04-24-2011, 09:19 PM
|
|
هي والجسر والغروب,,,
دعوا الألوان الزائفة تزول . . .
دعوا مواسم الأمطار ترحل . . .
إلى متى كانت ستنتظر ؟ ! . .
كان يمكن مشاهدة الجسر الواقف وسط الصقيع . .
ولكن لم يكن بالاستطاعة مشاهدة أطرافه . .
أحيانا ترى طرفي الجسر في جهة واحدة . .
وأحيانا لم يكن للجسر أطراف . .
المساء كان على وشك الرحيل . .
ولم تكن هناك علامة تدل على قدومه . .
النهر الجاري من تحت الجسر كان يقول :
تعالي في أحضاني . . سأدفن كل مآسيك . .
لقد تلاعبوا بجسد الطين هذا كثيرا . .
وبدأت ألوان هذه اللعبة تزول . .
دعوا الألوان الزائفة تزول . .
دعوا مواسم الأمطار ترحل . .
النهــر مليء بالمـــاء . .
سيغتسل كل شيء . .
تـل من الرمل . .
كله ســـــيزول . .
النهــــر سيجري . .
دعوا النهر يجري . .
دعوا أجزاء الجسد تتناثر .
.
الشمس شدت رحالها للغروب . .
وهي كانت قد هربت من منزلها . .
لكي تنجوا من تلك المشنقة التي كانوا سيعلقونها فيه . .
وكانت قد أرسلت له طلبا لموعد . .
موعدا للقاء على الجسر الذي يوصل بين شطين . .
الرياح تتلاعب بالصقيع . .
الجسر يتراقـص . .
كان يلامس طرفي الحياة . .
البداية والنهـــاية . .
من هذا المكان بدأت حكايتهمـــــــا . .
همس من الماضي كان يداعبها .
هيا تعال نجرب الغوص . .
واحد .. إثنان .. نقفز من على القمر . .
في قارب العيون نسهر الليل . .
وعلى مياه البحيرات نبسط النوم . .
هيا لنـغـوص . .
هيا إربطي النهر بقدميك ِ
وتمايلي مع البحر . .
هيا نلبس لون الغروب على أجسادنا ..
ونغني أغاني الحب . .
نفعل شيئا لم يفعله أحد . .
هيا لنطير في السمـــاء . .
هيا نعبء جيوبنا بالنجوم ونمضي . .
هيا .. هيا ..
هيا ننثـــر اللؤلؤ ونمضي . .
هيا نلتف بوشاح من الغيوم . .
ونسقط الأمطار ونمضي . .
هيا نفعل شيئا لم يفعله أحد .
.
ما زالت واقفة على الجسر . .
أحست بالضحكات والأصوات الآتية من الماضي . .
ولو أنها مدت يدها إلى الصقيع لأمكن لها أن تلامسها . .
نظرت إلى الساعة .. عقرب الثواني يتريض في مساره . .
ولم تكن هناك علامة تدل على قدومه . .
نصف الليل كان قد رحل . .
حتى تلك الليلة إنتهت هكذا . .
المطعم المتحرك في الدور الواحد والعشرون . .
كانا هما الإثنين فقط . .
وكانت تنظر إلى ساعة يدها . .
فغطى بيده ساعتها . .
لقد كانت يده كبيرة جدا . .
نظرت بعينيها المثقلة إليه . .
وسمعت أصوات عينيه تقول :
( حتى عيونك لونها سماوي ) . .
لونها سماوي . .
العيون السماوية . .
دعيني أحلق في عيونك . .
حينما يطير طير الزمن في السماء . .
يأتي المســـــــــاء . .
وبحلول المساء ترجع الطيور على أعشاشها . .
بحلول المساء . .
يضيء سراج القمر . .
و حين يضيء تنام الطيور . .
تخاف الطيور أن تنام وحيدة . .
ولو ينام أحد بجانبها . .
تحلم بأحلام ناعمة . .
دعونا نطير بأحلامنا . .
لونها سماوي . .
العيون السماوية . .
حُلي عن معصمك الوقت المعذب مثل النبض . .
منذ لبستُ يدك على معصمي . .
توقف النبض . . وتتطاير الوقت . .
أقطعي السماء وإلبسيها على جسدك . .
ودعي الروح تحلق بعيدا . .
لونها سماوي . .
العيون السماوية . .
إنها لا تستطيع التحليق بالأجنحة . .
ولا تستطيع السير بالأقدام . .
وتحدثت إبتسامتها فقالت :
أحملني بين ذراعيك . .
فأنا لا أستطع السير . .
حزام الأذرعة أخذ منحا آخر تلك الليلة . .
نفسين تشابكا معا . .
فسمع صوت نفس واحد . .
أمنياتي أخذتني من يدي برفق . .
أخذتني إلى هناك . .
هذا جنون . . هذا سكون . .
أنا لست في أي مكان . .
إنه صراخ شفاه مقفلة . .
مناجاة الجسد شيء مختلف . .
جسدي ليس في سيطرتي . .
حينما سحبت الأماني الضائعة يدها منهما . .
وجدا نفسيهما على سطح الأرض مرة أخرى . .
حينما رجعت إلى البيت . .
حدث نفس السيناريو الذي يحدث دائما . .
كان قد إتفق أهلها على زواجها من إبن عمها . .
رائحة الحناء كانت قد عطرت المنزل . .
أنوار وألوان الفرح غطت الأجواء . .
والورد أدفأ المناسبة بعبيره . .
والدعوات والأمنيات أحاطت بالعروس والعريس . .
وصديقات العروس يحلقن مثل الفراشات حولها . .
صوت الدفوف ملأ الحواري البعيدة قبل القريبة . .
ووصلت مزامير الفرح إلى مسامعه أيضا . .
فأتى مسرعا . .
حاول أن يصل إلى أنظارها من النوافذ والأبواب . .
لم يكن الوصول إلى العروس ممكنا . .
أتتها إحدى صديقاتها بكاس من العصير . .
ولم تكن طلبته . .
نظرات صديقتها أمرتها بأن تشرب العصير . .
لوجود رسالة في قاع الكأس . .
لقد أرسل خاتما في قاع الكأس . .
شربت الخاتم بشفاهها . .
ولبسته في إصبعها . .
أرسلت رسالة مع صديقتها . .
كتبتها على كف صديقتها المنقوش بالحناء . .
دعنا نلتقي على ذلك الجسر الذي إجتمعنا عليه بالغروب . .
ولكن الرسالة لم تصل . .
كان قد رحل قبل وصولها. .
تغير كل شيء في لحظات . .
ولم يتغير شيء . .
الذي تغير كان قد رحل . .
لم يتغير شيء برحيلك . .
هذا هو الليل . .
وهذا هو القمر . .
تتابع الأنفاس مثلما كانت دائما . .
وترمش العين مثلما كانت سابقا . .
فقط أصبحت مبتلة قليلا . .
ولكن لم يتغير شيء برحيلك .
مازالت الشفاه تجف . .
ومازالت أحس بالعطـش . .
النسمات الباردة تموج ليلا . .
دخان يخرج مع كلماتي . .
ولكنه ليس من قلبي . .
لم يتغير شيء برحيلك . .
هذا هو الليل . .
وهذا هو القمر . .
ولكن رحل النوم . .
بدأ لون السماء يتغير . .
وبدأ الليل يزول . .
طار طير من على شجرة قريبة . .
وذهب إلى السماء ينادي النهار . .
صوت خرير النهر ملأ المكان . .
وهي قد توقفت عند طرف الجسر . .
الذي تنتهي عنده آخر خطوات الحياة . .
أوقفها صوت صغير ماعز بريء . .
كان يلهو في ذاك الطرف من الجسر . .
طـفـــل كـان يرعى غنمـه . .
أمسك بيدها وأخذها أخذها إلى بيتها . .
يا سيدتي جفت البحيرة . .
ولكن السماء مازالت ممتلئة . .
سيـــأتي المطــر ثانية . .
وستمتلئ البحيرة مرة أخرى . .
هيا أملئيها بالماء . .
هيا إملئيها . .
عطشانة هذه الجرة . .
لا أدري أين أفرغت هذه الغيوم السوداء . .
البحيرة الفارغة أصبحت مجرد طين مبلل . .
ماتت واقفة البحيرة العطشى . .
إنها تنادي الغيوم السوداء . .
أنها تفترش غطاء من الرمل . .
جافة البحيرة والأنهار . .
والدروب ساكنة . .
إملأيها بالماء . . هيا أملأيها . .
من دون الماء تتعذب بحيرتك . .
مكشوفة الرأس جالسة البحيرة المسكينة . .
غطيها بغطاء السماء أيتها الغيوم . .
هيا أملأيها بالماء . . هيا أملأيها .
إنها تنتظره كل يوم عند غروب الشمس . .
ولكنه لا يأتي . .
مرة أخرى كادت يد الحياة أن تفلت منها . .
كم هو الغروب زائل . .
دعوا الألوان الزائفة تزول . .
دعوا مواسم الأمطار ترحل . .
المـــــــــاء على أوراق الشجر . .
يظل يعزف قطرة قطره . .
حتى لو توقف المطر . .
يظل يتساقط لمدة طويلة . .
كانت عادة المطر . .
ومازالت عادته . .
أن يبللنـــــــا بقطراته . .
دعوا هذا الانهمار يمضي . .
دعوا مواسم الأمطار ترحل . .
ماذا يعني جمع وربط
الأعواد الجافة المتطايرة ؟. .
ماذا يعني جمعها وربطها ؟ . .
والورود العمياء على الأغصان . .
ماذا يعني وجودها من عدمه . .
تغيّر الألوان . .
كان من طبع الأمطار . .
ومازال طبعها . .
لقد جاءت مرة أخرى . .
وتوقفت في نفس المكان من الجسر . .
لتخطوا آخر خطوات الحياة . .
أوقفها صوت آتي من خلال الصقيع . .
إنه . . إنه . .
إنه صوته هو . .
بدأت ملامحه تظهر شيئا فشيئا من خلال الصقيع . .
لقد جاء متأخر . . ولكن . .
جاء في الوقت المناسب . .
هيا تعال نجرب الغوص . .
واحد . . إثنان . . نقفز من على القمر . . . . .
|
أمشِيّ " غَريبْ " ودآخلِيّ ألفْ دُولَه ..
وأطَآلِع الدُنيَآ بنظّرآتْ مذّهُــولّ ..!
شِفتْ أبسَطّ أحلآمِيّ (تمُوتْ ) بسهُولَه ..
و || الصَمتْ || عنّ خُوفْ الحَكِيّ كآن مسّؤؤلّ
حتى ملامح بسمتي ضيعوووهااا
|