدبار لعواقب الأمور أو إغترار بالفاني من الزاد والمتاع، قال تعالى: {وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لو لا أنزل إليه ملكٌ فيكونَ معه نذيرا، أو يلقى إليه كنز أو تكونُ لـه جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا} (الفرقان 7)

تغافلوا عن الأهم إلى ما لا قيمة له أصلا لذا قال الله تعالى عقب ذلك مضربا عن توبيخهم وزجرهم عما حكاه من الكلام الذي خرج عن دائرة العقل ولا يصدر عن العقلاء فقال: {بل كذبوا بالساعة } (الفرقان 11) ليس الأمر كما زعموا بل الحامل لهم على هذا الاعتراض والاستكبار إنما هو التكذيب بالساعة ولهذا فهم لا ينتفعون بالدلائل ولا يتأملون فيها.

وأكد سبحانه وتعالى مقالتهم الشنيعة هذه بقوله: {وقال الذين لا يرجون لقاءنا لو لا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتو عُتوّا كبيرا…} (الفرقان 21) أي: تجاوزوا الحد في الكبر والطغيان إلى أقصى غاياته.

قال الألوسي: وفي طلب إنزال الملائكة للتصديق دون إنزال ملك إشارة إلى أنهم بلغوا في التكذيب مبلغا لا ينفع معه تصديق ملك واحد [3]

وقال الشوكاني: لقد بلغ هؤلاء الرذالة بأنفسهم مبلغا هي أحقر وأقل وأرذل من أن تكون من أهله أو تعد من المستعدّين له، وهكذا من جهل قدر نفسه ولم يقف عند حده، ومن جهلت نفسه قدره رأى غيره منه ما لا يرى [4] ولا زال هذا شأن الأمم المتعاقبة بعد أمة الأوثان يطلبون من سقط المتاع ويقيسون بمقياسهم وعليه يبنون نظرياتهم وإليها يرجعون ويحتكمون وحولها يحومون ويدندنون [5].

لذا كان لهـذا الموضوع أهميـته وحاجته الملحة [6].



 
 توقيع : أم عمر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


قديم 10-12-2014, 10:25 PM   #3
أم عمر
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره


أم عمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10854
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 المشاركات : 2,914 [ + ]
 التقييم :  1076
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
الشيخ عائض القرني:

لا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها

عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم
لوني المفضل : Darkred
افتراضي رد: منهج القرآن في إثبات عقيدة البعث بعد الموت





الهدف من البحث:

إن التفسير الموضوعي يختلف عن التفسير التحليلي أو الإجمالي، فمن حيث المراجع العلمية فإنه يعتمد بصورة كبيرة على الاستنباط والتلخيص لما في الآيات من المعاني والإرشادات والإشارات والأسرار القرآنية الدقيقة بعد الرجوع إلى التفسير بالمأثور والمعقول، كما يقول الزركشي: (أصل الوقوف على معاني القرآن التدبر والتفكر، واعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي حقيقة، ولا يظهر له أسرار العلم من غيب المعرفة وفي قلبه بدعة أو إصرار على ذنب، أو في قلبه كِبر أو هوى أو حب الدنيا أو يكون غير متحقق الإيمان أو ضعيف التحقيق أو معتمدا على قول مفسر ليس عنده إلا علم بظاهر، أو يكون راجعا إلى معقوله، وهذه كلها حُجُب وموانع وبعضها آكد من بعض) [7]



ومن حيث المنهج فإنه يعتمد على الموضوعات القرآنية فحسب.

ومن حيث التحرير والأسلوب فإن المفسر يحتاج إلى تدبر آيات القـرآن الكريم وإلى تعمق فكري لمعاني الذكر الحكيم وتذوق للبيان والأسلوب القرآني الرصين، وإلقاء نظرة عامة على جميع الآيات المجمعة من حيث تأليفها وترتيبها واستنباط العلاقة بينها وربط عناصر الموضوع بعضه ببعض، ثم سبك هذه المعاني في قالب من الحقائق مترابطة متصلة مثل سلسلة الذهب للخروج بنظرية قرآنية جديدة.

وهذا يتأتى "إذا كان العبد مُصْغِيا إلى كلام ربـه ملقى السمـع وهـو شهيد القلب لمعاني صـفات مخاطبه ناظرا إلى قدرته تاركا للمعهود من علمه ومعقوله" [8] فإنه يفتح الله عليه أبواب معرفته بحيث يقف على أسرار عظمة كتاب الله تعالى.



ويمكن تلخيص بعض أهداف هذه الدراسة في النقاط التالية:

1- تحقيق مبدأ النصيحة التي يقوم عليها أساس جلب الخير ودفع الشر عن البشر، والتواصي بالحق وبالصبر امتثالا لقول الله تعالى: بسم االله الررحمن االرحيم {والعصر إن الإنسان لفي خُسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} (العصر).ولقول النبي صل الله عليه وسلم : (الدين النصيحة) قال الصحابة: لمن يا رسول الله ؟، قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) [9].

2- جمع ما يتعلق من الآيات بموضوع البحث في مكان واحد، ثم البحث والنظر فيها من زاوية قرآنية محددة، ثم دراسـتها دراسة موضوعية وافية مركزة منحصرة فيما يتعلق بالموضوع شاملة لجوانبه، من حيث بيان ما يتعلق بموضوع: (منهج القرآن الكريم في إثبات عقيدة البعث بعد الموت) ومن حيث بيان ضرورته وبيان منهج الآيات في عرض الموضوع، دراسـة موضوعية على نمط يغاير نمط الموضوعات العامة، بعيدا عن الإطالة المملة، ثم تفسير الآيات تفسيرا موضوعيا من كتب التفسير بالرواية والدراية، ثم من كتب السنة على أساس وحدة واحدة مترابطة.

3- تأصيل البحث بالقرآن الكريم وبالسنة الصحيحة ثم بأقوال صحابة رسول لله صل الله عليه وسلم ومن خلال الاستدلال بوقائع حصل فيها الإحياء بعد الموت.

4- إخراج هذا الموضوع- الذي لم يسبق أن كتب فيه حسب علمي- بمنهج التفسير الموضوعي، بأسلوب سهل ميسر، يجمع بـين المنقول والمعقول من الأدلة وبـين العلم الحديث وواقع الناس، وإيصاله إلى مسامعهم بوضوح تام ليسهل عليهم فهمه وإدراكه ثم السير على نهجه دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وإرشادا ونصحا بالتي هي أحسن.

5- معذرة إلى الله بإقامة حججه ونصـب براهـينه على منكري البعث بعد الموت لا سيما الماديين الملحدين منهم وإيقاظهم وتنوير بصائرهم وإقناعهم بتبسيط القضية ببيان الأدلة النقلية والعقلية ومن خلال الانفتاح العلمي وآثاره، وتنبيههم من غفلتهم عن الحقائق الثابتة التي لا مجال لإنكارها نقلا كان أو عقلا وحسا، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.



(الأهداف التربوية في تقرير مبدأ البعث والجزاء)

إن قضية التربية قضية حساسة وفي بالغ الخطورة؛ لأنها تحدد مصير الإنسان في دنياه قبل آخرته ويتوقف عليها إما سعادة أبدية أو شقاوة أبدية، قال تعالى: {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة} (الأنفال 42). وقال تعالى: {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون} (التوبة 115).

ومن ثم جـدير بنا أن نعطي لمحة عن مثل هذا الموضوع لكي نقدم للأمة ما هي في أمس الحاجة إليه، لا سيما في مثل هذه الظروف الحرجة التي تحيط بالأمة الإسلامية بل البشرية عامة حيث تشكوا حاجتها الماسة إلى تربية يتكون منها فرد صالح، بعد أن جربت جميع المناهج الأرضية وأدركت فشلها في إيجاد الفرد الصالح الذي يتكون منه مجتمع وأمة صالحة.

كما أنها الأساس واللبنة الأولى إلى التقدم والرقي في شتى المجالات، والمعيار الذي به توزن أفكار الأمم ومواهبها ويعرف رقي الشعوب من انحطاطها وتقدمها من تأخرها وإن اختلفت أنظار الأمم في مدلولها.

ولقد ارتفعت في عصرنا الحاضر أعلام التربية واكتسى عنوانها ثوب البهرجة والتزويق معنىً ومفهوما حتى تجاوز حده ونادى المفكرون مكرسين جهودهم على تحقيق مفهوم التربية وانصبت جهود كبيرة على مستوى الدول على تحقيق هذا الهدف حسب المفاهيم والاتجاهات، وتبع ذلك بناء صروح شامخة وخصصت لها ميزانية ضخمة تتولى العناية بها، فأصبحت التربية حديث الساعة والشغل الشاغل للمجتمعات البشرية

إلا أنه اختلفت أنظار المربين وتباينت أفكارهم في تحديد معنى ومفهوم التربية ثم اختيار مورد ومصدر التربية الذي يحقق هذا الغرض النبيل تبعا لمعتقدها ومبادئها.

فالذين ينادون بالتربية المجردة عن تعاليم القرآن الكريم قد جانبوا الحقائق وضل سهمهم عن إصابة الهدف، فمنهم من تقمص بمباديء الغرب وعض عليها بالنواجذ، ومنهم من التحف برداء الأوروبيين واختبأ تحت أجنحتهم متأثرا بأفكارهم الفارغة وبآرائهم السقيمة وبتجارب ونظريات قدمائهم الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، {وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا} (يونس 36). {وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة} (يونس 6).. فهيهات هيهات.

وآخرون وهم جيل القرآن الكريم اتخذوا كتاب الله وسنة نبيه محمد صل الله عليه وسلم طريقا وسراجا منيرا تربية وسلوكا، لم يعرفوا أي فلسفة أو نظرية أو تجربة تربوية بالرغم من ذلك كله سادوا العالم قيادة ومنهجا فأصابوا الهدف، فأصبحوا بذلك على تباين كبير في تحديد معنى التربية ومفهومها وحقائقها ومصادرها.

ولو استعرضنا تاريخ المجتمعات منذ فجر الإسلام لوجدنا أنه لم تتشرف الدنيا ولم تسعد الأرض بل لم تكتحل العين بمجتمع مثل عصر صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم ذلك المجتمع الفذ الفريد من نوعه وما ذاك إلا بفضل التربية المحمدية التي أشاد القرآن الكريم بفضلها: {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صـراط الله الذي له ما في السـموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور} (شورى 52، 53).

لقد تربى هذا المجتمع على كتاب الله وكتاب الله له مكانة في نفوس المؤمنين وهذه المكانة ليست لأي كتاب آخـر على الإطلاق، كما أنّ له تأثيراً مباشراً فى القلوب في إعداد الفرد الصالح، فهو يأخذ هذا الإنسان بكامله بجسمه وروحه وعقله، فينفذ إليه من جميع منافذه ويربيه تربية عامة شاملة، ثم يسايره في جميع أحواله وظروفه المختلفة.حتى يجعله يمشي على هذه الأرض بجسمه وهو متوجه إلى السماء بروحه، ليتلقى تعاليمه من لدن حكيم عليم وليتخرج في المنهج الإسلامي.

إذا التربية حقيقة توقيفية لا تقبل الاجتهادات الإنسانية ولا الخيالات البشرية، رسمها وخطها الشارع الحكيم، لأنه أدرى بحال الناس من الناس، قال تعالى: {هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم} (النجم 32).



ونظرا لذلك فإن أولي الأحلام والنُهى والصلاح ينظرون إليها في كل الأحوال مِن خلال نافذة شرع الله ويضبطونها بضابط شرع الله ومن منظور المنطق والقِيم السليمة السامية، لا سيما بعد أن جربت الإنسانية جميع المناهج الأرضية فأدركت فشلها في إيجاد الفرد الصالح الذي يتكون منه المجتمع الصالح والأمة الصالحة، ولو اجتمع أهل الأرض على أن يأتوا بمثل القرآن الكريم مبدأ ومنتهى منهجا وسلوكا لما استطاعوا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وصدق الله حيث يقول: {إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} (الإسراء 9). وقال: بسم الله الرحمن الرحيم {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا} (الكهف 1، 2).



فهو فريد في منهجه وأسلوبه وتربيتـه يهدف إلى تكوين الإنسان الصالح في شتى المجالات، بينما المناهج الأخرى تهدف إلى تكوين المواطن الصالح لبلده ومجتمعه فحسب، وتكوين الإنسان الصالح أدق وأشمل وأعمق من إعداد المواطن الصالح، لأن المواطن الصالح هو ذلك الإنسان المقيد بالأرض بل بقطعة منها لا يصلح لغيرها، وإن علما ما إذا لم يكن له نصيب في توجيه الأمة توجيها شاملا فلا خير فيه البتة.

وإن من أوائل ما حرص عليه القرآن الكريم في تربيته هو إقامة موازين العدل لتتعمق جذور مبدأ البعث والجزاء بعد الموت، فإن موازين العدل خير معيار لترغيب العبد في الجزاء على الأعمال، كما قال تعال: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين} (الأنبياء 47).

وهذه العناية القرآنية والتربية المحمدية إنما جاءت لتقيم الإنسان في هذه الحياة وتشعره بأنّ الإيمان باليوم الآخر وبالبعث بعد الموت وتصور الثواب والعقاب على الأعمال، أمر يحرك في النفس أسمى طرائق الخير ويحول بينها وبين الشر، ويملؤها بالفضائل ويحجبها عن الرذائل، فتستقيم الأمور في المجتمع ويسوده النظام.

وبالعكس حين يعدم الإنسان الإيمان باليوم الآخر ويعدم تصور الثواب والعقاب على الأعمال، فيعم التسابق في الشر والانهماك في الشهوات والانغماس في لذائذ الدنيا، والانطلاق وراء أهواء النفس الجامحة دون رقيب أو وازع، ومن ثَم تختل موازين الحياة ويستحوذ الشر على النفوس، ويبقى الأمر والنهي منقادا لهوى النفس والمصالح الشخصية، والأنفس البشرية مهما علت وسمت فإنها بطبيعتها قاصرة عن إرساء قواعد الفضيلة وتأصيل أصول الخير.

ولا أدل على ذلك من الأمم المادية التي آمنت بالمادة مبدأ ونهاية، وصاغت بأهوائها ومن واقع تجاربها ونظرياتها المادية قوانين تحكم حياتها وتنظم شئونها فكانت مَدْعاة لمفاسد كثيرة تأباها الإنسانية، هذه الأمم وإن كانت قد نجحت في بعض الأمور إلا أنها قد غرقت في شهواتها إلى أبعد الحدود، وانعكست آثارها على العالم بالشر المستطير.

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا في عدة مواضع مبينا آثار التكذيب بيوم الدين، فقال الله تعالى : {ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يُخسِرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين…} (المطففين). فالتطفيف الذي حصـل في الكيل والخُسرُ في الميزان سببه التكذيب بيوم الدين.

وقال تعالى: { أرأيت الذي يُكذب بالدين، فذلك الذي يَدُعّ اليتيم، ولا يحُض على طعام المسكين، فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يُراؤن ويمنعون الماعون}.(الماعون).

فالأذى الذي حاق باليتيم، وعدم معاونة المسكين، والغفلة عن الصلاة، والرياء وعدم الإخلاص، ومنع أسباب الخير كأذية الجار وإهانة الضيف وإطلاق اللسان في أنواع الشر من جراء التكذيب بيوم الدين، كما قال صل الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) وفي راوية مسلم: (فليحسن إلى جاره) [10].

وقال: صل الله عليه وسلم (والـذي نفسي بيـده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره- أو لأخيه- ما يحب لنفسه) [11].

ومِن ثَمّ عمد القرآن الكريم في تربيـته للنفوس إلى التذكـير باليوم الآخر ترغيبا في مختلف مجالات الخير وزجرا عن الشر، ومِن ثَم كانت الحاجة ماسةً إلى الإيمان باليوم الآخر، وصولا إلى عالم أفضل وحياة أكرم، وإنسانية أكمل [12].



فكان مِن فضل هذه التربية المحمدية أن نشأ هذا المجتمع الإسلامي منذ البداية على الإحسان في السر والعلن، فلم يغب فكره وقلبه لحظة من مراقبة الله، روي أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعس بالليل فسمع امرأة تقول لابنتها: "اخلطي شيئا من الماء في اللبن فإن أمير المؤمنين لا يرانا" فأجابتها الطفلة البريئة: "ولكن يا أماه إن رب أمير المؤمنين يرانا" [13].

لأن مبدأ الجزاء قد أصبح فيهم بمثابة المرآة كلما تسول النفس بالشر أو يحصل منها تباطؤ في الخير يتذكرون الجزاء فيدفعهم إلى إحسان العمل ويقيهم من الزلل، بل ويأخذون أنفسهم بتطبيقه حتى ولو كان فيه إزهاق لروح أحدهم كما في قصة ماعز بن مالك والغامدية رضي الله عنهما كأنهما استشعرا قـوله تعالى: {وكلهم آتيـه يوم القيامة فردا} (مريم 95) وقوله تعالى: {إنّ إلينا إيابهم، ثم إنّ علينا حسابهم} (الغاشية 26) فأصرا على رسول الله صل الله عليه وسلم أن يطهرهما بالحد [14].



وفي قصة تحريم الخمر حيث كانت الكؤوس مترعة في أيدي بعضهم فلما قرأ عليهم المخبر قوله تعالى: {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} (المائدة 91).فاستشعروا قول النبي صل الله عليه وسلم : (كل مسكر حرام إنّ على الله عز وجل عهدا لِمن شرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال) قالوا: يا رسول الله وما طينة الخبال ؟، قال: (عرق أهل النار أو عصارة أهل النار) [15] فقالوا بلسان واحد: انتهينا ربنا انتهينا [16]

فإذا تواصى به المسلمون وأيقظوا في نفوسهم الشعور الدائم بيوم الجزاء وتضافرت الجهود على قمع كل نزعة تشكك فيه، وحمل كل رجل ومعلم على عاتقه تعليم من يقع تحت مسئوليته في ترسيخ عقيدة البعث بعد الموت والجزاء على الأعمال وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد فلقنوها الأطفال منذ الصـبا لتكون ركيزة في نفوسهم وعقيدة راسخة في قلوبهم لا يضلون ولا ينحرفون عنها ويجعلوها نصـب أعينهم وهَمّ عمرهم ويأخذوهم بتطبيقه قولا وعملا، فإذا ما تربى مجتمع على مثل ما تربى عليه أصحاب محمد صل الله عليه وسلم واستحكم فيه هذا الاعتقاد السليم فإنهم بإذن الله سيتحقق فيهم قول الله تعالى: {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين} (الأنبياء 73).



بهذه التربية القرآنية كان يربي النبي صل الله عليه وسلم أصحابه في كل شئون الحياة وهكذا كانت مدارسهم وهكذا كان لها الأثر الطيب في استقامة الأمة، ترى لو أخذ الخلف ببعض ما عني به السلف من التربية وقام كل مسئول على من استرعاه الله أمره وقامت المدارس والمعاهد والجامعات وقام المدرسون بهذا الواجب في مختلف الحقول العلمية والعملية صغيرها وكبيرها منذ أول دخول الطفل مدرسته كما كان يفعل المصطفى صل الله عليه وسلم روى سالم عن أبيه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلِمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) [17] وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: (أتدرون ما المفلِسُ ؟) قالوا: المفلس فينا من لا درهم لـه ولا متاع. قال: (إنّ المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يُقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء) [18]

فما أجدر وأليق بنا معشر الأمة الإسلامية أن نهتم بهذه القضية المصيرية، ونقدرها حق قدرها.


يتبع ان شاءالله




 
 توقيع : أم عمر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


موضوع مغلق

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap

الساعة الآن 02:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
vBulletin Optimisation by vB Optimise.

Seo By RaWABeTvB_Seo

:: تصميم جالس ديزاين ::